إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"يــوميّـــات سَـــائِقُ أجــــرة"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "يــوميّـــات سَـــائِقُ أجــــرة"



    بسم الله الرحمن الرحيم

    :


    "يــوميّـــات سَـــائِقُ أجــــرة"

    في هذا الركنِ من
    البَوحِ, سيكون خاصاً لِـ يوميّاتي انا سَائِق الأجرة


    مُنذُ صغري كنتُ
    أحب قيادة المركبة ومن هواياتي أن أستمتِع بقيادة المركبة


    كبرتُ فحصلتُ على
    رخصةٍ واشتريتُ سيّارة


    :

    ما إن أردتُ السرحان
    رحتُ أقودها


    وما إن أصابتني مصيبة
    ذهبتُ لأمتطيها إمتطاءةَ نسيان بليغ


    وما إن أحببتُ التلذّذَ بالتفكيرِ العميق
    جئتُ لأُديرُ المحركَ وأنطلق إلى أي مكان


    وما إذا شعرتُ بالملل الصاخبِ,
    ألوذُ منه فراراً إلى مركبتي وأفتحُ المذياع
    على موسيقى الكمنجات الرائعة


    :


    من بينِ السرحان والمصائبِ والملل ومسافات التفكير تلك
    وخروجاً عن جدولي اليومي المُتكررُ في المحاماة وصخبها؛



    جاءتني على بساطٍ ورَقيّ
    فكرةٌ مُضيئة!!

    أن أستغل هذا بأن أحوّل مركبتي إلى
    سيّارة أجرة!!


    وأملأُ الفراغ الذي أُعاني منه
    وأستمتعَ بِـ الأُناسِ الذينَ سَـ أُقابلهم حَتماً


    :


    في هذا الركنِ من البوح
    سأسردُ بإذن الله يوميّاتي مع من
    يركبون معي لأقلّهم إلى مقاصدهم

    :


    !
    ...

  • #2
    //غَريبُ الأطوار//


    في إحْدى الأيام رَكِبَ معي رجلٌ من الجنسِيّةِ المصريّة
    فَطلبَ مني أنْ أقلّه إلى وجهةٍ معيّنة!
    وخلال رُكوبهُ بجانبي قال لي مُستغرباً!:
    هل أنتَ طالبٌ بجامعةِ السلطان قابوس؟.
    أجبتُ: لقد كنت كذلك, والآن تخرجتُ منها....لماذا تسأل؟
    أجاب: لقد كنتُ اليوم في الجامعة وسألتُ طالباً عن رأيهِ في جماعةِ { حركةِ طالبان} و {تَنظيم القاعدة}!
    فأجابني الطالب بأنهم لا حرج عليهم وأن أعمالهم تتوافقُ مع الشريعة الإسلامية!
    وأردفَ قائلاً: كيف بطالب جامعة يقول مثل هذا الكلام وهذه الجماعات مسلحة وهدفها الإرهاب و و و و ...الخ.
    فقُلت له وانا بارِدُ الأعصاب: لقد قال الطالبُ وجهة نظره فقط ولا ضَيْرَ في ذلك.
    فتوجَّه لي مكرراً السؤال ذاته: وما رأيكَ أنت بهم؟
    فقلت: لقد وصلنا للوجهة التي تريدها..تفضل.
    :

    سؤالي انا مع ذاتي: لِمَ هذا السؤال؟؟
    !
    ...

    تعليق


    • #3
      //المَخْمُور//
      الساعة كانت تُسيرُ إلى 1:00

      حَاصرني الأرقُ في ذلِكَ اليوم, فقررتُ أن أجوبُ شَوَارِعَ مسقط
      في مُنتصفِ الليالي؛ لأجِدَ من يجوبُ أيضاً بَحثاً عن سيّارة أُجرة
      ورأيتُ أحداً يلوّحُ بيدهِ يَستوقفني ويبدو أنه شاباً من بني جنسي فوقفت
      له وقال لي أُريدُ المكانَ الفُلاني, فلاحظتُ أنّه مَخمورٌ وتنبعثُ منهُ
      رائِحة الخمر, فَرَكِبَ معي وبجانبي, وبعد بِضعةَ أمتار رأيت آخراً يلوّحُ لي طالباً
      أن أقلّه إلى مكانِ معيّن, فأخذتهُ وكان رَجلاً أربعينيّ العُمر تملئهُ أَمارات
      الوقار والهيبة, وفجأةً أشعلَ هذا الرجل فَتيل المُحادثات فبدأ بالسؤالِ عن
      إذا ما كنتُ باحثاً عن العملِ أم لا!, فأجبتهُ : انا أعمل ولله الحمد. لِمَ
      السؤال سيدي!؟ فأجاب: كنتُ أحسبُ أنك باحثٌ عن العملِ, كنتُ حينها
      سَأخبركَ أنهُ هناكَ فُرصُ عمل في الخدمةِ المدنية, فأحببتُ أن أنبهكَ
      بذلك حتى لا تفوّت الفرصة, وبالمناسبة هل تحملُ شهادة معيّنة؟ قلت:
      نعم أحمل شهادة, قال: ثانوية عامة؟ قلتُ: لا, بكالوريوس, فقال: ما
      شاء الله, وخريجُ أي جامعة؟ اوففف شعرتُ بالضجرِ من أسئلتهِ, فأجبتُ
      كارهاً حالي: جامعة السلطان قابوس كُلية الحقوق, فقال مندهشاً: ما
      شاء الله جميل جداً أخي العزيز, وبدأ ينهالُ علي بالمديح والنصائح,
      ومن بينِ النصائح أن أستمر في المحاماة لأن القضاء بحاجة إلى من يوجههم
      للحقيقة ومعاونتهم في إرساء العدل وتحقيق الأمن والأمان في سلطنتنا الحبيبة.
      ولاحظتُ خلال طرحهِ للأسئلة وإجابتي له, أن صاحبُنا المخمور بَدَتْ عليه
      علاماتُ التركيز لمحادثتنا انا والرجل, فكانَ ينظرُ إلى وجهي كُلّما وُجِّه إليّ
      سؤال ليراني كيف أُجاوب واتعاطى مع أسئلة هذا الرجل الفُضولي المتتالية.
      فجاءت محطةُ نزول الرجل كثير الأسئلة وترجّل من سيّارتي بعد ما ودّعنا.
      وبعد ثُويناتٍ من الصمت القاتلِ بيننا, ضحكَ المخمور ضَحَكَاتٍ متتاليات
      وقال بسخرية وبلسانٍ ثَقيل ومخمور: شَهادة!!...خدمة مدنيّة!!..محاماة!!
      قضاء!!..عدل!!..أمان!!..كلها خرطي ف خرطي وما ساوية شي.
      فانفجرتُ ضحكاً على ما قالهُ ههههه, أضحكني بقوّة بتعليقهِ الساخر.

      وصلنا إلى محطته التي يريدها وترجّل من مركبتي وكأنهُ ليسَ مخموراً!!

      :
      " مَخمُورٌ بكاملِ قواهُ العَقليّة"
      رُبما!!!


      !
      ...

      تعليق


      • #4
        أتعلمونَ ذاكَ الشُّعور الذي تُحسُّ بهِ عندما تُجالسُ في اليومِ الواحدِ أكثر من إنسان مُختلف!؟
        بِمختلفِ الديانات والأجناس والألوان والأشكال والأعراق
        و طريقة التفكير و التحدث و الصمت و الضحك و الإعبساس و الجلوس و الترجّل و التفلسف والسرحان والتحنان
        وكيف ينام و يستيقظ و يتثاءب وكيف يشعر بالنعاس وكيف يبتسم و يغضب و يزمجر و يصرخ ويتأفف وكيف يسترق السمع .؟!
        :
        أشعرُ وكأنني أمام صالةُ انتظار القطار وانا القائِدُ المُترجّلُ!!
        !
        ...

        تعليق


        • #5
          وأنا أقود
          جَاءَتني فِكرة!
          إن شاَءَ الله سَأُحاولُ وضْعَها مَوضع التطبيق
          !
          ...

          تعليق


          • #6
            // الهندي//

            كُنتُ خارجاً من العَمَلِ مُتجهاً إلى مهجعي كَيْ آخذَ غَفوةً تَكريماً لِجَسدي المُنهك
            فرأيتُ هِندياً يُلوِّحُ لي طالباً توصيلة, فتوقفتُ له رُغم أنني كنتُ غير مُجبراً على
            التوقف لولا أشعةُ الشمس التي كانت تُهاجم صِلعته آنذاك, فرَكِب معي و وجد
            رُوب المُحاماة وملفات المكتب التي لطالما تعوّدت أن أُخفيها بعيداً عن الأنظار
            فطرح علي سؤال: هل أنت تعمل في مكتب مُحاماة؟ فأجبتُ بنعم, لماذا؟
            فقال: أنت مُحامي وتقود سيارةَ أُجرة؟ أنت تدر الكثير من الأموال ولا أعتقد أنك بحاجة
            إلى سيّارة أجرة, فأخبرته إنني استمتع بالقيادة ومُقابلة أُناس مُختلفين دائماً وأحب المُغامرات
            وإلى آخره,فقال جميل, فقلتُ له: وما يضيرُ إنْ جَنيتُ بعض النقود من مركبتي؟
            فأجابَ مُحرجاً: لا لا كنتُ فقط أتسائل عن هذه النقطة. فقلت لهُ مازحاً: أنا لستُ متزوّجا وبحاجة
            إلى نقود. فقال بسخرية: وكم يلزمُ الزواج من مصاريف؟ فقلت: الفتاة يلزمها ستة آلاف فقط!
            ففتح عيناه هكذا:, أوووه أنها مصيبة عظيمة جداً جداً جداً, وأخذ يتَمتِمُ مع نفسه: لا لا لا ينبغي
            أن يكون مكلفاً لهذا الحد, جداً جداً صعب الزواج معكم. فأردفتُ قائلاً: أضف إلى ذلك مصاريف الأفراح
            والعزائم والخضروات. فأكمل قائلاً: نعم نعم أعرف عن هذه النقطة فالأم تريد والأب يريد والزوجة تريد بيتاً
            وسيارة وذهب وشهر عسل إلى أرقى البلدان وملابس فاخرة أعرف أعرف عن هذه النقطة, عزيزي تعال معنا
            الهند وتزوج ولن يكلفك إلا ألفان روبية فقط. فضحكت ضحكاً مدوياً إلى صفعته على صلعته مازحاً معه.
            !
            ...

            تعليق


            • #7
              أنتِ جَميلة..
              فَاضت فرحاً وسُروراً فأحسَسْتُ أنها شَعرت بأنَّ مُرادُها من ارتداءِ مَلابسَ غير ساترة قَد تحقق بإلقاءِ المَديح على مَسامِعِها..
              وكَعادتي أحبُّ التَفشيلَ الإيجابي قُلت:
              ولِمَ تَرتدينَ ملابسَ كهذه.؟
              ما المُشكلة في ذلك.؟
              لا لاشيء ...ولكن أنتِ للجميع..
              توسّعت عَيْناها باتجاهي... واحمرّ وجهها..
              بِغضب: أنزلني هنا لو سمحت!
              ببرود أعصاب: تفضلي..
              كم؟
              لا أُريد..
              ::::


              !
              ...

              تعليق


              • #8
                "" لن أجرب"

                كانت الساعة تُشير إلى الواحدة بعد مُنتصف الليل, وكنتُ عائداً إلى غُرفتي, وفي طريقِ عودتي رأيتُ رجلاً يبدو من جاليةٍ آسوية
                يرتدي بنطال وقميص ذي الأكمام, وتبدو عليه أمارات الاحترام والوقار, أي أنه ليس مثل بقية بني جنسهِ, توقفتُ له لأرى أين يُريد الذهاب في هذه الساعة المتأخرةِ من الوقت!.
                مَرحباً..أُريد الذهاب إلى فندق (.....) هلا اخذتني إلى هناك؟
                ترددتُ في الإجابة..ورفضتُ ذلك..بسبب تأخر الوقت وأن الفندق الذي يُريده يَبعد عن مسار عودتي إلى غُرفتي بكثير..
                فقال لي بإلحاح: أرجوك الأمرُ طارئ أريد الذهاب إلى هناك, ولا أريد أن أتأخر كثيراً..
                حسناً تفضل..
                انطلقنا باتجاه الفندق الذي يُريده, وشممتُ رائحة الكحول تخرج من أنفاسهِ, وهو غير منتظم التنفس..ويلتفتُ يمنةً ويسرة..
                فقال لي: معذرةً سيدي, هل تعرف أقرب مكان يُباع فيه الكحول.؟
                -لا. لا أعرف
                - سأضاعف لكَ الأجر إن أوصلتني إلى مكان يُباع فيه الكحول..
                - لا أُريد..
                -حسناً..أوصلني إلى الفندق فحسب..

                أحسستُ حينها أنه يُريد شُرب المزيد من الكحول رغم شُربه سابقاً قبل أن يركب معي..وبَدَت عدةُ استنتاجات تحومُ حول رأسي..
                كمثلِ: وكأنهُ طُردَ من حانة ويُريد الانتقال إلى حانةٍ أُخرى! أو كأنه لم تكفيهِ نقوده لشراء الكحول باهض الثمن من الحانة الأولى..ويُريد مكان ما يُباع فيه الكحول رخيصاً..!
                وغيرها من الاستنتاجات لا يسعني ذِكرها..

                -تفضل ها قد وصلنا.
                -شُكراً..تفضل أجرك..
                -عفواً..
                - آه لو سمحت أريد أن أطرح عليك سؤالاً: كم سعر تذكرة دخول حانة هذا الفندق؟
                - لا أعرف.. وغلقت النافذه وانطلقتُ عائداً إلى منامي..وقلتُ: نعم لا أعرف كم سعر تذكرة دخول حانة هذا الفندق ولا غيرهِ من الفنادق..لأنني ببساطة لم أُجرب الدخول أي حانة ولله الحمد..
                ولن أُجرب..
                !
                ...

                تعليق


                • #9
                  " السُّعودي"


                  بعْدَ يومٍ جهيدٍ وطويلٍ من العملِ..قررتُ إكرام نفسي بالذهاب إلى السينما لأشاهد فيلماً..فأدرتُ محركَ سيّارتي ذاهباً إلى هُناك؛ لأرى إن كان هُناك فيلماً معروضاً يستحقُّ المُشاهدة..فوصلتُ ولم أرى أي فيلمٍ يُناسب ذائقتي الفيلمية..فوقفتُ أفكر أين سأذهبُ الآن..كيف سأقضي وقتي..أريد وقتاً من النقاهةِ..فعدلتُ عن قرار دخول السينما..و وضعتُ مكانه قرار الجُلوس على الشاطئ..وقبل أن أتحرك بسيّارتي..رأيتُ شاباً قادمٌ باتجاهي..وأنزلتُ النافذة..
                  فقال لي: هل أنت فاضي؟
                  - نعم فاضي, تفضل
                  وكانت لهجته خليجية..ركب معي وبدأَ بالتأففِ
                  - منذ قرابة ساعة كاملة وانا أنتظرُ سيّارة أجرة تمر من هُنا فلم أجد واحدة..لماذا لا تأتي سيارات الأجرة إلى هُنا.؟
                  - نعم, سيارات الأجرة غالباً ما تجدها في الشوارع الرئيسية ونادراً ما تجدها هنا....هل أنت سُعودي؟
                  -نعم أنا سُعودي..وجئتُ لمشاهدة فيلماً يُقال عنهُ أنه رائع ومُثير للحماسة..
                  - ما اسمه؟
                  - لا أذكر اسمه ولكنه فيلم رائع ويخص سباق السيارات..
                  - نعم عرفته..أنه مُدهش ..
                  - هل تنصحني بمشاهدته؟
                  - نعم أنصحك فهو مُثير جداً..
                  - للأسف لم أجد مقعداً شاغراً..فالجميع يتهافت لمشاهدته....وخرجت الآن لأبحثَ عن دور سينما آخر..ويقال أن هناك مجمع تجاري كبير فيه دور سينما..أُريد الذهاب إليه حتى يتنسى لي مُشاهدة الفيلم..
                  -حسنا سآخذكَ إلى هُناك..
                  - ولكن أخي سأُتعبك معي اليوم..لأنني أريدك أولاً أن تأخذني إلى الفندق حيث أُقيم مؤقتاً..ومن ثم سنذهب إلى دور السينما..وسامحني سأُتعبك معي..لعلّك كنتَ مشغولا وأضعتُ عليك شُغلك..
                  - لا يوجد تعب أخي..فانا فاضي ولا يشغلني شيء..سآخذك إلى المكان الذي تُريده..

                  خرجنا من تلك المنطقة ودخلنا الشارع الرئيسي..فأحسستُ أنه يُريد أن يقول شيئاً ما ولكنّه متكتم وربما يشعر بالخجل مني..وانا أعلم ماذا يُريد أن يقول.. ولكنني التزمتُ الصمتَ منتظراً انفجاره..

                  - أخي هل تُمانع أن أُدخِّنَ قليلاً..؟! ولن أزعل إن كنت تُمانع..لا بأسَ في ذلك..
                  - انا عادةً أُمانع التدخين في سيّارتي..ولا أسمحَ لأي أحد التدخين فيها..
                  -حسناً لا بأس..أنا احترمُ ذلك..أحترم ممانعتك.. لا بأس..لا بأس..ولكن أخي أشعر بالدوار أريد التدخين لو سمحت..
                  انفجرتُ ضاحكاً عليه ورحمتهُ كثيراً..فهو فعلاً يُعاني ويشعر بالدوار وأستطيع رؤية ذلك في قَسمات وجهه واهتزاز شفتيه..وهذا الأمر الذي جعلني أعلم منذ البداية ماذا يُريد أن يقول..وسمحتُ له بالتدخين على أن يُخرج السيجارة خارج النافذة وينفث الدُّخان خارج السيارة...وسمحتُ له بذلك لأنني أُريدهُ أن يرتاح ويكون بجانبي على طبيعته..ولأنه أيضاً خليجي...
                  انتهى من رشف الموت البطيء..وعاد يُحدثني..
                  - أسألك سؤالاً: هل هُناك قانوناً يمنعُ العُمانيون من التدخين.؟
                  - لا, لا يُوجد, فالتدخين في عُمان مسموح.
                  - إذاً ما لي لا أرى أي مدخن عُماني حتى الآن...وانا في عمان حتى الآن أسبوعاً كاملاً.!!
                  - ههه عزيزي, يوجد عمانيين كُثر من فئة المُدخنين, ولكنهم لا يُحبون ولا يُحبذون الظهور أمام العَلَن عندما يُدخنون..
                  - ماااا شاء الله ..ما شاء الله..ما شاء الله, جميل جداً أخلاق رائعة والله...ولهذا السبب لا أرى أي عماني مُدخن..
                  - سؤالٌ آخر أخي: هل هُناك قانون يمنع العُمانيون من ارتداء ملابس كالبنطال والقميص والقميص ذي الأكمام والحذاء وغيرها من الملابس غير الرسمية.؟
                  - لا, لا يُوجد..
                  - إذا لماذا وجدتُ كل العُمانيين يرتدون اللبس العُماني التي تسمونها (دشداشه) في كل مكان!!!؟؟ في السينما دشداشه, وفي المطاعم وفي المحلات التجارية وفي كل مكان!
                  -ههه, لا يوجد أي مانع ولكن تعوّدنا نحن أهل عُمان ارتداء الدشداشة في كل مكان, وهذا الأصل مُتأصل فينا, وهذه هي موضتنا كما يُقال, ولكن في نفس الوقت لا عيب ولا ضير من لبس البنطال ونحن نلبس في بعض الأوقات ولا مضرة في ذلك..
                  - ما شاء الله ما شاء الله أحببتُ ذلك جداً جداً, فذلك يُعزز من الأصالة العُمانية..فانا كنتُ احسبُ أن الدشداشة هي لبسٌ رسمي فقط.
                  - نعم هي لبسٌ رسمي, ولكن في ذات الوقت هي لكل مكان وزمان نلبسها..
                  - معجبٌ انا في الشعب العُماني..شعبٌ محافظ جداً..
                  - شُكراً لك على هذا الإطراء الحسن...ها قد وصلنا..
                  - شُكراً لك..هذا أجرك..جزاك الله ألف خير..مع السلامة.
                  - مع السلامة...


                  !
                  ...

                  تعليق


                  • #10
                    " المُعلم البريطاني"

                    كُنتُ خارجاً من العملِ, فرأيتُ رَجلاً أنيقاً على جانبِ الشارع يلوّح بيده اليُمنى طالباً مني التوقف له, ويبدو أنه أجنبياً, وكان الوقتُ آنذاك السادسة مساءً
                    توقفتُ له وألقيتُ عليه السلام, فقلتُ: أين تُريد الذهاب سيّدي؟
                    - وبلكنةٍ انجليزية أجاب: أُريد الذهاب إلى المُجمع التجاري الكبير, هلاّ أوصلتني إلى هُناك؟
                    -حَسنا تفضل.
                    انطلقتُ بهِ و ساد الصمتُ بيننا لخمسِ دقائقَ تَقريباً فطرحتُ عليه سؤالا لأبدأ معه الحديث
                    - يبدو إنك من بريطانيا.
                    - أجل, انا بريطاني.
                    -ويبدو عليك أمارات الاحترام والوقار أيضاً.
                    - آه شُكراً جزيلاً, وأنت أيضاً تُبدو شاباً مُحترم.
                    - كم مضى عليك في عُمان؟
                    - آه انا أعمل هنا منذ سنوات قِلة, وعملي هو مُعلم في الكلية التقنية العسكرية الجديدة.
                    - جميل جداً, ولكن هل يشترط فيمن يدرس في هذه الكلية أن يكونَ حاصلاً على دبلوم الثانوية أم ماذا؟
                    - نعم, الدارسون في الكُلية هم مجموعة طلبة تخرجوا من المدرسة ولكن...(أكملَ باستياء)
                    ولكن لا أرى هذا مُفيد جدا, فالطلبة هنا أعمارهم تتراوح بين 18 سنة إلى 19 سنة, وهذا العُمر لا يكفي لدخولهم هذه الكُلية الصعبة.
                    - هل لكَ أن تشرح لي لماذا؟
                    - نعم, لأنني وجدتهم ما زالوا يعيشون ملل الدراسة, كنتُ أفضل لو كانت اعمارهم من 21 سنة إلى 22 سنة, لأن في هذه الأعمار يكونوا ناضجين بما يكفي لتقبل الدراسة في هذه الكلية.
                    - وكيف عرفت أنهم غير مُتقبلين؟
                    - أنظر عزيزي: أن الطلبة الذين أُدرسهم لا أرى إلا القليل منهم من يحلّ واجباته ومهتم في دروسه, ومن منهم من ينقل إجابات زميله ولا يعتمد على نفسهِ, وأتمنى أن لا أقتنع أنهم من النوع الذي يُريد الشيءَ جاهزاً, وأضف إلى ذلك أن معظمهم قادمون من بيئات قرويّة, ويلزمهم وقتٌ كافي لتقبل الحياة هنا في العاصمة,
                    ولاحظت أن طلبة العاصمة أكثر تَقبلاً للمناهج وأكثرهم اهتماما, وفي وجهة نظري يرجع السبب في عدم وجود فاصل زمني بين الثانوية والدراسة في هذه الكلية يعيشون فيهِ حياة العاصمة والتطور.
                    - نعم, يوجد صنف من الطلبة من يريدون الشهادة جاهزة, ولو كلفهم ذلك شرائها, ولكن لا أعرف ما هو السبب الحقيقي في ذلك, ربما في وجهة نظري أنهم أُنهكوا في الدراسة ولا يُريدون بذل المزيد من الطاقة في الدراسة, فالطموح هو إيجاد العمل أولاً, وهذه الفئة من الطلبة ليست كثيرة لدينا.
                    - أُمنيتي أن تُعيد وزارة التعليم العالي نظر هذه المسألة وإلا لن يكون هناك كفاءات.

                    وصلنا إلى المُجمع التجاري وشكرني على حسن المُناقشة فترجّل من مركبتي.
                    وانطلقت إلى مسكني..

                    !
                    ...

                    تعليق


                    • #11
                      " كيف أستطيع الفريق؟ "

                      ركبَ معي رجل آسويّ الجنسية, فسألته عن أحوالهِ وأخبارهِ مُتحدثاً باللغةِ الإنجليزية,
                      ومن ثُم طرحتُ عليهِ سؤالاً كان يحوم فوق رأسي منذُ زمن, فقلت له: هل أنت فلبيني؟
                      أجاب: نعم, فقلتُ له: كيف تستطيع التفرقة بين الفلبيني والصيني والتايواني والياباني والكوري؟
                      أجاب: نستطيع التفرقة بينهم مثلما أنتم تستطيعون التفرقة بين بعضكم أنتم الخليجيون,
                      أنتم تواجهون صعوبة في التفرقة بيننا, ونحن نجد صعوبة أيضاً في التفرقة بينكم.

                      "تمت"
                      !
                      ...

                      تعليق

                      يعمل...
                      X