تويت
[][] قالت " خولة "...!! [][]
قالت " خولة "...
/ خاطرة /
قالت " خولة " : لا تغضب..!
ففكرت.. كيف لا أغضب..؟!!
ألست إنساناً.. وكل الناسِ تغضب..؟!
فرحت اُفتش عن " معاني الغضب " في باديء الأمر..
فلم أجد تفسيراً مخالفاً لما أغضب من أجله..
صرفت النظر.. فمر يوم.. يومان.. وعدت اُسائل النفس؛ ماهي أسرار الغضب..؟
ولماذا – ياترى - أغضب..؟!
دلني أحد الناس على " ساحر "..
فقلت: معاذ الله.. [ لا يفلح الساحر حيث أتى ]..!!
فقالت " خولة ": إذهب للعرافين.. هناك، على مرمى حجر من هنا.. علك تجد سبباً لهذه العلة، فغضبك يحول بينك وبين الصحبِ..! ودفعتني وقالت: هيّا إذهب..!!
فلم أقتنع.. ولكن؛ من أجل عيني " خولة " سأذهب للبحث عن أسباب غضبي كي أستأصل شأفته..!!
وصلت لغرفة " العّراف " وبعضي يلوم بعضي..
سألت " العرّاف " عن غضبي.. (....).!
قال: إفتح كفك الذي تعطي الناس به..
ناولته كفي اليمنى..
فقال: قليلون من يعطون باليمنى..
... دعنا نرى.. وراح يحدق ويتفرس خطوط كف يدي، وكأنه يبحث عن كنزه المفقود بينها..
- صار يحك فروة رأسه " العّراف "..
وأنا اُراقب حركات أصابعه.. وتمتمات شفتيه اللتان لم تنفكا عن الحركة..
نطق بعد برهة؛
وقال :
هذا؛ بعضه " ثورة "، وبعضه " جمرة "، وبعضه " نخوة " و "غيرة ".. وكثير من " الجرأة "..
فقلت له : بحق الله، دعك من هذا كله.. وأعطني الترياق لهذا.. فهذا – الغضب – يغضب صحبي.. ولا اُريده لفترة.. وربما استأصلته بالمرة..!
قال لي: أمتأكد حقاً أنت مما تقوله..؟
قلت: بلا.. اُريد أن اُطفيء تلك الشعلة في نفسي.. واُخمد هذه الثورة..
قال:
في اليوم الاول؛
- اهجر صلاتك لفترة، بعد فترة.. وصم ليلك وافطر في نهارك.. وعاقر الخمرة.. أو إذهب الى مقاهي " الحشاشين ".. لتطفيء جمرة مشتعلة في صدرك.. بجمرة اُخرى..
- ثم إذهب في سكون الليل لمقبرة، إنبش زاوية منه بالقلمِ.. ودق مسماراً في جمجمة صبية في العشرين.. ثم خذ خيطاً من قميصها وأحرقه بنار باردة.. وأشعل عوداً من البخور وشمعة في أول الغسقِ.. وخذ قليلاً من دماء السحالي لتحتسي منه قطرة.. ثم قطرة..!
هكذا.. تصبح رجلاً بلا غضبِ.. ويعود صَحبك معتذرين لك..!
صمتَ لبرهة.. وراحَ بعدها يرمقني بنظرة..
.... قام العراف عن كرسيه ماداً يده، منتظراً مني سداد الاُجرة..!!
تحدثت ببضع كلمات لم يفهمها " العراف " وقال لي: ما تقول..؟
فقلت: لا شيء.. إني أشتم " خولة "..!!
وهو ما زال ينظر إلي.. ويبدي إنشغاله بالتمائمِ والشعوذات ويعبث بلحيته الشعثاء فيقززني منظره..
صفعت " العرّاف " بوجهه، بصقت على الأرض، وقلت له: إنك لا تساوي حتى هذه البصقة..!
وقبل انصرافي قلت له: سأعطيك كل الصحب يا " عرّاف الشؤمِ " إن شئت أن تأخذهم..
أو لتكن هذه هي " الاُجرة "..!
فبئسما قالت " خولة "..