[align=center]بما أننا في عصر العولمة التي هي – بمعنى آخر – الأمركة، فقد رأيت أن أقدم للقارئ هذا الامتحان السياسي على الطريقة الأمريكية؛ أي الأسئلة متعددة الاختيارات MCQ. حاول أن تجيب عن أكبر عدد في أقصر وقت، وحاول ألا تختلس النظر إلى الإجابات الموجودة في نهاية المقال:
أ- ابن لادن هو :
1- عميل مخابرات أمريكية ما زال يتصل بها منذ أيام الجهاد في أفغانستان.
2-هو النموذج العصري الإسلامي لجيفارا. وقد أوجع الولايات المتحدة بأكبر ضربة في تاريخها.
3- مجرد أحمق يهوى الشهرة الإعلامية، وقد أقنعته المخابرات الأمريكية بأن يختطف فاتورة سبتمبر لنفسه، على طريقة فيلم فؤاد المهندس القديم عندما كان يتبرع بتبني أية جريمة قتل ليكسب احترام فتاته؛ وبهذا مهد للجنرالات احتلال موقعين عظيمي القيمة: أفغانستان والعراق.
4- ربما هذا كله.
ب - ابن لادن خاطب الأمة الأمريكية عشية الانتخابات – بعد صمت طال - مما ساهم بدور لا بأس به في فوز بوش لأنه:
1- رجل بوش وما نحن فيه هو أكبر عملية خداع في التاريخ الحديث. بل هي أكبر من خدعة برجينسكي السابقة عندما دعا للجهاد في أفغانستان فقط لينتقم من الاتحاد السوفييتي.
2- الانتخابات الأمريكية ليست ضمن جدول ابن لادن، وهو لن يؤجل أو يقدم كلمته للمجاهدين بسببها.
3- مجرد أحمق وقد كان توقيته شديد الغباء كأي شيء فعله من قبل. إن قدرات هذا الرجل لا تتجاوز وضع قنبلة في محطة أتوبيس يقف عليها أطفال المدارس كما فعل تنظيمه في مصر في منتصف التسعينات.
4- ربما هذا كله.
ج – كان بوسع الولايات المتحدة أن تعد مسرحية ناجحة عن اكتشاف مخزن لأسلحة الدمار الشامل في العراق، وتجلب الصحافة العالمية لتصور، لكنها لم تفعل.. لماذا ؟
1- لأن الفكرة لم تخطر لهم.
2- لأن محاولة كهذه سوف تفتضح في عصر لا أسرار فيه. إن الفرنسيين والأوروبيين عامة ثرثارون أكثر من اللازم.
3- لأن أمريكا دولة أمينة لا تحاول خداع أحد ويجب أن نُشفى من البارانويا العربية التقليدية.
4- ربما هذا كله.
د- لماذا تصر المنظمات الفلسطينية على إعلان كل شيء عن منفذي العمليات الاستشهادية، بما فيها الاسم والسن والعنوان، بحيث لا يبقى إلا أن يذهب الجنرال شارون بعد ربع ساعة ليهدم بيوتهم ؟. لماذا لا يتعبونه قليلاً بغفلية الفاعل ؟
1- لأنه لا فارق هنالك، والأخبار تنتشر بسرعة، والعملاء كثيرون والحمد لله.
2- على سبيل الفخر وإعطاء الحق لصاحبه.
3- قبل أن تنتحل منظمة أخرى العملية لنفسها.
4- ربما هذا كله.
هـ - الجماهير تثور ضد الحرب في أمريكا وفي أوروبا كلها، لكن الحرب تقع .. البريطانيون غاضبون على بلير لكن بلير يستمر. معارضة كبرى لبوش في أمريكا لكنه ينال فترة أخرى. السبب هو:
1- ديموقراطية الغرب زائفة فشلت لدى أول احتكاك حقيقي.
2- لغة المصالح أقوى وهي التي تحرك الجماهير فعلاً.
3- إنها نهاية عصر الجماهير المؤثرة. افعل ما تريد ولسوف يتبعك القطيع فيما بعد عندما لا يجد حلاً آخر.
4- ربما هذا كله.
و- برغم خسائر الأمريكيين، وبرغم العمليات المستمرة، فلا يبدو أنهم ينوون الفرار من العراق كما فعلوا مع فيتنام والصومال. السبب:
1- كما قال محمد حسنين هيكل: العراق ليس فيتنام ولهذا لا يجب أن نتوقع تكرار السيناريو. فيتنام لم تكن تحوي ربع بترول العالم، وكانت الصين والاتحاد السوفييتي يدعمانها.
2- إن اللحظة لم تأت بعد وسوف ينهار السد قريبًا، ونرى طائرات الهليوكوبتر تنطلق مذعورة من فوق سطح السفارة الأمريكية، بينما تتدلى جثة علاوي المشنوقة من حبل معلق في أحد ميادين بغداد.
3- انتهى عصر الثورات والمقاومة الشعبية الناجحة، بعد ما انهار الاتحاد السوفييتي الذي – ويا للعجب – سعوا كثيرًا من أجل إسقاطه. اتضح متأخرًا جدًا أن كلمة (اتحاد سوفييتي) كانت مرادفًا للفظة (مقاومة فعالة).
4- ربما هذا كله.
ز – في وقت من الأوقات، وصل عدد عمليات المقاومة إلى ثمانين عملية في العراق يوميًا، وبرغم هذا يتكلم الأمريكيون عن 1200 قتيل في عام ونصف. السبب:
1- هم كاذبون.. لو مات جندي واحد في نصف عدد العمليات اليومية لكان عدد القتلى 1200 شهريًا. إن الثلاجات مليئة بجثث الجنود الهسبانيين البؤساء الذين لن يدخلوا أية إحصائية.
2- أكثر عمليات المقاومة العراقية موجهة ضد العراقيين. لا وقت لمهاجمة الأمريكيين.
3- الأمريكي الذي خرج من صلبه رامبو وشوارزنجر لا يموت بهذه السهولة.
4- ربما هذا كله.
هل أجبت عن كل الأسئلة ؟.. إذن قم بعد اختياراتك. لو كانت أكثر إجاباتك هي رقم 1 فأنت عربي أصيل فعلاً، تعاني نظرية المؤامرة بشكل مرضي وهي الطريق الملكي إلى البارانويا. لو كانت أكثر إجاباتك هي رقم 2 فأنت ثائر صغير يؤمن بالمقاومة ويعيش في زمن مكافحة الإمبريالية وجيفارا ولومومبا وناصر .. سوف تلاقي لحظات عصيبة مع من يسخرون من هذا كله باعتباره تراثًا عتيقًا باليًا. أنصحك أن تقرأ قصيدة (إذا) لكيبلنج.. صحيح أنه وغد استعماري لكن القصيدة تلخص الموقف. الخيارات التي يغلب عليها رقم 3 هي خيارات إنسان واقعي ممن يطلقون عليهم (مثقفو المارينز) ومن الواضح أن العصر عصرك ما لم تخرج أمريكا من العراق بفضيحة. أما لو كانت أكثر خياراتك هي 4 فأنت لا تعرف شيئًا على الإطلاق مثل كاتب هذه السطور، وهذا يؤهلنا كي ننضم بجدارة إلى معسكر الخاسرين في الأيام السود القادمة.
((((منقول ويعبر عن وجهة نظر كاتبه وأحياناً ناقله))))[/align]
أ- ابن لادن هو :
1- عميل مخابرات أمريكية ما زال يتصل بها منذ أيام الجهاد في أفغانستان.
2-هو النموذج العصري الإسلامي لجيفارا. وقد أوجع الولايات المتحدة بأكبر ضربة في تاريخها.
3- مجرد أحمق يهوى الشهرة الإعلامية، وقد أقنعته المخابرات الأمريكية بأن يختطف فاتورة سبتمبر لنفسه، على طريقة فيلم فؤاد المهندس القديم عندما كان يتبرع بتبني أية جريمة قتل ليكسب احترام فتاته؛ وبهذا مهد للجنرالات احتلال موقعين عظيمي القيمة: أفغانستان والعراق.
4- ربما هذا كله.
ب - ابن لادن خاطب الأمة الأمريكية عشية الانتخابات – بعد صمت طال - مما ساهم بدور لا بأس به في فوز بوش لأنه:
1- رجل بوش وما نحن فيه هو أكبر عملية خداع في التاريخ الحديث. بل هي أكبر من خدعة برجينسكي السابقة عندما دعا للجهاد في أفغانستان فقط لينتقم من الاتحاد السوفييتي.
2- الانتخابات الأمريكية ليست ضمن جدول ابن لادن، وهو لن يؤجل أو يقدم كلمته للمجاهدين بسببها.
3- مجرد أحمق وقد كان توقيته شديد الغباء كأي شيء فعله من قبل. إن قدرات هذا الرجل لا تتجاوز وضع قنبلة في محطة أتوبيس يقف عليها أطفال المدارس كما فعل تنظيمه في مصر في منتصف التسعينات.
4- ربما هذا كله.
ج – كان بوسع الولايات المتحدة أن تعد مسرحية ناجحة عن اكتشاف مخزن لأسلحة الدمار الشامل في العراق، وتجلب الصحافة العالمية لتصور، لكنها لم تفعل.. لماذا ؟
1- لأن الفكرة لم تخطر لهم.
2- لأن محاولة كهذه سوف تفتضح في عصر لا أسرار فيه. إن الفرنسيين والأوروبيين عامة ثرثارون أكثر من اللازم.
3- لأن أمريكا دولة أمينة لا تحاول خداع أحد ويجب أن نُشفى من البارانويا العربية التقليدية.
4- ربما هذا كله.
د- لماذا تصر المنظمات الفلسطينية على إعلان كل شيء عن منفذي العمليات الاستشهادية، بما فيها الاسم والسن والعنوان، بحيث لا يبقى إلا أن يذهب الجنرال شارون بعد ربع ساعة ليهدم بيوتهم ؟. لماذا لا يتعبونه قليلاً بغفلية الفاعل ؟
1- لأنه لا فارق هنالك، والأخبار تنتشر بسرعة، والعملاء كثيرون والحمد لله.
2- على سبيل الفخر وإعطاء الحق لصاحبه.
3- قبل أن تنتحل منظمة أخرى العملية لنفسها.
4- ربما هذا كله.
هـ - الجماهير تثور ضد الحرب في أمريكا وفي أوروبا كلها، لكن الحرب تقع .. البريطانيون غاضبون على بلير لكن بلير يستمر. معارضة كبرى لبوش في أمريكا لكنه ينال فترة أخرى. السبب هو:
1- ديموقراطية الغرب زائفة فشلت لدى أول احتكاك حقيقي.
2- لغة المصالح أقوى وهي التي تحرك الجماهير فعلاً.
3- إنها نهاية عصر الجماهير المؤثرة. افعل ما تريد ولسوف يتبعك القطيع فيما بعد عندما لا يجد حلاً آخر.
4- ربما هذا كله.
و- برغم خسائر الأمريكيين، وبرغم العمليات المستمرة، فلا يبدو أنهم ينوون الفرار من العراق كما فعلوا مع فيتنام والصومال. السبب:
1- كما قال محمد حسنين هيكل: العراق ليس فيتنام ولهذا لا يجب أن نتوقع تكرار السيناريو. فيتنام لم تكن تحوي ربع بترول العالم، وكانت الصين والاتحاد السوفييتي يدعمانها.
2- إن اللحظة لم تأت بعد وسوف ينهار السد قريبًا، ونرى طائرات الهليوكوبتر تنطلق مذعورة من فوق سطح السفارة الأمريكية، بينما تتدلى جثة علاوي المشنوقة من حبل معلق في أحد ميادين بغداد.
3- انتهى عصر الثورات والمقاومة الشعبية الناجحة، بعد ما انهار الاتحاد السوفييتي الذي – ويا للعجب – سعوا كثيرًا من أجل إسقاطه. اتضح متأخرًا جدًا أن كلمة (اتحاد سوفييتي) كانت مرادفًا للفظة (مقاومة فعالة).
4- ربما هذا كله.
ز – في وقت من الأوقات، وصل عدد عمليات المقاومة إلى ثمانين عملية في العراق يوميًا، وبرغم هذا يتكلم الأمريكيون عن 1200 قتيل في عام ونصف. السبب:
1- هم كاذبون.. لو مات جندي واحد في نصف عدد العمليات اليومية لكان عدد القتلى 1200 شهريًا. إن الثلاجات مليئة بجثث الجنود الهسبانيين البؤساء الذين لن يدخلوا أية إحصائية.
2- أكثر عمليات المقاومة العراقية موجهة ضد العراقيين. لا وقت لمهاجمة الأمريكيين.
3- الأمريكي الذي خرج من صلبه رامبو وشوارزنجر لا يموت بهذه السهولة.
4- ربما هذا كله.
هل أجبت عن كل الأسئلة ؟.. إذن قم بعد اختياراتك. لو كانت أكثر إجاباتك هي رقم 1 فأنت عربي أصيل فعلاً، تعاني نظرية المؤامرة بشكل مرضي وهي الطريق الملكي إلى البارانويا. لو كانت أكثر إجاباتك هي رقم 2 فأنت ثائر صغير يؤمن بالمقاومة ويعيش في زمن مكافحة الإمبريالية وجيفارا ولومومبا وناصر .. سوف تلاقي لحظات عصيبة مع من يسخرون من هذا كله باعتباره تراثًا عتيقًا باليًا. أنصحك أن تقرأ قصيدة (إذا) لكيبلنج.. صحيح أنه وغد استعماري لكن القصيدة تلخص الموقف. الخيارات التي يغلب عليها رقم 3 هي خيارات إنسان واقعي ممن يطلقون عليهم (مثقفو المارينز) ومن الواضح أن العصر عصرك ما لم تخرج أمريكا من العراق بفضيحة. أما لو كانت أكثر خياراتك هي 4 فأنت لا تعرف شيئًا على الإطلاق مثل كاتب هذه السطور، وهذا يؤهلنا كي ننضم بجدارة إلى معسكر الخاسرين في الأيام السود القادمة.
((((منقول ويعبر عن وجهة نظر كاتبه وأحياناً ناقله))))[/align]
تعليق