من هو الخليل بن احمد ؟
أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري (100-174 هـ) عربي من الأزد ولد في عُمان وتوفي في البصرة.
من اعماله:
مؤسس علم العروض وواضع أول معجم للعربية وأسماه العين. أخذ عنه سيبويه النحو والنضر بن شميل وهارون بن موسى النحوي ووهب بن جرير والأصمعي والكسائي.
يعد الخليل بن أحمد من أهم علماء المدرسة البصرية وتنسب له كتب معاني الحروف وجملة آلات الحرب والعوامل والعروض والنقط والشكل.
من اقوال الخليل:
إذا خرجت من منزلي لقيت أحد ثلاثة؛ إما رجلا أعلم بشيء مني فذلك يوم فائدة، أو رجلا مثلي فذلك يوم مذاكرة أو رجلا دوني فذلك يوم ثواب
ثلاث ينسين المصائب: مر الليالي والمرأة الحسناء ومحادثة الرجال.
المبادرات للمحافظه على العلم الذي قدمه لنا الخليل:
المبادرة التي أطلقها معالي السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي سفير السلطنة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية بإعلانه في شهر اكتوبر من العام الماضي عن تنظيم صالون ثقافي باسم «الخليل بن أحمد الفراهيدي» في حلقات شهرية كواحدة من ضمن المبادرات الفريدة لانطلاقها وفق هدف واضح ومحدد يجيب عن جزئية كبيرة من السؤال السابق انطلاقا من رؤيته الحضارية التي تستند الى حتمية التواصل الثقافي بين أبناء الامة العربية المجيدة وما تزخر به لغتها العربية من تراث عظيم وموروث حضاري خالد.
فقد عكست فعاليات الحلقات الثلاث التي تمت أقامتها من صالون الفراهيدي حتى نهاية شهر يناير الماضي عدة دلالات حضارية جعلت من هذا العمل حدثا ثقافيا بارزا شهدت له الأوساط الثقافية والنخب التي شاركت في أعماله سواء من مصر أو السلطنة أو العالم العربي بشكل عام. وعلى الرغم من أن هذا العدد من الحلقات قد يبدو محدودا حتى يمكن الحكم بهذه المقولة، إلا أن قضايا هذه الحلقات ومناقشاتها ونسبة المتابعة والاهتمام بها من جانب مختلف الأوساط الثقافية والاعلامية تجعل من صحة هذه المقولة أمرا له ما يثبته للاعتبارات الآتية:
توقيت المبادرة: ذلك أن إطلاق هذه المبادرة وبما عكس في توقيته واحدة من أهم الدلالات الحضارية التي عبرت عنها رؤية صاحبها فهي تنطلق في عصر أصبحت فيه الرؤى الحضارية متعددة، والمواقف فيه مختلفة، بعضها يرى أن هذا العصر هو عصر صراع الحضارات والآخر يردها في نهاية التاريخ، وتقف بين هاتين الرؤيتين رؤية وسط لم تتضح بمد تتبنى موقف التكامل بين هذه الحضارات.
وفي ضوء ذلك أصبحنا نحن بثقافتنا العربية والاسلامية وتراثنا الحضاري المجيد مسؤولين عن ضرورة ابراز رؤيتها الحضارية وتأسيسها بأسانيد ثقافية نابعة من تراثنا الأصيل وهويتنا المستقلة حتى نستطيع أن نواجه ذلك العصر الجديد بمختلف رؤاه. وربما يكون صالون الفراهيدي خطوة مهمة على هذا الطريق الطويل لانطلاقه وفق ثوابت محددة وأهداف واضحة أجمعت على ضرورة إحياء التراث العربي والاسلامي وطرح البديل الحضاري بالعودة الى الجذور واستغلال الطاقات وتكامل الجهود.
راعي المبادرة: قد يكون غريبا أن تأتي المبادرة من جانب شخص ليس من مسؤولياته كسفير لبلاده الاهتمام بأمور الثقافة، ذلك أن طبيعة العمل الدبلوماسي بكل ما تحتويه من مسؤوليات وما تتطلبه من وقت تجعل جل الاهتمام منصبا على أمور السياسة والدبلوماسية، لكن ادراك المسؤولية وتلازمها مع صيغة واضحة ورؤية حضارية جعلت من صاحب المبادرة معالي السيد عبدالله بن حمد بن سيف البوسعيدي يبادر الى اطلاقها واعلانها رغم ما فيها من عبء - وقد يكون كذلك تفسيرا عاما يرتبط بإدراكه أن طبيعة العمل الدبلوماسي - وهو مقبل على على الولوج الى معطيات قرن جديد تلعب فيه الرؤية الحضارية الواضحة المستندة الى أسس نابعة من تراثنا العربي والاسلامي دورا كبيرا في مساندة العمل الدبلوماسي والسياسي في ظل نظام عالمي ربما تصبح فيه رؤى السيطرة الحضارية والهيمنة الثمانية هي المحرك الأساسي للتفاعلات السياسية بل والاقتصادية والثقافية.
وعليه فلم يكن غريبا أن تأتي هذه المبادرة من راعي مسؤولية دبلوماسية إذا ما أخذنا في الاعتبار بعد النظر والادراك الواعي للمتغيرات الدولية والتطورات العالمية التي أصبحت تجعل من الاهتمام بأمور الثقافة عملا ذا أبعاد حضارية قد يتساوى في أهميته مع الأهمية التي يتسم بها العمل الدبلوماسي.
وربما يضاف الى ذلك سبب آخر وتفسير خاص يرتبط بإدراك راعي هذه المبادرة لمدى ما يزخر به تراث أمته العربية الاسلامية بشكل عام وحضارة دولته بشكل خاص من رصيد علمي وثقافي لعلماء اجلاء ساهموا جميعا بثروة حضارية واسهامات فكرية نادرة. وان إحياء ذلك التراث كفيل بأن يجعلنا نقبل على الدخول الى معطيات قرن جديد «القرن الحادي والعشرين» ونحن مسلحون بسند ثقافي قوي يستطيع أن يواجه كل محاولة للسيطرة والهيمنة.
نبذه عن احد مؤلفاته (الجمل في النحو):
هذا الكتاب هو من أقدم ما حفظه التاريخ، من التراث النحوي عند العرب، في مصنف كامل، تخطى عوامل الفناء، ليتصدر المرتبة الأولى، قبل كتاب سيبويه. وقد صنفه سيد علماء العربية، وشيخ رجال البصرة، ومؤسس مذهبهم، وموجه خطاهم في مسيرة تاريخ النحو.
فالنحو العربي الذي نشأت أصوله، في العقد الرابع من القرن الأول، على يد الإمام علي-رضي الله عنه-وبسط قياسه أبو الأسود الدؤلي ومن خلف بعده، انتقلت آثاره إلى منتصف القرن الثاني موزعة متناثرة. وعندما تلقاها الخليل بعقليته المنهجية الفذة، وأساليبه العلمية المنسقة، وصنف مواردها تحت مجموعات من الجمل تضم الأشباه والنظائر، وزودها بالتنظير والتفسير والتمثيل والاحتجاج والتعليل، ثم ألحق بها بعض خلفائه زيادات متممة ومؤيدة، شأن كتابه (العين).
وقد سلمت، من أصول كتابنا هذا، خمس نسخ خطية، توزعها مكتبات العالم الإسلامي، واعتمدها الدكتور فخر الدين قباوة، لتحقيق النص وخدمته بالترميم والضبط والتيسير، بعد خبرة عدة عقود، في ميدان النحو، دارساً ومدرساً ومحققاً ومؤلفاً. ثم وضع له مقدمة تحقق نسبة إلى الخليل، وفهارس فنية كاملة، تخدم الدارسين والباحثين.
فلسوف ترى فيه ما يغير وجه التأريخ النحوي، في المصطلح والتنظير والتبويب والتفريع والمذاهب. إنه صغير الحجم، رشيق المظهر، خفيف الظل، ولكنه عرض جديد وأسلوب متميز، يمثل سفراً عظيم القدر، عنيف المس، ثقيلاً في الميزان.
الخليل بن احمد الاديب الملتزم:
احد مفاخر الصادقين مضموناً المرحوم العالم الجليل الخليل بن احمد الفراهيدي المشهور والمعروف وصاحب علم العروض والقوافي وهو معاصر للامام الصادق(ع) وقالوا انه من جملة اصحابه او ممن يتصل بالامام الصادق وكان يروي عن الامام الاحاديث والاحكام، يبدو انه كان معتمداً عند الامام الصادق(ع) وقال فيه سفيان الثوري: من اراد ان ينظر الى رجل خلق من الذهب والمسك فلينظر الى الخليل بن احمد، في الحقيقة هو اغلى واثمن من الذهب بل انه زهد في الدنيا كلها حتى انه روي ان والي الاهواز سليمان بن علي ارسل له رسولاً يطلبه ليدرس ولده ويوظفه مدرساً خاصاً لتدريس ابنه فأوفد الوالي رسولاً الى الخليل بن احمد يطلب اليه بأسم الوالي ان يأتي ويكون مدرس فلما وصل الرسول ودخل على الخليل بن احمد فوجده يعيش حياة غريبة، غرفة من القصب ولاحظه كان يبل الخبز اليابس بالماء ويأكله تعجب، سلم عليه وقال له اجب الوالي فقال له الخليل: لاحاجة لي عنده، فقال له الرسول ان الوالي يغنيك عن هذا، يخرجك من البؤس وهذه الحياة فقال له الخليل مادام هذا عندي فلاحاجة لي بأحد، المعدة وعاء تملأ بأبسط شئ، ثم كتب هذين البيتين وارسلهما بيد الرسول الى الوالي:
للناس مال ولي مالان مالهما
اذا تحارسا اهل المال حراس
مالي الرضا بالذي اصبحت املكه
ومالي اليأس عما حازه الناس
الامام امير المؤمنين يقول القناعة كنز لايفنى، الرضا يعني القناعة القناعة رصيد ومن اهم وسائل الغنى النفسي، غنى الشخصية.
يقول عندي قناعة وعندي تعفف في ايدي الناس، فلما رجع الرسول الى الوالي واعطاه هذه القصاصة وقرأ البيتين تعجب وازداد الخليل بن احمد عظمة في عين الوالي.
للخليل بن احمد مدرسة مهمة هذبت تلاميذ كثيربن كما الف العديد من الكتب وانتشر علمه في كل مكان، كان المتحدثون في النوادي وفي الدروس والبحوث والمذاكرات يذكرون قال الخليل بن احمد او ذكر الخليل بن احمد وذكرت المصادر ان الخليل بن احمد لم يكتسب من علمه درهماً واحداً ولم يتقرب بعلمه لا لامير ولالوزير، قال النضر بن شميل، اكلت الدنيا بعلم الخليل وكتبه ولكنه يسكن في بيت من قصب لا يشعر به احد.
وذكروا عنه انه كان يحج سنة ويغزو سنة، كان اذا حج، حج متنكراً والجميل في الامر انه كان يعبر على بعض الاجتماعات العلمائية ويسمع بأذنيه كيف يستشهد البعض منهم بأقواله ونظرياته دون ان يشعروا بأنه على مقربة منه، كان يقف ويصغي ولايترك هؤلاء يتعرفون عليه لانه رفض الذات، تنكر لذاته، هذا غير الذين نجدهم يتنافسون على الظهور ويحاولون تسليط الاضواء عليهم ويتحدثون عن انفسهم في كل مناسبة ويندبون حظهم وحرمانهم من المناصب والاموال ويشكون ويبكون من ضياعهم في الواقع، هؤلاء لن يطلبوا العلم لله وانما للدنيا لذلك لن يبلغوا مايريدون لانهم لو اخلصوا كانوا قد استغنوا بنعمة العلم واكتفوا بنشره لكن لم يكونوا مخلصين له. من اقوال الخليل بن احمد انه قال:
اذا رأيت من هو اعلم مني
فذاك هو يوم استفادتي
هذه تنفع المتعلمين او الناشئين والذين يشقون طريقهم لكسب العلم هذه الكلمات مهمة جداً تفتح لهم الآفاق الفكرية يقول:
واذا رأيت من هو مثلي
فذاك يوم مذاكرتي
واذا لم ار احداً من هذين
فذاك يوم مصيبتي
أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري (100-174 هـ) عربي من الأزد ولد في عُمان وتوفي في البصرة.
من اعماله:
مؤسس علم العروض وواضع أول معجم للعربية وأسماه العين. أخذ عنه سيبويه النحو والنضر بن شميل وهارون بن موسى النحوي ووهب بن جرير والأصمعي والكسائي.
يعد الخليل بن أحمد من أهم علماء المدرسة البصرية وتنسب له كتب معاني الحروف وجملة آلات الحرب والعوامل والعروض والنقط والشكل.
من اقوال الخليل:
إذا خرجت من منزلي لقيت أحد ثلاثة؛ إما رجلا أعلم بشيء مني فذلك يوم فائدة، أو رجلا مثلي فذلك يوم مذاكرة أو رجلا دوني فذلك يوم ثواب
ثلاث ينسين المصائب: مر الليالي والمرأة الحسناء ومحادثة الرجال.
المبادرات للمحافظه على العلم الذي قدمه لنا الخليل:
المبادرة التي أطلقها معالي السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي سفير السلطنة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية بإعلانه في شهر اكتوبر من العام الماضي عن تنظيم صالون ثقافي باسم «الخليل بن أحمد الفراهيدي» في حلقات شهرية كواحدة من ضمن المبادرات الفريدة لانطلاقها وفق هدف واضح ومحدد يجيب عن جزئية كبيرة من السؤال السابق انطلاقا من رؤيته الحضارية التي تستند الى حتمية التواصل الثقافي بين أبناء الامة العربية المجيدة وما تزخر به لغتها العربية من تراث عظيم وموروث حضاري خالد.
فقد عكست فعاليات الحلقات الثلاث التي تمت أقامتها من صالون الفراهيدي حتى نهاية شهر يناير الماضي عدة دلالات حضارية جعلت من هذا العمل حدثا ثقافيا بارزا شهدت له الأوساط الثقافية والنخب التي شاركت في أعماله سواء من مصر أو السلطنة أو العالم العربي بشكل عام. وعلى الرغم من أن هذا العدد من الحلقات قد يبدو محدودا حتى يمكن الحكم بهذه المقولة، إلا أن قضايا هذه الحلقات ومناقشاتها ونسبة المتابعة والاهتمام بها من جانب مختلف الأوساط الثقافية والاعلامية تجعل من صحة هذه المقولة أمرا له ما يثبته للاعتبارات الآتية:
توقيت المبادرة: ذلك أن إطلاق هذه المبادرة وبما عكس في توقيته واحدة من أهم الدلالات الحضارية التي عبرت عنها رؤية صاحبها فهي تنطلق في عصر أصبحت فيه الرؤى الحضارية متعددة، والمواقف فيه مختلفة، بعضها يرى أن هذا العصر هو عصر صراع الحضارات والآخر يردها في نهاية التاريخ، وتقف بين هاتين الرؤيتين رؤية وسط لم تتضح بمد تتبنى موقف التكامل بين هذه الحضارات.
وفي ضوء ذلك أصبحنا نحن بثقافتنا العربية والاسلامية وتراثنا الحضاري المجيد مسؤولين عن ضرورة ابراز رؤيتها الحضارية وتأسيسها بأسانيد ثقافية نابعة من تراثنا الأصيل وهويتنا المستقلة حتى نستطيع أن نواجه ذلك العصر الجديد بمختلف رؤاه. وربما يكون صالون الفراهيدي خطوة مهمة على هذا الطريق الطويل لانطلاقه وفق ثوابت محددة وأهداف واضحة أجمعت على ضرورة إحياء التراث العربي والاسلامي وطرح البديل الحضاري بالعودة الى الجذور واستغلال الطاقات وتكامل الجهود.
راعي المبادرة: قد يكون غريبا أن تأتي المبادرة من جانب شخص ليس من مسؤولياته كسفير لبلاده الاهتمام بأمور الثقافة، ذلك أن طبيعة العمل الدبلوماسي بكل ما تحتويه من مسؤوليات وما تتطلبه من وقت تجعل جل الاهتمام منصبا على أمور السياسة والدبلوماسية، لكن ادراك المسؤولية وتلازمها مع صيغة واضحة ورؤية حضارية جعلت من صاحب المبادرة معالي السيد عبدالله بن حمد بن سيف البوسعيدي يبادر الى اطلاقها واعلانها رغم ما فيها من عبء - وقد يكون كذلك تفسيرا عاما يرتبط بإدراكه أن طبيعة العمل الدبلوماسي - وهو مقبل على على الولوج الى معطيات قرن جديد تلعب فيه الرؤية الحضارية الواضحة المستندة الى أسس نابعة من تراثنا العربي والاسلامي دورا كبيرا في مساندة العمل الدبلوماسي والسياسي في ظل نظام عالمي ربما تصبح فيه رؤى السيطرة الحضارية والهيمنة الثمانية هي المحرك الأساسي للتفاعلات السياسية بل والاقتصادية والثقافية.
وعليه فلم يكن غريبا أن تأتي هذه المبادرة من راعي مسؤولية دبلوماسية إذا ما أخذنا في الاعتبار بعد النظر والادراك الواعي للمتغيرات الدولية والتطورات العالمية التي أصبحت تجعل من الاهتمام بأمور الثقافة عملا ذا أبعاد حضارية قد يتساوى في أهميته مع الأهمية التي يتسم بها العمل الدبلوماسي.
وربما يضاف الى ذلك سبب آخر وتفسير خاص يرتبط بإدراك راعي هذه المبادرة لمدى ما يزخر به تراث أمته العربية الاسلامية بشكل عام وحضارة دولته بشكل خاص من رصيد علمي وثقافي لعلماء اجلاء ساهموا جميعا بثروة حضارية واسهامات فكرية نادرة. وان إحياء ذلك التراث كفيل بأن يجعلنا نقبل على الدخول الى معطيات قرن جديد «القرن الحادي والعشرين» ونحن مسلحون بسند ثقافي قوي يستطيع أن يواجه كل محاولة للسيطرة والهيمنة.
نبذه عن احد مؤلفاته (الجمل في النحو):
هذا الكتاب هو من أقدم ما حفظه التاريخ، من التراث النحوي عند العرب، في مصنف كامل، تخطى عوامل الفناء، ليتصدر المرتبة الأولى، قبل كتاب سيبويه. وقد صنفه سيد علماء العربية، وشيخ رجال البصرة، ومؤسس مذهبهم، وموجه خطاهم في مسيرة تاريخ النحو.
فالنحو العربي الذي نشأت أصوله، في العقد الرابع من القرن الأول، على يد الإمام علي-رضي الله عنه-وبسط قياسه أبو الأسود الدؤلي ومن خلف بعده، انتقلت آثاره إلى منتصف القرن الثاني موزعة متناثرة. وعندما تلقاها الخليل بعقليته المنهجية الفذة، وأساليبه العلمية المنسقة، وصنف مواردها تحت مجموعات من الجمل تضم الأشباه والنظائر، وزودها بالتنظير والتفسير والتمثيل والاحتجاج والتعليل، ثم ألحق بها بعض خلفائه زيادات متممة ومؤيدة، شأن كتابه (العين).
وقد سلمت، من أصول كتابنا هذا، خمس نسخ خطية، توزعها مكتبات العالم الإسلامي، واعتمدها الدكتور فخر الدين قباوة، لتحقيق النص وخدمته بالترميم والضبط والتيسير، بعد خبرة عدة عقود، في ميدان النحو، دارساً ومدرساً ومحققاً ومؤلفاً. ثم وضع له مقدمة تحقق نسبة إلى الخليل، وفهارس فنية كاملة، تخدم الدارسين والباحثين.
فلسوف ترى فيه ما يغير وجه التأريخ النحوي، في المصطلح والتنظير والتبويب والتفريع والمذاهب. إنه صغير الحجم، رشيق المظهر، خفيف الظل، ولكنه عرض جديد وأسلوب متميز، يمثل سفراً عظيم القدر، عنيف المس، ثقيلاً في الميزان.
الخليل بن احمد الاديب الملتزم:
احد مفاخر الصادقين مضموناً المرحوم العالم الجليل الخليل بن احمد الفراهيدي المشهور والمعروف وصاحب علم العروض والقوافي وهو معاصر للامام الصادق(ع) وقالوا انه من جملة اصحابه او ممن يتصل بالامام الصادق وكان يروي عن الامام الاحاديث والاحكام، يبدو انه كان معتمداً عند الامام الصادق(ع) وقال فيه سفيان الثوري: من اراد ان ينظر الى رجل خلق من الذهب والمسك فلينظر الى الخليل بن احمد، في الحقيقة هو اغلى واثمن من الذهب بل انه زهد في الدنيا كلها حتى انه روي ان والي الاهواز سليمان بن علي ارسل له رسولاً يطلبه ليدرس ولده ويوظفه مدرساً خاصاً لتدريس ابنه فأوفد الوالي رسولاً الى الخليل بن احمد يطلب اليه بأسم الوالي ان يأتي ويكون مدرس فلما وصل الرسول ودخل على الخليل بن احمد فوجده يعيش حياة غريبة، غرفة من القصب ولاحظه كان يبل الخبز اليابس بالماء ويأكله تعجب، سلم عليه وقال له اجب الوالي فقال له الخليل: لاحاجة لي عنده، فقال له الرسول ان الوالي يغنيك عن هذا، يخرجك من البؤس وهذه الحياة فقال له الخليل مادام هذا عندي فلاحاجة لي بأحد، المعدة وعاء تملأ بأبسط شئ، ثم كتب هذين البيتين وارسلهما بيد الرسول الى الوالي:
للناس مال ولي مالان مالهما
اذا تحارسا اهل المال حراس
مالي الرضا بالذي اصبحت املكه
ومالي اليأس عما حازه الناس
الامام امير المؤمنين يقول القناعة كنز لايفنى، الرضا يعني القناعة القناعة رصيد ومن اهم وسائل الغنى النفسي، غنى الشخصية.
يقول عندي قناعة وعندي تعفف في ايدي الناس، فلما رجع الرسول الى الوالي واعطاه هذه القصاصة وقرأ البيتين تعجب وازداد الخليل بن احمد عظمة في عين الوالي.
للخليل بن احمد مدرسة مهمة هذبت تلاميذ كثيربن كما الف العديد من الكتب وانتشر علمه في كل مكان، كان المتحدثون في النوادي وفي الدروس والبحوث والمذاكرات يذكرون قال الخليل بن احمد او ذكر الخليل بن احمد وذكرت المصادر ان الخليل بن احمد لم يكتسب من علمه درهماً واحداً ولم يتقرب بعلمه لا لامير ولالوزير، قال النضر بن شميل، اكلت الدنيا بعلم الخليل وكتبه ولكنه يسكن في بيت من قصب لا يشعر به احد.
وذكروا عنه انه كان يحج سنة ويغزو سنة، كان اذا حج، حج متنكراً والجميل في الامر انه كان يعبر على بعض الاجتماعات العلمائية ويسمع بأذنيه كيف يستشهد البعض منهم بأقواله ونظرياته دون ان يشعروا بأنه على مقربة منه، كان يقف ويصغي ولايترك هؤلاء يتعرفون عليه لانه رفض الذات، تنكر لذاته، هذا غير الذين نجدهم يتنافسون على الظهور ويحاولون تسليط الاضواء عليهم ويتحدثون عن انفسهم في كل مناسبة ويندبون حظهم وحرمانهم من المناصب والاموال ويشكون ويبكون من ضياعهم في الواقع، هؤلاء لن يطلبوا العلم لله وانما للدنيا لذلك لن يبلغوا مايريدون لانهم لو اخلصوا كانوا قد استغنوا بنعمة العلم واكتفوا بنشره لكن لم يكونوا مخلصين له. من اقوال الخليل بن احمد انه قال:
اذا رأيت من هو اعلم مني
فذاك هو يوم استفادتي
هذه تنفع المتعلمين او الناشئين والذين يشقون طريقهم لكسب العلم هذه الكلمات مهمة جداً تفتح لهم الآفاق الفكرية يقول:
واذا رأيت من هو مثلي
فذاك يوم مذاكرتي
واذا لم ار احداً من هذين
فذاك يوم مصيبتي
تعليق