إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشروع الدولة الفلسطينية خطة أميركية ليست فكرة فلسطينية ولا عربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشروع الدولة الفلسطينية خطة أميركية ليست فكرة فلسطينية ولا عربية

    مشروع الدولة الفلسطينية خطة أميركية ليست فكرة فلسطينية ولا عربية


    أحمد الخطيب

    قد يستغرب البعض القول بان الدولة الفلسطينية بالفعل هي رؤية أمريكية، ليست منذ عهد الإدارة الحالية – إدارة بوش - و إنما منذ قرار تقسيم فلسطين في العام / 1948 م . لقد كانت فكرة الدولة الفلسطينية اخطر فكرة مرت على القضية الفلسطينية ، لقد كانت هذه الفكرة من التضليل بمكان بحيث أن الكثير من الشعوب و الحركات و التي منها ظاهره الإخلاص قد انجر لها و اقتنع بها ، و سنوضح إن شاء الله بالأدلة و الوثائق أن فكرة الدولة الفلسطينية خطة أمريكية بل مؤامرة أمريكية منذ أن وجدت ، فلم يقل بها من قبل لا العرب ولا الفلسطينيون ، فقط الذي وضعها في استراتيجيته هي الإدارات الأمريكية المتعاقبة حتى أصبحت الدولة الفلسطينية صنو للدولة اليهودية ، فإذا ما ذكرت دولة يهود ذكرت عند الأمريكان دولة فلسطين ، لذلك كان لا بد من كشف هذه المؤامرة و بيان مدى خطورتها على الأمة الإسلامية و على أهم قضاياها ، وكان لا بد من نصح المسلمين و دفع الأذى عنهم و اكبر هذا الأذى في هذه القضية ، فكرة الدولة الفلسطينية ،وقد جاء جرير بن عبد الله إلى الرسول صلى الله علية و سلم فقال: أبايعك على الإسلام ، فقال الرسول صلى الله علية و سلم على لسان جرير - فشرط علية – "و النصح لكل مسلم" ، و من النصح كشف المخططات و المؤامرات لدفع الأذى عن المسلمين . فهذه مسألة خطيرة يجب على كل مسلم أن يبحثها و أن يبين حكم الشرع فيها .

    المرحلة الأولى : بدأت هذه الفكرة منذ استيلاء دولة يهود على حوالي 78% مما يسمى بأرض فلسطين وهو الجزء الجنوبي الغربي من بلاد الشام ، ففي قرار التقسيم الصادر في العام 1947م تبنّت أميركا و بقوة فكرة إقامة الدولة العربية المنفصلة و المستقلة إلى جانب الدولة اليهودية .

    تبنّت أميركا هذه الفكرة و اعتبرتها جزءا من استراتيجيتها في منطقة ما يسمى بالشرق الأوسط ، بينما كان المستعمر القديم ( الإنجليز) قد تبنوا من قبل فكرة الدولة الفلسطينية العلمانية التي تجمع اليهود و المسلمين و النصارى في كيان واحد على شاكلة الدولة اللبنانية ، و الفكرتان هما فكرتان استعماريتان .

    لكن الصراع بين المستعمر القديم و المستعمر الجديد أدى إلى تمسك كل طرف بفكرته لكي يمارس كل منهما نفوذه على أهل المنطقة ، و بالذات في قلب المنطقة الإسلامية لكي يتمكن من السيطرة على رقاب المسلمين .

    المرحلة الثانية بعد قرار التقسيم كانت في العام 1959م و في أواخر عهد الرئيس الأمريكي "أيزنهور" ، حيث طرحت أميركا مشروعا واضحا و محددا عن فكرة الدولة الفلسطينية تحت عنوان الكيان الفلسطيني . في ذلك الوقت كانت الضفة الغربية و قطاع غزة بيد الأردن و مصر ، فجاء ايزنهور بمشروعه لاقامة كيان فلسطيني في الضفة الغربية و قطاع غزة في العام /1959م قبل أن تسلم لليهود ، حيث أن أميركا سبقت الفلسطينيين الداعين إلى إقامة دولة فلسطينية بحوالي 50 عاما ، في عام 1959 دعت أميركا إلى إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة ،والان تدعوا الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها إلى نفس هذه الدعوة و بنفس ذلك الطرح ، إن أرادوا إقامة دولة فلسطينية في الضفة و القطاع فلماذا لم يقبلوا بها في العام 1959م وقد عرضتها عليهم أميركا بشكل واضح .

    مشروع ايزنهاور في ذلك الوقت جاء به المبعوثون الأمريكيون بتعديل بسيط ، وهو أن الضفة الغربية و قطاع غزة يقام فيها كيان فلسطيني ، باستثناء القدس باعتبار أن القدس يجب أن تدول لوجود الأديان الثلاث حسب تقديرهم فيها ، لذلك دعت أميركا عملائها في مصر و السعودية و العراق ، في مصر جمال عبد الناصر و في السعودية الملك سعود وهو قبل الملك فيصل ، وفي العراق كان عبد الكريم قاسم قد أطاح بعملاء الإنجليز من الهاشميين و أقام قاعدة أميركية في العراق ، حيث دعت أمريكا عملائها الثلاثة في العام 59م لتأييد مشروع إقامة الدولة الفلسطينية ، وقد وافقت هذه الدول وبدأت تضغط على الأردن و كان قاعدة إنجليزية وما يزال ، ووقف حجر عثرة أمام تطبيق هذا المشروع ، وكون الأردن يسيطر على الضفة الغربية فقد رفض إقامة دولة فلسطينية و التنازل عن الضفة الغربية للأمريكان ، فضغطوا علية و هددوه بالوعيد و أغروه باغراءآت كثيرة ولكنه أصر على الرفض .

    كانت حجة عملاء أميركا عبد الناصر و عبد الكريم قاسم و الملك سعود للفلسطينيين و للعرب ، أن الدولة الفلسطينية هي الحل الوحيد لقضية فلسطين و أن هذا الحل يوجد السلام و الأمن في المنطقة ، وان إسرائيل قوة كبيرة وجدت لتبقى – هكذا خاطب الحكام شعوبهم – و أن هذه الدول العربية بما فيها جيوشهم اعجز من أن تزيل دولة إسرائيل ، هذه هي الفكرة التي جاء بها ايزنهاور و لقمها لعملائه في هذه الدول ، فقال عليكم أن تهضموا فكرة وجود إسرائيل و بالمقابل تقيموا كيانا فلسطينيا ، ثم بعد ذلك عليكم أن ترفعوا أيديكم عن الفلسطينيين وعن القضية الفلسطينية ، وفي ذلك تمهيد لما جاءوا به من بعد من جعل منظمة التحرير هي الممثل الشرعي و الوحيد للفلسطينيين .



    ثم في هذا المشروع خوطب الفلسطينيون فقيل لهم أن عليكم أيها الأشاوس الفلسطينيون أن تتولوا أموركم بأيديكم ، فالدول العربية لن تنفعكم فاقبلوا بالكيان الفلسطيني كمرحلة أولى ثم بعد ذلك فكروا بتحرير ما تبقى من فلسطين المغتصبة .

    قام عبد الناصر في العام 1959م و كان أشدهم تأييدا للفكرة و نشاطا لها بالدعوة لاقامة ما يسمى بالجمهورية العربية الفلسطينية ، على نمط الجمهورية العربية المتحدة في الضفة الغربية و القطاع ، و جند الفلسطينيون الذين يسكنون في قطاع غزة الذي كان تحت حكم عبد الناصر لتأييد هذه الفكرة و اتصل بالهيئة الفلسطينية العليا في القدس ، و احتضن الهيئة و ساعده في ذلك الملك سعود .

    لم يكتفي عبد الناصر بذلك فعرض مشروع ايزنهاور هذا على الجامعة العربية في مؤتمرها في القاهرة في العام 1959م ، ثم ذهبوا إلى لبنان في العام 1960م في مؤتمر "شتورا" ، و ضغط عبد الناصر و عملاء أمريكا على رئيس وزراء الأردن آنذاك الذي حضر المؤتمر نيابة عن الملك حسين "هزاع المجالي" ، فوافق هزاع المجالي على إقامة الكيان الفلسطيني في الضفة الغربية و قطاع غزة ، ولكن بعد عودته إلى الأردن قتل فورا في عمّان ، وبذلك احبط الملك حسين قبول الأردن لفكرة الدولة الفلسطينية ، وقد كشف رئيس الوفد الأردني في مؤتمر شتورا موسى ناصر فقال : "إن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت اقتراحا لإنشاء الكيان الفلسطيني و تبنته السعودية و عرضته على الجامعة العربية" .

    المرحلة الثالثة في العام 1961م حيث انتهى حكم ايزنهاور و جاء جون كندي إلى الحكم فتبنى نفس المشروع و أرسل برسائل مشهورة في العام 1961م إلى عملائه الملك سعود و عبد الناصر و عبد الكريم قاسم في ذلك الوقت و فؤاد شهاب في لبنان .

    وعقدوا مؤتمرا جديدا في القاهرة في العام 1961م وضغطوا على الملك حسين لحمله على القبول بالفكرة ، وفي نفس الليلة اجتمع السفير الأمريكي في عمّان برئيس الوزراء الأردني بهجت التلهوني في ذلك الوقت و ضغط علية ليقبل بالدولة الفلسطينية ، و كاد أن يقبل لولا أن الملك هدده بقتله كما قتل من قبل سلفه هزاع المجالي ، فتراجع و خاف من قبول الفكرة الأمريكية .مما يؤكد بأنه كان هناك ضغطا أمريكيا على الملك حسين للقبول بالدولة الفلسطينية .

    لما فشلت جميع المحاولات الأمريكية لقبول فكرة الدولة الفلسطينية ، استخدمت أميركا ورقتها الرابحة ( الأمم المتحدة ) ، فقامت الأمم المتحدة بتشكيل ما يسمى بلجنة التوفيق في العام 1962م ، حيث ضغطت هذه اللجنة باسم الأمم المتحدة على الأردن و على الملك حسين لكي يقبل بإقامة الكيان الفلسطيني ، و أيضا فشلت لجنة التوفيق في انتزاع موافقة الملك حسين على إقامة الدولة الفلسطينية .

    المرحلة الرابعة : استخدم الملك سعود احمد الشقيري – أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية – حيث كان وزيرا في الحكومة السعودية . فاستخدمه الملك سعود و بتنسيق مع عبد الناصر . فذهب إلى الأردن وهاجم الملك حسين ، و صرح تصريحات نارية قال في إحداها : "اغسلوا أيديكم من فلسطين ومن القدس" ، و قال عن اللاجئين بان ليس لهم إلا التعويض ، و قال عن القدس بأنها سوف تدول . هذا التصريحات كانت تمثل الملك سعود أي السياسة الأمريكية . لكن الملك حسين رفض هذه التصريحات و سلّط عليه وصفي التل وهاجمه ورفض أفكاره رفضا كاملا .

    ثم جاءت المحاولة السادسة الأمريكية فاستخدمت البابا بولص السادس وكان عميلا لها ، فأوفدته في زيارة إلى الأردن ليضغط على الملك حسين ليقبل بفكرة تدويل القدس كونها فيها أماكن كنسية وما شاكل ذلك ، وتخلص الملك حسين أيضا من هذا الضغط .

    يلاحظ هنا ... كم أميركيا متشبثة بفكرة الدولة الفلسطينية ، وكم استخدمت من وسائل ومن آليات و من عملاء لتحقيق فكرة الدولة الفلسطينية في وقت مبكر و قبل أن نسمع عن دولة فلسطينية في هذا الزمان .

    ثم في شهر 12/1964 م رعى جمال عبد الناصر إنشاء هيئة التحرير الفلسطينية برئاسة الشقيري ، بعد أن ترك الوزارة في السعودية جاءت به مصر و نصبته رئيسا لهيئة التحرير الفلسطينية و التي سميت فيما بعد بمنظمة التحرير الفلسطينية ، و أوكلت لهذه الهيئة تحقيق هدف فصل الضفة الغربية عن الأردن ، أي رفع يد الملك حسين عن الضفة الغربية و إقامة كيان فلسطيني مستقل في الضفة الغربية باستثناء القدس و بيت لحم باعتبارهما كانتا منطقة دولية بحسب الخطة الأمريكية ، ثم حاول الإنجليز أن يردوا على هذه الدعوات الأمريكية بإقامة الكيان الفلسطيني في الضفة الغربية ، وكانوا يسيطرون على الأردن ، فأرسلوا الرئيس التونسي في ذلك الوقت بورقيبة ، فقام بزيارة إلى الضفة الغربية و روج لفكرة الدولة الفلسطينية العلمانية التي تجمع اليهود و المسلمين و النصارى في كيان واحد ، وكانت هذه الدعوة أو الخطة البريطانية ، خطة محكمة في مواجهة الخطة الأمريكية ففشلت الخطة الأمريكية و سقطت ، حيث انقسم الفلسطينيون إلى دعاه للدولة الفلسطينية و آخرون للدولة العلمانية على اعتبار أن الدولة العلمانية لا ضياع فيها لارض فلسطين التاريخية .







    ولكن المحاولات و الضغوط الأمريكية زادت بعد زيارة بورقيبة على الملك حسين ومن فرط هذه الضغوط و شدتها قام الملك حسين في العام 1967م ، بتسليم الضفة الغربية لليهود لكي يتخلص من الضغوط الأمريكية ، و له خطابات كثيرة في الأعوام 1966 و 1965م ، بأنه سوف يسلم الضفة الغربية لليهود و ينسحب منها بمؤامرة واضحة و مكشوفة ( ما يسمى بحرب الأيام الستة حزيران ) ، حتى أن هناك خطابا له كان يقرئه وهو يتلعثم في الكلام ، بعد وصوله من لندن باللغة الإنجليزية و مترجم بلغة ركيكة ، فاقام المهرجانات و بيّن أن المساله هنا فيها حرب و هدد بتسليم القدس و الضفة الغربية و فعلا سلمهما في الخامس من حزيران 67 لكي يتخلص من فكرة إقامة الدولة الفلسطينية عليها ، وكان افضل له أن يسلمها لليهود بدل أن يسلمها للفلسطينيين لاقامة دولة عليها لحساب أميركا ، ثم بعد ذلك ظهرت حركة فتح و نادت بالكفاح المسلّح و استهوت أفئدة من العرب و الفلسطينيين ، وكانت مدعومة من قبل دول الخليج و مصر ، من الكويت بالذات ووجدت في عمان بداية و كان قد قبل بها الملك حسين وتبنى ياسر عرفات لاحقا فكرة الدولة الفلسطينية العلمانية على كل ارض فلسطين ، وكانت حركة فتح بهذه الدعوة و بخلطها للكفاح المسلح تملك الأهلية في انتزاع قيادة منظمة التحرير من احمد الشقيري التابع لأمريكا ، وتم بالفعل تنصيب ياسر عرفات رئيس حركة فتح ، رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية و أزيح احمد الشقيري ، و بالتالي استلمت المنظمة من قبل عملاء الإنجليز بعد عام 1967م ، و لكن أمريكا لم تسكت فالصراع على اشده بين المستعمر الجديد و المستعمر القديم ، فهددت أميركا الأردن بإقامة دولة فلسطينية في عمان ، و بإعطاء جنوب الأردن من معان و الجنوب إلى السعودية و إقامة الكيان الفلسطيني في الأردن ثم مده إلى الضفة الغربية ، حيث أن أمريكا مصممة على فكرة الدولة الفلسطينية بشكل غريب ( أمريكا فلسطينية اكثر من الفلسطينيين ) .

    هذا بدورة أدى إلى خوف الملك حسين من أن تقدم أمريكا على ذلك ،ويساعدها في ذلك الكثافة السكانية للفلسطينيين في عمان ، فارتعدت مفاصله فقام بالتنكيل بالفلسطينيين و بذبحهم في مذابح جماعية مثل أيلول الأسود و في أحراش عجلون و جرش في العامين 1970 و 1971 وطردهم لكي يتخلص من هواجس و خطورة إمكانية إقامة دولة فلسطينية على أنقاض عرشة ، وطرد الفلسطينيون و قتلوا وذبحوا وذهبوا إلى لبنان ، لكن أمريكا لم تتوقف عن مساعيها لاقامة الدولة الفلسطينية ، ففي 4/4/1975 قام جورج مكبر مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية بزيارة القدس و قال أمام اليهود يمكن أن تقام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة . وقال "أما بالنسبة للدولة العلمانية التي تضم مسلمين و مسيحيين و يهود فليست هدفا سياسيا و أنها مجرد حلم" .

    لقد أقرت الجامعة العربية بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني ، وفي ذلك مضايقة شديدة للملك حسين الذي كان يزعم انه يمثل الفلسطينيين في الضفة الغربية و في القدس ، وفي العام 76 وبدفع من السادات الذي ورث عبد الناصر في الحكم وهو عميل أمريكا الأكبر ، ضغط على الجامعة العربية وذلك لاعتبار منظمة التحرير الفلسطينية عضوا كامل العضوية في الجامعة العربية حيث تصبح مثلها مثل أي دولة عربية أخرى ، ولا يبقى مجالا لسيطرة الملك حسين على الفلسطينيين .

    ثم المرحلة التي جاءت بعد ذلك ، مع وصول رونالد ريغن إلى الحكم ، ففي العام 1982م ، طرح ريغن مشروعه الذي سمي باسم "مشروع ريغن" لكنه خشي من ذكر لفظ الدولة الفلسطينية باعتبار أن الظروف لم تكن مساعدة فقال عوضا عن ذلك : "يجب إعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير" . و إعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير في كل الأعراف الديبلوماسية في الغرب معناه إقامة الدولة فلسطينية ، لكنه استخدم تعبيرا آخر .

    مشروع ريغن هذا ... ترجم مباشرة في نفس الشهر من نفس العام 1982م في مشروع فاس الذي اجتمع فيه العرب في مدينة فاس التونسية و اقروا مشروع ريغن وقبلوا به ، و أضافوا عليه فكرة إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة .

    إن شدة الضغوطات التي مورست على الملك حسين لحمله على التخلي عن فكرة التمسك بالضفة الغربية جعلته في العام 1988م يعلن أولا انه تخلى تماما عن تمثيل الفلسطينيين في أية مفاوضات مع إسرائيل ، وانه بات يعترف كزملائه من حكام الدول العربية بان منظمة التحرير هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني . وهذا يعني أن أميركا مارست ضغوطا شديدة على الملك حسين من العام 1959م و حتى العام 1988م ، حتى تخلى سياسيا عن الضفة الغربية ، حيث تبع ذلك التخلي السياسي فصل قانوني و إداري بين الضفة الشرقية و الضفة الغربية . ثم في نفس العام اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية عبر اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر بقراري 242 و 338 اللذان يقرّا بوجود دولة إسرائيل و بانهما يطالبان فقط بالأراضي التي احتلت في العام 67 فقط وهي الضفة الغربية و قطاع غزة ، وبذلك تخلت منظمة التحرير تماما عن الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948م ثم بعد ذلك بأشهر صرح عرفات تصريح شهير في ستراسبورغ في فرنسا قال فيه : "إنني قد تركت حلم إقامة الدولة الفلسطينية العلمانية على كامل تراب الوطن الفلسطيني و اقبل الآن بالدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة" .



    منذ ذلك التاريخ تم تهيئة المنطقة بعملاء أميركا و عملاء بريطانيا بفكرة الدولة الفلسطينية ، لكن الجديد الذي طرأ هو اندلاع الانتفاضة الفلسطينية حيث تم خلط بعض الأوراق وخرجت قوى جديدة على الساحة الفلسطينية غير القوى العلمانية وهي القوى الإسلامية ، فكان لا بد من مشوار جديد و طويل لترويض الحركات الإسلامية كما روضت من قبل الحركات العلمانية ، فكان لا بد من عشرين سنة أخرى يتم فيها عملية الترويض حتى يتم إخراج فكرة الدولة الفلسطينية إلى الوجود .

    وها نحن بعد عشرين عاما ( من عام 1988 – 2008 م ) ، أصبحت الحركات الإسلامية تطالب بالدولة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة – في الأراضي المحتلة عام 1967م تحت ذريعة إعلان الهدنة الطويلة أو ما شاكل ذلك ، وهذا معناه أن الحركات الإسلامية قد وقعت - لللاسف الشديد - فيما وقعت فيه الحركات العلمانية من قبل ، و اعترفت بشكل مباشر أو غير مباشر بالكيان اليهودي و قبلت بإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت في الرابع من حزيران عام 67م ، و بالتالي تحققت الرؤيا الأمريكية من خلال قبول الفلسطينيين بتيارهم العلماني و الإسلامي بفكرة الدولة الفلسطينية ، وهذه رؤية بوش بكل بساطة قد تحققت من قبل الجانب العربي الذي قبل بها ، والآن تريد أمريكا أن تروض الجانب اليهودي ليقبل بها و الله أعلم كم يحتاج ذلك من السنوات .

    لكن المسألة أن الأمور قد حسمت لصالح المشروع الأمريكي بعد ستين سنة من ضياع فلسطين عام 1948م ، وبعد 41 سنة من ضياع بقية فلسطين التي احتلت عام 67 قد تم ترويض الفلسطينيين أو زعاماتهم بقبول فكرة الدولة الفلسطينية .... هذه هي حكاية الدولة الفلسطينية التي من المفضل لنا أن نسميها الدولة الأمريكية ، لان أميركا كافحت و عانت من اجل إخراجها إلى الوجود ، و بالفعل نجحت في إقناع الفلسطينيين و العرب للقبول بها فعقدوا المؤتمرات و برروا و تقولوا لكي تكون فكرة الدولة الفلسطينية مطلبا لهم ، مع علمهم بأنها مخطط أميركي بل مؤامرة أميركية تبنتها أميركا منذ وقت مبكر .

    كان الأولى بالحركات المناضلة أو التي تدعي النضال سواء الحركات العلمانية أو غيرها ، كان الأولى بها أن لا تطرح بتاتا فكرة الدولة الفلسطينية ، حيث أن المسألة تحتاج إلى تحرير ارض سلبت و غصبت ، ولسنا بصدد إقامة الدولة وهذه ليست قضيتنا ، و إنما قضيتنا هي إزالة الاحتلال ، و تحرير فلسطين من اليهود المغتصبين ، لكن إدخال فكرة الدولة على قضية التحرير أوقع المغالطة و التضليل في المفهوم السياسي للثورة و لفكرة الدولة ، على أن فكرة الدولة عند المسلمين ليست مجرد كلمة . (نريد دولة فلسطينية أو دولة غير فلسطينية) ، الدولة عندنا لها مفهوم شرعي منضبط ، هي الكيان التنفيذي الذي يطبق الأحكام الشرعية على الناس في الداخل و يحمل الدعوة الإسلامية و ينشرها إلى العالم في الخارج عن طريق الجهاد ، و الدولة الإسلامية هي خلافة و خليفة يطبق الشرع ، هو إمام يتقى به و يقاتل من ورائه .

    ففكرة الدولة الإسلامية ليست غريبة ، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول خليفة للدولة الإسلامية الذي كان يطبق الشرع على الناس ، أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبى طالب جميعا ،هؤلاء اجمعوا و اجمع سائر الصحابة معهم على أن الدولة الإسلامية كيان سياسي ، خلافة و إمامة تطبق الشرع على الناس و تحمل الدعوة إلى العالم عن طريق الجهاد . إن كان لا بد من طرح فكرة الدولة فكان الأولى أن تطرح فكرة الخلافة الإسلامية و ليست الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية أو الديمقراطية العربية ، لكن إن أرادوا التحرير و لم يريدوا الخوض في مفاهيم الدولة فعليهم العمل فقط من اجل التحرير ولا داعي لخلط الأوراق ، حيث لا نملك أرضا حتى نقيم دولة ، فلتحرر الأرض أولا ثم ليبحثوا عن الدولة ثانيا ، لكنهم يريدوا عكس الأمور فيعلنوا إقامة الدولة كما أعلنها عرفات منذ 20 عاما في الهواء ( دولة خيالية) ، لا ارض لها ولا سماء .

    إن هذا الخلل ليس خطأ في الفهم أو جهالة في السياسة إنما هو عمالة و خيانة لكل من دعا ابتداءا إلى إقامة الدولة الفلسطينية علمانية كانت أو عربية أو منفصلة ، هذه هي خطورة فكرة الدولة الفلسطينية و حقيقة أن الدولة الفلسطينية هي مؤامرة أمريكية و يجب أن ندرك ذلك تمام الإدراك و أن نحمل هذا الفهم إلى الناس ، و بكل صراحة و جرأه نقول بان الدولة الفلسطينية فكرة أميركية ، وها هو بوش قد توجها و جعلها رؤية قانونية لأميركا و شخصية له ، فيجب إدراك هذه الحقائق الموثقة ، و حذاري أن نقع في فخ الدولة الفلسطينية .

    ندعوا الله أن يخلص المسلمين من هذه المؤامرات و المكائد و الدسائس و أن يقيم لنا دولة الخلافة الإسلامية الحقيقية التي تزيل كيان اليهود من الوجود و تستأصله استاصالا تاما ، إن ربي سميع مجيب .

  • #2
    بارك الله بك اخي على هذه التوضيحات المهمة التي يغفلها الكثير من الناس حيث مرت فكرة الدولة الفلسطينية على انها مطلب فلسطيني وعربي وهي في الحقيقة مشروع امريكي خبيث لفصل فلسطين عن باقي بلاد المسلمين جريا على القاعدة الاستعمارية ((فرق تسد))ومن ثم اعطاء العذر لحكام المسلمين بعدم الجهاد لتحرير فلسطين من العدو الغاصب

    تعليق

    يعمل...
    X