لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
هذا النص الكامل لخطاب سلطان البلاد المفدى
بمجلس عمان
الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها المواطنون الأعزاء..
سنحمد الله على هذا اللقاء المتجدد الذي نحرص فيه دائما على استعراض بعض جوانب مسيرة النهضة المباركة، مؤكدين العزم على تحقيق غاياتها وتنفيذ أهدافها من أجل مزيد من التقدم والرقي والازدهار في ظل تنمية شاملة متكاملة تسعى إلى تطوير الموارد البشرية والطبيعية
وإقامة البنى التحتية بما يؤدي إلى استمرار النمو الاقتصادي وتثبيت أركان البنيان الاجتماعي وترسيخ قواعد الدولة العصرية بعون الله ومشيئته.
وبهذه المناسبة لا يفوتنا أن نشير إلى أنه في مثل هذا الشهر من عام 1981م افتتحنا المجلس الاستشاري للدولة كخطوة أولى في سبيل تحقيق سياساتنا الرامية إلى إتاحة قدر أكبر لإشراك المواطنين في الجهود التي تبذلها الحكومة تنفيذا لخططها الاقتصادية والاجتماعية.. وإننا نحمد الله العلي القدير على نجاح تلك الخطوة التي أعقبتها خطوة أخرى مباركة بافتتاح مجلس الشورى في ديسمبر من عام 1991م، وقد كان هذا المجلس تجربة رائدة ولبنة قوية ثابتة في بناء دولة المؤسسات التي نسعى إلى تثبيت دعائمها بدون تفريط في الأسس الراسخة للمجتمع العماني مع الأخذ بما هو مفيد من أساليب العصر وأدواته.
وقد توجت هاتان الخطوتان كما تعلمون بإنشاء مجلس عمان الذي يضم مجلس الدولة إلى جانب مجلس الشورى حتى يعمل المجلسان معا على إثراء مسيرة التطور والبناء وذلك بإبداء الآراء والأفكار التي تخدم الصالح العام وتسهم في توفير مزيد من أسباب التقدم والحياة الكريمة لكافة المواطنين من خلال التوصيات المختلفة والتي توليها حكومتنا جل اهتمامها وكذلك من خلال الحوار المعلن بين أعضاء المجلس ووزراء في الحكومة.
وإذ نهنئكم على مرور خمسة وعشرين عاما منذ بدء الخطوة الأولى في مسيرة المجلس لندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق مجلسكم (مجلس عمان) إلى أداء المهام الموكلة إليه على نحو يحقق التعاون والتكامل بينه وبين مختلف أجهزة الدولة تلبية لطموحات المواطنين
وتحقيقا لآمالهم وتطلعاتهم، إنه على ما يشاء قدير.
أيها المواطنون الأعزاء..
لقد تأكدت خلال الأعوام المنصرمة ثوابت سياستنا الداخلية من خلال الخطط والبرامج الهادفة إلى بناء الإنسان ونشر العمران وتوطيد الأمن والأمان.. إنها غايات تطلعنا إليها منذ بزوغ فجر عمان الحديثة، وأكدنا العزم على مواصلة الجهد والعمل في سبيل إنجازها، ولقد كان من فضل الله علينا وتوفيقه، أن يسر السبيل ورعى المسيرة وأحاط بعين عنايته الكريمة كل خطواتها.. فحمدا لله على سابغ كرمه وإحسانه.. إنه أهل الحمد والثناء ومناط الأمل والرجاء.
تعلمون مدى اهتمامنا بتطوير الموارد البشرية وتحقيق فرص أفضل وأكثر لأبنائنا الشباب وبناتنا الشابات في التعليم والتدريب والتوظيف، بحيث يكاد يكون هذا بندا ثابتا في كل خطاب نتوجه به إليكم ومن خلالكم إلى جميع أهل عمان. ولا غرو في ذلك فالإنسان هو قاعدة البناء الحضاري وأصله الأصيل وبدونه لا تقوم حضارة يرجى لها التطور والاستمرار، لذلك فإننا نجدد تأكيدنا على هذا الجانب الهام من جوانب تطوير المجتمع وتحديثه.
ومن هذا المنطلق يسرنا أن نعرب عن ارتياحنا للخطوات الجادة التي اتخذتها الدوائر الحكومية والقطاع الخاص خلال الأعوام القريبة الماضية في مجال التعمين وتدريب وتوظيف الأجيال الجديدة.
وإنه لمن دواعي سرورنا أن نرى إقبالا متزايدا على الانخراط في مجالات العمل المختلفة ونأمل أن يكون ذلك مؤشرا يدل على وعي متنام لدى جميع أفراد المجتمع بأهمية العمل مهما كان نوعه. وهنا نود أن نذكر بأن الاستقرار في العمل يكسب الخبرة والمهارة. إننا نحيي
من هذا المنبر كل من يعمل بجد واجتهاد وصبر في أي مجال من المجالات التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
كما يسرنا أيها المواطنون الأعزاء أن نبدي ارتياحنا أيضا لما تم في مجال نشر مظلة التعليم العالي في مناطق متعددة، وذلك من خلال إنشاء الجامعات الخاصة التي تضم كليات مختلفة تقدم علوما وفنونا متنوعة يحتاج إليها الوطن وتلقى رواجا في سوق العمل الذي هو البوتقة النهائية التي تصب فيها كل مخرجات المؤسسات التعليمية. ومن هنا فإننا نرحب بإنشاء جامعات خاصة جديدة في المناطق الأخرى التي تحتاج إلى مؤسسات تعمل في مضمار التعليم العالي، شريطة أن تثبت الدراسات الموضوعية جدوى إنشائها وأن يكون ما تقدمه من برامج على مستوى من الجودة يؤهل خريجيها للحياة العملية ويضمن لها الاعتراف بشهاداتها وطنيا ودوليا، فإلى جانب القدرة على استيعاب أكبر عدد ممكن من الراغبين في التعليم العالي (وهو أمر نشجعه ونحث عليه) يجب أن تحقق هذه المؤسسات التعليمية النوعية الجيدة لمخرجاتها، فلا فائدة من الكم الكبير إلا إذا كان يمتاز بمواصفات ترفع من قدراته العلمية والفنية ومهاراته العملية والتطبيقية.
إن العلم والعمل أمران متلازمان لا يستغني أحدهما عن الآخر، فبهما معا تبني الأمم أمجادها وتعلي بنيان حاضرها ومستقبلها، وبهما معا يحقق الإنسان ذاته ويصل إلى ما يبتغيه من عيش كريم وحياة مستقرة وغد باسم بالأمل والرجاء، ونحن على يقين بأن المجتمع العماني على وعي تام بهذه الحقيقة.
وفي هذا المقام نود أن نعلن أننا قد قررنا تقديم عون مناسب إلى الجامعات الخاصة تشجيعا لها على القيام بواجبها الكبير نحو تزويد المجتمع بالكوادر المؤهلة تأهيلا عاليا علميا وعمليا وبما يساعد على الارتقاء بمستوى أدائها وأداء خريجيها في مختلف ميادين العمل التي تتطلبها الحياة العصرية المتطورة.. والله ولي التوفيق.
أيها المواطنون الأعزاء..
لقد أثبت النهج الذي اتبعناه في سياستنا الخارجية خلال العقود الماضية جدواه وسلامته بتوفيق من الله، ونحن ملتزمون بهذا النهج الذي يقوم على مناصرة الحق والعدل والسلام والأمن والتسامح والمحبة والدعوة إلى تعاون الدول من أجل توطيد الاستقرار وزيادة النماء
والازدهار ومعالجة أسباب التوتر في العلاقات الدولية بحل المشكلات المتفاقمة حلا دائما وعادلا يعزز التعايش السلمي بين الأمم ويعود على البشرية جمعاء بالخير العميم.
(ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)
وفقكم الله.. وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
المصدر : جريدة الوطن
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
هذا النص الكامل لخطاب سلطان البلاد المفدى
بمجلس عمان
الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها المواطنون الأعزاء..
سنحمد الله على هذا اللقاء المتجدد الذي نحرص فيه دائما على استعراض بعض جوانب مسيرة النهضة المباركة، مؤكدين العزم على تحقيق غاياتها وتنفيذ أهدافها من أجل مزيد من التقدم والرقي والازدهار في ظل تنمية شاملة متكاملة تسعى إلى تطوير الموارد البشرية والطبيعية
وإقامة البنى التحتية بما يؤدي إلى استمرار النمو الاقتصادي وتثبيت أركان البنيان الاجتماعي وترسيخ قواعد الدولة العصرية بعون الله ومشيئته.
وبهذه المناسبة لا يفوتنا أن نشير إلى أنه في مثل هذا الشهر من عام 1981م افتتحنا المجلس الاستشاري للدولة كخطوة أولى في سبيل تحقيق سياساتنا الرامية إلى إتاحة قدر أكبر لإشراك المواطنين في الجهود التي تبذلها الحكومة تنفيذا لخططها الاقتصادية والاجتماعية.. وإننا نحمد الله العلي القدير على نجاح تلك الخطوة التي أعقبتها خطوة أخرى مباركة بافتتاح مجلس الشورى في ديسمبر من عام 1991م، وقد كان هذا المجلس تجربة رائدة ولبنة قوية ثابتة في بناء دولة المؤسسات التي نسعى إلى تثبيت دعائمها بدون تفريط في الأسس الراسخة للمجتمع العماني مع الأخذ بما هو مفيد من أساليب العصر وأدواته.
وقد توجت هاتان الخطوتان كما تعلمون بإنشاء مجلس عمان الذي يضم مجلس الدولة إلى جانب مجلس الشورى حتى يعمل المجلسان معا على إثراء مسيرة التطور والبناء وذلك بإبداء الآراء والأفكار التي تخدم الصالح العام وتسهم في توفير مزيد من أسباب التقدم والحياة الكريمة لكافة المواطنين من خلال التوصيات المختلفة والتي توليها حكومتنا جل اهتمامها وكذلك من خلال الحوار المعلن بين أعضاء المجلس ووزراء في الحكومة.
وإذ نهنئكم على مرور خمسة وعشرين عاما منذ بدء الخطوة الأولى في مسيرة المجلس لندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق مجلسكم (مجلس عمان) إلى أداء المهام الموكلة إليه على نحو يحقق التعاون والتكامل بينه وبين مختلف أجهزة الدولة تلبية لطموحات المواطنين
وتحقيقا لآمالهم وتطلعاتهم، إنه على ما يشاء قدير.
أيها المواطنون الأعزاء..
لقد تأكدت خلال الأعوام المنصرمة ثوابت سياستنا الداخلية من خلال الخطط والبرامج الهادفة إلى بناء الإنسان ونشر العمران وتوطيد الأمن والأمان.. إنها غايات تطلعنا إليها منذ بزوغ فجر عمان الحديثة، وأكدنا العزم على مواصلة الجهد والعمل في سبيل إنجازها، ولقد كان من فضل الله علينا وتوفيقه، أن يسر السبيل ورعى المسيرة وأحاط بعين عنايته الكريمة كل خطواتها.. فحمدا لله على سابغ كرمه وإحسانه.. إنه أهل الحمد والثناء ومناط الأمل والرجاء.
تعلمون مدى اهتمامنا بتطوير الموارد البشرية وتحقيق فرص أفضل وأكثر لأبنائنا الشباب وبناتنا الشابات في التعليم والتدريب والتوظيف، بحيث يكاد يكون هذا بندا ثابتا في كل خطاب نتوجه به إليكم ومن خلالكم إلى جميع أهل عمان. ولا غرو في ذلك فالإنسان هو قاعدة البناء الحضاري وأصله الأصيل وبدونه لا تقوم حضارة يرجى لها التطور والاستمرار، لذلك فإننا نجدد تأكيدنا على هذا الجانب الهام من جوانب تطوير المجتمع وتحديثه.
ومن هذا المنطلق يسرنا أن نعرب عن ارتياحنا للخطوات الجادة التي اتخذتها الدوائر الحكومية والقطاع الخاص خلال الأعوام القريبة الماضية في مجال التعمين وتدريب وتوظيف الأجيال الجديدة.
وإنه لمن دواعي سرورنا أن نرى إقبالا متزايدا على الانخراط في مجالات العمل المختلفة ونأمل أن يكون ذلك مؤشرا يدل على وعي متنام لدى جميع أفراد المجتمع بأهمية العمل مهما كان نوعه. وهنا نود أن نذكر بأن الاستقرار في العمل يكسب الخبرة والمهارة. إننا نحيي
من هذا المنبر كل من يعمل بجد واجتهاد وصبر في أي مجال من المجالات التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
كما يسرنا أيها المواطنون الأعزاء أن نبدي ارتياحنا أيضا لما تم في مجال نشر مظلة التعليم العالي في مناطق متعددة، وذلك من خلال إنشاء الجامعات الخاصة التي تضم كليات مختلفة تقدم علوما وفنونا متنوعة يحتاج إليها الوطن وتلقى رواجا في سوق العمل الذي هو البوتقة النهائية التي تصب فيها كل مخرجات المؤسسات التعليمية. ومن هنا فإننا نرحب بإنشاء جامعات خاصة جديدة في المناطق الأخرى التي تحتاج إلى مؤسسات تعمل في مضمار التعليم العالي، شريطة أن تثبت الدراسات الموضوعية جدوى إنشائها وأن يكون ما تقدمه من برامج على مستوى من الجودة يؤهل خريجيها للحياة العملية ويضمن لها الاعتراف بشهاداتها وطنيا ودوليا، فإلى جانب القدرة على استيعاب أكبر عدد ممكن من الراغبين في التعليم العالي (وهو أمر نشجعه ونحث عليه) يجب أن تحقق هذه المؤسسات التعليمية النوعية الجيدة لمخرجاتها، فلا فائدة من الكم الكبير إلا إذا كان يمتاز بمواصفات ترفع من قدراته العلمية والفنية ومهاراته العملية والتطبيقية.
إن العلم والعمل أمران متلازمان لا يستغني أحدهما عن الآخر، فبهما معا تبني الأمم أمجادها وتعلي بنيان حاضرها ومستقبلها، وبهما معا يحقق الإنسان ذاته ويصل إلى ما يبتغيه من عيش كريم وحياة مستقرة وغد باسم بالأمل والرجاء، ونحن على يقين بأن المجتمع العماني على وعي تام بهذه الحقيقة.
وفي هذا المقام نود أن نعلن أننا قد قررنا تقديم عون مناسب إلى الجامعات الخاصة تشجيعا لها على القيام بواجبها الكبير نحو تزويد المجتمع بالكوادر المؤهلة تأهيلا عاليا علميا وعمليا وبما يساعد على الارتقاء بمستوى أدائها وأداء خريجيها في مختلف ميادين العمل التي تتطلبها الحياة العصرية المتطورة.. والله ولي التوفيق.
أيها المواطنون الأعزاء..
لقد أثبت النهج الذي اتبعناه في سياستنا الخارجية خلال العقود الماضية جدواه وسلامته بتوفيق من الله، ونحن ملتزمون بهذا النهج الذي يقوم على مناصرة الحق والعدل والسلام والأمن والتسامح والمحبة والدعوة إلى تعاون الدول من أجل توطيد الاستقرار وزيادة النماء
والازدهار ومعالجة أسباب التوتر في العلاقات الدولية بحل المشكلات المتفاقمة حلا دائما وعادلا يعزز التعايش السلمي بين الأمم ويعود على البشرية جمعاء بالخير العميم.
(ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)
وفقكم الله.. وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
المصدر : جريدة الوطن
تعليق