بعد الاصطدام مجددا بجدار العرقلة ، مساعي الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى اين؟ وماذا بعد هذه الجولة المكوكية بين الاطراف التي قام بها على مدى ثلاثة ايام؟ .. سؤالان قد يكونان برسم واضعي المبادرة ولكن يُسال فيهما اولا واخيرا فريق السلطة وداعموه في الخارج.
وبعد أن يجري جولة أخيرة من «اللقاءات البروتوكولية»، على أن يعود الى لبنان في السادس عشر أو السابع عشر من الجاري، يغادر موسى اليوم محذرا من الدخول في المجهول وهو من المتوقع ان أن يجتمع مع الوزراء الذين صاغوا المبادرة العربية، وهم وزراء خارجية سوريا والسعودية وقطر وعمان، لتقويم ما توصّل إليه في الجولة الاولى من محادثاته. وهو سيزور دمشق وبعض الدول العربية والأجنبية الفاعلة طالباً منها بذل جهود فاعلة، ومؤازرة المبادرة العربية.
اما العرقلة فأكدها رفض المشاركة التي تطالب بها المعارضة والقائمة على مبدأ التوافق السياسي فيما الموالاة عادت الى نغمة الانتخاب الرئاسي فورا ناهيك عن وضعها عراقيل اخرى كعدم القبول بالحوار مع العماد ميشال عون وهو ما عبر عنه امس قائد القوات سمير جعجع ليضيف قيادي بارز في فريق 14 شباط لـ«السفير» ان الاكثرية لا يمكن ان تمشي في الحوار مع عون بأي شكل من الاشكال، ولسبب بسيط، وهو اننا لا نريد ان نكرسه زعيماً للمسيحيين، فضلاً عن اننا لسنا مقتنعين على الإطلاق بجدية تسميته محاوراً باسم المعارضة.
اما تعبير موسى عن واقع الحال فقد ظهّره بالقول رداً على سؤال لـ«السفير» «اكتبوا بالخط العريض على لساني «لسّه» وبالعربي الفصيح ليس بعد».
وأكد موسى أن الجميع في لبنان يستشعر بالأزمة والجميع يرغب بالحل ولكن لا أحد يتزحزح من مكانه. .وشدد موسى على أهمية الحفاظ على دينامية لقاءات القاهرة الأخيرة، وأكد أنه على تواصل يومي دائم مع معظم وزراء الخارجية العرب وخاصة الوزيرين سعود الفيصل ووليد المعلم.
وفيما تجنب موسى إشاعة مناخ تفاؤلي، اكتفى الرئيس نبيه بري بالقول لـ«السفير» «إن التأجيل الجديد يندرج في خدمة السعي لوضع مقررات مؤتمر وزراء الخارجية العرب موضع التنفيذ الفعلي، بما يؤدي الى إجراء الانتخابات الرئاسية وبتوافق مختلف الفرقاء»، آملا «ان نصل خلال الأيام المقبلة الى تحقيق هذا الهدف».
اما مصادر بري فتؤكد لصحيفة الاخبار على الثوابت التالية:
أولاً ـــــ لا انتخاب رئيس للجمهورية قبل الاتفاق على الحكومة الجديدة.
ثانياً ـــــ لا انتخاب رئيس ولا حكومة جديدة قبل الاتفاق على قانون الانتخابات النيابية الجديدة.
ثالثاً ـــــ لا حلول مجتزأة بل إقرار هذه الحلول في سلة متكاملة.
وقالت هذه المصادر إن موسى، ما عدا الاتفاق على العماد سليمان مرشحاً توافقياً، لم يتمكّن من تحقيق أي حلحلة وأي خرق في جدار الأزمة على الرغم من الزخم العربي الذي أتى به وأخرج الجميع من خانة التريّث الى خانة البحث عن الحلول.