إكتشاف أقدم ساعة مائية مصرية في الكابينة الفلكية و الفيزياوية بمدينة كاسل
د . عدنان جواد الطعمة
خططنا لهذه الزيارة قبل أكثر من ثلاثة أسابيع عندما عادت زوجتي مع إحدى صديقاتها من زيارة هذا المتحف .
وقد أهدتني السيدة والصديقة الألمانية بوست كارت لصورة الساعة المائية المصرية .
وقد شجعتني زوجتي العزيزة للقيام بزيارة هذا المتحف لإحتوائه على قطع أثرية و آلات رصد فلكية نادرة .
إ
إتصلت بإحدى العوائل الألمانية الصديقة التي دعتنا عدة مرات لزيارتها في منطقة قريبة تابعة لمدينة كاسل و سألتها عما إذا كانت لديها رغبة لزيارة هذا المتحف معنا أم لا .
أجابتني بأنها تدعونا لشرب الشاي و القهوة و الفطور الثاني ما بين الساعة العاشرة إلى الساعة الثانية عشر والنصف . لأن لديها موعدا في الساعة الواحدة لزيارة صديقتها .
حددنا موعد وصولنا إليها ما بين الساعة العاشرة و الساعة العاشرة والنصف .
وفعلا سافرنا إليها في يوم 29 سبتمبر 2009 و وصلنا بيتها في الساعة العاشرة إلا خمس دقائق . كانت السيدة الصديقة قد هيأت مائدة الطعام و سألتنا عما إذا كنا نفضل شرب الشاي على القهوة ، فأجبناها بنعم .
ذهبنا إلى حديقتها الشتائية الزجاجية و إلى الحديقة الكبيرة الغناء و تمتعنا بزهورها و نباتاتها و أشجارها ثم عدنا إلى غرفة الإستقبال وكان الشاي جاهزا . دارت بيننا أحاديث شيقة جميلة لأن هذه العائلة كانت تسكن سابقا في مدينتنا بماربورغ . وتحدثنا عن ذكرياتنا الحلوة الماضية و عن أطفالها الثلاثة و كيف أنهم نمو بسرعة و كيف أن السنوات مضت أيضا بسرعة فائقة . و بالجدير بالذكر بأني تعرفت على هذه العائلة الكريمة عندما كانت طفلتها الصغيرة الأولى سوزانه بعمر سنتين رفعتها و وضعتها على حضني و قبلتها . واليوم هي أم لأربعة أولاد و بنات ، ما شاء الله عليهم . أخبرتني السيدة بأن طول سوزانه أطول مني ، وإخوانها أطول منها بكثير .
لقد تمتعنا بهذه الأحاديث و الأكلات اللذيذة و بمشاهدة صور العائلة كلها لمدة ساعتين و نصف تقريبا . ثم غادرنا بيتها في الساعة الثانية عشر ونصف .
قمت بزيارة متحف مدينة كاسل يوم الثلاثاء الموافق في 29 سبتمبر 2009 في الساعة الواحدة ظهرا ، لغرض الإطلاع على آلات الرصد و الأجهزة الفلكية و الكامرات و كراة السماء والساعات الفلكية .
و بعد إنتهائي من تصوير بعض الأجهزة المعروضة في القاعة الأولى بالطابق الأول على جهة اليسار توجهنا إلى القاعة الثانية المعروضة فيها أقدم ساعة مائية مصرية في العالم صنعت عام 1400 قبل التاريخ الميلادي ، أي قبل 3408 سنة . وكان وعاء الساعة مملوءا إلى ثلثيه بالماء . وقد رسمت خطوطا و قياسات داخل الوعاء و كتابات هيروغلوفية على جداره الخارجي تبين تحديد الوقت وفق إرتفاع الماء ومنسوبه .
و في أسفل الوعاء من الخارج شاهدت إنبوبا معدنيا رفيعا يخرج منه الماء المتدفق و ينصب في داخل حوض صغير .
وبعد انتهائنا من مشاهدة جميع الآلات و الساعات الفلكية و الكامرات صعدنا إلى الطابق ىالأعلى لزيارة القبة السماوية التي بقينا فيها لمدة ساعة لمشاهدة حركة النجوم و القمر و الشمس و الأبراج و السيارات المذنبة . وقد تحدثت السيدة المسؤولة في القبة السماوية عن علم الفلك في العرق في العهد البابلي الذي وضع أول نظام لحركة الكواكب والنجوم في العالم . كما أشارت إلى دور العرب و المسلمين بتطوير علم الفلك .
و بعد انتهائنا من زيارة القبة السماوية ذهبنا إلى حمام الرخام ( المرمر )
المعروضة فيه أجمل التماثيل . سنأتي قريبا بالحديث عنه في مقالة منفصلة بإذن الله .
ثم توجهنا إلى مكتب الإستعلامات في المتحف واشتريت سبعة كتالوغات و كتب عن معروضات المتحف .
وأخيرا وليس آخرا أحاول بإيجاز ترجمة متطفات من مقالة :
نتائج جديدة لقياس الوقت عند المصريين
تشغيل و حساب الأقدم ساعة مائية تعمل لحد الآن
تأليف : لودولف فون ماكنزن
Ludolf von Mackensen: Neue Ergebnisse zur ägyptischen Zeitmessung
Die Inbetreibnahme und Berechnung der ältesten erhaltenen Wasseruhr
تم تشغيل أقدم ساعة مائية بعد صبها عن ساعة أصلية في الكابينة الفلكية و الفيزياوية التابعة للمتحف الوطني بمنطقة هسن عام 1976 .
يدور الحديث هنا عما تسمى بالساعة المسربة I ( متحف القاهرة ) من مدينة تيبن من عام 1400 سنة تقريبا قبل التاريخ الميلادي .
إن فتحة تسرب الماء التي كانت في الأصل مصنوعة من معدن ثمين ، تم تكملتها وفق الحسابات و القياسات الدقيقة و تبعا لشروط التكنولوجيا المصرية .
تم تنفيذ فتحتي تسرب مختلفتين في شكل الفتحة الأصلية لأجراء بادئ الأمر تجربة أثرية بقياسات عملية .
أن نتائج هذه التجارب التي استغرقت سنة واحدة أدت إلى إجراء تصحيحات تامة للتوقعات و الأقوال لحد الآن حول العمل اليومي لأقدم الساعات المائية التي تعود إلى أول قياسات الوقت لدى الإنسانية ."
ملاحظة : إلتقطت هذه الصور عن مقالة لودولف فون ماكنزن
ألمانيا في 2 أكتوبر 2009
تعليق