إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

:| بريد الأحزان |:

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • :| بريد الأحزان |:


    .
    .
    هِيَ ذِي الحياةُ رَسائلٌ ...
    ---------- فيها مِنَ النَّبـأِ الجَديدْ
    العُمْرُ سَهْـمُ مُرَاسِلٍ ...
    ---------- والحُزنُ فيهِ هُوَ البَريدْ
    ::
    ::
    لستُ ممن يتقنون صناعة الحرف
    ولستُ من نُسَّاكِ اللغة وحُداة الشعر
    أنا فقط
    رجلٌ خرَّ من السماء على حِين غِرَّة
    وأفاق على نشيج منفاه ساعة عتمة
    يُحاولُ
    أن يُوقِد من أصابعه شموعاً
    ويَخلقَ من حُزنه قافلة
    وِمن بُكاء السماء .. زاداً وقافية
    .
    .
    هُنا
    مندوحة للثرثرة
    ومناجاة بين شظايا روح مُهشمة
    تبحث عن بعض ابتسامة
    .
    في كل يوم
    يرسل القدر إلينا رسائل جديدة
    وهنا
    سأشق جيب رسائلي
    وأطلع على وحي السماء المنزل إلي
    وحيٌ لا يَحملُ آيَه مَلَكٌ
    ولا يَتنزَّلُ على نبي
    إنما يُودَعُ خلسةً
    في بريدِ حُزني
    كل فجرٍ .. وليلة
    .
    .
    أيها البريد
    كُلّ عامٍ .. وحُزني بخير
    .
    .
    >> تنبيه: البريدُ يفيضُ بالرسائل .. فأيها أحق بالقراءة أكثر؟
    << الرد: لا بأس ، فكلها تحملُ حُزني، وحُزني .. لا يتغير!
    ::
    ::

  • #2

    .
    .
    [ الصندوق الوارد ]
    - رسالة : وجهٌ معلقٌ في .. عينيه!
    - المُرسل: طـيفـُ / ـها
    ::
    ::
    هَل حقا بمقدورنا نسيان من أحببنا ذات يوم؟
    هل حقا نحن قادرون على
    حذف وجوهٍ ألفناها إلف الليل والنهار.. وختمها بالشمع الأحمر
    وإرسالها إلى معقل ريح .. وعاصفة ؟!
    .
    .
    لماذا مازلتُ أحملُ وجهك
    وكأني أرقبُ عودة حبيب مسافر
    مفترشا أضلعي رصيفاً .. وقارعة
    أتراه حقاً أيقظني فجراً
    من أضغاث حُزنٍ وغُربة
    وأرسل لي مع صوتِه دفئاً
    وورقة صغيرة
    رسم فيها ابتسامةً .. وَقُبلة !
    .
    .
    لماذا مازلتُ أراك في وجوه المارَّة
    وأنا واقف على منتصف جسرٍ مكسور .. كأضلعي
    لا يُوصل إلى أية ضفة!
    .
    .
    هل رأيتُكَ البارحة
    أم لم أرك ؟
    أيعقلُ أن يكون الشبه قريباً إلى هذا الحد!
    أتراهُ طيفُك؟
    أم هي ملامحكُ المحفورة في عيني
    أُلبسُها كُلَّ وجهٍ أراه؟
    .
    هل تراها [ هِيَ ] ؟
    أيعقلُ أن نلتقي في تلك الساعة ، وذاك المكان ؟
    ونحنُ الذين قطعنا وعداً أن نتجلبَبَ النسيان
    ونبيع الذاكرة في سوق سوداء
    ولتاجر مجهول!
    أيعقلُ أن تتقابل صفحات خدودنا
    وأوجه أكتافنا
    أيعقلُ أنها مَرَّت بجانبي؟
    وتعانقت أعيننا بغتة
    ثم ما لبثت أن هربت نواظرنا بعيدا
    وكأننا نتحاشى انفجار الحنين!
    .
    رُغم إبداء حَزمي وتجاهلي
    كان يراودني طبعي [ العذراوي ] المحب للتفاصيل والتدقيق فيما يهمه
    حيث أختطف بعض الملامح خلسة دون أن يلحظ أحد .. ولا حتى [ هي ]!
    تقاطعت عرباتنا
    وكانت عربتها فارغة إلا من بضعة مشتريات
    تجرها معها عاملة شرق آسيوية
    أما عربتي ، فكانت مشحونة .. بالدهشة!
    إلهي .. إن وجهها يحملُ ملامح وجهها
    ذات الأنف .. والخدين .. والشفتين
    فقط كان ينقصها ظل بنفسجي على الجفنين
    والكُحل الذي يستمد جمالَهُ من سحرِ عينيها
    .
    أصابعها الصغيرة؟
    أجل .. أصابعها!
    والأظافر الممشوقة المصقولة
    والمطلية رؤوسها ببياض قلبها!
    .
    الهاتف؟
    كلا .. ليس هو .. أتراها استبدلته مذ يوم أنكرت صوتي؟
    ربما
    .
    الحذاء؟
    ليس هو المخبوء في ذاكرتي
    أتراها انتعلت حذاء جديدا
    وبقيتُ أنا .. أنتعلُ أحزاني؟
    .
    جسمها؟
    كلا .. إنها أصغر قليلاً
    أتراها قد لفحها الوجع
    وأنحلها الألم مثلي؟
    .
    الـ [ رُبَّما ] تُ
    تحاصرني
    هل أقترب أكثر؟ هل أناديها باسمها؟
    وماذا لو كان الذي أراه طيفا ألبسته امرأة لم تكن تشبهها؟
    أتكون أختها يا ترى؟
    هل اناديها باسم أختها الي تحمل بعضا من تقاسيم وجهها؟
    الـ [ رُبَّما ] تُ
    تحاصرني!
    .
    أخذتُ نفساً عميقاً
    وجررت عربتي بعيداً
    دون أن أنبس ببنت شفة!
    .
    ... [ انتهى ] ...
    .
    .
    << الرد:
    تذكرتُ أن وجهها منقوش في قزحية عيني
    فإن كانت هي .. أو إن لم تكن
    عليَّ أن أعي وأدرك جيدا
    أني أراها حتى في خطوط يدي!
    فأين الفِرار؟
    ووجهها يضرب حول عينيَّ طوقاً من حصار؟
    أيها الطيف، رجـــاءً .. رجـــاءً
    اعتقني من وجهك!

    ::
    ::

    تعليق


    • #3
      ::
      ::
      عُذرا أيها البريد، لقد وقع مني [ تصحيفٌ ] في عنوانك
      الذاكرة لا تسعفني كثيرا هذه الأيام
      كما كتبتها أول مرة ، بجوار بحرٍ وتحت مصباح طريق:

      هِيَ ذِي الحياةُ رَسائلٌ ...
      ---------- فيها مِنَ الأَلَـمِ الجَديدْ
      العُمْرُ خَيْـلُ مُرَاسِلٍ ...
      ---------- والحُزنُ ذاكَ هُوَ البَريدْ


      أيهما أصدق / أوفق يا تُرى؟ ما رسمته الأصابع أم ما حُفرِ في الذاكرة؟
      البحر هو البحر ، وكذا الوزن، والتفاعيل
      فهو من مجزوء الكامل، ولست أدري كيف تسنى للعروضيين تجزئة ما كان كاملا؟! [ يبتسم ]
      .
      .
      لا علينا ، إننا في الظلمة نتشابه كثيرا
      .
      .
      هل عليَّ أن أقبض السبيل بعد قليل؟
      ماذا يخبئ لنا الغدُ يا تُرى؟
      ألا تعرف السماء أني لا أحب المفاجآت ، سواء منها الضارة والسارَّة؟
      ما يثير توتري
      أن غداً ، يومٌ لهُ ما بعده!
      وأنا لا أحب تبدل الأيام .. والأوجُه!
      ::
      ::

      تعليق


      • #4

        .
        .
        [ الصندوق الوارد (2) ]
        - رسالة : البُعدُ لا يزيدُ الشوقَ إلا ضِراماً
        - المُرسل: صديق ..!
        ::
        ::
        قال [ الصديقُ ] مُراسلاً:
        [ هذا صباحٌ لا يطيبُ هواؤهُ ... ما لم يُنسنِسْ من عَبيرِ هَواكَا ]
        .
        كم تُرى من الليالي
        تلك التي جاورتنا ونحن نلتحفُ الوحدة .. ونتدثر الظلام
        كم من المرات التي
        نشعرُ فيها بعتمة السماء
        رغم كل الأسرجة الموقدة في صدرها
        والنجومِ التي تُنمِّقُ جبهتها
        .
        هل لأن النورَ الذي ثكلته أعيننا ذات صباح
        قد أسرتهُ عينا من نحُب؟
        وكأن الدنيا قد سُلِخَ منها الضياء
        وأُلبست جُبَّة من دواجيَ مُدلَهِمَّة
        والنور فيها بات رهينةً
        في كفيِّ حبيبٍ راحل .. لم يُعد ؟!
        .
        كيف لي أن أصحو فجراً
        ولا يكون وجهُك
        أول ما تفيق على دفئه عيناي ؟
        وأنا الذي وعدتُ أصابعي التي
        يشوقُها تقبيلُ جبينك
        أن ترتمي بين خديك صُبحاً
        وتمارسَ عليه .. الحنين !
        .
        كيف لي
        أن أطلب من الشمس ضياءً
        لم يكُن يَوماً إلا
        ابتسامة ثغرِك
        وحرارة شفتيك العاريتين؟
        .
        هل تستحق الحياة فعلا
        أن نعيش في جلبابها
        دون أن نعانق فيها
        حضن من وهبنا الحياة
        ونفخ في جوانحنا الروح ؟
        .
        .
        ليتنا أدركنا منذ زمن
        أن أياماً لا نعيش فيها
        مغروسين في صدر من نعشق
        هي أيامٌ مطروحة من أعمارنا !
        .
        .
        << الرد:
        [ خيالُكَ في عيني وذِكرُكَ في فَمِي ... ومَثواكَ في قَلبِي فأينَ تغيبُ ؟ ]
        ::
        .
        .

        تعليق


        • #5

          .
          .
          [ الصندوق الوارد (3) ]
          - رسالة : سفَرٌ بحقائب فارغة
          - المُرسل: موعِدُ غُربة
          ::
          ::
          مازلتُ أخبئ في صُندوق أحلامي
          تلك الأمنية الصغيرة
          أمنية لطالما عانت التأجيل لميقات يومٍ مجهول
          وقاست خيبة الأمل
          بعد كل عيـدٍ
          تعدها فيه أصابعي بنفخ الروح في أوصالها
          فتنكث أصابعي وعدها في كل عام
          وتلبس هيَ ، ثوبَ أرملة جديد .. في كل عيد !
          .
          الساعة الواحدة إلا ربع .. اتصال
          لم أجِبْ
          الساعة الواحدة والربع .. اتصال آخر
          لم أِجبْ
          الساعة الثانية إلا ربع .. اتصال ثالث
          درءا لمزيد من الضجر .. أجبت ، وبعد حديث قصيرٍ قالت:
          [ .. موعدنا غدا في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا .. انسَ كل شيء إلا نفسك ، وحقائبك الفارغة .. ]
          كان صوتُها يُضمر سراً خلف ستائره
          وكأنها تعرفني كثيرا .. ولا تعرفني أبدا !
          وكأن شفتيها تحاولان قول كلمة ما .. ثم تطمسانها بكلمة أخرى لا تشبهها !
          أهو الخجلُ .. أم الخوف ؟
          .
          لستُ أدري لمَ لا أحب الهواتف
          هل لأنها تقذف بالناس في طريقي
          أم لأني لا أحب السير في طريق ٍ مزدحم برائحة البشر!
          أم ربما لأني قبل بضع ليالٍ خلت
          رافقني في السير فجراً .. شيخان وقوران، فقال لي الأول:
          [ قَلَّ الثِقاتُ فما أدري بمن أثقُ ... لم يبقَ في الناس إلا الزورُ والملَقُ ]
          فابتسمت له ، ثم نظرت في وجه الشيخ الآخر، فأردف قائلا:
          [ قلَّ الثقات فلا تَركَنْ إلى أحدٍ ... فأسعدُ الناسِ من لا يعرفُ الناسا ]
          فابتسمتُ في وجهه أيضا، ثم نظرتُ أمامي وأنشدت قائلا:
          [ قَلَّ الثقاتُ أَيَا صَحْبِي فلا تَثِقوا ... بِالناسِ كَلاَّ وَلا حتى بِأطيَافِ ]
          فابتسما في وجهي ، ثم مضى كلٌّ منا لحال سبيله
          .
          هل حقا شارفتُ على الرحيل من هنا وإلى هناك
          حيث يُمكن لأمنيتي الصغيرة .. أن تتحقق
          وتخلقها أصابعي في صباحٍ أخير؟
          .
          يا الله كم يشوقني ولعُ مفاجأة أمنيتي الصغيرة بحياة على راحة كفي
          أحلمُ بتلك السماء الزرقاء الصافية
          والأرض المكسوة بعشب أخضر وكأنها تلبس ثياب الجنة
          وجدول النهر الصغير ، وماؤه اللجيني الذي تدفئه دغدغات أشعة شمسٍ مشرقة
          والنسيم الذي يحمل في جدائله عطر الياسمين
          وخلف النهر
          ذاك السوار الممتد على مرمى البصر من الأشجار الكثيفة الملتفة
          والتي تحج عبرها أسراب عصافير صغيرة جيئة وذهابا
          تغني .. وترقص .. وتحيا
          وقُبيل النهر
          شجرة ضخمة .. قد تكون شجرة سنديان أو بلوطٍ عتيقة
          وتحتها كرسي خشبي طويل .. عراه الزمن وألبسه لون التاريخ
          وفي الكرسي ذاك
          أجلس أنا
          برفقة كتابي
          وما تبقى من أمنياتي
          .
          هل سأكون على موعدٍ مع الغربة يا ترى ؟
          أم أن الأحلام .. هي تلك الأشياء التي لا تتحقق ؟
          لستُ أدري
          إلا أني سأعتذر الليلة مجددا من أمنيتي الصغيرة
          فالغربة اشترطت علي غدا أن أحمل حقائب فارغة
          فارغة من كل شيءٍ .. إلا انكساراتي
          ولكن
          إذا صدق وعد الغربة
          فحتما .. سأحمل أمنيتي معي
          ولو اضطررت لأن أخلع من الصدر قلبي
          وأودع أمنيتي مكانه .. سِراً !

          .
          .
          << الرد:
          [ فإن يكُ صَدرُ هذا اليومِ ولَّى ... فإنَّ غداً لناظرهِ قريبُ ]
          ::
          ::

          تعليق


          • #6

            .
            .
            [ الصندوق الوارد (4) ]
            - رسالـة: صديقٌ تمخَّض عن ثلج جـنة
            - المُرسل: سمـاءٌ .. تعرضُ هُـدنة !
            ::
            ::
            بعد عقدين ونيف
            من صراعٍ مُستعرٌ لظاه
            بين جحافل قدرٍ وزحوفِه
            وبين أعزل كـ إياي .. ثلم الزمانُ أسيافه
            ولم يُبق ِ له إلا ساعديه سيوفاً
            وصدرَهُ المُعرَّى مُجنأ ً وتُرسا
            بعد أن سلَبَ الدهرُ
            من بين راحتيه أحلامَه
            وشنق على جدار أضلعه أمانيه
            ومزق تقاسيم وجهه
            بحُزنٍ .. لا تدُسه عتمة ليلٍ
            ولا تبدده إشراقة شمس
            رجلٌ
            لم يكن يملِكُ من الدنيا إلا
            قلباً أهداه يوماً حبيباً راحلاً .. لم يُعد
            وروحاً .. تصلب ظهرها ذات مساء
            فما عادت تستمرئ الركوع
            وعينين مجدولتين لوجه السماء
            فاستعصت عنقه على الليَّ .. والخضوع
            .
            هل حقا عليَّ أن أصدق
            أن الدهر ذا قد أعياه تصرُّمي وتلُّجدي
            وأن حصاره المضروب حول أنفاسي
            كان أسرعَ ظمأ ًمن زادِ اصطباري
            فطفق يطفئ نارَهُ في بحر صدري
            وأنكس أعلامه
            وبسط يده يستجدي بها صَفحي وسلامي ؟
            أم أن هذا سلامٌ
            كـ سلامِ ملك إنجلترا طويل الساقين
            [ إدوارد الأول ]
            يوم أرسل زوجة ابنه الخلابة حُسنا والخطَّافة جمالاً
            [ الأميرة إيزابيلا ]
            كـ طُعمٍ يدس في عسله سُماً زُعافاً
            لمتمرد على الظلم والضيم
            لفارسٍ يعشق الحرية والكرامة .. والحُلم
            [ ويليام والاس ]
            فصدق قلبُ ويليام سِحرَ عينيها
            ونكث طويل الساقين بوعدِه!
            .
            .
            ليسَ مُهما .. الآن على الأقل
            أن أكتشف مخططات القدر
            وخفاياه التي يحاول إعفاء آثارها من طريق حياتي
            ما يهمني أكثر
            وجهٌ رسم في وجهي ابتسامة عريضة جدا
            وأهدى لي وجوده دفئاً .. وبهجة
            إنه .. قط أبيض .. كالثلج
            وأملس كالحرير
            وفوضوي شقي .. مثلي! << [ يبتسم ]


            لستُ أدري تفاصيل قدوم هذا القط إلى منزلي
            رغم أن أخي الأصغر لديه القصة كاملة
            إلا أن جمال هذا القط
            لم يُفسح لي مجالا لتقصي أخباره السالفة
            فقد سرق وجوده مني جُل اهتمامي وشغفي
            .
            في حقيقة الأمر .. أنا أحب الحيوانات الأليفة جدا
            ولاسيما القطط ، والكلاب ، والبط الصغير ، والحمام الزاجل
            كان بحوزتنا فيما مضى كلب صغير
            أبيض كالثلج ، واسمه [ تاكي ]
            كان بالنسبة لنا فردا من أفراد العائلة
            ولوجوده أنسٌ يتجاوز الأنس الذي عهده البشر
            كان يلعب معنا .. ويرافقنا .. ويشعر بنا أيضا !
            وأتذكر جيدا .. كيف خيم الأسى على الأسرة .. والمنزل
            يوم فارقنا [ تاكي ] ذات ليلة
            بعد أن دهسته سيارتنا دون قصد
            ونحن ذاهبون في رحلة عائلية ، فرفض هو أن يبقى وحيدا
            وتبعنا خارج المنزل ، ودس نفسه تحت السيارة
            فدهسته إحدى العجلات خطأً ، ففارق الحياة!
            .
            فهل جاء القدر الآن ، يعرض علينا بضاعته
            ويعوضنا بـ [ تاكي ] آخر
            ليطلب بعدها .. ثمناً ما ؟
            لستُ أدري
            .
            خرجتُ في صباح يومٍ قريب
            وما إن خطوتُ أولى خطواتي خارج باب المنزل
            حتى ركض القط من بعيد قادما نحوي
            وكأن الشوق ريحٌ تدفعه تجاهي
            فاحتكَّ بقدمي
            وتبعني إلى حديقة المنزل
            فحاولتُ أن أصوره بهاتفي
            ولكنه كان شقيا بما يكفي ليجعل من تصويره معضلة كأداء


            إنه قطٌ في منتهى الروعة
            أليفٌ جدا .. ولطيفٌ أكثر
            إذا ناديته يأتي نحوك مسرعا
            ثم يرافقك حيثما تذهب
            وإن جلست أو توقفت
            يبدأ في شغبه وممارسة شقاوته
            وفي هذه الصورة .. التقطته عدسة هاتفي وهو يتمرغ في التراب


            كنتُ أحاول أن ألتقط صورة قريبة له
            ولكنه جعل من ذلك مهمة صعبة
            فكلما اقتربتُ منه وجلست لأصوره ، كان يقفز فيَّ ويصعد إلى ركبتي
            ويلعق يدي بلسانه الصغير
            وينمعني من التصوير الدقيق!
            عيناه .. جميلتان جدا .. ولكن العجيب أن واحدة زرقاء كالبحر
            والأخرى عسلية نقية
            أحببته كثيرا ..!


            كان [ تاكي ] الجديد شقياً كثيرا
            ويزاول أمامي بعض الحركات التي تشي بشيء من [ الدلع ] الذي يكتنفه
            كأن يصور لي أنه يطارد حشرة ما [ في خياله ]
            أو أن يداعب بأطراف يديه عودا صغيرا أو حبلا أو غصنا وكأنه كائن حي!

            أما الصورة الأخيرة [ الجيدة ] التي تمكنتُ من التقاطها له
            فكانت مضحكة قليلا .. حيث بدا وكأنه منزعج من أمر ما
            ربما كان يضايقه أني منشغل بتصويره
            ولم أهتم بوجوده هو
            فرسم في الصورة وجها كهذا


            سأسميه [ تاكي ]
            أحب هذا الاسم للحيوانات << [ أي حيوان جديد يسميه تاكي! ]
            وأخذته من رسومٍ متحركة قديمة
            نسيت اسمها الآن << [ الذاكرة تختار متى تسعفه ولا تسعفه! ]
            وتَيَمُّـناً باسم تاكي الكلب المخلص الوفي
            وذكراه الفواحة عطرا
            سيكون هذا تاكي القط
            وسيكون لي معه في كل يوم .. ودُّ صديقين
            .
            .
            << الرد:
            [ وردة واحدة قد تكون حديقتي .. وصديق واحد قد يكون عالمي ]

            ::
            ::

            تعليق


            • #7
              ::
              وكأني رأيتُ أبا القاسم الشابي
              يفيق من مرقده الأخير
              ويعتلي أكتاف أحرار تونس!
              وينشد شعراً وبهجة!
              .
              .
              للحرية مذاقٌ يخلع أضلعي ولعاً واشتياقاً
              واحتراقاً ..!
              .
              .
              عشتم يا أهل تونس أحراراً كراما
              ::

              تعليق


              • #8
                .
                .
                [ الصندوق الوارد (5) ]
                - رسالة : دعوةٌ إلى الدفء
                - المُرسل: صوتٌ مُرتلٌ في .. أغنية =]
                ::
                ::
                لستُ كائنا يخشى الوحدة
                لأن السماء منحت أصابعي القدرة
                على خلق ما أشاء من عوالم .. داخل أضلعي
                وأن أُسربل الحياةَ بما شئتُ من أردية
                وأن أصنع في عينيَّ تاريخاً غير التاريخ
                وأبتكر للأيام تقويماً جديداً
                أرتب فيه الحياة على مسارات خطوط كفي
                حيث يذوي كل ما في الكون
                وأبقى كـ كنجمة وحيدة
                تبتسمُ في سماءٍ لا حدود لها
                .
                كلما سخرتُ من الحياة .. والأحياء
                وكشف لي الزمن أن كل الوجوه .. ليست إلا أقنعة مُسمرة
                تُضمر ما لا تُظهر
                وأنها تحمل في جيوب معاطفها جراحاً مخبئة .. مؤجلة لوقتٍ معلوم
                أنزوي بعيداً .. بعيداً جداً
                إلى حيث لا أحد
                إلا عزيف الريح .. وحُزن البحر
                والرمل البارد .. المخضلة خدوده .. وكأنه مارس البكاء دهراً
                حينها فقط .. فقط
                أشعر بسعادة حقيقية
                سعادة مكتملة النمو .. تملأ صدري
                وأبتتم .. أبتسم حين أتيقن من أنه لا يراني أحد
                .
                حينما تتلبسني الوحدة
                أشعرُ بأني مخطوف إلى عالم آخر
                عالم أكون فيه مثلما أتصور نفسي أن أكون
                أشعر بروح المحاربِ داخلي
                محاربٌ لا يخشى في الوجود جُرحاً ولا طعناً
                ولا يهاب اقتحام الردى .. والظلام
                أشعر بروح العاشق الأسطوري
                الذي يجول الدنيا ويصول
                لا يحملُ زاداً إلا .. صورة حبيبٍ معلقة في عينيه
                فيقطع أقطاب الكون
                بحثاً عن وجهه .. كظمآن يلهث بحثاً عن سُقيا وشربة ماء
                أشعرُ بروح الفارس الذي
                يحلمُ بغزو الكون
                لتحريره من الطغاة ودق رقاب الجبابرة
                ورسم ابتسامة عريضة على وجه البسطاء والفقراء
                أشعرُ بروح الشاعر داخلي
                وكأني لا أجيد الكلام إلا بالقصائد .. والأمنيات
                أشعرُ بروح الناسك
                والزاهد الذي اكتفى من الحياة بتمرة ومحراب مسجد
                وجبين ممرغ في الثرى
                وكفين مجدولين للسماء
                ولسان لاهج بذكر الله
                .
                أرواحٌ شتى تعج في جوانحي
                هل أكون بعضاً منها يا تُرى؟
                لستُ أدري .. ولستُ مكترثاً بأن أدري
                فلن أكون يوماً إلا أنا
                الرجلُ الذي خر من السماء ساعة عتمة
                فوجد في الدنيا منفاه
                فطفق يبحث عن جنته

                .
                حينما أكون وحيداً
                أشعر بأني أتربع فوق عرش الوجود
                وأني أحمل كل العالمين بين يدي
                فأتركهم خلفي
                وأمضي
                إلى زاويتي العتيقة في حديقة منزلي
                جاعلاً من أشجار النخيل والبرتقال والتين والجوافة رفقة
                ومن العشب الأخضر بساطاً
                ومن العصافير جوقة غناء
                ومن الريح شِعراً
                ومن الشمس شمعة دفء تطرد البرد عن أصابعي
                وكوب شايٍ ساخن
                وكتابي
                و [ تاكي ] القط
                وصوت ..
                صوت يجعلني أحلق في سماءٍ عاشرة
                لاغياً ملامح الدنيا البائسة في عيني
                [ واحد وكل الناس تندهلُه .. بـ اسمين ]
                .
                [ أليسا ]
                كنتِ حاضرةً .. يوم غاب صوت الأحبة !
                فـلكِ الورد
                والابتسام

                ::
                ::

                تعليق


                • #9

                  .
                  .
                  [ الصندوق الوارد (6) ]
                  - رسالة : لـ الحب سكرات!
                  - المُرسل: ذكرى تعبر سبيل القلب
                  ::
                  ::
                  [ غمِّض عيونك واحلم إنك معايا ... وإن الزمن ما يوم فرَّق حبيبين ]*
                  * من قصيدة لـ / حمود الظاهري
                  .
                  .
                  إنه الحُـبُ
                  ذلك الإحساس الذي
                  يتسلل عبر مسامات روحك خلسة
                  ويقتحم أضلعك عنوة
                  وكأنه يحقن مراصد وعيك بالخدر
                  ويطفئ منارات إدراكك
                  ليوقد في قلبك شمعة
                  تضيء لك الوجود
                  الحبُ
                  ذلك الإحساس الذي
                  تذعن له أوصالك وتستكين
                  وتستسلم طوعاً .. لغزواته
                  وثائرة الحنين
                  .
                  تُرى هل يُمكن لنا أن نحيا
                  دون حُب؟
                  هل يمكن لأنفاسنا أن
                  تعتاد شهيقها وزفيرها
                  دون أن يتخللها عطر حبيب
                  أودع في صدورنا ذات ليلة
                  باقة ياسمين
                  وتلك الفراغات بين أصابعنا
                  ألم تُخلق
                  لأجل أن نملأها بأصابع من نعشق؟
                  وأضلعنا هذه
                  ألن يكسرها البرد
                  إن لم يعانقها ذاك الدفء الكامن
                  في حضن من نهوى؟
                  .
                  [ وعذلتُ أهل العشق حتى ذقتُهُ ... فعجبتُ كيف يموت من لا يعشقُ ]*

                  * المتنبي


                  .
                  أية حياة تلك التي
                  لا يشرق فيها للحب وجه
                  وأي عمرٍ ذاك الذي
                  تنقضي أيامه دون قبلة شوق
                  وابتسامة لهفة
                  ورعشة شفتين
                  من كثر الحنين
                  .
                  كيف لنا أن نبصر الكون
                  إلا في عينيِّ من نحب
                  وكيف لنا أن نغفو
                  إلا على صوته
                  ومداعبة شعره بالأصابع
                  كيف لنا أن نصحو
                  إلا على دفء خديه
                  وحرارة شفتيه
                  وملمس كفيه
                  .
                  [ وما عجبي موتُ المحبين في الهوى ... ولكن بقاء العاشقين غريبُ ]*

                  * عروة بن حزام


                  العاشقون وحدهم
                  من يستحقون الحياة
                  لأن حياةً
                  لا يغمرها الحب
                  ليست إلا وجهاً آخراً
                  لـ المــــوت!
                  .
                  :: كلمات من تابوتٍ قديــم .. جداً ::
                  ||
                  اعتدتُ الحزن عليكِ
                  كما اعتدتكِ أنتِ
                  كما اعتدتُ وجودَك في أوردتي
                  في جوف ضلوعي
                  في كل مياديني وربوعي
                  يا سيدتي
                  اعتدتُ الحزن
                  كما اعتدتُكِ أنتِ
                  في خارطتي
                  بحرٌ لا محدودٌ يحويني
                  بحرٌ أنتِ .. يا مالكتي
                  تغرق فيه أحاسيسي
                  وعيوني
                  تصبح لكِ مُلكَـا ًمن دوني
                  حُبكِ بحرٌ يا رائعتي
                  يثيرُ حنيني
                  ويزيدُ جنوناً بجنوني
                  بحرٌ أنتِ
                  يا فاتنتي
                  قاتلتكِ بجميع فنوني
                  شيدتُ قلاعي وحصوني
                  لكن غرامك حاصرني
                  جاوزني .. وتخطى حدودي
                  دمرني
                  فجرني وجميع سدودي
                  يهزمني حُبك
                  يغرقني
                  مع كل جنودي
                  ويشد وثاقي بقيودِ
                  .
                  لا أدري كيف نظرتُ إليكِ
                  فأعجبتيني
                  ما لَكِ في النسوة من شبهٍ
                  لا أعلم كيف غويتيني!
                  فبكل حساباتي الفرضية
                  واستنتاجاتي العقلية
                  وبين المنطق واللامنطق
                  والاستثنائية
                  " حتماً ما أنتِ بشرية "
                  أنتِ ملاكٌ
                  يمشي في الأرض بقدسية!
                  .
                  آآآه منكِ
                  أقسم أنك حيرتيني
                  من أي بقاع الكون أتيتيني ؟
                  حاشا لله
                  ما أنتِ بشراً من طينِ !
                  أنتِ فريدٌ من نوعكْ
                  بل أنتِ
                  لا جنسَ لديكِ
                  لم يُخلق قبلكِ أحدٌ مثلكْ
                  ومن بعدك حاشا
                  أن يـُخلقَ مِثليكِ
                  عيناكِ
                  آآآه من عينيكِ
                  و كأن الشمس تحج بحدقيكِ
                  تسحرني
                  تنثرني عطراً بين يديكِ
                  والوردُ
                  ذبيحٌ في ساحة خديكِ
                  آآآه منكِ
                  لم أشرب من قبلك خمراً
                  لكني ثملتُ بشـفتيكِ !
                  اللعنة !
                  أخطأ من سمى القمر على حجرٍ
                  ونسى إشراقة عينيكِ !
                  .
                  إني متردد
                  هل آتيكِ
                  أم أنتظركِ كي تأتيني ؟
                  عجباً !
                  أنا أبرعُ من قاتل بسيوف العشق ِ
                  فكيف بسيف العشق قتلتيني ؟
                  أنا من جئتُ إليكِ لأسرقكِ
                  لكنكِ أنتِ سرقتيني
                  ونزعتِ قلبي من صدري
                  وتركتِ مكانهُ سكيني !
                  .
                  ساحرةٌ أنتِ
                  لابدَّ كتبتِ طلاسِمَ من أجلي
                  كي أتركَ عقلي
                  وأجيكِ
                  ورشوتِ القدرَ
                  لتدنيني منكِ
                  فـتدنيني
                  أنا قد جئتُ إليكِ لأغزوَكِ
                  وأبــداً
                  لم أعلمْ
                  أنكِ جئتِ لـتحتليني !
                  .
                  وفجأة
                  سِـرتُ إليكِ بلا وعي ٍ
                  وشوقي ينتعلُ يميني
                  جئتُ أمـُدّ ذراعَيًّ إليكِ
                  أركض
                  ركضا ً
                  وكأني طفلٌ
                  وأنتِ الحضن فتحويني
                  سقطت مني أسلحتي
                  ودروعٌ كانت تحميني
                  وأنا أصرخ
                  كالمجنون ِ
                  [ ضميني روحي ضميني ]
                  .
                  وأخيراً
                  اِلتحم جبينك بجبيني
                  يا عجبي كيف سحرتيني
                  أنا من ركب سفيني كي أغزوَكِ
                  فـغزوتِ فؤادي بـِسـَفيني !
                  .
                  .

                  << الرد:
                  [ إن الحُب وحده .. من يمنحنا حق الخلود! ]
                  ::
                  ::

                  تعليق


                  • #10
                    ::
                    لا أدري لمَ لم أستطع النوم الليلة !
                    وكيف تمكن السهاد من غزو أجفاني مجدداً
                    وإبقائها كـ حارس برجٍ يتوجس سهم عدو متربص!
                    .
                    أنا أعرف .. الأرق يختار الليالي التي تسبق نهاراً بائساً
                    وغداً يوم عمل قد يكون مرهقاً
                    بت أتلمظ بأسه منذ الآن!
                    .
                    على كل حال .. لستُ أخشى من الرهَق ِولا الأرق ، بقدر ما ليس يخشى المبلل بالماء من الغرق!
                    .
                    .
                    رَحِمَ اللهُ رَحيماً ... دَلَّ عينيَّ إليه
                    سهرت عيني ونامت ... عينُ من هُنتُ عليهِ
                    ::

                    تعليق


                    • #11
                      ::
                      وللحرية الحمراء بابٌ ... بكل يدٍ مضرَّجةٍ يُدقُّ
                      .
                      .
                      أي شيء تُرى ألذ من طعم الحرية!
                      كم أتحرق شوقاً للثم جبينها
                      وكم ترددت الأماني بين زوايا أضلعي صادحة:
                      [ ليتني كنتُ معكم ]
                      .
                      رفعتم رؤوسنا يا أبناء الكنانة
                      وبيضتم وجوهنا يا أهل مصر
                      .
                      تونس أورقت
                      ومصر تحررت
                      وشعاع الحرية سيقدد ما تبقى من فلول الظلام
                      فلن يدوم للطغاة سلطانٌ وتيجانُ!
                      ::

                      تعليق


                      • #12

                        .
                        .
                        [ الصندوق الوارد (7) ]
                        - رسالة : حزني أنا حُزنُ الطيور مُهاجرة ..!
                        - المُرسل: ساعة رملٍ توشك على النفاد
                        ::
                        ::
                        هذا الصباح
                        يتشربني الحُزن
                        وأمتلئ به
                        حتى يكاد يفيض من أطراف أناملي
                        وكأني كأسٌ أُفرغت من كل ما فيها
                        ثم أُترعتْ أسىً .. وانكساراً
                        .
                        هذا الصباح
                        أفقتُ مستنكراً ذاتي
                        وكأني أُلبستُ جسداً غريباً
                        لا يلائم مقاس روحي المشظاة
                        وكأني مدينة
                        فقدت مكانها في خريطة العالم
                        وكأني كلمة
                        تبحث عن موقع لها بين الجمل
                        ومحل لها من الإعراب
                        وتفتش في القواميس والمعاجم
                        عن معنى لها
                        فلا تجده ..!
                        .
                        هذا الصباح
                        سألتُ المرآة
                        من أكون؟
                        هل يا تُرى أعرفني؟
                        أحقا هذه ملامحي
                        أصدقا هذه تقاسيم وجهي
                        وأسارير جبهتي وخطوط كفي التي حملتها معي
                        طيلة عقدين ونيف من الزمن
                        أيعقل أن أنكرها
                        وتنكرني
                        ورغم تجاورنا طوال هذا العمر
                        نلفي أنفسنا
                        غرباء لا نجيد حتى
                        تهجي أسماءنا ..!
                        .
                        هذا الصباح
                        اعتكفتُ في مخبئي المعتاد
                        أستظل أشجار النخيل والتين والبرتقال
                        وأنصت بهدوء إلى غناء العصافير
                        مع كوب شاي يمد أصابعي المتجمدة
                        بعناق دفء
                        هذا الصباح
                        ذبلت كل الألوان في عيني
                        واكتست قزحيتي بلون الرماد
                        آه إنه اللون الرمادي
                        إنه لون الحُزن الذي أتنبأ بمجيئه
                        قبل أن يطرق أضلعي
                        ويستأذنني في الدخول إلى قلبي
                        رأيت الكون بعينين رماديتين
                        فذوت كل المعاني من الوجود
                        وكل شيء أصبح مثل كل شيء
                        وأي شيء غدا كمثل أي شيء
                        حينها
                        حينها ابتسمت .. بصعوبة
                        وبعد جهد جهيد ..!
                        .
                        هناك
                        رأيت عصفورين يغنيان
                        ويحلقان من غصن إلى غصن
                        وكأن البهجة خلقت لهما أجنحة
                        تحملهما في الريح
                        وإلى السماء
                        رأيتُهما
                        يلعبان
                        ويتلاحقان
                        ويتأجج النشاط في جوانحهما
                        ثم بعد حين
                        يتوقفان
                        ويقتربان من بعضهما على استحياء
                        فيلثمُ كل منهما الآخر
                        ويُقبِّلان بعضهما
                        بكل تؤدة .. ولطف
                        ثم يتعانقان بكل اشتياق وحنان
                        يا الله ..!
                        من قال إن البشر يعرفون للحب وجهاً !!
                        أية قصة عشق تراءت أمامي هذا الصباح
                        بين عصفورين جميلين
                        ابتسمت .. لهما فقط
                        .
                        ابتسمت
                        وتذكرت أضلعي المكسورة
                        آلمتني أكثر
                        ونظرتُ إلى صدري
                        وكفيَّ
                        أتفقد جراحي
                        إن كانت بخير
                        فوجدتها تئن
                        وتنزف ..!
                        .
                        تمنيتُ حينها
                        لو كنتُ عصفوراً صغيراً
                        يحلق بجناحيه في سماء الحرية
                        بعيداً عن وجوه البشر .. وأقنعتهم
                        تمنيتُ
                        لو كنتُ عصفوراً
                        لا هم له
                        إلا عشق عصفورته
                        ومغازلة حبيبته
                        بالرقص والغناء تارة
                        وبالعناق والتقبيل تارة أخرى
                        وكأني أراه يعدها
                        بعُشٍ جميل
                        ويمنيها بأطفال عصفورية أجمل
                        تشبههما كثيراً
                        وكأني رأيتُها
                        تتورد حياءً
                        وتتفجر شوقاً ..!
                        .
                        يالله ..!
                        أعجزتُ أن أكون مثل هذا العصفور ؟
                        أعجزتُ أن
                        أجد من يستطيع قراءة الحزن في وجهي
                        فيرسم فيه البهجة
                        من يستطيع
                        أن يعيد إلى عينيَّ لونهما
                        وإلى قلبي نبضه
                        أعجزتُ أن أجد من
                        يستطيع أن يُنهي موسم الشتاء في صدري
                        ويزرع الورد في خديّ
                        ويلمس بأصابعه الدافئة شفتيّ
                        ليعيد الحياة إلى أوصال ابتسامتي
                        بعد أن تيبست وتجمدت
                        فأبتسم في وجهه
                        وكأني أبتسم لأول مرة
                        ولعينيه هو .. فقط !
                        أعجزتُ
                        أن أجد قلباً
                        يكون لي كل العوالم
                        وأكون له وحده
                        الكون كله ..!
                        .
                        الآن أضحك
                        أضحك بلطف وهدوء .. ساخراً
                        ومنكسراً
                        كيف لي أن أحلم بحلم كهذا ؟
                        أنا الحُزن
                        فكيف للحُزن
                        أن يحلم يوماً بالفرح ..؟!
                        .
                        أنا الحُزن
                        في صورة امرئٍ
                        ودمعُ السماء
                        إذا ما بكت
                        ::

                        << الرد:
                        [ فما بالُ قلبي هدَّهُ الشوقُ والهوى ... وهذا قميصي من جوى الحزن باليا ]
                        ::
                        ::

                        تعليق

                        يعمل...
                        X