من المؤكد أن التواجد الاستعماري الصهيوني الظالم اليوم في ارض الطهر والرسالات فلسطين، حقيقة مسلمة لا يمكن إنكارها او شطبها من سجل التاريخ، وستظل - للأسف - وصمة عار في جبين الحكومات والشعوب الإسلامية والعربية المتعاقبة حتى تتحقق مشيئة الله في ذلك، ولكن الحقيقة التي تستحق الاحترام والإكبار، وأن تسجل على صفحات التاريخ بحروف من ذهب، هي قدرة ذلك الشعب الفلسطيني المناضل الصابر بجميع شرائحه وفئاته وطوائفه، على المقاومة والاستمرار والمواجهة لمدة تزيد عن النصف قرن، - ونحن - حينما نتحدث عن المقاومة والمواجهة بين أصحاب الأرض والمستعمرين لها، فإننا نقارن بين جلاد محتل تقف أمامه وليس خلفه العديد من القوى الصهيونية في العالم، من دول وحكومات وأفراد وعملاء وخونة من خارج الوطن العربي وداخله، وضحية أعادت رسم خوارط المقاومة والكفاح الإنساني الأعزل، لتؤكد للعالم أن الفلسطيني ليس فردا مغيبا من التاريخ كما يدعي الكثيرون، ولتؤكد للمحتل الإرهابي المستوطن ومن هادنه وداهنه وناصره من القوى الصهيواميركية الامبريالية الاستعمارية في جميع أنحاء المعمورة ، أن للأرض الفلسطينية شعبا حيا لم تمت فيه بعد وطنية الأرض او نخوة رفض امتهان الأم الرءوم.
وحقيقة النصر والهزيمة هنا، لا تكمن في قدرة المحتل على البقاء في الأرض المحتلة لأمد طويل، بل يتضح إعجاز النصر بقدر قدرة أصحاب الأرض المحتلة على المقاومة والصمود، بالرغم من الظروف الصعبة التي يمرون بها، وخصوصا في ظل الفارق الشاسع بين الطرفين في العدة والعتاد والدعم المادي واللوجستي المعنوي، منذ نشوء وقيام هذا المسخ على الأرض العربية، كذلك في القدرة على مقاومة الهزيمة نفسها او الاعتراف بها، - وهنا نقول :- هل سمعتم يوما فلسطينيا حرا شريفا يعترف بهزيمة شعبه ووطنه في مواجهة هذا السرطان الصهيوني، والجواب بكل سهولة، هو لا، بينما اعترف المحتل الإرهابي منذ اليوم الأول الذي وطئت أقدامه القذرة ارض الطهر والرسالات فلسطين بهزيمته وانهزامه، بل وانه محتل مجرم لأرض ووطن غيره، وهل هناك أكثر من ذلك هزيمة وامتهانا للمستوطن الصهيوني.
هذا من جهة، أما من جهة أخرى فتحليل ودراسة الواقع النفسي لطرق الانهزام الداخلي لكلا الشعبين، او شكل التصرفات الناتجة عن سنوات المواجهة، او أسلوب وسلوكيات التعامل بين الطرفين، لتوضح بكل جلاء وهم الوحدة التاريخية ليهود، ولتؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بان إسرائيل حكومة وشعبا مستعمرة مهزومة ومنهارة من الداخل، كذلك وان هناك من الأسباب والدوافع المحسوسة والملموسة ما يدل على اهتراء فكرة حق (الدولة) الإسرائيلية على الأرض الإسلامية العربية الفلسطينية، وغيرها الكثير الكثير من دلالات انهيار نظرية الجدار الحديدي الصهيوني الذي حاول وما زال الصهاينة بناءه حول أسطورة قوتهم وقوة وحدتهم ووحدة مستعمرتهم الكرتونية، بل وحاولت العديد من الأبواق العربية العميلة ترسيخه من خلال صم آذاننا به عبر التاريخ.
لذا فإننا ومن خلال هذا الطرح، سنحاول قدر المستطاع اختصار دلالات تلك الهزيمة النفسية والمعنوية التاريخية للمستعمرة الإسرائيلية الكبرى وقادتها في فلسطين العربي الحبيب، وكيف استطاعت سنوات المقاومة والنضال العربي الأعزل - إلا - من الإيمان والإخلاص لفكرة النصر في نهاية المطاف، بأرض الطهر والرسالات فلسطين أن تحطم الأمر الواقع لخرافة الجيش الذي لا يقهر، وحكومة العالم الخفية، وتغير طريقة إدراك الصهاينة لواقع وجودهم الأثيم على تراب هذه الأمة الإسلامية الطاهرة.
وهو ما اعترف به بن جوريون نفسه في العام 1938 م حين قال:- (نحن هنا، لا نجابه إرهابا، وإنما نجابه حربا، وهي حرب قومية أعلنها العرب علينا، وما الإرهاب سوى إحدى وسائل الحرب لما يعتبرونه اغتصابا لوطنهم من قبل اليهود، ولهذا يحاربون، ووراء الإرهابيين توجد حركة قد تكون بدائية، ولكنها ليست خالية من المثالية والتضحية بالذات، كما أننا يجب آلا نبني الآمال على أن العصابات الإرهابية سينالها التعب، فإذا ما نال من احدهم التعب، سيحل آخرون محلهم، فالشعب الذي يحارب ضد اغتصاب أرضه لن ينال منه التعب سريعا - ونحن نقول أبدا يا بن جوريون - ... ـ ويواصل ـ حديثه بقوله ـ وحين نقول إن العرب هم البادئون بالعدوان ونحن ندافع عن أنفسنا، فإننا نذكر نصف الحقيقة وحسب، ومن الناحية السياسية نحن البادئين بالعدوان وهم المدافعون عن أنفسهم، إن الأرض أرضهم، لأنهم قاطنون فيها، بينما نحن نريد أن نأتي ونستوطنها، ونأخذها منهم، حسب تصورهم.
لذا فان المتتبع لمسيرة هذه المستعمرة منذ اللحظة الأولى، لا يشك لحظة في أن بقاءها لا يزيد عن كونه وجود قوة بفرض الأمر الواقع، في ظل تشرذم عربي واضح ساهم في ترسيخ ذلك النتوء السرطاني، وكما هو معروف أن البقاء على عوامل غير ثابتة - وبمعنى آخر، مؤقتة، لا يزيد عن كونه حياة سريريه اقرب الى الموت منها الى الحياة، في وقت تتضح فيه أن هناك من العوامل السياسية والنفسية والديموغرافية وغيرها ما يؤكد أن النصر في نهاية المطاف سيكون لأصحاب الأرض وليس لمستوطنين يعيشون على الإرهاب بقوة النار ودعم القوى الصهيونية العالمية، وكما أشار بن غوريون بقوله (إن الشعب الذي يحارب ضد اغتصاب أرضه لن ينال منه التعب سريعا) وهي حقيقة واضحة أثبتها الشعب الفلسطيني مع مرور السنين والأعوام، في وقت بدأت فيه قوة ووحدة وتماسك مستعمرة الإجرام الصهيونية بالتناقص والتناقض والانهيار والتحلل المكاني، وهو ما يؤكد أن الصهيونية ومستعمرتها الإجرامية، تعيش اليوم أزمة حقيقية بجميع المقاييس والمعاير.
ومن أهم العوامل التي تؤكد الموت السريري لمستعمرة الإجرام الصهيونية الكبرى في فلسطين، كما أشار وأكد ذلك العديد من المطلعين الكبار والمؤرخين المعروفين في هذا الشأن، من أمثال الدكتور الراحل عبدالوهاب المسيري، انعدام الهوية اليهودية، أي معايشة أزمة الهوية، - وبمعنى آخر - انعدام قاعدة الوحدة اليهودية والمتمثلة في كون اليهود لا ينتمون لبقعة جغرافية واحدة، او يوجدون في مكان واحد ولا يتحدثون لغة واحدة، ولا يتسمون بسمات عرقية او نفسية واحدة، ولا يخضعون لظروف اقتصادية واحدة، كذلك استمرار النظرة الغربية التي دعمت وجودهم في الأرض العربية إلى كونهم شعبا عضويا منبوذا وليس أقلية دينية او حتى أثينية، وهي من العوامل التي أثرت كثيرا في رؤية اليهودي الى نفسه عبر التاريخ من خلال المنظور الغربي، كذلك من خلال نظر الحكومات الغربية الى أعضاء الجماعات اليهودية باعتبارهم وسيلة لتحيق مصالحهم في الأرض العربية والشرق الأوسط، لا غاية يؤمنون بحقوقها الشرعية والتاريخية، مهما قالوا غير ذلك، - أي - لن تزيد نظرة الغرب للمستعمرة الإسرائيلية الكبرى واليهود في فلسطين عن كونها مجرد نظرة استغلال سياسي او جيواستراتيجي او جيوبوليتيكي للتشكيل الاستعماري الغربي.
كذلك ومن أهم العوامل التي تؤكد انهيار الجدار الحديدي لقوة ووحدة المستعمرة الصهيونية الكبرى في فلسطين، هو تساقط الإجماع الصهيوني وظهور إجماع المستوطنين، - أي - انعدام الفكرة الصهيونية كإيديولوجية تهدي المستوطنين في سلوكهم ويدركون العالم من خلالها، كذلك يتأكد لنا انهيار الفكرة الصهيونية في المستعمرة الامبريالية من خلال استمرار الصراع الديني العلماني داخلها، كون الصهيونية قد ولدت على يد صهاينة غير يهود، ولا يكترثون باليهود، وإنما ينظرون إليهم كونهم مجرد عناصر استيطانية لا أكثر، كذلك تزايد ظاهرة الفرار من الخدمة العسكرية، والتكاثر المفرط للمصطلحات الصهيونية، ونزع الصبغة الصهيونية عن (الدولة) الصهيونية (انظر الكتاب السادس - سلسلة أمتي في قرن، ص 148 - 205)، وهي من ابرز العوامل الاستدلالية على تفسخ وانحلال الأيديولوجية الصهيونية وانهيار وانقسام المستعمرة الإسرائيلية الكبرى في ارض الطهر والرسالات فلسطين، وبالطبع فإن هناك غير ما ذكر الكثير من العوامل والإشارات الى ذلك الاستنتاج.
وختاما فإن ما بني على باطل فهو باطل، وكل ما قام على فرض الأمر الواقع فهو واقع في ما فرضه، فلا توجد امة شريفة في التاريخ فتحت بوابات وطنها للآخرين، ولذلك سيبقى الشعب المسلم العربي الفلسطيني بجميع طوائفه وفئاته، بالرغم من التشرذم والتقزم والتقسم، إحدى واجهات النضال العربي في وجه الامبريالية الغربية والاستعمارية الصهيواميركية، وسيظل يحمل في نهاية المطاف في كل مسامة حرة من جسمه اسم وطنه فلسطين، وكما عبر الفيلسوف الإسرائيلي ديفيد هارتمان عن القضية الفلسطينية بقوله (إن ثورة الحجارة تقول للصهاينة:- نحن لا نخاف منكم، وبطريقة أخرى يقولون:- انتم لستم هنا، فاضطرت الدولة الصهيونية للاعتراف بالوجود الفلسطيني وسقطت مقولة " العربي المغيب").
وحقيقة النصر والهزيمة هنا، لا تكمن في قدرة المحتل على البقاء في الأرض المحتلة لأمد طويل، بل يتضح إعجاز النصر بقدر قدرة أصحاب الأرض المحتلة على المقاومة والصمود، بالرغم من الظروف الصعبة التي يمرون بها، وخصوصا في ظل الفارق الشاسع بين الطرفين في العدة والعتاد والدعم المادي واللوجستي المعنوي، منذ نشوء وقيام هذا المسخ على الأرض العربية، كذلك في القدرة على مقاومة الهزيمة نفسها او الاعتراف بها، - وهنا نقول :- هل سمعتم يوما فلسطينيا حرا شريفا يعترف بهزيمة شعبه ووطنه في مواجهة هذا السرطان الصهيوني، والجواب بكل سهولة، هو لا، بينما اعترف المحتل الإرهابي منذ اليوم الأول الذي وطئت أقدامه القذرة ارض الطهر والرسالات فلسطين بهزيمته وانهزامه، بل وانه محتل مجرم لأرض ووطن غيره، وهل هناك أكثر من ذلك هزيمة وامتهانا للمستوطن الصهيوني.
هذا من جهة، أما من جهة أخرى فتحليل ودراسة الواقع النفسي لطرق الانهزام الداخلي لكلا الشعبين، او شكل التصرفات الناتجة عن سنوات المواجهة، او أسلوب وسلوكيات التعامل بين الطرفين، لتوضح بكل جلاء وهم الوحدة التاريخية ليهود، ولتؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بان إسرائيل حكومة وشعبا مستعمرة مهزومة ومنهارة من الداخل، كذلك وان هناك من الأسباب والدوافع المحسوسة والملموسة ما يدل على اهتراء فكرة حق (الدولة) الإسرائيلية على الأرض الإسلامية العربية الفلسطينية، وغيرها الكثير الكثير من دلالات انهيار نظرية الجدار الحديدي الصهيوني الذي حاول وما زال الصهاينة بناءه حول أسطورة قوتهم وقوة وحدتهم ووحدة مستعمرتهم الكرتونية، بل وحاولت العديد من الأبواق العربية العميلة ترسيخه من خلال صم آذاننا به عبر التاريخ.
لذا فإننا ومن خلال هذا الطرح، سنحاول قدر المستطاع اختصار دلالات تلك الهزيمة النفسية والمعنوية التاريخية للمستعمرة الإسرائيلية الكبرى وقادتها في فلسطين العربي الحبيب، وكيف استطاعت سنوات المقاومة والنضال العربي الأعزل - إلا - من الإيمان والإخلاص لفكرة النصر في نهاية المطاف، بأرض الطهر والرسالات فلسطين أن تحطم الأمر الواقع لخرافة الجيش الذي لا يقهر، وحكومة العالم الخفية، وتغير طريقة إدراك الصهاينة لواقع وجودهم الأثيم على تراب هذه الأمة الإسلامية الطاهرة.
وهو ما اعترف به بن جوريون نفسه في العام 1938 م حين قال:- (نحن هنا، لا نجابه إرهابا، وإنما نجابه حربا، وهي حرب قومية أعلنها العرب علينا، وما الإرهاب سوى إحدى وسائل الحرب لما يعتبرونه اغتصابا لوطنهم من قبل اليهود، ولهذا يحاربون، ووراء الإرهابيين توجد حركة قد تكون بدائية، ولكنها ليست خالية من المثالية والتضحية بالذات، كما أننا يجب آلا نبني الآمال على أن العصابات الإرهابية سينالها التعب، فإذا ما نال من احدهم التعب، سيحل آخرون محلهم، فالشعب الذي يحارب ضد اغتصاب أرضه لن ينال منه التعب سريعا - ونحن نقول أبدا يا بن جوريون - ... ـ ويواصل ـ حديثه بقوله ـ وحين نقول إن العرب هم البادئون بالعدوان ونحن ندافع عن أنفسنا، فإننا نذكر نصف الحقيقة وحسب، ومن الناحية السياسية نحن البادئين بالعدوان وهم المدافعون عن أنفسهم، إن الأرض أرضهم، لأنهم قاطنون فيها، بينما نحن نريد أن نأتي ونستوطنها، ونأخذها منهم، حسب تصورهم.
لذا فان المتتبع لمسيرة هذه المستعمرة منذ اللحظة الأولى، لا يشك لحظة في أن بقاءها لا يزيد عن كونه وجود قوة بفرض الأمر الواقع، في ظل تشرذم عربي واضح ساهم في ترسيخ ذلك النتوء السرطاني، وكما هو معروف أن البقاء على عوامل غير ثابتة - وبمعنى آخر، مؤقتة، لا يزيد عن كونه حياة سريريه اقرب الى الموت منها الى الحياة، في وقت تتضح فيه أن هناك من العوامل السياسية والنفسية والديموغرافية وغيرها ما يؤكد أن النصر في نهاية المطاف سيكون لأصحاب الأرض وليس لمستوطنين يعيشون على الإرهاب بقوة النار ودعم القوى الصهيونية العالمية، وكما أشار بن غوريون بقوله (إن الشعب الذي يحارب ضد اغتصاب أرضه لن ينال منه التعب سريعا) وهي حقيقة واضحة أثبتها الشعب الفلسطيني مع مرور السنين والأعوام، في وقت بدأت فيه قوة ووحدة وتماسك مستعمرة الإجرام الصهيونية بالتناقص والتناقض والانهيار والتحلل المكاني، وهو ما يؤكد أن الصهيونية ومستعمرتها الإجرامية، تعيش اليوم أزمة حقيقية بجميع المقاييس والمعاير.
ومن أهم العوامل التي تؤكد الموت السريري لمستعمرة الإجرام الصهيونية الكبرى في فلسطين، كما أشار وأكد ذلك العديد من المطلعين الكبار والمؤرخين المعروفين في هذا الشأن، من أمثال الدكتور الراحل عبدالوهاب المسيري، انعدام الهوية اليهودية، أي معايشة أزمة الهوية، - وبمعنى آخر - انعدام قاعدة الوحدة اليهودية والمتمثلة في كون اليهود لا ينتمون لبقعة جغرافية واحدة، او يوجدون في مكان واحد ولا يتحدثون لغة واحدة، ولا يتسمون بسمات عرقية او نفسية واحدة، ولا يخضعون لظروف اقتصادية واحدة، كذلك استمرار النظرة الغربية التي دعمت وجودهم في الأرض العربية إلى كونهم شعبا عضويا منبوذا وليس أقلية دينية او حتى أثينية، وهي من العوامل التي أثرت كثيرا في رؤية اليهودي الى نفسه عبر التاريخ من خلال المنظور الغربي، كذلك من خلال نظر الحكومات الغربية الى أعضاء الجماعات اليهودية باعتبارهم وسيلة لتحيق مصالحهم في الأرض العربية والشرق الأوسط، لا غاية يؤمنون بحقوقها الشرعية والتاريخية، مهما قالوا غير ذلك، - أي - لن تزيد نظرة الغرب للمستعمرة الإسرائيلية الكبرى واليهود في فلسطين عن كونها مجرد نظرة استغلال سياسي او جيواستراتيجي او جيوبوليتيكي للتشكيل الاستعماري الغربي.
كذلك ومن أهم العوامل التي تؤكد انهيار الجدار الحديدي لقوة ووحدة المستعمرة الصهيونية الكبرى في فلسطين، هو تساقط الإجماع الصهيوني وظهور إجماع المستوطنين، - أي - انعدام الفكرة الصهيونية كإيديولوجية تهدي المستوطنين في سلوكهم ويدركون العالم من خلالها، كذلك يتأكد لنا انهيار الفكرة الصهيونية في المستعمرة الامبريالية من خلال استمرار الصراع الديني العلماني داخلها، كون الصهيونية قد ولدت على يد صهاينة غير يهود، ولا يكترثون باليهود، وإنما ينظرون إليهم كونهم مجرد عناصر استيطانية لا أكثر، كذلك تزايد ظاهرة الفرار من الخدمة العسكرية، والتكاثر المفرط للمصطلحات الصهيونية، ونزع الصبغة الصهيونية عن (الدولة) الصهيونية (انظر الكتاب السادس - سلسلة أمتي في قرن، ص 148 - 205)، وهي من ابرز العوامل الاستدلالية على تفسخ وانحلال الأيديولوجية الصهيونية وانهيار وانقسام المستعمرة الإسرائيلية الكبرى في ارض الطهر والرسالات فلسطين، وبالطبع فإن هناك غير ما ذكر الكثير من العوامل والإشارات الى ذلك الاستنتاج.
وختاما فإن ما بني على باطل فهو باطل، وكل ما قام على فرض الأمر الواقع فهو واقع في ما فرضه، فلا توجد امة شريفة في التاريخ فتحت بوابات وطنها للآخرين، ولذلك سيبقى الشعب المسلم العربي الفلسطيني بجميع طوائفه وفئاته، بالرغم من التشرذم والتقزم والتقسم، إحدى واجهات النضال العربي في وجه الامبريالية الغربية والاستعمارية الصهيواميركية، وسيظل يحمل في نهاية المطاف في كل مسامة حرة من جسمه اسم وطنه فلسطين، وكما عبر الفيلسوف الإسرائيلي ديفيد هارتمان عن القضية الفلسطينية بقوله (إن ثورة الحجارة تقول للصهاينة:- نحن لا نخاف منكم، وبطريقة أخرى يقولون:- انتم لستم هنا، فاضطرت الدولة الصهيونية للاعتراف بالوجود الفلسطيني وسقطت مقولة " العربي المغيب").
تعليق