لا أعلم ما هو سبب الخوف الذي ينتابني عندما أسطر كل حرف أكتبه هنا ، وكأنني أرتجم جريمة ، هل هو شعور بالخوف أم عدم الرغبة ف الإفصاح أم هو ...

أنا تعبت من التفكير ..

اووووه < أخذ نفس عميييق

بداية الذكريات تبدأ من دخولي الصرح الجامعي ، لا يعرف أحد مقدار السعادة التي احتوت قلبي لدخول الجامعة ، فقد كانت هدفي وطموحي الوحيد منذ الصغر ، كانت هي أعلى شيء أحلم به ، وأجمل هدية أقدمها لوالدي العزيزان اللذان كانا السبب ف وصولي الى الصرح الجامعي ...

الدخول للجامعة كان تجربة جديدة بالنسبة لي لم أكن أعرف ما تحمله من مسؤوليات وواجبات ، لم أكن أتوقع صعوبتها أبدا ، بدأت الصعوبات بالنسبة لي من السكن الداخلي الذي عشت فيه ، لم أستطع أبدا أن أتأقلم مع بنات السكن لسبب لم أجد له تفسيرا غير أنني لا أحب الإختلاط بناس جدد ، وحمدلله أن خلق الله معي أختي التوأم لتشاركني السكن ..

مر الفصل الأول من دراستنا ف الجامعة وكان الفصل من أصعب الفصول بالنسبة الي ، لم أستطع التأقلم ف الجامعة البته وكنت دائمة الرغبة ف ترك الجامعة وكثيرا ما رددت هذا الكلام لأمي ، وكنت دائما ما أتلقى توبيخا قاسيا يجعلني أسكت وأرجع لوسادتي بدموع حارة لا تأثر ف الناظرين الي ..

الفصل الثاني من الجامعة كان أصعب بكثر من الفصل الأول ،كان الفصل الذي أصيب فيه والدي بالمرض الخبيث ، المرض الذي خلق جوا من الكآبة ف البيت ، المرض الذي جعلني لا أرى سوا الحزن ف عيون الناس ..

أصبحت لا أطيق الذهاب الى البيت ،كما لا أطيق الجلوس ف الجامعة ، كان كل شيء مؤلم بالنسبة لي ، فبالبيت لا أستطيع تحمل عيناي أمي ، ولا نظرات أخوتي الصغار الحائرة ، كنت أفضل دائما خفض رأسي حتى لا أمظر الى عيونهم الحزينة ..

كان الفصل الثاني وبالرغم من ظروفه الحزينة ، الفصل الذي يجب أن أعين فيه نفسي لدخول التخصص الذي كنت أحلم به ، فقد دخلت الجامعة بتخصص لم أكن أرغب فيه فقررت أن أجتهد وأن أحقق الحلم ..

كان الفصل صعبا بكل ما فيه ، ولكن بسبب محاولتي من الهروب من الواقع المرير الذي يمر فيه والدي وأستري بالكامل ، حاولت تجاهل كل هذا ، ربما يظن البعض أنني كنت قاسية ولكن ف الحقيقة كنت متفائلة جدا ، لم أكن أتخيل أبدا أن أبي لن يشفى من مرضى وأنه سيغادر الحياة بسبب المرض ، فقد كانت هذه الفكرة بعيده عن رأسي ولم تأتي أصلا وكأنني لم أؤمن بالموت ، أو بالأصح لم أرغب ف التفكير فيه ..

اجنهدت ونلت الدرجة التي أهلتني للحصول ع المعدل المطلوب الذي يؤهلني لدخول التخصص الذي أرغب فيه وحمدا لله كان ذلك قبل وفاة والدي الذي سعد بتحويل التخصص ...

بعدها ولمدة 3 أشهر من الصراع مع المرض فارق أبي الحياة ، ولكنه لم يفارق القلوب ..

مرت السنة بعد رحيل والدي الغزيز ، كانت سنة صعبة ولكن حاولنا أن نعيش فيها بتفاؤل وأمل لنحي ذكرى والدي الذي ما عهدنا معه غير التفاؤل والأمل ..

___________

ف سنتي الثانية ، تغيرت نظرتي للجامعة تمام ، ف مع تحقيق الحلم والبداية ف دراسة التخصص الذي كنت أتمناه اختلفت نظرتي للجامعة ، أصبحت المكان الذي أعشقه ، الذي أحب أن أكون فيه دائما ، وخصوصا بعد أن اتخذت صديقة تصحبني ف مسيرة الدراسة أولا والحياة ثانيا ..

السنة الثانية كانت من أروع السنوات ، التي أحب دائما أن أتذكر لأن شخصيتي بدأت تظهر فيها ..

للأسف الشديد لم تكن السنة الثانية من دخولي للجامعة رائعة تمام كما كنت أريدها ، ففي قرب نهاية السنة وف أثناء اجازتنا بالتحديد ، أصيب أخي العزيز بمرض مفاجئ لم يكن ف الحسبان ، وكنت أنا التي لاحظت عليه المرض وسارعت باخبار أمي التي بدورها طلبت المساعدة من أخواني الآخرين ..

تم نقل أخي الى المستشفى وعاش ف غيبوبه لمدة 3 أيام بعدها فارق الحياة ..

أخي الذي فارق الحياة كان من أحب الأخوة الي ، كان أقرب شخض لي ، وكنت دائما وكثتيرا ما أحب أن أستمع اليه ..

ف أثناء مرضه المفاجئ لم أكن أتخيل أبدا انه يمكن أن يمكن أن يفارق الحياة بسببه ، نعم كنت حزينة لرؤيته ف غيبوبه ولكن كان ايماني كبيرا جدا ف الله أنه سيصحى بعد يوم أو أكثر بقليل ، فلم أكن أتخيل أن شخص بعمره الصغير يمكن أن يفارق الحياة بين ليلة وضحاها ، خاصة أني مازلت أذكر انه قبل يوم من غيبوبته حديثي الأخوي معه ، كنت أستمع لشكواه كالعادة وأصمت دون أن أفيد ، ندمت بعد وفاته اني لم أستطع مساعدته ..

رحل أخي ، وعاد الحزن برداءه الأسود الى بيتنا ، والى عيني أمي وأخوتي ، ولكنه هذه المرة كان أشد لأننا فقدنا شخصين عزيزين ف فترة متقاربة جدا ..

أووووه نفس عمييييييييييييق.

________________________

السنة الثالثة من دخولي الجامعة ،< وهي هذه السنة طبعا > هي من أجمل السنوات التي عشتها ف الجامعة ، وخاصة بعد مضي سنتين من الأحزان ..

ف هذه السنة أحسست أن الله يريد أن ينسينا فيها الحزن وأن نسعد ف الحياة ..

ف هذه السنة عوظنا الله بطفلين جميلين ، هم زينة الدار ..

نعم رحل اثنين من العائلة ولكن عوظنا باثنين آخرين ، أعادا السعادة والفرحة الى قلوب الجميع ، أحمد وريم هم اللذان جددا الحياة وأنعشاها ف قلوب الجميع ..

فشكرا لله ع نعمته ، شكرا للذي أخذ وأعطى ، شكرا لك يا الله ..

كنت أحاول أن أشغل الضمير بتذكر الماضي ، فالى الآن لم يتكلم الضمير وظل صامتا يقاسي ويتألم ، يحاول أن يتكلم ولكنه فجأة يفضل أن يصمت ، متى سينطق و يفصح عن ما بداخله ؟! سؤال لم أجد اجابته !!

هل سيصمد الضمير طويلا ، أم سينفجر ؟!!

حتى التفكير ف مصير الضمير مزعج للغاية ..

يبدو أنني بحاجة الى أن أغلق الصفحة ، وأحدث الضمير ف غرفة سرية حيث لا يسمعنا فيها أحد سوى الله ..

لا أعلم ما هو الذنب الكبير الذي ارتكبته حتى أشعر بكل هذا الضيق ف صدري ، لا نوم بالليل ولا عمل بالنهار ، تفكير مرهق ، أرهق جسدي قبل أن يرهق عقلي ، ومع ذلك لم أصل الى شيء ولا أعلم ان كنت قد أصل الى شيء يريحني ف النهاية ؟!!

أشعر أحيانا برغبة ف تمزيق ذاتي ، برغبة ف احداث تغير ، لم أعد راضية عن نفسي بتاتا ، لست راضية أبدا عن الحياة التي أنجزها الى الآن ، حتى دخولي ووصولي الى الجامعة بدأت أشكك ف صدقه فأحيانا أقول انها صدفه وأحيانا أقول انني دخلتها بسبب مساعدة أختي "مس عطاء" !!

أووووووووه نفس عميق

أحداث مزعجة تتوالى وتتكرر تأخذ مني سعادتي ووتتركني أعيش ف حزن وشقاء لم أعد أطيقه ، حوادث ومواقف تنكشف وتظهر ملامحها وتزيد الكآبة كأبة ، أصبحت أكره الحقيقة بسببها وفضلت لو أنني أعيش في وهم بدل انكشاف الحقائق !!

كم هو صعب أن تعرف حقيقة مرة بعد أن كنت تظن أنها كانت حلوة ، كم هو صعب أن تنصدم أن جمال الوردة يحمل سما ، وأن متعة الشيء يتبعها شقاء منهك ..

إن أصعب ما في الأمر ، هو الكتمان ، ااااه لو انني كنت قادرة ع البوح !!!

حتى أقرب وأحب الناس لم أستطع أن أبوح لهم بأي شيء وفضلت أن أحتفظ بما أشعر به لوحدي ، كم قاس الكتمان ؟!!

اللهم اني أستغفرك من كل ذنب علمته ومن كل ذنب لا أعلمه ، اللهم ان كانت ذبوبي هي السبب فيما أشعر به من حزن اللهم فاني أستغفرك فتب علي فلم أعد أتحمل هذا الشعور ، اللهم آميين ..

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اني أشكو بثي وحزني اليك يا الله ، اللهم فرحمني يارب السماوات والأرض
أستغفر الله رب العظيم من كل ذنب عظيم

أحيانا كثرة التفكير تقتل المرء !

أصعب شي ع الشخص أن يشك ويكون ف حيرة من أمره بسبب كلام سمعه من سفيه عن صديقه !

يكذب أم يصدق ؟!!

ولكنك وقد تأكدت الآن بنفسك من صحة كلامه هل تكذب الحقيقة لأنها مرة وقاسية ؟!

اللهم صبرني ع مبتلاي ..