لا يمكن وصف الأحداث والمتغيرات التي تمر بها روسيا الاتحادية خلال هذه الأيام بأقل من مرحلة تحديد المصير , او المرور بمفترق طرق حاسم ورئيسي , فروسيا تعيش فترة مخاض بنيوي سيتحدد من خلاله إمكانية عودة الامبراطورية الروسية ببعض امتداداتها التاريخية والقومية الى الواجهة الدولية , او أن روسيا ستغدو دولة ما بعد الامبراطورية , و- بمعنى آخر - الاستسلام والإذعان للفلك والهيمنة الاميركية من جديد , - وبتصوري الشخصي - إن الخطوات التي ستخطوها روسيا خلال الفترة القادمة ستكون حاسمة ولا مفر منها لمواصلة مشوار استعادة تلك المكانة العالمية ان هي قررت سلك الطريق الصعب والمصيري , فليس هناك من مجال للنظر الى الوراء او الالتفات الى الخلف بعد ذلك , وخصوصا بعدما قامت به من خطوات جريئة وردات فعل حاسمة جعلتها في موضع المواجهة المباشرة مع الغرب بشكل عام والولايات المتحدة الاميركية على وجه التحديد خلال العام 2008م.
والمتتبع للتحولات والمتغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية على وجه الخصوص , والتي عاشتها روسيا خلال الفترة من العام 2004 م - 2007 م من جهة - الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين - , يستشعر كثيرا أنها كانت خطوات محسوبة بدقة نحو استعادة ما كانت عليه الامبراطورية الروسية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي السابق , أما من جهة أخرى فقد كانت تلك الفترة مليئة بالعواطف القومية والمشاعر التاريخية النابعة من أحاسيس الرجل الوطني والروسي القومي ورجل الاستخبارات الذي عاش فترة الحرب الباردة , وزمن القوة والهيمنة التي كان لبلاده فيها جزء كبير من رقعة الشطرنج الدولية , وهو ما حرك في داخله الرغبة نحو استعادة ذلك المجد الذي طال أفوله كثيرا بالرغم من صعوبة ذلك.
وقد كانت الخطابات الموجهة الى الأمة والتي أصر فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ينزع عنه وعن روسيا , جلباب الخضوع والخنوع , والشعور بالانكسار وتبعية الضعيف , ويبرز فيها بطريقة لا يمكن أن ينظر إليها , إلا كونها محاولة جريئة لاستعادة تلك المكانة المفقودة والهيبة المحطمة والتاريخ الذي لا يمكن أن يتناساه الرئيس الروسي بوتين , أو من على شاكلته من الوطنيين القوميين من شواهد عصر الإمبراطورية الحمراء أو الاتحاد السوفيتي السابق , لدليل واضح على تلك التوجهات المستقبلية التي نشاهد انعكاساتها اليوم على التصرفات وردات الفعل الروسية تجاه الغرب والولايات المتحدة الاميركية في عدد من المواقف الدولية, ومن أشهرها على وجه الإطلاق ما وجهه الى الأمة بتاريخ 6/9/2004 م , حين قال مستذكرا إننا نعيش اليوم في الظروف التي انبثقت بعد تفكك دولة كبيرة وعظيمة , دولة تبين أنها غير قادرة على الحياة ويا للأسف في الظروف المتغيرة بسرعة في العالم , لكن بالرغم من جميع الصعوبات أفلحنا في صيانة نواة هذا العملاق - الاتحاد السوفيتي , وأطلقنا على البلاد الجديدة اسم روسيا الاتحادية).
وبالفعل فقد نجحت روسيا بشكل كبير تحت قيادة بوتين في صيانة تلك النواة والمحافظة عليها , واستعادة بعض مكانتها الإقليمية والدولية المتهالكة كخطوة أولى , وهي الخطوة التي نستطيع أن نطلق عليها تسمية " خطوة استعادة الثقة " وبناء أركان الدولة المنهارة في الداخل , - انظر مقالنا , الرماد المشتعل : روسيا كنموذج والمتسللون من خلف الخطوط الحمراء - , ويبقى أمام هذه الامبراطورية كخطوة ثانية رئيسية تهدف لإكمال مسيرتها ومكانتها التاريخية , هي خطوة " لملمة ما يمكن استعادته من الأجزاء المبعثرة من الجسد السوفيتي السابق او البيت الروسي الإمبراطوري القديم " - أي - استعادة الدويلات التي انفصلت عنها واستقلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق بطريقة او بأخرى , والتي تشكل لها أرقا كبيرا وتهديدا لا يستهان به , وخصوصا كونها تحاول الدخول الى المنظومة السياسية والعسكرية الغربية.
وتكمن إشكالية وخطورة المرحلة الثانية في كونها خطوة رئيسية وملزمة للحكومة الروسية , - أي - لابد منها لإكمال مسيرة استعادة أطراف البيت الروسي المنهار بفعل انهيار الاتحاد السوفيتي , في ظل رفض بعض تلك الدول هذه الفكرة بشكل قطعي , وتوجهها نحو الاستقلالية الكاملة , وبمساعدة من الغرب والولايات المتحدة الاميركية الطامحة في وجود موطئ قدم لها في هذه البقعة الحساسة والمهمة من العالم , وهنا تأتي الإشكالية الثانية التي ستشكل الخطورة على التوجهات الروسية , - أي - في إصرار الغرب على منع روسيا من تنفيذ هذه المخططات الرامية الى استعادة التاريخ الروسي في هذه الدويلات كجورجيا وأوكرانيا على سبيل المثال , ودعم وتشجيع هذه الأخيرة على الاتجاه غربا.
وكما استخدمت روسيا " القوة العسكرية التأديبية " مع جورجيا , وذلك بهدف إبلاغها رسالة مفادها: أن الغرب لن يقف حائلا دون الأهداف المستقبلية الرامية لاستعادة المكانة الروسية ولو كان ذلك بفرض القوة , فقد استخدمت وسائل ورسائل سياسية براجماتية أخرى يمكن أن تفعل في بداية الأمر مع بقية الدول القوقازية , منها محاولة تقسيم الرأي العام الداخلي في تلك الدويلات بهدف تغليب المنحازين لروسيا ضد الغرب والولايات المتحدة الاميركية , واستغلال النزاعات العرقية والحدودية لإسقاط الأنظمة الحاكمة المعارضة لوجهة النظر الروسية , بهدف بقاء تلك الدول الانفصالية تحت العباءة الروسية وبعيدا عن الفلك الاميركي على اقل تقدير خلال المرحلة القادمة , وهو ما شاهدنا حدوثه خلال الأيام الماضية في أوكرانيا على سبيل المثال لا الحصر وذلك من خلال استغلال هشاشة السلام القائم في أوكرانيا بين القوى الموالية لروسيا وتلك المناصرة للاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى العواطف المشبوبة المتعلقة بروسيا في جمهورية كريميا , والتي أدت في نهاية المطاف الى انهيار الائتلاف الحاكم بأوكرانيا وتهديد الرئيس الأوكراني بحل البرلمان.
وقد أشار الى هذه الإشكالية التي يمكن أن تستغلها روسيا في الفترة القادمة كوسيلة لتقويض المساعي الاميركية لاستقرار المنطقة بهدف ترسيخ جذورها فيها , وملء الفراغ الجيوسياسي الروسي في هذه الدول المنفصلة عنها مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر , وأستاذ السياسة الدولية والاستراتيجية الاميركية زبغينيو بريجينيسكي بقوله(إن ما يمكن أن يتمتع بصفة الانفجار الكامن هو إمكانية النزاعات العرقية والحدودية بين دول أسيا الوسطى المتحررة حديثا , فقد رسم حدودهم القادة الروس بنحو شديد الاستبدادية , وفي معظم الحالات لا تتمتع هذه الحدود بالشرعية التاريخية ولا العرقية , وطالما تؤكد النخبة السياسية الجديدة نفسها ويشعر القوميون المتحررون حديثا بإحساس من الحرية الغامرة , فثمة احتمال أن تغدو الإقليمية والعرقية بينهم دموية شديدة , فد ألقت عدة انفجارات عنف عرقي وحشي شديد عام 1991 و 1992 م بظلال احتمالية عداءات إقليمية شديدة تجعل من منطقة أسيا الوسطى شديدة الاضطراب سياسيا).
وقد كانت الخطوات الروسية الأخيرة , والتي قامت من خلالها بالتوغل الى الأراضي الجورجية من خلال إقليم أبخازيا الساعي للانفصال تحت غطاء منع القوات الجورجية من مهاجمة القوات الروسية المنتشرة في إقليم أوسيتيا الجنوبية المطالب بدوره بالانفصال عن جورجيا , واعترافها باستقلال الإقليمين وتهديدها باستخدام الأسلحة النووية ضد بولندا في حال اضطرت الى ذلك لحماية سيادتها وأمنها القومي , وبتهديدها نشر أحدث منظومة من صواريخها متوسطة المدى في روسيا البيضاء ردا على الخطط الأميركية لنشر منظمة الدرع الصاروخي في شرق أوروبا , احد ابرز ملامح الإصرار الروسي على التوجه سالف الذكر رغم ما يحيط بذلك من مخاطر جسيمة , وهو ما يجعلنا نصر على مقولة أن هذه الخطوات جريئة جدا , كونها تضع الامبراطورية الروسية في موقف صعب للغاية ولا رجعة فيه , فالرجوع هنا او التهاون في تنفيذ تلك التهديدات او ردود الأفعال , يعطي انطباعا بالضعف وعدم الجدية في تنفيذ المخططات الروسية.
وهو ما استدعى ردا شبيها من قبل الولايات المتحدة الاميركية , كان مفاده أن الولايات المتحدة الاميركية لن تسمح لروسيا بفرض فيتو على بناء مظلتها الصاروخية المضادة للصواريخ في شرق أوروبا بأي حال من الأحوال , وأنها - أي - الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة بانضمام جورجيا الى حلف الناتو رغم المعارضة الروسية الصريحة لذلك كما أكد ذلك ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي , وإنها ستقف مع جورجيا في أزمتها مع روسيا , وهو ما يدفعنا للقول بان الأزمة القوقازية ستتطور خلال الشهور القادمة لتشكل أولى حلقات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا الاتحادية خلال القرن الحادي والعشرين - انظر مقالنا , القوقاز , بيدق في لعبة الهيمنة العالمية.
المقال منشور في اكثر من دورية عربية واجنبية
والمتتبع للتحولات والمتغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية على وجه الخصوص , والتي عاشتها روسيا خلال الفترة من العام 2004 م - 2007 م من جهة - الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين - , يستشعر كثيرا أنها كانت خطوات محسوبة بدقة نحو استعادة ما كانت عليه الامبراطورية الروسية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي السابق , أما من جهة أخرى فقد كانت تلك الفترة مليئة بالعواطف القومية والمشاعر التاريخية النابعة من أحاسيس الرجل الوطني والروسي القومي ورجل الاستخبارات الذي عاش فترة الحرب الباردة , وزمن القوة والهيمنة التي كان لبلاده فيها جزء كبير من رقعة الشطرنج الدولية , وهو ما حرك في داخله الرغبة نحو استعادة ذلك المجد الذي طال أفوله كثيرا بالرغم من صعوبة ذلك.
وقد كانت الخطابات الموجهة الى الأمة والتي أصر فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ينزع عنه وعن روسيا , جلباب الخضوع والخنوع , والشعور بالانكسار وتبعية الضعيف , ويبرز فيها بطريقة لا يمكن أن ينظر إليها , إلا كونها محاولة جريئة لاستعادة تلك المكانة المفقودة والهيبة المحطمة والتاريخ الذي لا يمكن أن يتناساه الرئيس الروسي بوتين , أو من على شاكلته من الوطنيين القوميين من شواهد عصر الإمبراطورية الحمراء أو الاتحاد السوفيتي السابق , لدليل واضح على تلك التوجهات المستقبلية التي نشاهد انعكاساتها اليوم على التصرفات وردات الفعل الروسية تجاه الغرب والولايات المتحدة الاميركية في عدد من المواقف الدولية, ومن أشهرها على وجه الإطلاق ما وجهه الى الأمة بتاريخ 6/9/2004 م , حين قال مستذكرا إننا نعيش اليوم في الظروف التي انبثقت بعد تفكك دولة كبيرة وعظيمة , دولة تبين أنها غير قادرة على الحياة ويا للأسف في الظروف المتغيرة بسرعة في العالم , لكن بالرغم من جميع الصعوبات أفلحنا في صيانة نواة هذا العملاق - الاتحاد السوفيتي , وأطلقنا على البلاد الجديدة اسم روسيا الاتحادية).
وبالفعل فقد نجحت روسيا بشكل كبير تحت قيادة بوتين في صيانة تلك النواة والمحافظة عليها , واستعادة بعض مكانتها الإقليمية والدولية المتهالكة كخطوة أولى , وهي الخطوة التي نستطيع أن نطلق عليها تسمية " خطوة استعادة الثقة " وبناء أركان الدولة المنهارة في الداخل , - انظر مقالنا , الرماد المشتعل : روسيا كنموذج والمتسللون من خلف الخطوط الحمراء - , ويبقى أمام هذه الامبراطورية كخطوة ثانية رئيسية تهدف لإكمال مسيرتها ومكانتها التاريخية , هي خطوة " لملمة ما يمكن استعادته من الأجزاء المبعثرة من الجسد السوفيتي السابق او البيت الروسي الإمبراطوري القديم " - أي - استعادة الدويلات التي انفصلت عنها واستقلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق بطريقة او بأخرى , والتي تشكل لها أرقا كبيرا وتهديدا لا يستهان به , وخصوصا كونها تحاول الدخول الى المنظومة السياسية والعسكرية الغربية.
وتكمن إشكالية وخطورة المرحلة الثانية في كونها خطوة رئيسية وملزمة للحكومة الروسية , - أي - لابد منها لإكمال مسيرة استعادة أطراف البيت الروسي المنهار بفعل انهيار الاتحاد السوفيتي , في ظل رفض بعض تلك الدول هذه الفكرة بشكل قطعي , وتوجهها نحو الاستقلالية الكاملة , وبمساعدة من الغرب والولايات المتحدة الاميركية الطامحة في وجود موطئ قدم لها في هذه البقعة الحساسة والمهمة من العالم , وهنا تأتي الإشكالية الثانية التي ستشكل الخطورة على التوجهات الروسية , - أي - في إصرار الغرب على منع روسيا من تنفيذ هذه المخططات الرامية الى استعادة التاريخ الروسي في هذه الدويلات كجورجيا وأوكرانيا على سبيل المثال , ودعم وتشجيع هذه الأخيرة على الاتجاه غربا.
وكما استخدمت روسيا " القوة العسكرية التأديبية " مع جورجيا , وذلك بهدف إبلاغها رسالة مفادها: أن الغرب لن يقف حائلا دون الأهداف المستقبلية الرامية لاستعادة المكانة الروسية ولو كان ذلك بفرض القوة , فقد استخدمت وسائل ورسائل سياسية براجماتية أخرى يمكن أن تفعل في بداية الأمر مع بقية الدول القوقازية , منها محاولة تقسيم الرأي العام الداخلي في تلك الدويلات بهدف تغليب المنحازين لروسيا ضد الغرب والولايات المتحدة الاميركية , واستغلال النزاعات العرقية والحدودية لإسقاط الأنظمة الحاكمة المعارضة لوجهة النظر الروسية , بهدف بقاء تلك الدول الانفصالية تحت العباءة الروسية وبعيدا عن الفلك الاميركي على اقل تقدير خلال المرحلة القادمة , وهو ما شاهدنا حدوثه خلال الأيام الماضية في أوكرانيا على سبيل المثال لا الحصر وذلك من خلال استغلال هشاشة السلام القائم في أوكرانيا بين القوى الموالية لروسيا وتلك المناصرة للاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى العواطف المشبوبة المتعلقة بروسيا في جمهورية كريميا , والتي أدت في نهاية المطاف الى انهيار الائتلاف الحاكم بأوكرانيا وتهديد الرئيس الأوكراني بحل البرلمان.
وقد أشار الى هذه الإشكالية التي يمكن أن تستغلها روسيا في الفترة القادمة كوسيلة لتقويض المساعي الاميركية لاستقرار المنطقة بهدف ترسيخ جذورها فيها , وملء الفراغ الجيوسياسي الروسي في هذه الدول المنفصلة عنها مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر , وأستاذ السياسة الدولية والاستراتيجية الاميركية زبغينيو بريجينيسكي بقوله(إن ما يمكن أن يتمتع بصفة الانفجار الكامن هو إمكانية النزاعات العرقية والحدودية بين دول أسيا الوسطى المتحررة حديثا , فقد رسم حدودهم القادة الروس بنحو شديد الاستبدادية , وفي معظم الحالات لا تتمتع هذه الحدود بالشرعية التاريخية ولا العرقية , وطالما تؤكد النخبة السياسية الجديدة نفسها ويشعر القوميون المتحررون حديثا بإحساس من الحرية الغامرة , فثمة احتمال أن تغدو الإقليمية والعرقية بينهم دموية شديدة , فد ألقت عدة انفجارات عنف عرقي وحشي شديد عام 1991 و 1992 م بظلال احتمالية عداءات إقليمية شديدة تجعل من منطقة أسيا الوسطى شديدة الاضطراب سياسيا).
وقد كانت الخطوات الروسية الأخيرة , والتي قامت من خلالها بالتوغل الى الأراضي الجورجية من خلال إقليم أبخازيا الساعي للانفصال تحت غطاء منع القوات الجورجية من مهاجمة القوات الروسية المنتشرة في إقليم أوسيتيا الجنوبية المطالب بدوره بالانفصال عن جورجيا , واعترافها باستقلال الإقليمين وتهديدها باستخدام الأسلحة النووية ضد بولندا في حال اضطرت الى ذلك لحماية سيادتها وأمنها القومي , وبتهديدها نشر أحدث منظومة من صواريخها متوسطة المدى في روسيا البيضاء ردا على الخطط الأميركية لنشر منظمة الدرع الصاروخي في شرق أوروبا , احد ابرز ملامح الإصرار الروسي على التوجه سالف الذكر رغم ما يحيط بذلك من مخاطر جسيمة , وهو ما يجعلنا نصر على مقولة أن هذه الخطوات جريئة جدا , كونها تضع الامبراطورية الروسية في موقف صعب للغاية ولا رجعة فيه , فالرجوع هنا او التهاون في تنفيذ تلك التهديدات او ردود الأفعال , يعطي انطباعا بالضعف وعدم الجدية في تنفيذ المخططات الروسية.
وهو ما استدعى ردا شبيها من قبل الولايات المتحدة الاميركية , كان مفاده أن الولايات المتحدة الاميركية لن تسمح لروسيا بفرض فيتو على بناء مظلتها الصاروخية المضادة للصواريخ في شرق أوروبا بأي حال من الأحوال , وأنها - أي - الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة بانضمام جورجيا الى حلف الناتو رغم المعارضة الروسية الصريحة لذلك كما أكد ذلك ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي , وإنها ستقف مع جورجيا في أزمتها مع روسيا , وهو ما يدفعنا للقول بان الأزمة القوقازية ستتطور خلال الشهور القادمة لتشكل أولى حلقات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا الاتحادية خلال القرن الحادي والعشرين - انظر مقالنا , القوقاز , بيدق في لعبة الهيمنة العالمية.
المقال منشور في اكثر من دورية عربية واجنبية
تعليق