إذا كانت الهمم كما أكد ذلك الإمام علي رضي الله عنه قادرة على إحياء الأمم , فكذلك تستطيع بعض الكلمات أن تفعل , فرب كلمة أحيت أمة , وأخرى قتلتها , فالأشجار الكبيرة لم تكن يوما سوى مجرد بذرة , والأمم العظيمة عبر التاريخ لم تكن يوما سوى مجرد فكرة , فرب نملة ولدت قرية , ورب هدهد هدى امة بأسرها الى طريق النجاة , وكذلك فان الحريق من مستصغر الشرر , ولذلك كنا دائما نقول ونكرر : على أن لسلاح الكلمة قوة وتأثير يتجاوز بكثير نفع او ضرر أي سلاح تقليدي حديث , فإذا كانت هذه الأخيرة قادرة على أن تدمر بشكل نهائي بعض الأميال او الهكتارات من الأراضي , وتبيد بعض المئات او الألوف من الكائنات الحية , وأحيانا تمتد تأثيراتها السلبية الى المستقبل القريب او البعيد بشكل خطير , فسلاح الكلمة اخطر بكثير مما سبق ذكره , كون تأثيراتها الراهنة والمستقبلية تتجاوز تلك الأميال او الملايين من البشر , وذلك بقضائها على روح الأمة قبل جسدها , من خلال تدمير قيمها ومبادئها وثوابتها العقائدية والأخلاقية والتاريخية , وكذلك يكون سلاح الكلمة الصادقة , الكلمة الحق التي تحمل في طياتها الصدق في الطرح , والإخلاص في الفكرة , والأمل في المبدأ والعقيدة , فإنها تستطيع أن تعيد روح الحياة لميت الأرواح والنفوس 0
فان كلماتنا رصاص حي , إذا انطلق من أفواهنا , استحال علينا إعادته من جديد كما كان , هذا إذا كنا قادرين أصلا على استعادته , ولذلك حذرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من خطورة تأثيرات الكلمة على المرء والمجتمع بقوله , { 000 وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم } , ولذلك فان الكلمة كما بينا سابقا سلاح ذو حدين , فإما أن تستخدم لبناء الأمم وتقوية إرادة الشعوب , او أن تستغل لتحطيمها وتخدير عقول أبناءها وإحباط عزائمهم وهممهم , وقد تنبه أعداء هذه الأمة الى خطورة الدور الذي يمكن أن تلعبه الكلمة السيئة والمسمومة في تحطيم بناء الحاضر ومستقبل هذه الأمة , والتي هي بالطبع تحمل أكثر من معنى وامتداد , فالكلمة هنا على سبيل المثال لا الحصر هي الإعلام المرئي والمسموع والمقروء , والذي يتمثل بشرا سواء من خلال العلماء والكتاب والمثقفين والأدباء والصحفيين والمفكرين والشعراء 00 الخ , كذلك فان الكلمة هنا تكمن في التربية والتعليم من خلال البيت والمدرسة والمجتمع , وذلك من خلال الأب وألام والمعلم وخطيب المسجد والحاكم المستنير 00 الخ0
المهم في الأمر , أن ما نود أن نوضحه هنا , هو مكانة ذلك الدور الذي تلعبه الكلمة الطيبة والخبيثة في التنشئة والتربية والتعبئة العقلية والروحية والخلقية , - وبمعنى آخر - إحياء الأمم او تدميرها والقضاء عليها , فالإعلام المشار إليه سابقا على سبيل المثال , يتحمل احد أهم الأدوار التي ساهمت عبر التاريخ في ذلك , والأمثلة على ذلك كثيرة , وكيف لا ؟ , وهو القادر على الدخول الى كل مكان , الى البيت والسيارة ومكان العمل وغيرها الكثير من مسامات الحياة , كذلك فالمدارس والجامعات تتحمل الدور التكميلي الآخر في تنشئة الأجيال القادمة , فالطلبة تنشا وتترعرع في تلك الأماكن والمحافل التربوية أكثر من البيت وفي كنف الأسرة , كذلك فان للأب وألام دور أساسي في التنشئة والتربية , وذلك من خلال جرعات التوعية والإرشاد والتوجيه الذي يقومان به خلال سنوات حياة أبناءهم , والحاكم المستنير العادل الذي يدرك تمام الإدراك مدى ما تستطيع كلماته قبل أفعاله , أن تفعل وتصنع في نفوس أبناء شعبه وأرواحهم وهممهم وهمومهم 0
ولكن – وللأسف – فان الكثير من بني جلدتنا الإسلامية والعربية ممن يحسبون على الثقافة والسياسة , لم يعوا بعد مدى تأثير الكلمة في النفوس والعقول , وخطر الانجرار والانجراف بالمجتمعات الى جحيم الغوغائية والتفيهق والزندقة والهرطقة ومصطلحات الغرب المسمومة والمدسوسة باسم الحضارة والحرية والديمقراطية , وهم مفلسون منها تمام الإفلاس , والدليل ما تعيشه تلك المجتمعات الغربية من مجون وتفسخ وانحلال وإجرام في كثير من نواحي الحياة , كذلك فان البعض لم يكتفي بذلك فقط , بل امتدت خيانته وعمالته للدفاع عن قضايا وجراحات وهموم أعداء هذه الأمة من صهاينة ومن شايعهم وجاملهم وداهنهم , تحت أسماء وعناوين ومصطلحات كاذبة ومزيفة تظهر الرحمة وفي باطنها العذاب والخيانة في هذا الشأن على وجه الخصوص , كالحرية الفكرية والرأي والرأي الآخر , او حرية الكلمة وعدالة الطرح والفكر والبحث عن الحقيقة 0
- فأي - رأي آخر او حرية للكلمة وعدالة في الطرح , في التشكك والتهجم على ثوابت الأمة وعروبتها ومبادئها وقيمها وأخلاقها وثقافتها ورموزها , او بالدفاع عن قضايا أعداءها وجراحاتهم وهمومهم وآلامهم وآمالهم , بل وتزينها وتلميعها للضعفاء ومرضى العقول والأفكار من أبناء هذه الأمة تحت تلك المسميات والمصطلحات المنمقة , وترك المجال لهم للتهجم والتهكم على قيمها وثوابتها ومبادئها وتاريخها , متجاهلين قضايا كان من المفترض أن تكون على سلم أولوياتهم , كهموم وعذابات وجراح أبناء شعبنا المسلم العربي في العراق الحبيب وفلسطين الجريح على سبيل المثال لا الحصر , وغيرها من القضايا التي تدخل في صلب الدفاع عن الإسلام والعروبة والقيم والمبادئ الإسلامية الثقافية منها والسياسية والاجتماعية 0 – انظر مقالنا , رسالة الى ضمير الكتاب العرب 0
وقد نجح الغرب – وللأسف – الى حد بعيد في ذلك , من خلال استغلال تلك الأذناب الخائنة ممن يدعون العروبة والوطنية وحرية الكلمة وهي براء منهم , من الطفيليات الثقافية والأدبية الناتئة على جسد هذه الأمة الطاهرة , فحولتهم الى طبول وأبواق مزمرة للتشويه وتشتيت الفكر , وطرح الأكاذيب الأيديولوجية والألاعيب الفلسفية والخزعبلات الأخلاقية والسياسية والثقافية 000 الخ , - وللأسف – فان ذلك حصل في كثير من الأحيان من خلال وسائل الإعلام الإسلامية والعربية الرسمية منها وغير الرسمية , او من خلال وسائل أخرى كل بحسب دوره الموكل إليه من قبل أعداءها , والغريب في الأمر ( أن هذه الفئة لا زالت تكتب للشعب العربي , وما زال الشعب العربي يقرا ما تكتب هذه الفئة , وما زالت الصحافة العربية تنشر ما تكتبه هذه الفئة ) التي لن تتجاوز أن تكون مجرد دمى بيد الغرب يتم تحريكها عن بعد بواسطة الريموت كنترول 0
وقد كانت المداخل كثيرة لمثل هؤلاء الأقزام المأجورين ومن يحركهم من الخارج والداخل , وذلك باستغلالهم مواطن حرية الفكر في الإسلام وثقافته , لدرجة استغلالهم حتى أسلحة الإسلام نفسه , كالقران الكريم واللغة العربية والثقافة الإسلامية , وفي هذا السياق يقول المبشر تكلي متحدثا عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الغرب في هذا الشأن , وخصوصا من خلال استغلال كلام الله المنزل – أي - القران الكريم وكذلك اللغة العربية التي نزل بها , لما يدركه لهما من أهمية ومكانة في حياة أبناء هذه الأمة في مختلف أنحاء الأرض , فهما اقوي أسلحة المسلم الدفاعية والهجومية في هذا الخضم هذا المحيط الهادر من سيل الانحلال والتفسخ والمجون , وذلك بهدف تحطيم روح الإسلام وقيمه وأخلاقه ومبادئه في نفوس أبناءه 0 - ( انظر كتاب قادة الغرب يقولون : دمروا الإسلام أبيدوا أهله لعبد الودود يوسف0
فيقول المبشر تكلي :- ( يجب أن نستخدم القران , وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه , حتى نقضي عليه تماما , يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القران ليس جديدا , وان الجديد فيه ليس صحيحا ) , كما يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها : ( يجب أن نزيل القران العربي من وجودهم 00 ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم , حتى ننتصر ) , فدون القضاء على قوة الكلمة الكامنة في القران الكريم , واللغة العربية والثقافة الإسلامية , والقيم الأخلاقية والعربية لن يستطيع الغرب مهما فعل , أن يكسر شوكة هذه الأمة , ولا أن يقضي على روح الحياة الإسلامية في أبناءها0
أما في الجانب الآخر من المعادلة تلك , يكمن أصحاب الأقلام الشريفة الحرة , وأصحاب الكلمة الحق والمبادئ والقيم والثوابت الطاهرة الطيبة , فأنهم قادرون أن يحركوا بأناملهم ميت النفوس والأرواح , وان يصنعوا بأقلامكم الكثير في معركة الفضيلة ضد أعداء هذه الأمة , وان يشعلوا بمدادها نار الإيمان وحب الأوطان , ( ولكن بشرط واحد : أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم , أن يطعموا أفكارهم من لحومهم ودمائهم , أن يقولوا ما يعتقدون انه حق , ويقدموا دماءهم فداء لكلمة الحق , إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة , حتى إذا متنا في سبيلها او غذيناها بالدماء , انتفضت حية , وعاشت بين الإحياء ) 0
فيا أيها المثقفون والكتاب والقيادات العربية , يا من يفترض أن تكونوا دعاة الإسلام وحماة العروبة , يا واجهة الأمة الثقافية والأدبية والفكرية والسياسية – اتقوا الله – في أمتكم وفي دينكم وأوطانكم , فإنها أمانة عظيمة تحملونها فوق أعناقكم , وانتم مسئولون يوم القيامة عما تكتبون بأقلامكم وتقولون بأفواهكم , ( فما من كاتب إلا سيفنى , ويبقي الدهر ما كتبت يداه , فلا تكتب بكفك غير شئ , يسرك في القيامة أن تراه ) , فلتكن أقلامكم وكلماتكم رصاصا حيا في وجه أعداء هذه الأمة والمتربصين بها , وكلمات حية طيبة تبعث في شرايينها دماء الحياة , لا أن توجهوها الى نحرها والى بعضكم البعض , فتهدمون بمعاولكم تلك حصون الحياء والأخلاق والفضيلة , وتسممون بحبر أقلامكم , وخبيث كلماتكم , قيمها العقائدية , وثوابتها التاريخية والعربية , وقضاياها المصيرية وأخلاق أبناءها , وتدافعون بها عن قضايا وحقوق وهموم أعداءها والحاقدين عليها , فتقتلون بكلماتكم تلك ما تبقى من روح الحياة والأمل بها , فرب كلمة قتلت امة , ورب أخرى أحيتها 0
* باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية – سلطنة عمان
فان كلماتنا رصاص حي , إذا انطلق من أفواهنا , استحال علينا إعادته من جديد كما كان , هذا إذا كنا قادرين أصلا على استعادته , ولذلك حذرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من خطورة تأثيرات الكلمة على المرء والمجتمع بقوله , { 000 وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم } , ولذلك فان الكلمة كما بينا سابقا سلاح ذو حدين , فإما أن تستخدم لبناء الأمم وتقوية إرادة الشعوب , او أن تستغل لتحطيمها وتخدير عقول أبناءها وإحباط عزائمهم وهممهم , وقد تنبه أعداء هذه الأمة الى خطورة الدور الذي يمكن أن تلعبه الكلمة السيئة والمسمومة في تحطيم بناء الحاضر ومستقبل هذه الأمة , والتي هي بالطبع تحمل أكثر من معنى وامتداد , فالكلمة هنا على سبيل المثال لا الحصر هي الإعلام المرئي والمسموع والمقروء , والذي يتمثل بشرا سواء من خلال العلماء والكتاب والمثقفين والأدباء والصحفيين والمفكرين والشعراء 00 الخ , كذلك فان الكلمة هنا تكمن في التربية والتعليم من خلال البيت والمدرسة والمجتمع , وذلك من خلال الأب وألام والمعلم وخطيب المسجد والحاكم المستنير 00 الخ0
المهم في الأمر , أن ما نود أن نوضحه هنا , هو مكانة ذلك الدور الذي تلعبه الكلمة الطيبة والخبيثة في التنشئة والتربية والتعبئة العقلية والروحية والخلقية , - وبمعنى آخر - إحياء الأمم او تدميرها والقضاء عليها , فالإعلام المشار إليه سابقا على سبيل المثال , يتحمل احد أهم الأدوار التي ساهمت عبر التاريخ في ذلك , والأمثلة على ذلك كثيرة , وكيف لا ؟ , وهو القادر على الدخول الى كل مكان , الى البيت والسيارة ومكان العمل وغيرها الكثير من مسامات الحياة , كذلك فالمدارس والجامعات تتحمل الدور التكميلي الآخر في تنشئة الأجيال القادمة , فالطلبة تنشا وتترعرع في تلك الأماكن والمحافل التربوية أكثر من البيت وفي كنف الأسرة , كذلك فان للأب وألام دور أساسي في التنشئة والتربية , وذلك من خلال جرعات التوعية والإرشاد والتوجيه الذي يقومان به خلال سنوات حياة أبناءهم , والحاكم المستنير العادل الذي يدرك تمام الإدراك مدى ما تستطيع كلماته قبل أفعاله , أن تفعل وتصنع في نفوس أبناء شعبه وأرواحهم وهممهم وهمومهم 0
ولكن – وللأسف – فان الكثير من بني جلدتنا الإسلامية والعربية ممن يحسبون على الثقافة والسياسة , لم يعوا بعد مدى تأثير الكلمة في النفوس والعقول , وخطر الانجرار والانجراف بالمجتمعات الى جحيم الغوغائية والتفيهق والزندقة والهرطقة ومصطلحات الغرب المسمومة والمدسوسة باسم الحضارة والحرية والديمقراطية , وهم مفلسون منها تمام الإفلاس , والدليل ما تعيشه تلك المجتمعات الغربية من مجون وتفسخ وانحلال وإجرام في كثير من نواحي الحياة , كذلك فان البعض لم يكتفي بذلك فقط , بل امتدت خيانته وعمالته للدفاع عن قضايا وجراحات وهموم أعداء هذه الأمة من صهاينة ومن شايعهم وجاملهم وداهنهم , تحت أسماء وعناوين ومصطلحات كاذبة ومزيفة تظهر الرحمة وفي باطنها العذاب والخيانة في هذا الشأن على وجه الخصوص , كالحرية الفكرية والرأي والرأي الآخر , او حرية الكلمة وعدالة الطرح والفكر والبحث عن الحقيقة 0
- فأي - رأي آخر او حرية للكلمة وعدالة في الطرح , في التشكك والتهجم على ثوابت الأمة وعروبتها ومبادئها وقيمها وأخلاقها وثقافتها ورموزها , او بالدفاع عن قضايا أعداءها وجراحاتهم وهمومهم وآلامهم وآمالهم , بل وتزينها وتلميعها للضعفاء ومرضى العقول والأفكار من أبناء هذه الأمة تحت تلك المسميات والمصطلحات المنمقة , وترك المجال لهم للتهجم والتهكم على قيمها وثوابتها ومبادئها وتاريخها , متجاهلين قضايا كان من المفترض أن تكون على سلم أولوياتهم , كهموم وعذابات وجراح أبناء شعبنا المسلم العربي في العراق الحبيب وفلسطين الجريح على سبيل المثال لا الحصر , وغيرها من القضايا التي تدخل في صلب الدفاع عن الإسلام والعروبة والقيم والمبادئ الإسلامية الثقافية منها والسياسية والاجتماعية 0 – انظر مقالنا , رسالة الى ضمير الكتاب العرب 0
وقد نجح الغرب – وللأسف – الى حد بعيد في ذلك , من خلال استغلال تلك الأذناب الخائنة ممن يدعون العروبة والوطنية وحرية الكلمة وهي براء منهم , من الطفيليات الثقافية والأدبية الناتئة على جسد هذه الأمة الطاهرة , فحولتهم الى طبول وأبواق مزمرة للتشويه وتشتيت الفكر , وطرح الأكاذيب الأيديولوجية والألاعيب الفلسفية والخزعبلات الأخلاقية والسياسية والثقافية 000 الخ , - وللأسف – فان ذلك حصل في كثير من الأحيان من خلال وسائل الإعلام الإسلامية والعربية الرسمية منها وغير الرسمية , او من خلال وسائل أخرى كل بحسب دوره الموكل إليه من قبل أعداءها , والغريب في الأمر ( أن هذه الفئة لا زالت تكتب للشعب العربي , وما زال الشعب العربي يقرا ما تكتب هذه الفئة , وما زالت الصحافة العربية تنشر ما تكتبه هذه الفئة ) التي لن تتجاوز أن تكون مجرد دمى بيد الغرب يتم تحريكها عن بعد بواسطة الريموت كنترول 0
وقد كانت المداخل كثيرة لمثل هؤلاء الأقزام المأجورين ومن يحركهم من الخارج والداخل , وذلك باستغلالهم مواطن حرية الفكر في الإسلام وثقافته , لدرجة استغلالهم حتى أسلحة الإسلام نفسه , كالقران الكريم واللغة العربية والثقافة الإسلامية , وفي هذا السياق يقول المبشر تكلي متحدثا عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الغرب في هذا الشأن , وخصوصا من خلال استغلال كلام الله المنزل – أي - القران الكريم وكذلك اللغة العربية التي نزل بها , لما يدركه لهما من أهمية ومكانة في حياة أبناء هذه الأمة في مختلف أنحاء الأرض , فهما اقوي أسلحة المسلم الدفاعية والهجومية في هذا الخضم هذا المحيط الهادر من سيل الانحلال والتفسخ والمجون , وذلك بهدف تحطيم روح الإسلام وقيمه وأخلاقه ومبادئه في نفوس أبناءه 0 - ( انظر كتاب قادة الغرب يقولون : دمروا الإسلام أبيدوا أهله لعبد الودود يوسف0
فيقول المبشر تكلي :- ( يجب أن نستخدم القران , وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه , حتى نقضي عليه تماما , يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القران ليس جديدا , وان الجديد فيه ليس صحيحا ) , كما يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها : ( يجب أن نزيل القران العربي من وجودهم 00 ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم , حتى ننتصر ) , فدون القضاء على قوة الكلمة الكامنة في القران الكريم , واللغة العربية والثقافة الإسلامية , والقيم الأخلاقية والعربية لن يستطيع الغرب مهما فعل , أن يكسر شوكة هذه الأمة , ولا أن يقضي على روح الحياة الإسلامية في أبناءها0
أما في الجانب الآخر من المعادلة تلك , يكمن أصحاب الأقلام الشريفة الحرة , وأصحاب الكلمة الحق والمبادئ والقيم والثوابت الطاهرة الطيبة , فأنهم قادرون أن يحركوا بأناملهم ميت النفوس والأرواح , وان يصنعوا بأقلامكم الكثير في معركة الفضيلة ضد أعداء هذه الأمة , وان يشعلوا بمدادها نار الإيمان وحب الأوطان , ( ولكن بشرط واحد : أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم , أن يطعموا أفكارهم من لحومهم ودمائهم , أن يقولوا ما يعتقدون انه حق , ويقدموا دماءهم فداء لكلمة الحق , إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة , حتى إذا متنا في سبيلها او غذيناها بالدماء , انتفضت حية , وعاشت بين الإحياء ) 0
فيا أيها المثقفون والكتاب والقيادات العربية , يا من يفترض أن تكونوا دعاة الإسلام وحماة العروبة , يا واجهة الأمة الثقافية والأدبية والفكرية والسياسية – اتقوا الله – في أمتكم وفي دينكم وأوطانكم , فإنها أمانة عظيمة تحملونها فوق أعناقكم , وانتم مسئولون يوم القيامة عما تكتبون بأقلامكم وتقولون بأفواهكم , ( فما من كاتب إلا سيفنى , ويبقي الدهر ما كتبت يداه , فلا تكتب بكفك غير شئ , يسرك في القيامة أن تراه ) , فلتكن أقلامكم وكلماتكم رصاصا حيا في وجه أعداء هذه الأمة والمتربصين بها , وكلمات حية طيبة تبعث في شرايينها دماء الحياة , لا أن توجهوها الى نحرها والى بعضكم البعض , فتهدمون بمعاولكم تلك حصون الحياء والأخلاق والفضيلة , وتسممون بحبر أقلامكم , وخبيث كلماتكم , قيمها العقائدية , وثوابتها التاريخية والعربية , وقضاياها المصيرية وأخلاق أبناءها , وتدافعون بها عن قضايا وحقوق وهموم أعداءها والحاقدين عليها , فتقتلون بكلماتكم تلك ما تبقى من روح الحياة والأمل بها , فرب كلمة قتلت امة , ورب أخرى أحيتها 0
* باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية – سلطنة عمان
تعليق