إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ألحان عذبة [مختارات شعرية]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألحان عذبة [مختارات شعرية]

    نشيد الجبار ( هكذا غنّى بروميثيوس )




    سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ
    كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
    أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،
    هازِئاً بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ
    لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى
    ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ...
    وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ،
    غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ
    أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها
    وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي
    وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ،
    الَّذي يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ
    وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني
    عن حرب آمالي بكل بلاءِ:
    "-لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي
    موجُ الأسى ، وعواصفُ الأرْزاءِ
    «فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ
    سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ»
    لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا،
    وضَراعَة َ الأَطْفالِ والضُّعَفَاء
    «ويعيشُ جبَّارا، يحدِّق دائماً
    بالفَجْرِ..، بالفجرِ الجميلِ، النَّائي
    واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى ،
    وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ
    وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ
    رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأساءِ»
    «سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، عازفاً
    قيثارتي، مترنِّما بغنائي»
    «أمشي بروحٍ حالمٍ، متَوَهِّجٍ
    في ظُلمة ِ الآلامِ والأدواءِ»
    النّور في قلبِي وبينَ جوانحي
    فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ»
    «إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي
    أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ»
    «وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ
    إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ»
    أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى
    عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي»
    «وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ
    فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ
    عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ»
    «لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ
    وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ"
    وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا
    هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي
    ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ هامِداً
    فتخيّلوا أنِّي قَضَيْتُ ذَمائي
    وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما
    وجدوا..، ليشوُوا فوقَهُ أشلائي
    ومضُوْا يمدُّونَ الخوانَ، ليأكُلوا
    لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي
    إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهي مُشْرقٌ
    وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ-:
    "إنَّ المعاوِلَ لا تهدُّ مَناكِبي
    والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي
    «فارموا إلى النَّار الحشائشَ..، والعبوا
    يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي»
    «وإذا تمرّدتِ العَواصفُ، وانتشى
    بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ»
    «ورأيتموني طائراً، مترنِّماً
    فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النائي
    «فارموا على ظلّي الحجارة َ، واختفوا
    خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ..»
    وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ،تَطارَحُوا
    عثَّ الحديثِ، وميِّتَ الآراءِ»
    «وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي
    وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعدائي»
    أما أنا فأجيبكم من فوقِكم
    والشمسُ والشفقُ الجميلُ إزائي:
    مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه
    لم يحتفِلْ بفداحة الأعباءِ"


    لأبي القاسم الشابي
    لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
    ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
    تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
    إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
    ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
    يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



    عمـــــــــان.............وأنا بعد

  • #2
    سلام من صبا بردى أرق

    سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ" "وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
    وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي" "جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ
    وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي" "إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ
    وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي" "جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ
    دَخَلتُكِ وَالأَصيلُ لَهُ اِئتِلاقٌ" "وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ
    وَتَحتَ جِنانِكِ الأَنهارُ تَجري" "وَمِلءُ رُباكِ أَوراقٌ وَوُرْقُ
    وَحَولي فِتيَةٌ غُرٌّ صِباحٌ" "لَهُم في الفَضلِ غاياتٌ وَسَبقُ
    عَلى لَهَواتِهِم شُعَراءُ لُسنٌ" "وَفي أَعطافِهِم خُطَباءُ شُدقُ
    رُواةُ قَصائِدي فَاعجَب لِشِعرٍ" "بِكُلِّ مَحَلَّةٍ يَرويهِ خَلقُ
    غَمَزتُ إِباءَهُمْ حَتّى تَلَظَّتْ" "أُنوفُ الأُسدِ وَاضطَرَمَ المَدَقُّ
    وَضَجَّ مِنَ الشَكيمَةِ كُلُّ حُرٍّ" "أَبِيٍّ مِن أُمَيَّةَ فيهِ عِتقُ
    لَحاها اللهُ أَنباءً تَوالَتْ" "عَلى سَمعِ الوَلِيِّ بِما يَشُقُّ
    يُفَصِّلُها إِلى الدُنيا بَريدٌ" "وَيُجمِلُها إِلى الآفاقِ بَرقُ
    تَكادُ لِرَوعَةِ الأَحداثِ فيها" "تُخالُ مِنَ الخُرافَةِ وَهيَ صِدقُ
    وَقيلَ مَعالِمُ التاريخِ دُكَّتْ" "وَقيلَ أَصابَها تَلَفٌ وَحَرقُ
    أَلَستِ دِمَشقُ لِلإِسلامِ ظِئرًا" "وَمُرضِعَةُ الأُبُوَّةِ لا تُعَقُّ
    صَلاحُ الدينِ تاجُكَ لَم يُجَمَّلْ" "وَلَمْ يوسَمْ بِأَزيَنَ مِنهُ فَرقُ
    وَكُلُّ حَضارَةٍ في الأَرضِ طالَتْ" "لَها مِن سَرحِكِ العُلوِيِّ عِرقُ
    سَماؤُكِ مِن حُلى الماضي كِتابٌ" "وَأَرضُكِ مِن حُلى التاريخِ رَقُّ
    بَنَيتِ الدَولَةَ الكُبرى وَمُلكًا" "غُبارُ حَضارَتَيهِ لا يُشَقُّ
    لَهُ بِالشامِ أَعلامٌ وَعُرسٌ" "بَشائِرُهُ بِأَندَلُسٍ تَدُقُّ
    رُباعُ الخلدِ وَيحَكِ ما دَهاها" "أَحَقٌّ أَنَّها دَرَسَت أَحَقُّ
    وَهَل غُرَفُ الجِنانِ مُنَضَّداتٌ" "وَهَل لِنَعيمِهِنَّ كَأَمسِ نَسقُ
    وَأَينَ دُمى المَقاصِرِ مِن حِجالٍ" "مُهَتَّكَةٍ وَأَستارٍ تُشَقُّ
    بَرَزنَ وَفي نَواحي الأَيكِ نارٌ" "وَخَلفَ الأَيكِ أَفراخٌ تُزَقُّ
    إِذا رُمنَ السَلامَةَ مِن طَريقٍ" "أَتَت مِن دونِهِ لِلمَوتِ طُرقُ
    بِلَيلٍ لِلقَذائِفِ وَالمَنايا" "وَراءَ سَمائِهِ خَطفٌ وَصَعقُ
    إِذا عَصَفَ الحَديدُ احمَرَّ أُفقٌ" "عَلى جَنَباتِهِ وَاسوَدَّ أُفقُ
    سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ" "أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَخرِ فَرقُ
    وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا" "قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ
    رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى فَرَنسا" "أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ
    إِذاما جاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ" "يَقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا
    دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا" "وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ
    جَرى في أَرضِها فيهِ حَياةٌ" "كَمُنهَلِّ السَماءِ وَفيهِ رِزقُ
    بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا" "وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا
    وَحُرِّرَتِ الشُعوبُ عَلى قَناها" "فَكَيفَ عَلى قَناها تُستَرَقُّ
    بَني سورِيَّةَ اطَّرِحوا الأَماني" "وَأَلقوا عَنكُمُ الأَحلامَ أَلقوا
    فَمِن خِدَعِ السِياسَةِ أَن تُغَرّوا" "بِأَلقابِ الإِمارَةِ وَهيَ رِقُّ
    وَكَمْ صَيَدٍ بَدا لَكَ مِن ذَليلٍ" "كَما مالَتْ مِنَ المَصلوبِ عُنقُ
    فُتوقُ المُلكِ تَحدُثُ ثُمَّ تَمضي" "وَلا يَمضي لِمُختَلِفينَ فَتقُ
    نَصَحتُ وَنَحنُ مُختَلِفونَ دارًا" "وَلَكِن كُلُّنا في الهَمِّ شَرقُ
    وَيَجمَعُنا إِذا اختَلَفَت بِلادٌ" "بَيانٌ غَيرُ مُختَلِفٍ وَنُطقُ
    وَقَفتُمْ بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ" "فَإِن رُمتُمْ نَعيمَ الدَهرِ فَاشْقَوا
    وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ" "يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ
    وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا" "إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا
    وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا" "وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ
    فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ" "وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ
    وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ" "بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
    جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ" "وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ
    نَصَرتُمْ يَومَ مِحنَتِهِ أَخاكُمْ" "وَكُلُّ أَخٍ بِنَصرِ أَخيهِ حَقُّ
    وَما كانَ الدُروزُ قَبيلَ شَرٍّ" "وَإِن أُخِذوا بِما لَم يَستَحِقّوا
    وَلَكِن ذادَةٌ وَقُراةُ ضَيفٍ" "كَيَنبوعِ الصَفا خَشُنوا وَرَقُّوا
    لَهُم جَبَلٌ أَشَمُّ لَهُ شَعافٌ" "مَوارِدُ في السَحابِ الجُونِ بُلقُ
    لِكُلِّ لَبوءَةٍ وَلِكُلِّ شِبلٍ" "نِضالٌ دونَ غايَتِهِ وَرَشقُ
    كَأَنَّ مِنَ السَمَوأَلِ فيهِ شَيئًا" "فَكُلُّ جِهاتِهِ شَرَفٌ وَخَلقُ


    العملاق..احمد شوقي
    لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
    ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
    تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
    إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
    ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
    يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



    عمـــــــــان.............وأنا بعد

    تعليق


    • #3
      المساء

      السحب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين ...
      والشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين ...
      والبحر ساج صامت فيه خشوع الزاهدين ...
      لكنما عيناك باهتتان في الأفق البعيد ...
      سلمى.. بماذا تفكرين ؟
      سلمى .. بماذا تحلمين؟
      أرأيت أحلام الطفولة تختفي خلف التخوم ؟
      أم أبصرت عيناك أوجاع الكهولة في الغيوم ؟
      أم خفت أن يأتي الدجى الجاني ولا تأتي النجوم ؟
      أنا لا أرى ما تلمحين من المشاهد انما ...
      أظلالها في ناظريك ...
      تنم يا لينا عليك ...
      اني أراك كسائح في القفر ضل عن الطريق ...
      يرجو صديقا في الفلاة وأين في القفر الصديق ؟
      يهوى البروق وضوءها ويخاف تخدعه البروق ..
      بل أنت أعظم حيرة من فارس تحت القتام ...
      لا يستطيع الانتصار ...
      ولا يطيق الانكسار ...
      هذي الهواجس لم تكن مرسومة في مقلتيك ...
      فلقد رأيتك في الضحى ورأيته في ناظريك ...
      لكن وجدتك في المساء وضعت رأسك في يديك ...
      وجلست وفي عينيك ألغاز وفي النفس اكتئاب ...
      مثل اكتئاب العاشقين ...
      سلمى بماذا تفكرين ؟
      لتكن حياتك كلها أملا جميلا طيبا ...
      ولتملأ الأحلام نفسك في الكهولة والصبا ...
      مثل الكواكب في السماء وكالأزاهر في الربى ...
      ليكن بأمر الحب قلبك عالما في ذاته ...
      أزهاره لا تذبل ...
      ونجومه لا تأفل ...
      مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات ؟
      ان التأمل في الحياة يزيد آلام الحياة ...
      فدعي الكآبة والأسى واسترجعي مرح الفتاة ...
      قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهللا ...
      فيه البشاشة والبهاء ...
      ليكن كذلك في المساء ....


      الشاعر ايليا أبو ماضي
      لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
      ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
      تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
      إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
      ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
      يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



      عمـــــــــان.............وأنا بعد

      تعليق


      • #4
        "قصيدة الشهيد" للشاعر الفلسطيني : عبد الرحيم محمود

        سأحمل روحي على راحتي // وألقي بها في مهاوي الردى
        فإمّا حياةٌ تسرّ الصديق // وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
        ونفسُ الشريف لها غايتان // ورود المنايا ونيلُ المنى
        وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن // مخوف الجناب حرام الحمى
        إذا قلتُ أصغى لي العالمون // ودوّى مقالي بين الورى
        لعمرك إنّي أرى مصرعي // ولكن أغذّ إليه الخطى
        أرى مصرعي دون حقّي السليب // ودون بلادي هو المبتغى
        يلذّ لأذني سماع الصليل // ويبهجُ نفسي مسيل الدما
        وجسمٌ تجدل في الهضاب // تناوشُهُ جارحاتُ الفلا
        فمنه نصيبٌ لأسد السماء // ومنه نصيبٌ لأسد الشّرى
        كسا دمه الأرض بالأرجوان // وأثقل بالعطر ريح الصّبا
        وعفّر منه بهيّ الجبين // ولكن عُفاراً يزيد البها
        وبان على شفتيه ابتسامٌ // معانيه هزءٌ بهذي الدّنا
        ونام ليحلم َ حلم الخلود // ويهنأُ فيه بأحلى الرؤى
        لعمرك هذا مماتُ الرجال // ومن رام موتاً شريفاً فذا
        فكيف اصطباري لكيد الحقود // وكيف احتمالي لسوم الأذى
        أخوفاً وعندي تهونُ الحياة // وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا
        بقلبي سأرمي وجوه العداة // فقلبي حديدٌ وناري لظى
        وأحمي حياضي بحدّ الحسام // فيعلم قومي أنّي الفتى
        لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
        ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
        تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
        إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
        ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
        يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



        عمـــــــــان.............وأنا بعد

        تعليق


        • #5
          إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلـفـاً // فدعـه ولا تكثـر عليـه التأسـفـا

          ففي الناس أبدال وفي الترك راحـة // وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفـا

          فما كل مـن تهـواه يهـواك قلبـه // ولا كل من صافيته لـك قـد صفـا

          إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعـة // فلا خير فـي خـل يجـيء تكلفـا

          ولا خير فـي خـل يخـون خليلـه // ويلقـاه مـن بعـد المـودة بالجفـا

          وينكـر عيشـاً قـد تقـادم عـهـده // ويظهر سراً كان بالأمس فـي خفـا

          سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق // صـدوق صـادق الوعـد منصـفـا


          للإمام الشافعي
          لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
          ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
          تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
          إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
          ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
          يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



          عمـــــــــان.............وأنا بعد

          تعليق


          • #6
            وصية لاجىء [ هاشم الرفاعي ]

            أنا يا بُنيَّ غدا سيطوينـي الغسـق
            لم يبق من ظل الحياة سوى رمـق
            وحطام قلب عاش مشبـوبَ القلـق
            قد أشرق المصباح يومـا واحتـرق
            جفَّـت بـه آمالـه حتـى اختنـق
            ******

            فإذا نفضت غبار قبري عـن يـدك
            ومضيت تلتمس الطريق إلى غـدك

            ******

            فاذكر وصية والد تحـت التـراب
            سلبـوه آمـال الكهولـة والشبـاب

            ******

            مأساتنـا مأسـاة شعـب أبريـاء
            وحكاية يغلـي بأسطرهـا الشقـاء
            حملت إلى الآفـاق رائحـة الدمـاء
            أنا ما اعتديت ولا ادخرتك لاعتداء

            ******

            لكـن لـثـأر نبـعـه دام هـنـا
            بين الضلوع جعلتـه كـل المنـى

            ******

            وصبغت أحلامي به فوق الهضـاب
            وظمئت عمري ثم مت بلا شـراب

            ******
            كانت لنـا دار وكـان لنـا وطـن
            ألقت بـه أيـدي الخيانـة للمحـن
            وبذلـت فـي إنقـاذه أغلـى ثمـن
            بيدي دفنت أخـاك فيه بـلا كفـن
            إلا الدماء ومـا ألـم بـي الوهـن

            ..

            إن كنت يوما قـد سكبـت الأدمعـا
            فلأننـي حمِّلـت فقدهـمـا مـعـا
            ..

            جرحان في جنبي ثكـل واغتـراب
            ولد أُضِيع وبلـدة رهـن العـذاب

            ******
            تلك الربوع هناك قد عرفتك طفـلا
            يجني السنا والزهر حين يجوب حقلا
            فاضت عليك رياضها ماء وظـلا
            واليوم قد دهمت لك الأحداث أهـلا
            ومروجك الخضراء تحني الهام ذلا

            ..

            هم أخرجوك فعد إلى من أخرجـوك
            فهناك أرض كان يزرعهـا أبـوك
            ..

            قد ذقت من أثمارها الشهـدَ المـذاب
            فـإلامَ تتركهـا لألسنـة الحـراب

            * * *

            حيفا تئن أما سمعـت أنيـن حيفـا
            وشممت عن بعد شذى الليمون صيفا
            تبكي إذا لمحت وراء الأفْـق طيفـا
            سألته عن يوم الخلاص متى وكيفـا
            هي لا تريدك أن تعيش العمر ضيفا
            ..

            فوراءك الأرض التي غذت صباك
            وتود يوما فـي شبابـك أن تـراك

            ..

            لم تنسها إيـاك اهـوال المصـاب
            ترنو ولكن مـلء نظرتهـا عتـاب

            ******

            إن جئتها يوما وفي يـدك السـلاح
            وطلعت بين ربوعها مثل الصبـاح
            فاهتف سلي سمع الروابي والبطـاح
            أنِّي أنا الأمس الذي ضمََدَ الجـراح
            لبيك يا وطني العزيـز المستبـاح

            ..

            أولستَ تذكرنـي أنـا ذاك الغـلام
            من أحرقوا مأواه في جنـح الظـلام

            ..

            بلهيب نار حولها رقـص الذئـاب
            لفَّت صبـاه بالدخـان وبالضبـاب

            ******

            سيحدثونك يـا بُنـيَّ عـن السـلام
            إياك أن تصغي إلـى هـذا الكـلام
            كالطفل يخدع بالمنـى حتـى ينـام
            لا سِلمَ أو يجلو عن الوجه الرغـام
            صدقتهـم يومـا فآوتنـي الخيـام
            ..

            وغدا طعامي من نـوال المحسنيـن
            يلقى إلي .. إلى الجيـاع اللاجئيـن

            ..

            فسلامهـم مكـر وأمنهـمُ سـراب
            نشر الدمار على بلادك والخـراب

            ******

            لا تبكينَّ فما بكـت عيـن الجنـاة
            هي قصة الطغيان من فجر الحيـاة
            فارجع إلى بلد كنوز أبـي حصـاه
            قد كنت أرجو أن أموت على ثـراه
            أمل ذوى ما كان لـي أمـل سـواه

            ..

            فإذا نفضت غبار قبري عـن يـدك
            ومضيت تلتمس الطريق إلى غـدك

            ..

            فاذكر وصية والد تحـت التـراب
            سلبـوه آمـال الكهولـة والشبـاب
            لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
            ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
            تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
            إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
            ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
            يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



            عمـــــــــان.............وأنا بعد

            تعليق


            • #7
              ألاَ للهِ أَنْتَ مَتَى تَتُوبُ

              ألاَ للهِ أَنْتَ مَتَى تَتُوبُ // وقد صبَغَتْ ذَوائِبَكَ الخُطوبُ
              كأنّكَ لَستَ تَعلَمُ أي حَثٍّ // يَحُثّ بكَ الشّروقُ، كما الغُروبُ
              ألَسْتَ تراكَ كُلَّ صَبَاحِ يَوْمٍ // تُقابِلُ وَجْهَ نائِبَة ٍ تَنُوبُ
              لَعَمْرُكَ ما تَهُبّ الرّيحُ، إلاّ // نَعاكَ مُصرِّحاً ذاكَ الهُبُوبُ
              ألاَ للهِ أنْتَ فتى ً وَكَهْلاً // تَلُوحُ عَلَى مفارِقِكَ الذُّنُوبُ
              هوَ المَوْت الذي لا بُدّ منْهُ، // فلا يَلعَبْ بكَ الأمَلُ الكَذوبُ
              وكيفَ تريدُ أنْ تُدعى حَكيماً، // وأنتَ لِكُلِّ مَا تَهوى رَكُوبُ
              وتُصْبِحُ ضاحِكاً ظَهراً لبَطنٍ، // وتذكُرُ مَا اجترمْتَ فَمَا تَتُوبُ
              أراكَ تَغيبُ ثمّ تَؤوبُ يَوْماً، // وتوشِكُ أنْ تغِيبَ ولا تؤُوبُ
              أتطلِبُ صَاحِباً لاَ عَيْبَ فِيهِ // وأيُّ النَّاسِ ليسَ لَهُ عيوبُ
              رأيتُ النّاسَ صاحِبُهمْ قَليلٌ، // وهُمْ، واللّهُ مَحمودٌ، ضُرُوبُ
              ولَسْتُ مسمياً بَشَراً وهُوباً // ولكِنَّ الإلهَ هُوَ الْوَهُوبُ
              تَحاشَى رَبُّنَا عَنْ كلّ نَقْصٍ، // وحَاشَا سائِليهِ بأَنْ يخيبُوا

              لـ أبي العلاء المعري
              لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
              ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
              تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
              إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
              ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
              يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



              عمـــــــــان.............وأنا بعد

              تعليق


              • #8
                عليك بتقوى الله

                عليك بتقوى الله إن كنت غافلا *** يجيئك بالأرزاق من حيث لاتدرى

                فكيف تخاف الفقر والله رازق *** فقد رزق الأطيار والحوت فى البحر

                ومن ظن أن الرزق يأتى بقوة *** لما أكل العصفور شيئا مع النسر

                تزود من الدنيا فإنك لا تدرى *** إذا جن الليل هل تعيش إلى الفجر

                فكم من صحيح مات من غير علة *** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

                وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا *** وقد نسجت أكفانه وهو لا يدرى

                ومن عاش فى الدنيا ثمانين حجة *** فلا بد أن يسير يوما إلى القبر
                لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                عمـــــــــان.............وأنا بعد

                تعليق


                • #9
                  شكرا لسفير العراق/ مؤيد على التحف الثمينة

                  قل لذي بصروف الدهر عيرنا
                  هل حارب الدهر إلا من له خطر..؟

                  ألا ترى البحر تطفو فوقه جيف ٌ
                  وتستقر بأقصى قعره الدرر ُ

                  فإن فتكت أيدي الزمان بنا
                  ونالنا من تمادي بؤسه ضرر ُ

                  ففي السماء نجوم لا عداد لها
                  وليس يكشف إلا الشمس والقمر

                  وكم على الأرض من أشجا باسقة
                  وليس يرجم إلا مابه الثمر ُ


                  وقال ابو العلاء المعري :

                  من ساءهُ سببٌ أو هاله عجبُ
                  فلي ثمانون عاماً لا أرى عجبا

                  الدهر كالدهرِ والأيام واحدة ٌ
                  والناس كالناسِ والدنيا لمن غلبا




                  أما اُستاذنا المتنبي فقال :

                  ذو العقل ِ يشقى في النعيم بعقلهِ
                  وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ُ


                  أما الفرزدق فقد قال :

                  ولا خير في حسن الجسوم وطولها
                  إن لم تزن تلك الجسومِ عقول ُ

                  وفي عودة لبيت من المتنبي :




                  إذا كانت النفوس كباراً
                  تعبت في مرادها الأجسام
                  لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                  ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                  تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                  إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                  ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                  يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                  عمـــــــــان.............وأنا بعد

                  تعليق


                  • #10
                    لـ الشاب الظريف

                    لا تُخْفِ مَا صَنَعَتْ بِكَ الأَشْـوَاقُ // وَاشْـرَحْ هَـوَاكَ فَكُـلُّنَا عُشَّـاقُ
                    قَدْ كَانَ يُخْفِي الحُبَّ لَوْلاَ دَمْعُـكَ // الجَـارِي وَلَـوْلا قَلْبُـكَ الخَفَّـاقُ
                    فَعَسَى يُعِينُكَ مَنْ شَكَوْتَ لَهُ الهَـوَى // فِـي حَمْلِـهِ فَالعَاشِـقُونَ رِفَـاقُ
                    لاتَجْـزَعَـنَّ فَلَسْـتَ أَوَّلَ مُغْـرَمٍ // فَتَكَـتْ بِهِ الوَجْنَـاتُ وَالأَحْـدَاقُ
                    وَاصْبِرْ عَلَى هَجْرِ الحَبِيـبِ فَرُبَّـمَا // عَادَ الوِصَـالُ وَلِلهـَوَى أَخْـلاقُ
                    يَـارَبّ قَدْ بَعـُدَ الـذينَ أُحِبُّـهُمْ // عَنِّـي وَقَد أَلِـفَ الرِّفَـاقَ فـِرَاقُ
                    وَاسْـوَدَّ حَظِّـي عِنْدَهُمْ لَمَّا سَـرَى // فِيـهِ بِنَـارِ صَبَـابَتِـي إِحْــرَاقُ
                    لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                    ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                    تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                    إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                    ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                    يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                    عمـــــــــان.............وأنا بعد

                    تعليق


                    • #11
                      أراك عصي الدمع شيمتك الصبر

                      أراك عصي الدمع شيمتك الصبـر
                      أما للهـوى نهـي عليك ولا أمـر

                      بلـى أنا مشتـاق وعندي لوعـة
                      ولكـن مثلـي لايـذاع له سـر

                      إذا الليل أضواني بسطت يد الـهوى
                      وأذللـت دمعا من خلائقـه الكبـر

                      تكاد تضـيء النـار بين جوانـحي
                      إذا هي أذكتهـا الصبـابة والفكـر

                      معللتـي بالوصل والـموت دونـه
                      إذا مـت ظمـآنا فلا نزل القطـر

                      حفظـت وضيعـت المـودة بيننـا
                      وأحسن من بعض الوفاء لك العـذر

                      ومـا هـذه الأيـام إلاّ صحائـف
                      لأحرفهـا من كف كاتبهـا بشـر

                      بنفسـي من الغادين في الحي غـادة
                      هـواي لها ذنب وبـهجتها عـذر

                      تـروغ إلى الواشيـن في وإن لـي
                      لأذنا بـها عن كل واشيـة وقـر

                      بـدوت وأهلـي حاضرون لأننـي
                      أرى أن دارا لست من أهلها قفـر

                      وحاربت قومـي في هـواك وإنـهم
                      وإياي لولا حبك الـماء والـخمر

                      فان يك ماقال الوشـاة ولم يكـن
                      فقد يهدم الإيـمان ماشيد الكفـر

                      وفيـت وفي بعض الوفـاء مذلـة
                      لإنسـانة في الحي شيمتهـا الغـدر

                      وقـور وريعـان الصبا يستفـزها
                      فتـأرن أحيـانا كما أرن الـمهر

                      تسائلنـي من أنت وهـي عليمـة
                      وهل بفتـى مثلي على حاله نكـر

                      فقلت كما شاءت وشاء لها الـهوى
                      قتيـلك قالـت أيهـم فهم كثـر

                      فقلـت لهـا لو شئـت لم تتعنتـي
                      ولم تسألـي عني وعندك بي خبـر

                      فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنـا
                      فقلـت معاذ الله بل أنت لا الدهـر

                      وما كان للأحـزان لولاك مسـلك
                      إلى القلب لكن الهوى للبلى جسـر

                      وتـهلك بين الهزل والجد مهجـة
                      إذا ماعـداها البيـن عذبها الهجـر

                      فأيقنـت أن لاعز بعـدي لعاشـق
                      وأن يـدي مـما علقت به صفـر

                      وقلبـت أمري لا أرى لي راحـة
                      إذا البيـن أنسانـي ألح بي الهجـر

                      فعدت إلى حكم الزمان وحكمهـا
                      لهـا الذنب لاتجزى به ولي العـذر

                      كأنـي أنادي دون ميثـاء ظبيـة
                      على شرف ظميـاء جللها الذعـر

                      تـجفل حينا ثـم ترنـو كأنـها
                      تنـادي طلا بالواد أعجزه الخضـر

                      فـلا تنكرينـي يا ابنة العـم إنـه
                      ليعـرف من أنكرته البدو والحضـر

                      ولا تنكرينـي إننـي غيـر منكـر
                      إذا زلت الأقدام واستنـزل النصـر

                      وإنـي لـجـرار لكـل كتيبــة
                      معـودة أن لايـخل بـها النصـر

                      وإنـي لنـزال بكـل مـخوفـة
                      كثيـر إلى نزالهـا النظـر الشـزر

                      فأظمأ حتـى ترتوي البيض والقنـا
                      وأسغب حتـى يشبع الذئب والنسر

                      ولا أصبح الـحي الخلوف بغـارة
                      ولا الجيش مالـم تأته قبلي النـذر

                      ويـارب دار لم تـخفنـي منيعـة
                      طلعـت عليها بالردى أنا والفجـر

                      وحـي رددت الخيل حتى ملكتـه
                      هزيـما وردتنـي البراقع والخمـر

                      وساحـبة الأذيـال نحوي لقيتهـا
                      فلم يلقها جافـي اللقاء ولا وعـر

                      وهبت لها ما حـازه الجيش كلـه
                      ورحت ولم يكشف لأبياتـها ستر

                      ولا راح يطغينـي بأثوابـه الغنـى
                      ولا بات يثنينـي عن الكرم الفقـر

                      وما حاجتي بالـمال أبغي وفـوره
                      إذا لم أفر عرضي فلا وفـر الوفـر

                      أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى
                      ولا فرسـي مهـر ولا ربه غمـر

                      ولكن إذا حم القضاء على امـرئ
                      فليـس له بـر يقيـه ولا بـحر

                      وقال أصيحـابي الفرار أو الـردى
                      فقلت هـما أمران أحلاهـما مـر

                      ولكننـي أمضي لـما لايعيبنـي
                      وحسبك من أمرين خيرهما الأسـر

                      يقولون لي بعت السـلامة بالردى
                      فقلـت أما والله مانالنـي خسـر

                      وهل يتجافى عني الـموت ساعـة
                      إذا ماتـجافى عني الأسر والضـر

                      هو الموت فاختر ماعلا لك ذكـره
                      فلم يمت الإنسان ماحيي الذكـر

                      ولا خيـر في دفع الردى بـمذلة
                      كما ردها يوما بسـوءته عمـرو

                      يـمنون أن خلـوا ثيابي وانـما
                      علي ثيـاب من دمائهـم حـمر

                      وقائم سيـف فيهم أندق نصلـه
                      وأعقاب رمح فيهم حطم الصـدر

                      سيذكـرني قومي إذا جد جدهـم
                      وفي الليلة الظلماء يفتقـد البـدر

                      فإن عشت فالطعن الذي يعرفـونه
                      وتلك القنا والبيض والضمر الشقر

                      وإن مـت فالإنسان لابد ميـت
                      وإن طالت الأيام وانفسح العمـر

                      ولو سد غيري ماسددت اكتفوا به
                      وما كان يغلو التبر لو نفق الصفـر

                      ونحن أنـاس لا توسـط عندنـا
                      لنا الصدر دون العالـمين أو القبر

                      تـهون علينا في المعالي نفوسنـا
                      ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر

                      أعز بنـي الدنيا وأعلى ذوي العلا
                      وأكرم من فوق التراب ولا فخـر
                      لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                      ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                      تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                      إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                      ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                      يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                      عمـــــــــان.............وأنا بعد

                      تعليق


                      • #12
                        كن بلسماً إن صار دهرك أرقما // وحلاوة إن صار غيرك علقما
                        إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها // لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
                        أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا// أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
                        مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟ // أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
                        عُدّ الكرامَ المحسنين وقِسْهُمُ// بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما
                        ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما // إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
                        لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا // عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
                        فاعمل لإسعاد السّوى وهنائهم// إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
                        ***

                        أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا // لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
                        أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا // وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
                        ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ // والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما
                        كرهَ الدجى فاسودّ إلا شهبُهُ // بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما
                        لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها // زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما
                        لو لم يكن في الأرض إلا مبغضٌ // لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما
                        لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه // ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما
                        لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ // المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما
                        وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم مرضى // ، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى
                        والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه // وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما

                        ***
                        يا من أتانا بالسلام مبشراً // هشّ الحمى لما دخلتَ إلى الحمى
                        وصفوكَ بالتقوى وقالوا جهبذُ //علامةُ، ولقد وجدتك مثلما
                        لفظٌ أرقّ من النسيم إذا سرى سَحَراً //، وحلوُ كالكرى إن هوّما
                        وإذا نطقتَ ففي الجوارحِ نشوةٌ // هي نشوةُ الروحِ ارتوتْ بعدَ الظما
                        وإذا كتبتَ ففي الطروسِ حدائقٌ // وشّى حواشيها اليراعُ ونمنما
                        وإذا وقفتَ على المنابر أوشكتْ // أخشابها للزهوِ أن تتكلما
                        إن كنت قد أخطاكَ سربال الغِنَى // عاش ابنْ مريم ليس يملك درهما
                        وأحبّ حتى من أحب هلاكه // وأعان حتى من أساء وأجرما
                        نام الرعاة عن الخراف ولم تنمْ // فإليك نشكو الهاجعين النوّما
                        عبدوا الإله لمغنمٍ يرجونه // وعبدتَ ربّك لست تطلبُ مغنما
                        كم رَوّعوا بجهنّم أرواحنا // فتألمت من قبلُ أن تتألما!
                        زعموا الإله أعدّها لعذابنا // حاشا، وربُّك رحمةٌ، أن يظلما
                        ما كان من أمر الورى أن يرحموا // أعداءهم إلا أرقّ وأرحما
                        ليست جهنم غير فكرةِ تاجرٍ // ألله لم يخلق لنا إلا السما
                        لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                        ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                        تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                        إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                        ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                        يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                        عمـــــــــان.............وأنا بعد

                        تعليق


                        • #13
                          حين يغني الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي فإنك و روحك وكل ما فيك يرنوا إلى الفضاء ، تهزء بهواجس القلق التي تعتريك ، وتبدأ في رسم ملامح جديدة عن أحلام قديمة..إنها روح الشاعر الجميلة.

                          في القصيدة التالية يصف الشاعرُ الخضمُ في صور جميلة أحوال بعض العاجزين و يلوم في النهاية أهل العلم والأدب على تقصيرهم وإنشغالهم بأمور قد لا تنعي شيئا عن عامة الشعب.


                          إني أرى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً // لكنّها تحيا بِلاَ ألْبابِ
                          يَدْوِي حوالَيْها الزَّمانُ، كأنَّما // يدوي حوالَي جندلٍ وترابِ
                          وإذا استجَابُوا للزمانِ تَنَاكروا // وَتَرَاشَقُوا بالشَّوكِ والأحْصَابِ
                          وقضَوا على رُوح الأخوَّة ِ بينهم // جَهلاً وعاشُوا عِيشة َ الأَغرابِ
                          فرِحتْ بهم غولُ التّعاسة ِ والفَنَا // وَمَطَامِعُ السّلاَّب والغَلاّبِ
                          لُعَبٌ، تُحرِّكُها المَطامعُ، واللّهى // وصَغائِرُ الأحقادِ والآرابِ
                          وأرى نفوساً، مِنْ دُخانٍ، جامدٍ// مَيْتٍ، كأشباحٍ، وراءَ ضَبَابِ
                          مَوتى ، نَسُوا شَوقَ الحياة ِ وعزمَها // وتحرَّكوا كتحرُّكِ الأنصابِ
                          وخبَا بهمْ لَهَبُ الوجودِ، فما بقُوا // إلاَّ كمحترِقٍ من الأخشابِ
                          لا قلبَ يقتحمُ الحياة َ، ولا حِجَى ً // يسمُو سُمُوَّ الطَّائر الجوَّابِ
                          بلْ في الترابِ المَيتِ، في حَزن الثَّرى// تنمو مَشَاعِرُهُمْ مع الأَعشابِ
                          وتموتُ خاملة ً، كَزَهرٍ بائسٍ// ينمو ويذبُل في ظَلامِ الغَابِ
                          أبداً تُحدِّقُ في التراب..، ولا تَرَى// نورَ السماءِ..، فروحُها كتُرابِ..!
                          الشَّاعرُ الموهوبُ يَهْرِق فنَّه // هدراً على الأَقْدامِ والأَعْتابِ
                          ويعيشُ في كونٍ، عقيمٍ، ميِّتٍ // قَدْ شيَّدتْهُ غباوة ُ الأَحقَابِ
                          والعاِلِمُ النِّحريرُ يُنفقُ عُمره // في فهمِ ألفاظٍ، ودرسِ كتابِ
                          يَحيا على رِمَمِ القديم المُجتَوَى// كالدُّود في حِمَمِ الرَّماد الخابي
                          والشَّعبُ بينهما قطيعٌ، ضَائعٌ // دُنياه دنيا مأكلٍ وشرابِ
                          الوَيلُ للحسَّاسِ في دُنياهمُ // ماذا يُلاقي من أَسَى ّ وعَذِابِ!


                          مجرد قراءة متواضعة من قارئ عادي
                          لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                          ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                          تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                          إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                          ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                          يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                          عمـــــــــان.............وأنا بعد

                          تعليق


                          • #14
                            أبو اسحاق الألبيري

                            تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا // وَتَنحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا
                            وَتَدعوكَ المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ // أَلا يا صاحِ أَنتَ أُريدُ أَنتا
                            أَراكَ تُحِبُّ عِرساً ذاتَ غَدرٍ // أَبَتَّ طَلاقَها الأَكياسُ بَتّا
                            تَنامُ الدَهرَ وَيحَكَ في غَطيطٍ // بِها حَتّى إِذا مِتَّ اِنتَبَهنا
                            فَكَم ذا أَنتَ مَخدوعٌ وَحَتّى // مَتى لا تَرعَوي عَنها وَحَتّى
                            أَبا بَكرٍ دَعَوتُكَ لَو أَجَبتا // إِلى ما فيهِ حَظُّكَ إِن عَقَلتا
                            إِلى عِلمٍ تَكونُ بِهِ إِماماً // مُطاعاً إِن نَهَيتَ وَإِن أَمَرتا
                            وَتَجلو ما بِعَينِكَ مِن عَشاها // وَتَهديكَ السَبيلَ إِذا ضَلَلتا
                            وَتَحمِلُ مِنهُ في ناديكَ تاجاً // وَيَكسوكَ الجَمالَ إِذا اِغتَرَبتا
                            يَنالُكَ نَفعُهُ مادُمتَ حَيّاً // وَيَبقى ذُخرُهُ لَكَ إِن ذَهَبتا
                            هُوَ العَضبُ المُهَنَّدُ لَيسَ يَنبو // تُصيبُ بِهِ مَقاتِلَ ضَرَبتا
                            وَكَنزاً لا تَخافُ عَلَيهِ لِصّاً // خَفيفَ الحَملِ يوجَدُ حَيثُ كُنتا
                            يَزيدُ بِكَثرَةِ الإِنفاقِ مِنهُ // وَينقُصُ أَن بِهِ كَفّاً شَدَدتا
                            فَلَو قَد ذُقتَ مِن حَلواهُ طَعماً // لَآثَرتَ التَعَلُّمَ وَاِجتَهَدتا
                            وَلَم يَشغَلَكَ عَنهُ هَوى مُطاعٌ // وَلا دُنيا بِزُخرُفِها فُتِنتا
                            وَلا أَلهاكَ عَنهُ أَنيقُ رَوضٍ // وَلا خِدرٌ بِرَبرَبِهِ كَلِفتا
                            فَقوتُ الروحِ أَرواحُ المَعاني // وَلَيسَ بِأَن طَعِمتَ وَأِن شَرِبتا
                            فَواظِبهُ وَخُذ بِالجِدِّ فيهِ // فَإِن أَعطاكَهُ اللَهُ أَخَذتا
                            وَإِن أوتيتَ فيهِ طَويلَ باعٍ // وَقالَ الناسُ إِنَّكَ قَد سَبَقتا
                            فَلا تَأمَن سُؤالَ اللَهِ عَنهُ // بِتَوبيخٍ عَلِمتَ فَهَل عَمِلتا
                            فَرَأسُ العِلمِ تَقوى اللَهِ حَقّاً // وَلَيسَ بِأَن يُقال لَقَد رَأَستا
                            وَضافي ثَوبِكَ الإِحسانُ لا أَن // تُرى ثَوبَ الإِساءَةِ قَد لَبِستا
                            إِذا ما لَم يُفِدكَ العِلمُ خَيراً // فَخَيرٌ مِنهُ أَن لَو قَد جَهِلتا
                            وَإِن أَلقاكَ فَهمُكَ في مَهاوٍ // فَلَيتَكَ ثُمَّ لَيتَكَ ما فَهِمتا
                            سَتَجني مِن ثِمارِ العَجزِ جَهلاً // وَتَصغُرُ في العُيونِ إِذا كَبُرتا
                            وَتُفقَدُ إِن جَهِلتَ وَأَنتَ باقٍ // وَتوجَدُ إِن عَلِمتَ وَقَد فُقِدتا
                            وَتَذكُرُ قَولَتي لَكَ بَعدَ حينٍ // وَتَغبِطُها إِذا عَنها شُغِلتا
                            لَسَوفَ تَعَضُّ مِن نَدَمٍ عَلَيها // وَما تُغني النَدامَةُ إِن نَدِمتا
                            إِذا أَبصَرتَ صَحبَكَ في سَماءٍ // قَد اِرتَفَعوا عَلَيكَ وَقَد سَفَلتا
                            فَراجِعها وَدَع عَنكَ الهُوَينى // فَما بِالبُطءِ تُدرِكُ ما طَلَبتا
                            وَلا تَحفِل بِمالِكَ وَاِلهُ عَنهُ // فَلَيسَ المالُ إِلّا ما عَلِمتا
                            وَلَيسَ لِجاهِلٍ في الناسِ مَعنىً // وَلَو مُلكُ العِراقِ لَهُ تَأَتّى
                            سَيَنطِقُ عَنكَ عِلمُكَ في نَدِيٍّ // وَيُكتَبُ عَنكَ يَوماً إِن كَتَبتا
                            وَما يُغنيكَ تَشيِيدُ المَباني // إِذا بِالجَهلِ نَفسَكَ قَد هَدَمتا
                            جَعَلتَ المالَ فَوقَ العِلمِ جَهلاً // لَعَمرُكَ في القَضيَّةِ ماعَدَلتا
                            وَبَينَهُما بِنَصِّ الوَحيِ بَونٌ // سَتَعلَمُهُ إِذا طَهَ قَرَأتا
                            لَئِن رَفَعَ الغَنيُّ لِواءَ مالٍ // لَأَنتَ لِواءَ عِلمِكَ قَد رَفَعتا
                            وَإِن جَلَسَ الغَنيُّ عَلى الحَشايا// لَأَنتَ عَلى الكَواكِبِ قَد جَلَستا
                            وَإِن رَكِبَ الجِيادَ مُسَوَّماتٍ // لَأَنتَ مَناهِجَ التَقوى رَكِبتا
                            وَمَهما اِفتَضَّ أَبكارَ الغَواني // فَكَم بِكرٍ مِنَ الحِكَمِ اِفتَضَضتا
                            وَلَيسَ يَضُرُّكَ الإِقتارُ شَيئاً // إِذا ما أَنتَ رَبَّكَ قَد عَرَفتا
                            فَما عِندَهُ لَكَ مِن جَميلٍ // إِذا بِفِناءِ طاعَتِهِ أَنَختا
                            فَقابِل بِالقَبولِ صَحيحَ نُصحي // فَإِن أَعرَضتَ عَنهُ فَقَد خَسِرتا
                            وَإِن راعَيتَهُ قَولاً وَفِعلاً // وَتاجَرتَ الإِلَهَ بِهِ رَبِحتا
                            فَلَيسَت هَذِهِ الدُنيا بِشَيءٍ // تَسوؤُكَ حُقبَةً وَتَسُرُّ وَقتا
                            وَغايَتُها إِذا فَكَرَّت فيها // كَفَيئِكَ أَو كَحُلمِكَ إِن حَلَمتا
                            سُجِنتَ بِها وَأَنتَ لَها مُحِبٌّ // فَكَيفَ تُحِبُّ ما فيهِ سُجِنتا
                            وَتُطعِمُكَ الطَعامَ وَعَن قَريبٍ // سَتَطعَمُ مِنكَ ما مِنها طَعِمتا
                            وَتَعرى إِن لَبِستَ لَها ثِياباً // وَتُكسى إِن مَلابِسَها خَلَعتا
                            وَتَشهَدُ كُلَّ يَومٍ دَفنَ خِلٍّ // كَأَنَّكَ لا تُرادُ بِما شَهِدتا
                            وَلَم تُخلَق لِتَعمُرها وَلَكِن // لِتَعبُرَها فَجِدَّ لِما خُلِقتا
                            وَإِن هُدِمَت فَزِدها أَنتَ هَدماً // وَحَصِّن أَمرَ دينِكَ ما اِستَطَعتا
                            وَلا تَحزَن عَلى ما فاتَ مِنها // إِذا ما أَنتَ في أُخراكَ فُزتا
                            فَلَيسَ بِنافِعٍ ما نِلتَ فيها // مِنَ الفاني إِذا الباقي حُرِمتا
                            وَلا تَضحَك مَعَ السُفَهاءِ لَهواً // فَإِنَّكَ سَوفَ تَبكي إِن ضَحِكتا
                            وَكَيفَ لَكَ السُرورُ وَأَنتَ رَهنٌ // وَلا تَدري أَتُفدى أَم غَلِقتا
                            وَسَل مِن رَبِّكَ التَوفيقَ فيها // وَأَخلِص في السُؤالِ إِذا سَأَلتا
                            وَنادِ إِذا سَجَدتَ لَهُ اِعتِرافاً // بِما ناداهُ ذو النونِ بنُ مَتّى
                            وَلازِم بابَهُ قَرعاً عَساهُ // سَيفتَحُ بابَهُ لَكَ إِن قَرَعتا
                            وَأَكثِر ذِكرَهُ في الأَرضِ دَأباً // لِتُذكَرَ في السَماءِ إِذا ذَكَرتا
                            وَلا تَقُل الصِبا فيهِ مَجالٌ // وَفَكِّر كَم صَغيرٍ قَد دَفَنتا
                            وَقُل لي يا نَصيحُ لَأَنتَ أَولى // بِنُصحِكَ لَو بِعَقلِكَ قَد نَظَرتا
                            تُقَطِّعُني عَلى التَفريطِ لَوماً // وَبِالتَفريطِ دَهرَكَ قَد قَطَعتا
                            وَفي صِغَري تُخَوِّفُني المَنايا // وَما تَجري بِبالِكَ حينَ شِختا
                            وَكُنتَ مَعَ الصِبا أَهدى سَبيلاً // فَما لَكَ بَعدَ شَيبِكَ قَد نُكِستا
                            وَها أَنا لَم أَخُض بَحرَ الخَطايا // كَما قَد خُضتَهُ حَتّى غَرِقتا
                            وَلَم أَشرَب حُمَيّاً أُمِّ دَفرٍ // وَأَنتَ شَرِبتَها حَتّى سَكِرتا
                            وَلَم أَحلُل بِوادٍ فيهِ ظُلمٌ // وَأَنتَ حَلَلتَ فيهِ وَاِنهَمَلتا
                            وَلَم أَنشَأ بِعَصرٍ فيهِ نَفعٌ // وَأَنتَ نَشَأتَ فيهِ وَما اِنتَفَعتا
                            وَقَد صاحَبتَ أَعلاماً كِباراً // وَلَم أَرَكَ اِقتَدَيتَ بِمَن صَحِبتا
                            وَناداكَ الكِتابُ فَلَم تُجِبهُ // وَنَهنَهَكَ المَشيبُ فَما اِنتَبَهتا
                            لَيَقبُحُ بِالفَتى فِعلُ التَصابي // وَأَقبَحُ مِنهُ شَيخٌ قَد تَفَتّى
                            فَأَنتَ أَحَقُّ بِالتَفنيدِ مِنّي // وَلو سَكَتَ المُسيءُ لَما نَطَقتا
                            وَنَفسَكَ ذُمَّ لا تَذمُم سِواها // بِعَيبٍ فَهِيَ أَجدَرُ مَن ذَمَمتا
                            فَلَو بَكَت الدَما عَيناكَ خَوفاً // لِذَنبِكَ لَم أَقُل لَكَ قَد أَمِنتا
                            وَمَن لَكَ بِالأَمانِ وَأَنتَ عَبدٌ //أُمِرتَ فَما اِئتَمَرتَ وَلا أَطَعتا
                            ثَقُلتَ مِنَ الذُنوبِ وَلَستَ تَخشى // لِجَهلِكَ أَن تَخِفَّ إِذا وُزِنتا
                            وَتُشفِقُ لِلمُصِرِّ عَلى المَعاصي // وَتَرحَمُهُ وَنَفسَكَ ما رَحِمتا
                            رَجَعتَ القَهقَرى وَخَبَطتَ عَشوا // لَعَمرُكَ لَو وَصَلتَ لَما رَجَعتا
                            وَلَو وافَيتَ رَبَّكَ دونَ ذَنبٍ // وَناقَشَكَ الحِسابَ إِذاً هَلَكتا
                            وَلَم يَظلُمكَ في عَمَلٍ وَلَكِن // عَسيرٌ أَن تَقومَ بِما حَمَلتا
                            وَلَو قَد جِئتَ يَومَ الفَصلِ فَرداً // وَأَبصَرتَ المَنازِلَ فيهِ شَتّى
                            لَأَعظَمتَ النَدامَةَ فيهِ لَهَفاً // عَلى ما في حَياتِكَ قَد أَضَعتا
                            تَفِرُّ مِنَ الهَجيرِ وَتَتَّقيهِ // فَهَلّا عَن جَهَنَّمَ قَد فَرَرتا
                            وَلَستَ تُطيقُ أَهوَنَها عَذاباً // وَلَو كُنتَ الحَديدَ بِها لَذُبتا
                            فَلا تُكذَب فَإِنَّ الأَمرَ جِدٌّ // وَلَيسَ كَما اِحتَسَبتَ وَلا ظَنَنتا
                            أَبا بَكرٍ كَشَفتَ أَقَلَّ عَيبي // وَأَكثَرَهُ وَمُعظَمَهُ سَتَرتا
                            فَقُل ما شِئتَ فيَّ مِنَ المَخازي // وَضاعِفها فَإِنَّكَ قَد صَدَقتا
                            وَمَهما عِبتَني فَلِفَرطِ عِلمي // بِباطِنَتي كَأَنَّكَ قَد مَدَحتا
                            فَلا تَرضَ المَعايِبَ فَهِيَ عارٌ // عَظيمٌ يُورِثُ الإِنسانَ مَقتا
                            وَتَهوي بِالوَجيهِ مِنَ الثُرَيّا // وَتُبدِلُهُ مَكانَ الفَوقِ تَحتا
                            كَما الطاعاتُ تَنعَلُكَ الدَراري // وَتَجعَلُكَ القَريبَ وَإِن بَعُدتا
                            وَتَنشُرُ عَنكَ في الدُنيا جَميلاً // فَتُلفى البَرَّ فيها حَيثُ كُنتا
                            وَتَمشي في مَناكِبَها كَريماً // وَتَجني الحَمدَ مِمّا قَد غَرَستا
                            وَأَنتَ الآن لَم تُعرَف بِعابٍ // وَلا دَنَّستَ ثَوبَكَ مُذ نَشَأتا
                            وَلا سابَقتَ في ميدانِ زورٍ // وَلا أَوضَعتَ فيهِ وَلا خَبَبتا
                            فَإِن لَم تَنأَ عَنهُ نَشِبتَ فيهِ // وَمَن لَكَ بِالخَلاصِ إِذا نَشِبتا
                            وَدَنَّسَ ما تَطَهَّرَ مِنكَ حَتّى // كأَنَّكَ قَبلَ ذَلِكَ ما طَهُرتا
                            وَصِرتَ أَسيرَ ذَنبِكَ في وَثاقٍ // وَكَيفَ لَكَ الفُكاكُ وَقَد أُسِرتا
                            وَخَف أَبناء جِنسِكَ وَاِخشَ مِنهُم // كَما تَخشى الضَراغِمَ وَالسَبَنتى
                            وَخالِطهُم وَزايلهُم حِذاراً // وَكُن كالسامِريَّ إِذا لَمِستا
                            وَإِن جَهِلوا عَلَيكَ فَقُل سَلاماً // لَعَلَّكَ سَوفَ تَسلَمُ إِن فَعَلتا
                            وَمَن لَكَ بِالسَلامَةِ في زَمانٍ // يَنالُ العُصمَ إِلّا إِن عُصِمتا
                            وَلا تَلَبَث بِحَيٍّ فيهِ ضَيمٌ // يُميتُ القَلبَ إِلا إِن كُبِّلتا
                            وَغَرِّب فَالغَريبُ لَهُ نَفاقٌ // وَشَرِّق إِن بَريقَكَ قَد شَرِقتا
                            وَلَو فَوقَ الأَميرِ تَكونُ فيها// سُمُوّاً وَاِفتِخاراً كُنتَ أَنتا
                            وَإِن فَرَّقتَها وَخَرَجتَ مِنها // إِلى دارِ السَلامِ فَقدَ سَلِمتا
                            وَإِن كَرَّمتَها وَنَظَرتَ مِنها // بِإِجلالٍ فَنَفسَكَ قَد أَهَنتا
                            جَمَعتُ لَكَ النَصائِحَ فَاِمتَثِلها // حَياتَكَ فَهِيَ أَفضَلُ ما اِمتَثَلتا
                            وَطَوَّلتُ العِتابَ وَزِدتُ فيهِ // لِأَنَّكَ في البَطالَةِ قَد أَطَلتا
                            فَلا تَأخُذ بِتَقصيري وَسَهوي // وَخُذ بِوَصِيَّتي لَكَ إِن رَشَدتا
                            وَقَد أَردَفتُها سِتّاً حِساناً // وَكانَت قَبلَ ذا مِئَةً وَسِتّا
                            لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                            ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                            تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                            إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                            ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                            يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                            عمـــــــــان.............وأنا بعد

                            تعليق


                            • #15
                              البحتري

                              شَوْقٌ إلَيكِ، تَفيضُ منهُ الأدمُعُ // وَجَوًى عَلَيكِ، تَضِيقُ منهُ الأضلعُ
                              وَهَوًى تُجَدّدُهُ اللّيَالي، كُلّمَا // قَدُمتْ، وتُرْجعُهُ السّنُونَ، فيرْجعُ
                              إنّي، وما قَصَدَ الحَجيجُ، وَدونَهم // خَرْقٌ تَخُبُّ بها الرّكابُ، وتُوضِعُ
                              أُصْفيكِ أقصَى الوُدّ، غَيرَ مُقَلِّلٍ // نْ كانَ أقصَى الوُدّ عندَكِ يَنفَعُ
                              وأرَاكِ أحْسَنَ مَنْ أرَاهُ، وإنْ بَدا // مِنكِ الصّدُودُ، وبَانَ وَصْلُكِ أجمعُ
                              يَعتَادُني طَرَبي إلَيكِ، فَيَغْتَلي // وَجْدي، وَيَدعوني هَوَاكِ، فأتْبَعُ
                              كَلِفٌ بحُبّكِ، مُولَعٌ، وَيَسُرُّني // أنّي امْرُؤٌ كَلِفٌ بحُبّكِ، مُولَعُ
                              شَرَفاً بَني العَبّاسِ، إنّ أبَاكُمُ // عَمُّ النّبيّ، وَعِيصُهُ المُتَفَرّعُ
                              إنّ الفَضِيلَةَ للّذي اسْتَسقَى بهِ // عُمَرٌ، وَشُفّعَ، إذْ غَدا يُستَشفَعُ
                              وَأرَى الخِلاَفَةَ، وَهيَ أعظَمُ رُتبَةٍ // حَقّاً لَكُمْ، وَوِرَاثَةً مَا تُنزَعُ
                              أعْطاكُمُوها الله عَنْ عِلْمٍ بِكُمْ // والله يُعْطي مَنْ يَشَاءُ وَيَمْنَعُ
                              مَنْ ذَا يُسَاجِلُكمْ، وَحَوْضُ مُحَمّدٍ // بِسِقَايَةِ العَبّاسِ فيكُمْ يَشفَعُ
                              مَلِكٌ رِضَاهُ رِضا المُلُوكِ، وَسُخطُه // حَتْفُ العِدى، وَرَداهُمُ المُتَوَقَّعُ
                              مُتَكَرِّمٌ، مُتَوَرّعٌ عِنْ كُلّ مَا // يَتَجَنّبُ المُتَكَرّمُ المُتَوَرّعُ
                              يا أيّهَا المَلِكُ الذي سَقَتِ الوَرَى // مِنْ رَاحَتَيِهِ، غَمَامَةٌ ما تُقلِعُ
                              يَهْنِيكَ في المُتَوَكّلِيّةِ أنّهَا // حَسُنَ المَصِيفُ بها، وَطَابَ المَرْبَعُ
                              فَيْحَاءُ مُشْرِقَةٌ يَرِقُّ نَسيمُهَا // مِيثٌ تُدَرّجُهَُ الرّياحُ وأجْرَعُ
                              وَفَسيحَةُ الأكْنَافِ ضَاعَفَ حُسنَها // بَرٌّ لَهَا مُفْضًى، وَبَحْرٌ مُتْرَعُ
                              قَدْ سُرّ فيها الأوْلِيَاءُ، إذِ التَقَوْا // بِفِنَاءِ مِنْبَرِهَا الجَديدِ، فَجُمّعُوا
                              فَارْفَعْ بدارِ الضّرْبِ باقيَ ذِكْرِها // إنّ الرّفيعَ مَحَلُّهُ مَنْ تَرْفَعُ
                              هَلْ يَجْلُبَنّ إليّ عَطْفَكَ مَوْقِفٌ // ثَبْتٌ لَدَيكَ، أقُولُ فيهِ وَتَسْمَعُ
                              مَا زَالَ لي مِنْ حُسنِ رَأيِكَ مُوْئلٌ // آوِي إلَيهِ، مِنَ الخُطُوبِ، وَمَفزَعُ
                              فَعَلاَمَ أنكَرْتَ الصّديقَ، وأقبَلَتْ // نَحوِي رِكابُ الكَاشِحِينَ تَطَلَّعُ
                              وَأقَامَ يَطْمَعُ في تَهَضّمِ جَانِبي // مَن لم يكُنْ، من قَبلُ، فيهِ يَطمَعُ
                              إلاّ يَكُنْ ذَنْبٌ، فعَدْلُكَ وَاسعٌ // أوْ كَانَ لي ذَنْبٌ، فَعَفْوُكَ أوْسَعُ
                              لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
                              ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
                              تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
                              إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
                              ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
                              يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



                              عمـــــــــان.............وأنا بعد

                              تعليق

                              يعمل...
                              X