إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رب كلمة أحيت أمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رب كلمة أحيت أمة

    إذا كانت الهمم كما أكد ذلك الإمام علي رضي الله عنه قادرة على إحياء الأمم , فكذلك تستطيع بعض الكلمات أن تفعل , فرب كلمة أحيت أمة , وأخرى قتلتها , فالأشجار الكبيرة لم تكن يوما سوى مجرد بذرة , والأمم العظيمة عبر التاريخ لم تكن يوما سوى مجرد فكرة , فرب نملة ولدت قرية , ورب هدهد هدى امة بأسرها الى طريق النجاة , وكذلك فان الحريق من مستصغر الشرر , ولذلك كنا دائما نقول ونكرر : على أن لسلاح الكلمة قوة وتأثير يتجاوز بكثير نفع او ضرر أي سلاح تقليدي حديث , فإذا كانت هذه الأخيرة قادرة على أن تدمر بشكل نهائي بعض الأميال او الهكتارات من الأراضي , وتبيد بعض المئات او الألوف من الكائنات الحية , وأحيانا تمتد تأثيراتها السلبية الى المستقبل القريب او البعيد بشكل خطير , فسلاح الكلمة اخطر بكثير مما سبق ذكره , كون تأثيراتها الراهنة والمستقبلية تتجاوز تلك الأميال او الملايين من البشر , وذلك بقضائها على روح الأمة قبل جسدها , من خلال تدمير قيمها ومبادئها وثوابتها العقائدية والأخلاقية والتاريخية , وكذلك يكون سلاح الكلمة الصادقة , الكلمة الحق التي تحمل في طياتها الصدق في الطرح , والإخلاص في الفكرة , والأمل في المبدأ والعقيدة , فإنها تستطيع أن تعيد روح الحياة لميت الأرواح والنفوس 0
    فان كلماتنا رصاص حي , إذا انطلق من أفواهنا , استحال علينا إعادته من جديد كما كان , هذا إذا كنا قادرين أصلا على استعادته , ولذلك حذرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من خطورة تأثيرات الكلمة على المرء والمجتمع بقوله , { 000 وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم } , ولذلك فان الكلمة كما بينا سابقا سلاح ذو حدين , فإما أن تستخدم لبناء الأمم وتقوية إرادة الشعوب , او أن تستغل لتحطيمها وتخدير عقول أبناءها وإحباط عزائمهم وهممهم , وقد تنبه أعداء هذه الأمة الى خطورة الدور الذي يمكن أن تلعبه الكلمة السيئة والمسمومة في تحطيم بناء الحاضر ومستقبل هذه الأمة , والتي هي بالطبع تحمل أكثر من معنى وامتداد , فالكلمة هنا على سبيل المثال لا الحصر هي الإعلام المرئي والمسموع والمقروء , والذي يتمثل بشرا سواء من خلال العلماء والكتاب والمثقفين والأدباء والصحفيين والمفكرين والشعراء 00 الخ , كذلك فان الكلمة هنا تكمن في التربية والتعليم من خلال البيت والمدرسة والمجتمع , وذلك من خلال الأب وألام والمعلم وخطيب المسجد والحاكم المستنير 00 الخ0
    المهم في الأمر , أن ما نود أن نوضحه هنا , هو مكانة ذلك الدور الذي تلعبه الكلمة الطيبة والخبيثة في التنشئة والتربية والتعبئة العقلية والروحية والخلقية , - وبمعنى آخر - إحياء الأمم او تدميرها والقضاء عليها , فالإعلام المشار إليه سابقا على سبيل المثال , يتحمل احد أهم الأدوار التي ساهمت عبر التاريخ في ذلك , والأمثلة على ذلك كثيرة , وكيف لا ؟ , وهو القادر على الدخول الى كل مكان , الى البيت والسيارة ومكان العمل وغيرها الكثير من مسامات الحياة , كذلك فالمدارس والجامعات تتحمل الدور التكميلي الآخر في تنشئة الأجيال القادمة , فالطلبة تنشا وتترعرع في تلك الأماكن والمحافل التربوية أكثر من البيت وفي كنف الأسرة , كذلك فان للأب وألام دور أساسي في التنشئة والتربية , وذلك من خلال جرعات التوعية والإرشاد والتوجيه الذي يقومان به خلال سنوات حياة أبناءهم , والحاكم المستنير العادل الذي يدرك تمام الإدراك مدى ما تستطيع كلماته قبل أفعاله , أن تفعل وتصنع في نفوس أبناء شعبه وأرواحهم وهممهم وهمومهم 0
    ولكن – وللأسف – فان الكثير من بني جلدتنا الإسلامية والعربية ممن يحسبون على الثقافة والسياسة , لم يعوا بعد مدى تأثير الكلمة في النفوس والعقول , وخطر الانجرار والانجراف بالمجتمعات الى جحيم الغوغائية والتفيهق والزندقة والهرطقة ومصطلحات الغرب المسمومة والمدسوسة باسم الحضارة والحرية والديمقراطية , وهم مفلسون منها تمام الإفلاس , والدليل ما تعيشه تلك المجتمعات الغربية من مجون وتفسخ وانحلال وإجرام في كثير من نواحي الحياة , كذلك فان البعض لم يكتفي بذلك فقط , بل امتدت خيانته وعمالته للدفاع عن قضايا وجراحات وهموم أعداء هذه الأمة من صهاينة ومن شايعهم وجاملهم وداهنهم , تحت أسماء وعناوين ومصطلحات كاذبة ومزيفة تظهر الرحمة وفي باطنها العذاب والخيانة في هذا الشأن على وجه الخصوص , كالحرية الفكرية والرأي والرأي الآخر , او حرية الكلمة وعدالة الطرح والفكر والبحث عن الحقيقة 0
    - فأي - رأي آخر او حرية للكلمة وعدالة في الطرح , في التشكك والتهجم على ثوابت الأمة وعروبتها ومبادئها وقيمها وأخلاقها وثقافتها ورموزها , او بالدفاع عن قضايا أعداءها وجراحاتهم وهمومهم وآلامهم وآمالهم , بل وتزينها وتلميعها للضعفاء ومرضى العقول والأفكار من أبناء هذه الأمة تحت تلك المسميات والمصطلحات المنمقة , وترك المجال لهم للتهجم والتهكم على قيمها وثوابتها ومبادئها وتاريخها , متجاهلين قضايا كان من المفترض أن تكون على سلم أولوياتهم , كهموم وعذابات وجراح أبناء شعبنا المسلم العربي في العراق الحبيب وفلسطين الجريح على سبيل المثال لا الحصر , وغيرها من القضايا التي تدخل في صلب الدفاع عن الإسلام والعروبة والقيم والمبادئ الإسلامية الثقافية منها والسياسية والاجتماعية 0 – انظر مقالنا , رسالة الى ضمير الكتاب العرب 0
    وقد نجح الغرب – وللأسف – الى حد بعيد في ذلك , من خلال استغلال تلك الأذناب الخائنة ممن يدعون العروبة والوطنية وحرية الكلمة وهي براء منهم , من الطفيليات الثقافية والأدبية الناتئة على جسد هذه الأمة الطاهرة , فحولتهم الى طبول وأبواق مزمرة للتشويه وتشتيت الفكر , وطرح الأكاذيب الأيديولوجية والألاعيب الفلسفية والخزعبلات الأخلاقية والسياسية والثقافية 000 الخ , - وللأسف – فان ذلك حصل في كثير من الأحيان من خلال وسائل الإعلام الإسلامية والعربية الرسمية منها وغير الرسمية , او من خلال وسائل أخرى كل بحسب دوره الموكل إليه من قبل أعداءها , والغريب في الأمر ( أن هذه الفئة لا زالت تكتب للشعب العربي , وما زال الشعب العربي يقرا ما تكتب هذه الفئة , وما زالت الصحافة العربية تنشر ما تكتبه هذه الفئة ) التي لن تتجاوز أن تكون مجرد دمى بيد الغرب يتم تحريكها عن بعد بواسطة الريموت كنترول 0
    وقد كانت المداخل كثيرة لمثل هؤلاء الأقزام المأجورين ومن يحركهم من الخارج والداخل , وذلك باستغلالهم مواطن حرية الفكر في الإسلام وثقافته , لدرجة استغلالهم حتى أسلحة الإسلام نفسه , كالقران الكريم واللغة العربية والثقافة الإسلامية , وفي هذا السياق يقول المبشر تكلي متحدثا عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الغرب في هذا الشأن , وخصوصا من خلال استغلال كلام الله المنزل – أي - القران الكريم وكذلك اللغة العربية التي نزل بها , لما يدركه لهما من أهمية ومكانة في حياة أبناء هذه الأمة في مختلف أنحاء الأرض , فهما اقوي أسلحة المسلم الدفاعية والهجومية في هذا الخضم هذا المحيط الهادر من سيل الانحلال والتفسخ والمجون , وذلك بهدف تحطيم روح الإسلام وقيمه وأخلاقه ومبادئه في نفوس أبناءه 0 - ( انظر كتاب قادة الغرب يقولون : دمروا الإسلام أبيدوا أهله لعبد الودود يوسف0
    فيقول المبشر تكلي :- ( يجب أن نستخدم القران , وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه , حتى نقضي عليه تماما , يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القران ليس جديدا , وان الجديد فيه ليس صحيحا ) , كما يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها : ( يجب أن نزيل القران العربي من وجودهم 00 ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم , حتى ننتصر ) , فدون القضاء على قوة الكلمة الكامنة في القران الكريم , واللغة العربية والثقافة الإسلامية , والقيم الأخلاقية والعربية لن يستطيع الغرب مهما فعل , أن يكسر شوكة هذه الأمة , ولا أن يقضي على روح الحياة الإسلامية في أبناءها0
    أما في الجانب الآخر من المعادلة تلك , يكمن أصحاب الأقلام الشريفة الحرة , وأصحاب الكلمة الحق والمبادئ والقيم والثوابت الطاهرة الطيبة , فأنهم قادرون أن يحركوا بأناملهم ميت النفوس والأرواح , وان يصنعوا بأقلامكم الكثير في معركة الفضيلة ضد أعداء هذه الأمة , وان يشعلوا بمدادها نار الإيمان وحب الأوطان , ( ولكن بشرط واحد : أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم , أن يطعموا أفكارهم من لحومهم ودمائهم , أن يقولوا ما يعتقدون انه حق , ويقدموا دماءهم فداء لكلمة الحق , إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة , حتى إذا متنا في سبيلها او غذيناها بالدماء , انتفضت حية , وعاشت بين الإحياء ) 0
    فيا أيها المثقفون والكتاب والقيادات العربية , يا من يفترض أن تكونوا دعاة الإسلام وحماة العروبة , يا واجهة الأمة الثقافية والأدبية والفكرية والسياسية – اتقوا الله – في أمتكم وفي دينكم وأوطانكم , فإنها أمانة عظيمة تحملونها فوق أعناقكم , وانتم مسئولون يوم القيامة عما تكتبون بأقلامكم وتقولون بأفواهكم , ( فما من كاتب إلا سيفنى , ويبقي الدهر ما كتبت يداه , فلا تكتب بكفك غير شئ , يسرك في القيامة أن تراه ) , فلتكن أقلامكم وكلماتكم رصاصا حيا في وجه أعداء هذه الأمة والمتربصين بها , وكلمات حية طيبة تبعث في شرايينها دماء الحياة , لا أن توجهوها الى نحرها والى بعضكم البعض , فتهدمون بمعاولكم تلك حصون الحياء والأخلاق والفضيلة , وتسممون بحبر أقلامكم , وخبيث كلماتكم , قيمها العقائدية , وثوابتها التاريخية والعربية , وقضاياها المصيرية وأخلاق أبناءها , وتدافعون بها عن قضايا وحقوق وهموم أعداءها والحاقدين عليها , فتقتلون بكلماتكم تلك ما تبقى من روح الحياة والأمل بها , فرب كلمة قتلت امة , ورب أخرى أحيتها 0
    * باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية – سلطنة عمان

  • #2
    الأستاذ / الفطيسي

    نعم نحن بتنا في عصر تحريف الحقائق والكذب والنفاق على كافة المستويات....ولقد اخترقنا أكثر من مرة في شتى المجالات....
    هذا المقال ايضا اوجهه الى الإعلام العربي والاسلامي ايضا....الى الذين تسول نفسهم بتزوير الحقائق وبشحن البغضاء ونشر الفرقة...الإعلام المأجور هو الإعلام الذي يصور الشهيد بأنه ارهابي والمجرم بأنه المنقذ....

    احترامي لك وتقديري
    وطنـي لو شُغِلْتُ بالخلدِ عنه
    نازَعَتني إليه في الخُلدِ نفسي

    تعليق


    • #3

      الأخ الإستاذ/ محمد الفطيسي: مرحباً بك، وأحييك على هذا المقال القيم.

      الكلمة هي سلاح ذو حدين، فإذا كانت طيبة، ووجهت إلى مقصد شريف يهدف إلى رقي المجتمع وإزدهاره، وإلى ما يعود بالنفع على أفراده، وتجمع من شأن المسلمين وتؤلف بينهم، فهي السلاح الفعال، أما الكلمة الخبيثة التي لا مقصد من ورائها سوى تفرقة المجتمع وزرع الفتن بين أفراده والعمل الدائم على تفرق وحدة المسلمين، فهي السلاح الفتاك المدمر.

      وهكذا هم أعداء العرب والمسلمين حين فشلوا فيما حققوه من أضرار في بلدان المسلمين من جراء إستعمارهم وإحتلالهم المقيت، بدأوا ينشرون الفساد من ترويج الإباحية وزرع الفتنة بكل أنواعها بين المسلمين، والعمل لجعل الدول الإسلامية تحت هيمنتهم، وتسير على سياستهم وتتبع حلفهم، فكي لا تقوم للمسلمين بعدها أية قائمة.

      من نراه اليوم من إحتلال لبعض أراضي المسلمين ما هو إلا بداية لإستعمار جديد، من خلال الكلمة تم نشر دوافع زائفة ومبررات لا معنى لها لتفسير سبب هذا الإحتلال، فبدأ المحتلون في تسخير وسائل الإعلام في نشر مبرراتهم الزائفة لهذا الإحتلال كالقضاء على الإرهاب ومحاربته، وإعتبار الحركات الإسلامية المقاومة لسياستهم منظمات إرهابية.

      فكان للكلمة الدور في النهوض والدور لترويج الأفكار سواء كانت بناءة أم كانت هدامة.

      مع وافر الإحترام والتقدير،،،
      ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك


      زورونا في سلسلة ( إقرأ معي )

      الكتاب الأول

      تعليق

      يعمل...
      X