عذرا على التاخير
تفضلوا لمن طلب الموضوع مني
[align=center]النازيون في الحرب العالمية الثانية [/align]
لم يكن النازيون الوحيدون الذين بنوا معسكرات الموت في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، إذ كان لليابانيين أيضاً معسكرات اعتقال. لم يكن الهدف، كما كان عند الألمان، تصفية الناس، بل استعمال مجرمين عاديين مساجين وأسرى حرب كموضوع اختبار في تجارب عسكرية بيولوجية و، إلى حد أقل، كيماوية.
والسبب بسيط. فقد آمن العسكريون اليمينيون المتعصبون الذين سيطروا على المجتمع الياباني منذ آواخر عشرينيات القرن العشرين إلى نهاية الحرب العالمية الثانية بأنهم كي يحققوا هدف سيطرة اليابان على شرقي آسيا، لا بد لهم من الاعتماد على أسلحة حربية غير عادية مثل الأسلحة الكيماوية والأسلحة المسببة للمرض. كان ذاك الإيمان مرعباً بما فيه الكفاية، إلا إن الذين بدؤوا البرنامج لم يؤمنوا بإمكانية تطوير هذه الأسلحة، بكل بساطة، في مختبرات ومن ثم يتم إطلاقها ضد الأعداء في أرض المعركة، بل يجب تجريبها على عناصر بشرية.
وهكذا بنيت شبكة واسعة من مصانع الموت امتدت، في الوقت الذي بدأت فيه الحرب العالمية الثانية، من بوادي منغوليا الداخلية القصيّة إلى سنغافورة، ومن بانكوك إلى مانيلا. وكان مركز إمبراطورية الموت هذه بنغ فان، وهي ضاحية من ضواحي مدينة هاربن في شمالي الصين، حيث أقام مهندس برنامج الحرب الكيماوية البيولوجية الياباني، الفريق شيرو إشي، مقر قيادته.
وظف كل مصنع ألفي شخص في الأقل، بالإضافة إلى نحو عشرين ألف طبيب وعالم جراثيم وطبيب بيطري وعالم حيوان وعالم نبات. وفي تقدير محافظ، شمل برنامج أبحاثهم الشيطاني لاختبار مولدات الأمراض والأسلحة البيولوجية المحتملة على تزلاء المعسكر ما بين اثني عشر ألفاً وخمسة عشر ألفاً من الرجال والنساء والأطفال
وقتل عشرات الآلاف من آخرين في حقول التجارب التي شملت توزيع أطعمة ملطخة بمسببات أمراض مميتة؛ تلويث آبار مياه وجداول وخزانات مياه بمسببات أمراض أخرى؛ إنتاج وباء الكوليرا بحقن الكوليرا في أوردة فلاحين غافلين أُخبروا بأنهم لقحوا ضد المرض؛ ورش أو إلقاء أسلحة بيولوجية متنوعة على قرى وبلدات ومدن من الجو.
وباستثناء قلة من المشاركين الذين حاكمتهم السلطات السوفياتية شكلياً، لم يحاكم أبداً معظم مهندسي البرنامج الياباني للحرب البيولوجية على جرائمهم. والسبب أن العلماء الأمريكيين الشغفين للحصول على المعلومات المحفوظة عن هذه التجارب البيولوجية جادلوا بنجاح، بعد احتلال الولايات المتحدة الأمريكية لليابان، بأن زملاءهم اليابانيين حققوا نجاحاً قيماً في معرفة رد فعل الجسم البشري على مسببات أمراض معينة- وتلك معلومات سوف تساعد بشكل كبير برامج الأسلحة البيولوجية الأمريكية. وكانت النتيجة أن السلطات الأمريكية المحتلة تواطأت في التكتم على ما حصل.
هذا وقد حرّم القانون الدولي استعمال "وسائل حربية بيولوجية بكتيرية" منذ سنة 1925 عندما أقر بروتوكول جينيف الخاص بالأسلحة البيولوجية والكيماوية الذي كان رداً على المآسي المرعبة لاستعمال الغاز السام في الحرب العالمية الأولى. وفي ما يسمى القضية الطبية في محاكم نورمبرغ لجرائم الحرب العالمية الثانية بعد عقدين، اتهم المدعى عليهم بإجراء تجارب طبية وبيولوجية على عناصر ألمانية وغير ألمانية. وحكمت المحكمة بأنه مهما كان حق ألمانيا بإجراء تجارب على سجناء ألمان، فإن ذلك الحق "لا يمكن توسيعه... ليسمح بممارسته على مواطني بلدان أخرى... أخضعوا لتجارب دون موافقتهم وفي ظل أقسى الظروف وأكثرها عبثاً... وإذا أمكن القول إنها لا تشكل جرائم حرب، فإنها تشكل جرائم ضد الإنسانية".
كان يجب أن تجعل هذه التشريعات وحدها مقاضاة مهندسي برنامج الحرب البيولوجية الياباني إلزامياً تقريباً، إلا إن عدم مقاضاتهم أمر متصل بالحرب الباردة ولا علاقة له تقريباً بالقانون الإنساني الدولي. بعد أن قلت ذلك، لا بد من القول إن قوانين لاحقة عززت حظر ذاك النوع من الانتهاكات القانونية الجسيمة التي كان اليابانيون مذنبين لارتكابها. فالبورتوكول الأول الملحق باتفاقيات جينيف والصادر سنة 1977 يمنع بصراحة إجراء "التجارب العلمية والطبية" حتى بموافقة العناصر التي تجرى عليهم. وفي مجال الحد من التسلح، تمنع اتفاقية الأسلحة البيولوجية لسنة 1972 "تطوير... مواد جرثومية أو بيولوجية أو سموم ومعدات" مصممة لاستعمال "تلك المواد والسموم" أو إطلاقها" لأغراض عدائية أو في نزاع مسلح".
وحتى لو تركنا جانباً المقاضاة، تظل الحقيقة بينة إلى حد يمكن معه الحصول عليها. فإلى الثمانينيات من القرن العشرين، أنكرت الحكومة اليابانية أن الجرائم التي اقترفها أطباؤها وعلماؤها قد وقعت. وعندما أجبرها وزن الدليل الطاغي على التسليم بأن شيئاً ما قد حدث، أصرت السلطات اليابانية على أن البرنامج كان عمل عسكريين خونة. لا، ولم تعتذر الحكومة للذين ما زالوا أحياء وتعرضوا لتجارب حرب جرثومية، أو لعائلات وورثة الذين نجوا منها، ولم تعوضهم.
ملاااااااااااااااااااااااااااااااحظة :
واود الاشارة الى انني قد انقطع لفترة تتراوح بين الشهر والشهرين بسبب ترتيباتي للعام الاكاديمي القادم اتمنى منكم الدعاء
تحيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتي
تفضلوا لمن طلب الموضوع مني
[align=center]النازيون في الحرب العالمية الثانية [/align]
لم يكن النازيون الوحيدون الذين بنوا معسكرات الموت في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، إذ كان لليابانيين أيضاً معسكرات اعتقال. لم يكن الهدف، كما كان عند الألمان، تصفية الناس، بل استعمال مجرمين عاديين مساجين وأسرى حرب كموضوع اختبار في تجارب عسكرية بيولوجية و، إلى حد أقل، كيماوية.
والسبب بسيط. فقد آمن العسكريون اليمينيون المتعصبون الذين سيطروا على المجتمع الياباني منذ آواخر عشرينيات القرن العشرين إلى نهاية الحرب العالمية الثانية بأنهم كي يحققوا هدف سيطرة اليابان على شرقي آسيا، لا بد لهم من الاعتماد على أسلحة حربية غير عادية مثل الأسلحة الكيماوية والأسلحة المسببة للمرض. كان ذاك الإيمان مرعباً بما فيه الكفاية، إلا إن الذين بدؤوا البرنامج لم يؤمنوا بإمكانية تطوير هذه الأسلحة، بكل بساطة، في مختبرات ومن ثم يتم إطلاقها ضد الأعداء في أرض المعركة، بل يجب تجريبها على عناصر بشرية.
وهكذا بنيت شبكة واسعة من مصانع الموت امتدت، في الوقت الذي بدأت فيه الحرب العالمية الثانية، من بوادي منغوليا الداخلية القصيّة إلى سنغافورة، ومن بانكوك إلى مانيلا. وكان مركز إمبراطورية الموت هذه بنغ فان، وهي ضاحية من ضواحي مدينة هاربن في شمالي الصين، حيث أقام مهندس برنامج الحرب الكيماوية البيولوجية الياباني، الفريق شيرو إشي، مقر قيادته.
وظف كل مصنع ألفي شخص في الأقل، بالإضافة إلى نحو عشرين ألف طبيب وعالم جراثيم وطبيب بيطري وعالم حيوان وعالم نبات. وفي تقدير محافظ، شمل برنامج أبحاثهم الشيطاني لاختبار مولدات الأمراض والأسلحة البيولوجية المحتملة على تزلاء المعسكر ما بين اثني عشر ألفاً وخمسة عشر ألفاً من الرجال والنساء والأطفال
وقتل عشرات الآلاف من آخرين في حقول التجارب التي شملت توزيع أطعمة ملطخة بمسببات أمراض مميتة؛ تلويث آبار مياه وجداول وخزانات مياه بمسببات أمراض أخرى؛ إنتاج وباء الكوليرا بحقن الكوليرا في أوردة فلاحين غافلين أُخبروا بأنهم لقحوا ضد المرض؛ ورش أو إلقاء أسلحة بيولوجية متنوعة على قرى وبلدات ومدن من الجو.
وباستثناء قلة من المشاركين الذين حاكمتهم السلطات السوفياتية شكلياً، لم يحاكم أبداً معظم مهندسي البرنامج الياباني للحرب البيولوجية على جرائمهم. والسبب أن العلماء الأمريكيين الشغفين للحصول على المعلومات المحفوظة عن هذه التجارب البيولوجية جادلوا بنجاح، بعد احتلال الولايات المتحدة الأمريكية لليابان، بأن زملاءهم اليابانيين حققوا نجاحاً قيماً في معرفة رد فعل الجسم البشري على مسببات أمراض معينة- وتلك معلومات سوف تساعد بشكل كبير برامج الأسلحة البيولوجية الأمريكية. وكانت النتيجة أن السلطات الأمريكية المحتلة تواطأت في التكتم على ما حصل.
هذا وقد حرّم القانون الدولي استعمال "وسائل حربية بيولوجية بكتيرية" منذ سنة 1925 عندما أقر بروتوكول جينيف الخاص بالأسلحة البيولوجية والكيماوية الذي كان رداً على المآسي المرعبة لاستعمال الغاز السام في الحرب العالمية الأولى. وفي ما يسمى القضية الطبية في محاكم نورمبرغ لجرائم الحرب العالمية الثانية بعد عقدين، اتهم المدعى عليهم بإجراء تجارب طبية وبيولوجية على عناصر ألمانية وغير ألمانية. وحكمت المحكمة بأنه مهما كان حق ألمانيا بإجراء تجارب على سجناء ألمان، فإن ذلك الحق "لا يمكن توسيعه... ليسمح بممارسته على مواطني بلدان أخرى... أخضعوا لتجارب دون موافقتهم وفي ظل أقسى الظروف وأكثرها عبثاً... وإذا أمكن القول إنها لا تشكل جرائم حرب، فإنها تشكل جرائم ضد الإنسانية".
كان يجب أن تجعل هذه التشريعات وحدها مقاضاة مهندسي برنامج الحرب البيولوجية الياباني إلزامياً تقريباً، إلا إن عدم مقاضاتهم أمر متصل بالحرب الباردة ولا علاقة له تقريباً بالقانون الإنساني الدولي. بعد أن قلت ذلك، لا بد من القول إن قوانين لاحقة عززت حظر ذاك النوع من الانتهاكات القانونية الجسيمة التي كان اليابانيون مذنبين لارتكابها. فالبورتوكول الأول الملحق باتفاقيات جينيف والصادر سنة 1977 يمنع بصراحة إجراء "التجارب العلمية والطبية" حتى بموافقة العناصر التي تجرى عليهم. وفي مجال الحد من التسلح، تمنع اتفاقية الأسلحة البيولوجية لسنة 1972 "تطوير... مواد جرثومية أو بيولوجية أو سموم ومعدات" مصممة لاستعمال "تلك المواد والسموم" أو إطلاقها" لأغراض عدائية أو في نزاع مسلح".
وحتى لو تركنا جانباً المقاضاة، تظل الحقيقة بينة إلى حد يمكن معه الحصول عليها. فإلى الثمانينيات من القرن العشرين، أنكرت الحكومة اليابانية أن الجرائم التي اقترفها أطباؤها وعلماؤها قد وقعت. وعندما أجبرها وزن الدليل الطاغي على التسليم بأن شيئاً ما قد حدث، أصرت السلطات اليابانية على أن البرنامج كان عمل عسكريين خونة. لا، ولم تعتذر الحكومة للذين ما زالوا أحياء وتعرضوا لتجارب حرب جرثومية، أو لعائلات وورثة الذين نجوا منها، ولم تعوضهم.
ملاااااااااااااااااااااااااااااااحظة :
واود الاشارة الى انني قد انقطع لفترة تتراوح بين الشهر والشهرين بسبب ترتيباتي للعام الاكاديمي القادم اتمنى منكم الدعاء
تحيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتي
تعليق