إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جُنونْ ... *!
    تجتاحُني رغبةٌ قاتلة في أنْ أختفي عن الأنظارْ، وأُراقبُ ردودَ الفعلِ من بعيدْ
    إن وجدتُ من يسألُ عني عُدتْ، وإلا فـ "لا" !
    ما حاجتي لأكونَ في وسطٍ لا يهتمْ بي أكنتُ بخيرْ أم لا !
    sigpic
    .
    .
    يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
    سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
    قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

    نافذة بوحي ..
    ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

    تعليق


    • البعضْ حينَ يقعونَ في الخطأ يعملونَ على "نبشِ" أخطاءِ الآخرينْ
      ليبرهنوا [
      نحنُ أفضلُ حالاً منهم ]
      بدلاً من أن يعملوا على
      تصحيحِ ما وقعوا فيهِ من خطأ !

      إلتفتوا
      لأنفسكم قبل الآخرين .. *!
      sigpic
      .
      .
      يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
      سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
      قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

      نافذة بوحي ..
      ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

      تعليق


      • إنَّ الإلتفاتَ نحوَ الأخطاءِ التي نصنعْ ليس ضعفاً !
        إنما هوَ قوةٌ منَّا لنرجعَ نحوَ الصوابْ، لنحاولَ تصحيحَ الخطأ
        إنما إنكارُنا للخطأ هوَ الضعفُ بعينه

        بادروا لتصحِيح أنفسكم قبلَ فواتِ الأوانْ ..*!
        sigpic
        .
        .
        يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
        سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
        قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

        نافذة بوحي ..
        ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

        تعليق




        • لمحبي جبران خليل جبران، هنا نص نادر من مخطوطة كُتبت بيده ولم تُنشر من قبل

          * المصدر: صفحة الكاتب الرائع / ياسر حارب على الفيسبوك
          sigpic
          .
          .
          يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
          سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
          قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

          نافذة بوحي ..
          ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

          تعليق


          • [ في بعض المجتمعات العربية، يَندُر أن تجد من يقول لك «أنت ناجح»، ولكن من السهل أن تجد من يقول «أنت مخطئ»، وهذا أحد أسباب التراجع العربي. ولذلك لا يشعر غالبية المبدعين في تلك المجتمعات بالأمان المعرفي، ويسعون إلى استرضاء طائفة فكرية معيّنة، حتى يجــدوا لديها تشجيعاً أياً كانت صيغته. فيتحــول المبدعون في هذه الحال إلى نسخ مكررة، تُردد نفس الشعارات، وتستشهد بنفس المقولات التي يتداولها مَن حولهم. لا أؤمن بالأمثال كثيراً، وقلّما أستخدمها في حياتي، فالأمثال تجارب إنسانية لبشر مروا قبلنا، قد يخطئون وقد يصيبون، وكلامهم ليس من التنزيل حتى يُنزَّه عن الخطأ.

            في هذا الكتاب قد لا تجد من يقول لك " أنت ناجح " ولكنك بالتأكيد لن تجد من يقول لك " أنت مخطئ " ]

            * مقطع من كتاب "بيكاسو وستاربكس" للكاتب الرائع: ياسر حارب
            sigpic
            .
            .
            يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
            سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
            قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

            نافذة بوحي ..
            ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

            تعليق


            • حكاياتُ الأرصفة
              * للكاتب: ياسر حارب


              للانتظار طعمٌ آخر عندما يكون على رصيف قديم، مزدحم بالناس والمشاعر، تتجاور على صفحته أقدام المارة والحَمَام. يُخيّلُ إليَّ أن بعض المدن بنيت من أجل أرصفتها، حيث يُعد الرصيف فيها الملجأ الذي يرتمي عليه الهاربون من شظف العيش، ومن ثقل المسؤوليات.
              في تلك المدن، تتزين الأرصفة بالأمنيات، وتتعطر أجواؤها بعبق القهوة التي تُقدّم مع أولى خيوط الشمس وآخرها، تحت ظلال الأغصان المنتشية بالحياة. إحدى أجمل الأحاسيس التي تخالجنا هي عندما تمتزج رائحة القهوة الصباحية برائحة أوراق الأشجار المُبللة بأمطار الليلة الماضية.
              للأرصفة حكايات تنتظر أن تروى؛ حكايات الشحاتين وقصص العاشقين الأبدية، فلا تكاد تخلو الأعمال الروائية العظيمة من رصيف دارت عليه أحداثٌ جسام، تنوّعت بين اللقاء والفراق، وبين سقوط القنابل وتفتح الأزهار.
              للرصيف مكانٌ في قصص نجيب محفوظ، حيث كان يجلس في مقهى الفيشاوي ويكتب عن المارة ولهم. لقد كان منجماً من الحكايات الإنسانية المتنوعة.
              وللرصيف مكانةٌ عند المنتظرين؛ فانتظار الأحباب يجعل من الأرصفة أحباباً آخرين، لا نعرف قدْرهم حتى نفارقهم. قد ننسى كثيراً من الذكريات، ولكننا لا ننسى الأرصفة التي جمعتنا يوماً بمن نُحب. تخيلوا مدينة تخلو من أرصفة؟ يا لسذاجة الانتظار حينها، ويا لكآبة المكان!
              رصيف الميناء مسرح من مسارح الحياة، أبطاله العتالون المنهزمون، والربابنة الأباطرة، الظالمون في أغلب الأحيان. الجمهور الوحيد على أرصفة الموانئ هي السفن، إلا أنها لا تعرف كيف تبكي أو تصفق. رأيتُ مرة عتّالاً فقيراً في إحدى الموانئ وهو يبحث في صندوق القمامة، توقفتُ وحاولتُ أن أعطيه بعض النقود، فرفض، وعندما سألتهُ عن السبب قال لي إن ربان «السفينة الخشبية المهترئة» التي جاؤوا عليها يرفض أن يأخذ أحد أفراد طاقمه صدقة. فسألته:
              «لماذا إذن لا يُعطيكم ما يكفيكم حتى لا تحتاجوا إلى الآخرين» فقال: «حتى نبقى في حاجة دائمة إليه». لو قُدّرَ لروائي أن يقضي وقتاً على ذلك الرصيف لكتب مسرحيات تراجيدية ربما تكون أفضل من أعمال شيكسبير.
              عندما نسافر يصبح الرصيف ورقة بيضاء نكتب عليها بخطواتنا ما نتمنى، ثم نعود بعد عام لنعيد الكتابة على الرصيف نفسه، لا لكي تتحقق الأحلام؛ ولكن حتى لا يبهت لونها. يظن الناس أن أحجار الأرصفة تتشابه، لكنها ليست كذلك، فهي كبصمات الأصابع، يُخيّلُ لنا من جَهْلنا أنها متطابقة. إن الفروقات بين الأصابع وأحجار الأرصفة ليست في الشكل فقط، ولكنها في ثقل الآلام التي احتملتها عبر السنين. الأرصفة لا تعرف التلفيق، ولكنها لا تعرف الكلام أيضاً؛ ولذلك فإنها أقرب شيء للأحلام، نحبها كثيراً، ولكننا نعجز عن شرحها للآخرين.
              كم تُشبه بعض الأرصفة عقول المتشائمين، لا يكسوها سوى الأبيض والأسود، ويكفي أحدهم أن يرفع رأسه ليرى الألوان البهية التي تنتشي بها الحياة من حوله. تمنيتُ لو كان بيدي سلطة تلوين تلك الأرصفة؛ لمنحتُ كل عابر لها فُرشاة وتركته يختار اللون الذي يحب.
              الرصيف هوية المدينة، وأحد مقاييس تحضر سُكّانها. تأسرني المدن المرصوفة بعناية، تلك التي تدعوك لاستخدام قدميك بقدر ما تستخدم فيها عقلك، كم يستفزنا الرصيف للمشي والتفكير؟ إن أسوأ المدن هي التي تحرمك من استخدام قدميك أو عقلك أو كليهما.
              في المدن المرصوفة، يُستخدم الرصيف لمنح الناس فرصة للتأمل، وفرصة للرياضة، وأخرى للفرجة. عند زيارتك لإحدى المدن الفرنسية أو الإيطالية أو الأميركية؛ ستجد بأنهم يهتمون بالأرصفة أكثر من الشوارع، لأن الأرصفة للبشر والشوارع للآلات.
              تبدو غالبية مدننا العربية كئيبة لأنها تكاد تخلو من أرصفة، وتلك الموجودة لا تمنحك الأمان للمشي عليها، فهي إما ملغومة بحفرة تصريف المجاري المفتوحة، أو ضيقة وقاصرة كطفل لم يكتمل نموه. كم سيئة هي المدن التي لا تحترم من يحاول عبور الشارع من مكان خطوط المشاة. إن من يعبر الشارع في مدينة عربية كمن يعبر المحيط الأطلسي بقارب صيد.
              الأرصفة هي تجاعيد المدن، وكلما اهترأت انهالت الشيخوخة على المدينة. لا يكفي أن نعيد طلاء الرصيف مرة كل عدة أعوام؛ نحتاج إلى عمليات تجميل كثيرة حتى نعيد لمدننا نضارتها.
              يا لوفاء الأرصفة، يبصق عليها الإنسان، ويرمي عليها مخلفاته، وتظل تحمله حتى عندما يُفقده الحزن القدرة على حمْل نفسه. لكل إنسان حكاية مع رصيف، وعلاقة وجودية لا يكتشفها إلا عندما يبقى وحيداً، أو يُردُّ إلى أرذل العمر.
              عندما تباغتك الشيخوخة، وتفقد القدرة على استرجاع ذكرياتك الجميلة، وتنسى أين وضعتَ دفاتر مذكّراتك، فاطلب من أحدهم أن يخرج بك إلى الرصيف؛ فالأرصفة لا تنسى ولا تعرف الكذب. سألني أحدهم: «هل الرصيف هو الحقيقة؟» فقلتُ له: «وقد تكون الحقيقة هي الرصيف».
              sigpic
              .
              .
              يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
              سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
              قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

              نافذة بوحي ..
              ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

              تعليق


              • حياتنا .. حكاية *!

                نحن من نختار فصولها، أحداثها، حبكتها، مكانها، زمانها، والشخصيات التي تتداخل بها ’,
                قد تكون هنالك شخصيات دخيلة !!
                رغم عدم سماحنا لها بالدخول ..

                ولكن ..||
                يظل الخيار لنا؛ في أن نحتويهم في حكايتنا ..
                أو نلقي بهم خارج أسوارها !!
                sigpic
                .
                .
                يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
                سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
                قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

                نافذة بوحي ..
                ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

                تعليق


                • قفْ معَ نفسِك، راجعْ ما عَملتْ، أعدْ الحساباتْ، إصنع قراراتْ،
                  خذ من ماضيكَ عبرةً ودرساً للمستقبل، وعشْ حاضِركَ بكلِّ لحظة، وخططْ لمستقبَلِكَ بعقلانيَّة
                  sigpic
                  .
                  .
                  يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
                  سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
                  قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

                  نافذة بوحي ..
                  ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

                  تعليق


                  • البعضْ يُوقِفونْ حياتَهُم في لحظةٍ من الماضي، يخسرُون كلَّ شيء لأجلِ تلكَ اللحظة،
                    قد يكون النسيانُ نسِيَهُمْ وأنساهمْ أن الماضي لا يعودْ !

                    # أفيقوا من سباتِ الماضي فقطْ خذوا منه قوةً تُعينكم لتكونوا أفضلَ في القادِمْ
                    sigpic
                    .
                    .
                    يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
                    سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
                    قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

                    نافذة بوحي ..
                    ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

                    تعليق


                    • الصندوق الأسود بين الذات التلقائية الواعية والذات المجتمعية اللاواعية
                      بقلم: مبارك خميس الحمداني


                      تلزم القوانين الدولية المتفق عليها جميع الرحلات الجوية على متن الطائرات بحمل جهازي تسجيل معلومات خاصين بأداء الطائرة وظروف الرحلة أثناء الطيران. الجهاز الأول وظيفته حفظ البيانات الرقمية والقيم الفيزيائية (الوقت، السرعة، الاتجاه)، وأما الجهاز الآخر فوظيفته تسجيل الأصوات (مشاحنات، استنجاد، حوارات) ويشكل الجهازان مع بعضهما ما يعرف "الصندوق الأسود" الذي يعد أحد أبرز الأجزاء الحساسة في الطائرة، وفي المقابل هو المرجعية الأولى التي يتم اللجوء إليها في حال حدوث أي مشاكل في الرحلة. ولعلني أقولها هنا أنه مثلما تحمل الطائرات صناديق سوداء ترسم المعلومات الخاصة بأدائها، فإن البشر يحملون تماما مثل تلك الصناديق ولكن في سياق معنوي سوسيولوجي سيكولوجي تحدده معالم التربية والتنشئة ومعطيات التفاعل مع المحيط الاجتماعي والأسري على وجه التحديد، ولعل ما يغزو التشابه بين الصندوق الأسود في الطائرة والصندوق الأسود البشري أن المعلومات التي ترتسم على كليهما تعد البيئة المثلى لتحديد معالم السلوك ومسار الأحداث، وأن كليهما مرجعا خصبا للمعلومات حول ما يعترض من مشكلات أو خلل أو طفرة حادثة في كلا النطاقين. من المسلم به أن مرحلة الطفولة المبكرة في حياة الطفل (الخمس سنوات الأولى بالتحديد) تشكل صورة متكاملة الأبعاد لتلك المعلومات الأساسية التي يختزنها الصندوق الأسود وهي الملامح الأساسية لشخصيته وترسم الخطوط العريضة لما سيكون عليه مستقبله إرفادا إلى المعطيات الآتية : 1- أن الطفل في هذه المرحلة يتشكل لديه مقومات الحافز نحو الاكتشاف (المجدي واللامجدي) على حد سواء، فيحاول اكتشاف كل ما حوله ويتعرف ليس فقط على المحيط الفيزيقي كما هو في صورة الأدوات المادية البحتة، وإنما عن طريق الفحص ومحاولة اكتشاف الأبعاد الكامنة والتدقيق حول كل ما تقع عليه عيناه عن طريق قاموس المدركات، فالبعض على سبيل المثال يقول أن محاولة الطفل لتكسير ألعابه أو ما يجده حوله هي محاولة ترسمها الشقاوة وملامح الطفولة الطبيعية الناجمة عن الجهل بينما هو اعتقاد مغلوط، فالأصح أن مقومات الحافز نحو الاكتشاف تبلغ ذروتها المرتسمة على مثل ذلك السلوك مما تدفع الطفل للقيام به. 2- تتلازم الحالة النفسية أو المناخ النفسي الذي يطبع أجواء مؤسسة التربية (الأسرة) مع الملامح الأولى لبداية رسم البيانات على الصندوق الأسود، فمتلازمة (الشعور بالأمان + الطمأنينة في المحيط الأسري + الهدوء النفسي) هي محقق فعلي لتحرير المكتسبات من سطوة الفعل المقصود أي أن الطفل يمارس دافعيته نحو الاكتشاف واكتساب المعرفة بأريحية تامة تدفعه للإبداع والتعلم بشكل سلس منطقي مدرك، على عكس النقيض لتلك المتلازمة الذي يوجه إكساب الطفل للمعرفة نحو نطاقات محددة وأنماط معينة مقصودة، ومثل مستقاة من واقع قهري، فينشأ الطفل مبرمجا برمجة قصرية تكسر الكثير من القابليات التي يتمتع بها فإذن مغزى القول هنا أن قابليات الطفل لا تتوهج ولا تتشكل لخدمة رقيه الفكري إلا إذا وجدت تلك المتلازمة السالفة من المناخ السيكولوجي. 3- الطفل في الخمس السنوات الأولى يمارس عمليات المقارنة والمحاكمة ومنتوج تلك العلميات يساهم إلى حد كبير في تشكيل معالم الصندوق الأسود، فالطفل يقارن بين ما يقال وبين السلوك الحقيقي الواقع والماثل أمام عينه، وهو بذلك يجري محاكمة بين المثاليات التجريدية وواقعها المفعول في السياق الأسري والاجتماعي عموما، ولكن هذه المحاكمة محاكمة بدائية تتشكل في إطار قدرات الطفل وقابلياته ووفق مدركاته العقلية والفكرية لكنها أخطر من أي محاكمة أو مقارنة أخرى؛ لأن على وفاقها يتشكل مستقبل مجتمع وليس مستقبل كيان فرد، وتختزن على وفاقها الكثير من التصورات والرؤى حول البيئة المحيطة، فإذا وجد الطفل تناقضاً بين ما يقال له وما يتم عمله بالفعل في البيئة الأسرية؛ فإن ذلك يفرز نوعا من الاضطراب الإدراكي والتمزق النفسي اللامحسوس على واقع الأفعال التي يقوم بها الطفل مباشرة ويفقده أيضا القدرة على التوازن النفسي والتمييز في مرحلة لاحقة. إن المضمون الفعلي لأي من عمليات التربية في كل أشكالها وبؤراتها التوجيهية تستهدف خلق الوعي لدى الفرد من خلال 3 مستويات رئيسية تشكل منظومته وهي "المعرفة ،الأخلاقيات ،السلوك"، فالمعرفة هي معرفة البيئة المحيطة اجتماعية أو طبيعية أو مادية ومعرفة خباياها وأسرارها والأخلاقيات هي أنماط التفاعل مع تلك البيئة والإسهام فيها فتعلم طريقة التعامل مع الأصدقاء والجار وتعلم سلوكيات النظافة على سبيل المثال تشكل أخلاقيات الوعي التربوي، أما ما يعلم الطفل ممارسته من أفعال فهي تلك ممارسات الوعي التربوي … وعند تجريد الوعي كمفهوم وقياس ارتباطه إلى مسألة سوسيولوجية الصندوق الأسود البشري، فإنه يمكن القول بأن وعي الفرد الذي تتمحور لصياغته العمليات التربوية يماثل تماما وعي المجتمع ويحكم جزما بقانون القصور الذاتي وعدم الكمال فهو لا ينمو من تلقائية الفرد الحسية الإدراكية فحسب وإنما تساهم الثقافة المجتمعية مساهمة تماما كموجات الريح القوي في إمالة واستمالة تلك التلقائيات الفردية نحو مسارها وتوجيه حركتها نحو ما يخدم بلورة الفرد في سياق المسلمات التي تتطبع بها البيئة الاجتماعية المرتسمة على عناصر الثقافة، وبذلك نعتبر التأسيس الحسي المباشر هو أساس رسم معالم الصندوق الأسود والثقافة المجتمعية هي الألوان التي يطلى بها، ولكن ذلك الأساس يظل كالبذرة التي تمتد منها تفريعات الوعي مثلما تمتد تفريعات الشجرة من البذرة، وهنا أقصد أن تلك الحسيات التي تتحكم في الصندوق الأسود هي مفكات الشفرة لرموزه والطريق الأنسب لفهم معالمه. ولكن قد يتساءل أحد ما حول لماذا تتماثل شخصيات الأفراد الناشئين في مجتمع ما برغم أن لكل منهم صندوقه الأسود الخاص به والذي يرسم معالمه؟ وهنا لا يمكن الإجابة المباشرة بأن الثقافة المجتمعية هي من تحكم ذلك مباشرة؛ فإن تلك تعد نتيجة مبسترة، ولكن سنناقش الضوابط السوسيولوجية لذلك قياسا إلى النقاط الآتية: - الطفل ينشأ في صراع بين ذاتين "ذات واعية تبحث عن المناخ الأمثل لتجسيد وعيها، وذات لاواعية تهاجم تلقائية الطفل وتحاول فرض سطوتها وهي ناشئة من البيئة الاجتماعية المحيطة "، ولكن في أغلب الأحيان تسبق الذات اللاواعية الطريق إلى ذات الطفل وتكوينه فتملأ شخصيته بالتشرَّب من تصورات البيئة الاجتماعية المحيطة ومسلماتها ونظامها المعرفي والأخلاقي وطريقة تفكيرها ولغتها ومنظومة قيمها وعاداتها الذهنية والسلوكية وأنواع الاهتمامات السائدة فيها. - الذات الواعية واللاواعية كلاهما تلقائيتين سائدتين الأولى في أصل الفطرة والثانية في أصل المجتمع، وبالتالي إذا سبقت إحداهما الطريق إلى شخصية الطفل فإنها تكون مرآته التي ينظر منها ويصدر أحكامه وآرائه وتصوراته ومواقفه وسلوكه وما يستحسنه وما يستهجنه وما يقبله وما يرفضه، وهنا تنشأ جدلية الأحكام الذاتية والموضوعية ولكن تشرب الإنسان للذات الواعية الحسية المطلقة في الفضاء الحر يكون أجدر بشخصية الطفل؛ لأن لا يحدد نسقا معينا من المعارف أو المهارات المكتسبة ولا يحدد أطرا حتمية لبواعث السلوك، وبالتالي فمن المعلوم أن كلما زادت معارف الشخص ومداركه كلما توسع في الموضوعية والقياس العقلاني، وهنا يكمن السر في وجود فئة مبرمجة على إطار تفكير معين وأخرى تقبل سماع وطرح كل الأفكار وتناقشها بجدلية الحوار ثم تستقي الأنسب بالمقياس العقلاني القويم. - من هنا نقول لماذا يتطبع أفراد معينون بالتعصب على سبيل المثال كمعلم من معالم الخلل في الشخصية الاجتماعية، ونعود في ذلك كمسألة قياسية إلى الصندوق الأسود؛ ليحدد لنا مكمن الخلل وهو يتضح أن الأحكام والآراء الخاطئة الفجة المستقرة المسبقة التي تنساب من شخصية الفرد تجاه مواقف بعينها دون تحكيم عقلي (وذلك مثال ليس صورة كلية)، هي ليست وليدة نشاز في الشخصية أو حالة شاذة تغلب عليها الأنا الذاتية، وإنما هي انبثاق في الأصل من الكيان الاجتماعي المؤسس لمعالم ذلك الصندوق الأسود، فهي فيضان تلقائي يتدفق من أصل الذات اللاواعية الغالبة وتمرره الذات الواعية من دون اعتراض؛ لأن كل إناء بما فيه ينضح. - أن الصندوق الأسود يكتمل التشكيل بعد الخمس سنوات الأولى، وتضخ فيه محركات المعارف والعلوم والأخلاق والممارسات والقيم والعادات فإذا أحتله الذات الواعية أصبح حرا مبدعا يمارس التفكير والوعي والإدراك والقياس العقلي ونقد المسلمات ويبتعد عن تزكية الذات وادعاء الكمال ولا يمارس تعصبا أو إقصاء للآخر وتكون قيمة القبول هي الأنا العليا لديه، وإما إذا سبقت إليه الذات المجتمعية اللاواعية القائمة على كنز المسلمات فإن يتطبع بما ينضخ فيها إيجابا وسلبا، وبذلك تكون شخصيته نسبية قياسا إلى الثقافة المجتمعية السائدة لكن الخلل في ذلك أن لا يستطيع الخروج منها إلا بقدرات إبداعية رهيبة مكتسبة فيما بعد على حساب مسلمات قائمة؛ أي أنه عندما يكتمل تشكل معالم الصندوق الأسود بعد الخمس سنوات الأولى فإنه لا يمكن الإضافة إليه إلا من خلال حذف إحدى عناصره القائمة، أن الفرد مثلا ينشأ على أن المدرسة مكان يحمل (طابع التقديس المجتمعي النسبي) وإليها يعزى الفرد الصالح والفرد الطالح وما يمارس فيها هو الأساس في التشكيل الاجتماعي ويتبرمج الفرد على هذه الفكرة فتكون جل ممارساته متطبعة نحوها، فيرى أن المدرسة مصدر المعرفة الأول ولا شيء يعلوا فوق مرجعيتها التعليمية والتربوية وأن كل ما يدرسه ويتلقاه هو الشيء المثالي في حياته، وهذا ضرب من الذات المجتمعية اللاواعية فإنه بعد ذلك في سن متقدمة إذا ما أراد تغيير هذه الصورة حول المدرسة ومكانتها، فإن عليه أن يحذف عناصر الصورة الأولى المرتسمة بأدق تفاصيلها، وتلك هي عملية نقد ونقض المسلمات القائمة. خلاصة القول، وفي نقطة بالغة الأهمية أن الشخص إذا أدرك طبيعة العلاقة بين الذات التلقائية الواعية الحسية المتحررة والذات المجتمعية اللاواعية القائمة على المسلمات (وذلك غالبا يحدث في مراحل متأخرة عن طريق تغيير في شفرات الصندوق الأسود)، وعرَف وظيفة كل منهما فسوف يمنحه هذا الإدراك اللاحق فرصة عظيمة ليعيد برمجة ذاته وتعبئة خافيته بما يريده لنفسه وما يرغب أن تحويه هذه الخافية من معارف وأفكار وتصورات ورؤى ومواقف وأخلاق، فيخرج فيجسد من شخصيته شخصية مبدعة لا تستعمر ذاتها ولا تؤجر عقلها، وإنما تمارس تحكيما منطقيا لكل المسلمات والأفكار والأخلاقيات والممارسات ثم تنطلق من واقع قدراتها نحو ما تسمو إليه أهدافها وما يخدم نهضة مجتمعها وتطوره.

                      * المصدر: مجلة فضاء الفكر
                      sigpic
                      .
                      .
                      يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
                      سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
                      قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

                      نافذة بوحي ..
                      ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

                      تعليق




                      • دائِماً، تذكر أنَّ [ الدائِرةَ تدور ]
                        وأن ما يقعُ فيهِ غيرُكَ اليومْ، قدْ تقعُ فيهِ أنتَ لاحقاً

                        sigpic
                        .
                        .
                        يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
                        سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
                        قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

                        نافذة بوحي ..
                        ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

                        تعليق


                        • أحاول رسم بلادٍ
                          تسمى مجازا بلاد العرب
                          سريري بها ثابتٌ
                          ورأسي بها ثابتٌ
                          لكي أعرف الفرق بين البلاد وبين السفن...
                          ولكنهم...أخذوا علبة الرسم مني.
                          ولم يسمحوا لي بتصوير وجه الوطن...

                          * للشاعر الجميل: نزار قبّاني
                          sigpic
                          .
                          .
                          يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
                          سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
                          قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

                          نافذة بوحي ..
                          ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

                          تعليق




                          • اللهم آمين *
                            * Ameen
                            sigpic
                            .
                            .
                            يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
                            سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
                            قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

                            نافذة بوحي ..
                            ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

                            تعليق




                            • إذا كانت الأرضُ قدْ وهبها الله هذه الجمالْ
                              فكيفَ بجنَّةِ الحُلُم، كيف بتلكَ التي عرضُها السماواتُ والأرضْ !

                              * ربنا اكتبنا من الفائِزينَ بجنتكْ
                              sigpic
                              .
                              .
                              يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
                              سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
                              قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

                              نافذة بوحي ..
                              ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

                              تعليق


                              • في كلِّ يومٍ لنا بدايةٌ جديدة، إبدأوا بالأمل، وزيّنوا أحلامكم بالتفاؤلْ، ودعوا واقعكمْ أجملْ بقربكم من الله
                                sigpic
                                .
                                .
                                يهتُفُ في نفسِي الغيابْ ^_^
                                سامِحُونِي، ادعُولي، تذكّرونِي ../: غياباتٌ لابدَّ مِنها /..
                                قدْ نبدأ من جديدْ بعدَ حينْ .. *!

                                نافذة بوحي ..
                                ♥♥ رسائِلْ خاصة لكَـ يآ قلْبْ ♥♥

                                تعليق

                                يعمل...
                                X