الحكام العرب في الاتجاه المعاكس
أثرّت صورة صدام حسين بلحيته الكثّة و وجهه الأغبر و وضعه الذليل على مجمل الرؤساء العرب الذين أعاد بعضهم مشاهدة تلك اللقطة التاريخية عشرات المرات إلى درجة أن بعضهم تخيّل نفسه في وضعية صدام حسين بنفس اللحية والوجه الأغبر بعد أن طويت لهم الوسادة لعقود من الزمان .
وإذا تركنا النوايا الحقيرة والإستراتيجيّة الأمريكية للإنقضاض على جغرافيتنا وما تحويه من ثروات ظاهرة وباطنة جانبا , فإنّ الحاكم العربي الذي ما زال مسترسلا في ممارسة لعبته المفضلّة الظلم بمختلف صوره وتفاصيله هو السبب الأساس للخزي الداخلي والخارجي الذي بات عليه واقعنا العربي والإسلامي .
وبدل أن تكون صورة صدّام حسين عبرة لحكامنّا لكي يتعظّوا ويكفوا عن ظلم شعوبهم وبطش مواطنيهم , فيكفوا عن ممارسة الظلم و الإضطهاد والإحتقار والإستحمار والإستكبار وسرقة أقوات الأجيال الراهنة والأجيال المقبلة , إلاّ أنّهم تغيّروا في الإتجّاه المعاكس .
لقد تصورّ حكامنا أنّ السبيل إلى الحفاظ على ذقونهم المنعمّة و سلطانهم الدائم وعزهمّ السرمدي يكمن في الطاعة المطلقة للسيّد الأمريكي و الركوع والسجود المطلق للسيّد الأمريكي , بل إنّ بعضهم زايد وقال سأصلي لأمريكا خمسين ركعة ولربي بعض الركيعّات بل إنّ بعضهم قال : سوف ألغي قاموس ربي ومفرداته الدينية من قاموس حياتي وأستبدله بالقاموس الأمريكي الجديد .
وبعد عرض صورة صدّام حسين – الصورة الرسالة الأمريكية الواضحة إلى النظام الرسمي العربي بالدرجة الأولى – تهاطل كمّ هائل من الرسائل المباشرة والهاتفية و المنقولة على البيت الأبيض , وقد كان مدلولها واحدا من قبل حكّام المشرق العربي كما مغربه , أنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بإذن أمريكا , و أنّ لا معصية لأمريكا بعد اليوم , وبناءا عليه قام المتخندقون في الخندق الأمريكي بزيادة عدد الفرائض والنوافل لوجه أمريكا , وقام الخارجون عن الطاعة الأمريكية سابقا بالكشف عن عوراتهم و أغتسلوا بحنفيّات البيت الأبيض الأمريكي وأعلنوا التوبة النصوح وسلموا مقاليد أمورههم وراهنهم ومستقبلهم لأمريكا , وبهذا الشكل نجحت أمريكا ومن خلال صورة صدّام حسين المذلّة والمخزية في آن أن تطيح بكل الرؤساء العرب الذين راحوا يطلبون الإستغفار من أمريكا مبدين إستعدادهم أن ينقلوا مكّة المقدسّة إلى البيت الأبيض , وتنازلوا عن الثوابت والمتغيرّات , عن الثورة والدولة , عن الراهن والمستقبل , عن التاريخ والجغرافيا , عن القرآن والسيف , عن الرجولة والكرامة , عن العرض والشرف , عن ظاهر الأرض وباطنها , عن الأسلحة التقليدية و المتطورّة , عن الدبابة والفرس العربي الأصيل , بل إنّ بعض حكامنا لم يمانعوا في التنازل عن ذكورتهم إذا أرادت أمريكا ذلك , فغضّت أمريكا الطرف عن ذلك بسبب أنّ الكثير منهم أصبح عنّينا وقد بلغ من الكبر عتيّا ويطلي شعره وحاجبيه بالصبغة الأمريكية التي تخفي ما لوثته الأيام وأفسده الدهر .
وإختيار حكامنا الإتجّاه المعاكس لشعوبهم لن يضمن لهم البقاء في السلطة ولن يضمن لهم الحفاظ على نعومة ذقونهم وتسريحة شعورهم حتى لو عمروا ردحا من الزمن في الإتجّاه الأمريكي , لأنّ الضامن الحقيقي للبقاء في السلطة وعدم إنهيار نظمنا المنخورة من أساسها هو تطبيق العدل ورفع الظم عن الناس و توزيع الثروات توزيعا عادلا على الحكام والمحكومين على حدّ سواء , و القضاء على البطالة والمحسوبيات والسرقات الكبيرة والصغيرة التي يمارسها الحاكم ولصوص الحكومة بإمتياز .
إنّ السبب المركزي والأساس الذي أدّى إلى سقوطنا الفظيع حضاريا وإقتصاديا وثقافيا وسياسيا وعسكريا هو الظلم بصريح العبارة , فسبب نكستنا ليس مردّه إلى الفكر أو العقل فنحن أصحاب موروث فكري وثقافي ومخزون حضاري لا يملك الغرب عشر ثلثه , و أقول هذا الكلام وأنا أعيش في الغرب ومدمن على قراءة الفكر الغربي , وهذا الكلام هو للردّ على محمّد عابد الجابري ومحمد أركون الذين حملّوا العقل العربي والمسلم مسؤولية تردي الأوضاع في واقعنا العربي .
ولدينا من الثروات الباطنة والظاهرة ما تعجز الحاسوبات عن إحصائها و تحديد مبتدأها ومنتهاها , وبناء ا عليه يظل الظلم هو السبب المركزي وراء التردّي الذي نحياه , الظلم الذي مارسه ويمارسه حكّامنا هو الذي أوصل واقعنا العربي إلى الدرك الأسفل من الإنحطاط .
ومثلما يعتبر الظلم أساس التردي والتراجع والسقوط , فإنّ العدل هو أساس الملك و مدماك البناء وبه لا بغيره تزدهر الحياة السياسية والثقافية والإجتماعية والعسكرية والأمنية و الحضاريّة . وبسبب تربع حكامنا على عرش الظلم و زجهم للعدل في المعتقل وإقدامهم على إعدامه من قاموس ممارساتهم ومسلكيتهم السياسيّة خرم داخلنا كما خارجنا و باتت حصوننا وقلاعنا مهددّة بل آلت إلى السقوط بضربات المنجنيق الأمريكي والصهيوني.
وعوض أن يعود حكامنا إلى مبدأ العدل – عدلت فآمنت يا عمر – و يحافظوا بذلك على رشاقة أجسامهم ونعومة أذقانهم و حلاوة وجوههم و عطارة أبدانهم , إلاّ أنّهم ركبوا الموجة الأمريكية في الإتجاه المعاكس لشعوبهم متناسين أنّ أمريكا لا يمكن أن تضمن لهم البقاء السرمدي في السلطة لأنّها تستخدم حكامنا كعرائس الأراجوز , بل إنّ الذي يضمن لهم عزّة الدنيا والأخرة هم شعوبهم المستضعفة التي يسيرون دوما في إتجاهها المعاكس .
وإذا كان حكامنا في إدبار بإتجاه أمريكا والشعوب في إقبال بإتجاه الحريّة و الإنعتاق فما أسرع إنهيار حكامنا وليبدأوا من الآن بإدخّار أمواس الحلاقة , لكن لات حين مناص !!!
أثرّت صورة صدام حسين بلحيته الكثّة و وجهه الأغبر و وضعه الذليل على مجمل الرؤساء العرب الذين أعاد بعضهم مشاهدة تلك اللقطة التاريخية عشرات المرات إلى درجة أن بعضهم تخيّل نفسه في وضعية صدام حسين بنفس اللحية والوجه الأغبر بعد أن طويت لهم الوسادة لعقود من الزمان .
وإذا تركنا النوايا الحقيرة والإستراتيجيّة الأمريكية للإنقضاض على جغرافيتنا وما تحويه من ثروات ظاهرة وباطنة جانبا , فإنّ الحاكم العربي الذي ما زال مسترسلا في ممارسة لعبته المفضلّة الظلم بمختلف صوره وتفاصيله هو السبب الأساس للخزي الداخلي والخارجي الذي بات عليه واقعنا العربي والإسلامي .
وبدل أن تكون صورة صدّام حسين عبرة لحكامنّا لكي يتعظّوا ويكفوا عن ظلم شعوبهم وبطش مواطنيهم , فيكفوا عن ممارسة الظلم و الإضطهاد والإحتقار والإستحمار والإستكبار وسرقة أقوات الأجيال الراهنة والأجيال المقبلة , إلاّ أنّهم تغيّروا في الإتجّاه المعاكس .
لقد تصورّ حكامنا أنّ السبيل إلى الحفاظ على ذقونهم المنعمّة و سلطانهم الدائم وعزهمّ السرمدي يكمن في الطاعة المطلقة للسيّد الأمريكي و الركوع والسجود المطلق للسيّد الأمريكي , بل إنّ بعضهم زايد وقال سأصلي لأمريكا خمسين ركعة ولربي بعض الركيعّات بل إنّ بعضهم قال : سوف ألغي قاموس ربي ومفرداته الدينية من قاموس حياتي وأستبدله بالقاموس الأمريكي الجديد .
وبعد عرض صورة صدّام حسين – الصورة الرسالة الأمريكية الواضحة إلى النظام الرسمي العربي بالدرجة الأولى – تهاطل كمّ هائل من الرسائل المباشرة والهاتفية و المنقولة على البيت الأبيض , وقد كان مدلولها واحدا من قبل حكّام المشرق العربي كما مغربه , أنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بإذن أمريكا , و أنّ لا معصية لأمريكا بعد اليوم , وبناءا عليه قام المتخندقون في الخندق الأمريكي بزيادة عدد الفرائض والنوافل لوجه أمريكا , وقام الخارجون عن الطاعة الأمريكية سابقا بالكشف عن عوراتهم و أغتسلوا بحنفيّات البيت الأبيض الأمريكي وأعلنوا التوبة النصوح وسلموا مقاليد أمورههم وراهنهم ومستقبلهم لأمريكا , وبهذا الشكل نجحت أمريكا ومن خلال صورة صدّام حسين المذلّة والمخزية في آن أن تطيح بكل الرؤساء العرب الذين راحوا يطلبون الإستغفار من أمريكا مبدين إستعدادهم أن ينقلوا مكّة المقدسّة إلى البيت الأبيض , وتنازلوا عن الثوابت والمتغيرّات , عن الثورة والدولة , عن الراهن والمستقبل , عن التاريخ والجغرافيا , عن القرآن والسيف , عن الرجولة والكرامة , عن العرض والشرف , عن ظاهر الأرض وباطنها , عن الأسلحة التقليدية و المتطورّة , عن الدبابة والفرس العربي الأصيل , بل إنّ بعض حكامنا لم يمانعوا في التنازل عن ذكورتهم إذا أرادت أمريكا ذلك , فغضّت أمريكا الطرف عن ذلك بسبب أنّ الكثير منهم أصبح عنّينا وقد بلغ من الكبر عتيّا ويطلي شعره وحاجبيه بالصبغة الأمريكية التي تخفي ما لوثته الأيام وأفسده الدهر .
وإختيار حكامنا الإتجّاه المعاكس لشعوبهم لن يضمن لهم البقاء في السلطة ولن يضمن لهم الحفاظ على نعومة ذقونهم وتسريحة شعورهم حتى لو عمروا ردحا من الزمن في الإتجّاه الأمريكي , لأنّ الضامن الحقيقي للبقاء في السلطة وعدم إنهيار نظمنا المنخورة من أساسها هو تطبيق العدل ورفع الظم عن الناس و توزيع الثروات توزيعا عادلا على الحكام والمحكومين على حدّ سواء , و القضاء على البطالة والمحسوبيات والسرقات الكبيرة والصغيرة التي يمارسها الحاكم ولصوص الحكومة بإمتياز .
إنّ السبب المركزي والأساس الذي أدّى إلى سقوطنا الفظيع حضاريا وإقتصاديا وثقافيا وسياسيا وعسكريا هو الظلم بصريح العبارة , فسبب نكستنا ليس مردّه إلى الفكر أو العقل فنحن أصحاب موروث فكري وثقافي ومخزون حضاري لا يملك الغرب عشر ثلثه , و أقول هذا الكلام وأنا أعيش في الغرب ومدمن على قراءة الفكر الغربي , وهذا الكلام هو للردّ على محمّد عابد الجابري ومحمد أركون الذين حملّوا العقل العربي والمسلم مسؤولية تردي الأوضاع في واقعنا العربي .
ولدينا من الثروات الباطنة والظاهرة ما تعجز الحاسوبات عن إحصائها و تحديد مبتدأها ومنتهاها , وبناء ا عليه يظل الظلم هو السبب المركزي وراء التردّي الذي نحياه , الظلم الذي مارسه ويمارسه حكّامنا هو الذي أوصل واقعنا العربي إلى الدرك الأسفل من الإنحطاط .
ومثلما يعتبر الظلم أساس التردي والتراجع والسقوط , فإنّ العدل هو أساس الملك و مدماك البناء وبه لا بغيره تزدهر الحياة السياسية والثقافية والإجتماعية والعسكرية والأمنية و الحضاريّة . وبسبب تربع حكامنا على عرش الظلم و زجهم للعدل في المعتقل وإقدامهم على إعدامه من قاموس ممارساتهم ومسلكيتهم السياسيّة خرم داخلنا كما خارجنا و باتت حصوننا وقلاعنا مهددّة بل آلت إلى السقوط بضربات المنجنيق الأمريكي والصهيوني.
وعوض أن يعود حكامنا إلى مبدأ العدل – عدلت فآمنت يا عمر – و يحافظوا بذلك على رشاقة أجسامهم ونعومة أذقانهم و حلاوة وجوههم و عطارة أبدانهم , إلاّ أنّهم ركبوا الموجة الأمريكية في الإتجاه المعاكس لشعوبهم متناسين أنّ أمريكا لا يمكن أن تضمن لهم البقاء السرمدي في السلطة لأنّها تستخدم حكامنا كعرائس الأراجوز , بل إنّ الذي يضمن لهم عزّة الدنيا والأخرة هم شعوبهم المستضعفة التي يسيرون دوما في إتجاهها المعاكس .
وإذا كان حكامنا في إدبار بإتجاه أمريكا والشعوب في إقبال بإتجاه الحريّة و الإنعتاق فما أسرع إنهيار حكامنا وليبدأوا من الآن بإدخّار أمواس الحلاقة , لكن لات حين مناص !!!
تعليق