ماذا يحدث في سلطنة عُمان؟
إذا كان لسلطنة عمان فى عهد السلطان قابوس بن سعيد أن تفخر بعدة إنجازات ضمن مئات منها فى غضون العقود الثلاثة الماضية، فان التسامح الديني يقف على رأسها، والمساواة بين الرجل والمرأة، والعمل جميعا خلف قيادة تعرف قيمة التوجيهات الملزمة فى خدمة التطور لبلد كاد يسقط من ذاكرة المؤرخين للتاريخ الحديث لدول المنطقة.التسامح الديني معجزة عمانية بكل المقاييس، ولم تسجل عمان حالة إغراء واحدة للفكر الديني العمانى تجاه صديق أو ضيف أو وافد أو مثقف أو حتى داعية إسلامي.
عندما كنا نجلس فى أمسية تضم مجموعة لا باس بها من الإعلاميين المتواجدين فى مسقط لتغطية احتفالات سلطنة عمان بعيدها الوطني الثلاثين، طرح أحدنا سؤالا بصوت مسموع عن مذهب الأباضية، ولم يجد إجابة واحدة لدى المثقفين والإعلاميين لسبب هام وبسيط هو أن سلطنة عمان لم تمارس يوما واحدا عملية " التبشير " بمذهب أو فكر ديني أو طريقة محددة لممارسة أى شعائر أو التعريف بتاريخ البلد الديني مما قد يوحى للضيف بأنها إيعازات فكرية للربط بين التطور وبين الفكر الديني العمانى.
وإذا قدر لك وأديت الصلاة فى أحد مساجد عمان أو استمعت إلى خطبة الجمعة، فلن تجد غير الاعتدال والتسامح وروح الإسلام. فى مكتبتي المنزلية بأوسلو يقف وسط آلاف الكتب كتاب يتيم تحت عنوان " الأباضية بين الفرق الإسلامية " وقد أرسله إلى عام 1987 سفير سلطنة عمان آنئذ لدى الأمم المتحدة فى جنيف الشيخ يوسف بن هاشل المسكرى بطلب منى واستحياء منه فالعمانيون لا يروجون لمذهب أو فكر، ويرون أن الزبد يذهب جفاء، وأن ما ينفع الناس يمكث فى الأرض.
لذا قال الشيخ محمد احمد أبو زهرة عن الأباضيين:" ومن هنا يتبين اعتدالهم وإنصافهم لمخالفيهم ". ويقول يحيى هويدى فى كتابه:" تاريخ فلسفة الإسلام فى القارة الأفريقية:" ورجال الأباضية يضرب بهم المثل فى التقوى والصلاح والزهد ". ويقول بيوض إبراهيم بن عمر: " يمكن أن تعتبر الاباضية أستاذة الفرق الإسلامية فى تأصيل العقيدة "فى سلطنة عمان حياء يخجل الضيف بل إن المضيف العمانى يقف دائما على استعداد تام لتحمل الحرج الذى يسببه له ضيفه من أجل استخراج كل مكامن حسن الضيافة لدى هذا الشعب الكريم. فى الكلمة الثانية التى ألقاها السلطان قابوس بن سعيد احتفالا بالعيد الوطني الثلاثين وفى مهرجان موسيقى الفرق العسكرية، كانت الدعوة الشخصية موجهه إلى كل الإعلاميين، ولكن مجموعة منهم آثرت التسوق مخالفة بذلك أعرافا أخلاقية لدى الزملاء الصحفيين، ولم يتوجه مضيف عماني واحد بكلمة عتاب ولو ضمنية فحياء العمانيين جزء من إيمانهم الذى ينسج هوية خاصة يبدو فيها هذا الشعب كأنه لم يتعرف بعد على عالم ملئ بالمساوئ والأشرار أو فيه ذرة كراهية واحدة.
لهذا عندما انتهت ثورة ظفار وجدت نفسها فى مأزق غريب لم تعهده ثورة ضد الحكم من قبل، وهو المشاركة فى الحكم على قدم المساواة وعدم المساس إطلاقا بتاريخ الثورة ورجالاتها وبناء الوطن الواحد تحت قيادة السلطان قابوس بن سعيد فى ملحمة تاريخية تثير العجب، فهي لا تتحدث عن انتصارات وهزائم وبطولات ومقاومة، لكنها تستخدم تعبيرات المحبة وبناء الوطن والتشييد والتطور، وفتح صفحة ناصعة البياض بفضل الطبيعة المتسامحة لهذا الشعب على الرغم من قوة وصلابة وخشونة المقاتلين من ذوى البأس والإيمان فوق جبال ظفار.
المفردات الوطنية فى وسائل الإعلام العمانية بدأت تتخذ منحنى جديدا يعبر عن أصالة الشعب العمانى فى مشاعره الوطنية والدينية، فشارون هو جزار الأقصى، والصهاينة هم قتلة الأنبياء ورفض التطبيع أو الصلح مع الكيان الاستيطاني سمة غالبة على جبال من الوداعة والهدوء والطيبة، ولكن من قال بأن كراهية العدو ليست أمرا طبيعيا فى مساحة التسامح للمدافعين عن الحق ؟ لا تزال تدهشني وتثير إعجابي التجربة العمانية بكل دقائقها وتفصيلاتها حتى بت مولعا بالأخبار المحلية وأجد فيها ضالتي المنشودة عن حلم توسعتها لتجد لها مكانا فى كل أرجاء الوطن العربى الكبير.أطفال مدرسة صلالة الابتدائية يقومون بزيارة الأطفال المرضى فى المستشفيات ويحملون لهم الهدايا. وزير التربية يرعى الاحتفال باليوم العربى لمحو الأمية فى مدينة نزوي، إحدى المدارس الإعدادية تقيم معرضا للكتاب. وحدة دم متنقلة من قرية إلى أخرى لعلها تساهم فى سد أى احتياجات عارضة ( لم يكن بعمان عام 70 غير عشرة كيلو مترات من الأرض المعبدة تقع بين المطار فى بين الفلج وبين القنصل البريطاني !) أمسية ثقافية بمكتب وكيل وزارة الدفاع ( وليست أمسية عسكرية !) إنشاء قرية تقنية المعلومات ( فى بلد لم يكن به أكثر من ثلاث مدارس عام1970 ).
اليوم العالمي للتعريف بمرض الإيدز فى مكتب مشرف الخدمات بولاية صحار.أنها سلطنة عمان التى يحق لها أن تفتخر بثلاثين عاما من الإنجازات والمعجزات فى عهد السلطان قابوس بن سعيد. ولم يقل العمانيون أنهم حققوا كل ما لديهم، فالشورى تخطو خطوات متقدمة، والمساواة بين الرجل والمرأة لم تكن محل مناقشة أو رفض أو مزايدة دينية، فتوجيهات السلطان قابوس بن سعيد ملزمة والعاهل العمانى ليس لديه وقت إضافي يضيعه من مقدرات الأمة، ولا تزال طموحات السلطان تحلق وتطير لتصنع زمن المعجزات ؟
..كاتب المقال: محمد عبدالمجيد
................................(منقول)........... .....................
إذا كان لسلطنة عمان فى عهد السلطان قابوس بن سعيد أن تفخر بعدة إنجازات ضمن مئات منها فى غضون العقود الثلاثة الماضية، فان التسامح الديني يقف على رأسها، والمساواة بين الرجل والمرأة، والعمل جميعا خلف قيادة تعرف قيمة التوجيهات الملزمة فى خدمة التطور لبلد كاد يسقط من ذاكرة المؤرخين للتاريخ الحديث لدول المنطقة.التسامح الديني معجزة عمانية بكل المقاييس، ولم تسجل عمان حالة إغراء واحدة للفكر الديني العمانى تجاه صديق أو ضيف أو وافد أو مثقف أو حتى داعية إسلامي.
عندما كنا نجلس فى أمسية تضم مجموعة لا باس بها من الإعلاميين المتواجدين فى مسقط لتغطية احتفالات سلطنة عمان بعيدها الوطني الثلاثين، طرح أحدنا سؤالا بصوت مسموع عن مذهب الأباضية، ولم يجد إجابة واحدة لدى المثقفين والإعلاميين لسبب هام وبسيط هو أن سلطنة عمان لم تمارس يوما واحدا عملية " التبشير " بمذهب أو فكر ديني أو طريقة محددة لممارسة أى شعائر أو التعريف بتاريخ البلد الديني مما قد يوحى للضيف بأنها إيعازات فكرية للربط بين التطور وبين الفكر الديني العمانى.
وإذا قدر لك وأديت الصلاة فى أحد مساجد عمان أو استمعت إلى خطبة الجمعة، فلن تجد غير الاعتدال والتسامح وروح الإسلام. فى مكتبتي المنزلية بأوسلو يقف وسط آلاف الكتب كتاب يتيم تحت عنوان " الأباضية بين الفرق الإسلامية " وقد أرسله إلى عام 1987 سفير سلطنة عمان آنئذ لدى الأمم المتحدة فى جنيف الشيخ يوسف بن هاشل المسكرى بطلب منى واستحياء منه فالعمانيون لا يروجون لمذهب أو فكر، ويرون أن الزبد يذهب جفاء، وأن ما ينفع الناس يمكث فى الأرض.
لذا قال الشيخ محمد احمد أبو زهرة عن الأباضيين:" ومن هنا يتبين اعتدالهم وإنصافهم لمخالفيهم ". ويقول يحيى هويدى فى كتابه:" تاريخ فلسفة الإسلام فى القارة الأفريقية:" ورجال الأباضية يضرب بهم المثل فى التقوى والصلاح والزهد ". ويقول بيوض إبراهيم بن عمر: " يمكن أن تعتبر الاباضية أستاذة الفرق الإسلامية فى تأصيل العقيدة "فى سلطنة عمان حياء يخجل الضيف بل إن المضيف العمانى يقف دائما على استعداد تام لتحمل الحرج الذى يسببه له ضيفه من أجل استخراج كل مكامن حسن الضيافة لدى هذا الشعب الكريم. فى الكلمة الثانية التى ألقاها السلطان قابوس بن سعيد احتفالا بالعيد الوطني الثلاثين وفى مهرجان موسيقى الفرق العسكرية، كانت الدعوة الشخصية موجهه إلى كل الإعلاميين، ولكن مجموعة منهم آثرت التسوق مخالفة بذلك أعرافا أخلاقية لدى الزملاء الصحفيين، ولم يتوجه مضيف عماني واحد بكلمة عتاب ولو ضمنية فحياء العمانيين جزء من إيمانهم الذى ينسج هوية خاصة يبدو فيها هذا الشعب كأنه لم يتعرف بعد على عالم ملئ بالمساوئ والأشرار أو فيه ذرة كراهية واحدة.
لهذا عندما انتهت ثورة ظفار وجدت نفسها فى مأزق غريب لم تعهده ثورة ضد الحكم من قبل، وهو المشاركة فى الحكم على قدم المساواة وعدم المساس إطلاقا بتاريخ الثورة ورجالاتها وبناء الوطن الواحد تحت قيادة السلطان قابوس بن سعيد فى ملحمة تاريخية تثير العجب، فهي لا تتحدث عن انتصارات وهزائم وبطولات ومقاومة، لكنها تستخدم تعبيرات المحبة وبناء الوطن والتشييد والتطور، وفتح صفحة ناصعة البياض بفضل الطبيعة المتسامحة لهذا الشعب على الرغم من قوة وصلابة وخشونة المقاتلين من ذوى البأس والإيمان فوق جبال ظفار.
المفردات الوطنية فى وسائل الإعلام العمانية بدأت تتخذ منحنى جديدا يعبر عن أصالة الشعب العمانى فى مشاعره الوطنية والدينية، فشارون هو جزار الأقصى، والصهاينة هم قتلة الأنبياء ورفض التطبيع أو الصلح مع الكيان الاستيطاني سمة غالبة على جبال من الوداعة والهدوء والطيبة، ولكن من قال بأن كراهية العدو ليست أمرا طبيعيا فى مساحة التسامح للمدافعين عن الحق ؟ لا تزال تدهشني وتثير إعجابي التجربة العمانية بكل دقائقها وتفصيلاتها حتى بت مولعا بالأخبار المحلية وأجد فيها ضالتي المنشودة عن حلم توسعتها لتجد لها مكانا فى كل أرجاء الوطن العربى الكبير.أطفال مدرسة صلالة الابتدائية يقومون بزيارة الأطفال المرضى فى المستشفيات ويحملون لهم الهدايا. وزير التربية يرعى الاحتفال باليوم العربى لمحو الأمية فى مدينة نزوي، إحدى المدارس الإعدادية تقيم معرضا للكتاب. وحدة دم متنقلة من قرية إلى أخرى لعلها تساهم فى سد أى احتياجات عارضة ( لم يكن بعمان عام 70 غير عشرة كيلو مترات من الأرض المعبدة تقع بين المطار فى بين الفلج وبين القنصل البريطاني !) أمسية ثقافية بمكتب وكيل وزارة الدفاع ( وليست أمسية عسكرية !) إنشاء قرية تقنية المعلومات ( فى بلد لم يكن به أكثر من ثلاث مدارس عام1970 ).
اليوم العالمي للتعريف بمرض الإيدز فى مكتب مشرف الخدمات بولاية صحار.أنها سلطنة عمان التى يحق لها أن تفتخر بثلاثين عاما من الإنجازات والمعجزات فى عهد السلطان قابوس بن سعيد. ولم يقل العمانيون أنهم حققوا كل ما لديهم، فالشورى تخطو خطوات متقدمة، والمساواة بين الرجل والمرأة لم تكن محل مناقشة أو رفض أو مزايدة دينية، فتوجيهات السلطان قابوس بن سعيد ملزمة والعاهل العمانى ليس لديه وقت إضافي يضيعه من مقدرات الأمة، ولا تزال طموحات السلطان تحلق وتطير لتصنع زمن المعجزات ؟
..كاتب المقال: محمد عبدالمجيد
................................(منقول)........... .....................
تعليق