عام 1412 هـ (1992م) أصدر جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم تعليماته السامية لإنشاء أكبر جامع في السلطنة. والهدف من إقامة هذا الجامع لا يقتصر على توفير مكان للصلاة والتعبد فحسب بل ليكون مركزا للتفاعل مع روح الإسلام دينا وعلما وحضارة ومع نتاج تاريخه الأدبي والثقافي.
ان مبدأ إنشاء المسجد الجامع، توطد مع بداية التطور الحضاري الإسلامي مرافقا تأسيس مدنه العريقة، وهذه الجوامع مازالت تؤكد على اهميه هذا الصرح المعماري عبر العصور الإسلامية ( ومنها الجامع الأموي في دمشق وجامع قرطبة في الأندلس وجامع سامراء في العراق وجامع القيروان في تونس).
ولطالما كانت عمارة هذه المساجد مقرونة بتأسيس المدارس والجامعات والتي لعبت دورا متفوقا في الارتقاء ببنية العلوم والمعارف الدينية والدنيوية والعلمية والفنية وتطورها في مراكز المدن الإسلامية.
وبناء على توجيهات صاحب الجلالة حفظه الله أوكلت مهمة إقامة مسابقة معمارية الى ديوان البلاط السلطاني بمسقط. وتم دعوة مستشارين عرب وعالميين للمشاركة في تقديم المخططات المعمارية لتصميم مشروع جامع السلطان قابوس الأكبر وكان ذلك عام 1413 هجري الموافق للعام 1993 ميلادي.
وأرسى الاختيار على مقترح المهندس المعماري محمد صالح مكية بالاشتراك مع كواد ديزين Quad Design ومركزهم لندن ومسقط. ولقد جمع هذا المخطط بين أصالة العمارة الإسلامية ومقاييسها وبينها وبين الحداثة العالمية ومتطلبات البناء والتصميم العصرية والمستقبلية.
تم الشروع في بناء عمارة الجامع في عام 1415 هجرية ( 1995ميلادية). واستغرقت العمارة ما يزيد على ست سنوات من العمل المتواصل.
اختير موقع الجامع في ولاية بوشر على مقربة من الطريق الرابط من السيب الى قلب العاصمة مسقط بحيث يسهل الوصول اليه من ضواحي المدينة الممتدة ومركزها. كما إن الموقع على اتصال مباشر بالطرق السريعة والتي تربط مسقط بمدن وولايات منطقة الباطنة والداخلية. ويحد الجامع المستشفى السلطاني جنوبا وشارع السلطان قابوس شمالا، والشارع المؤدي الى غلا غربا بينما يمتد شرقا الى العمران السكني.
ويحتل الموقع مسافة ألف متر على طول على طول شارع السلطان قابوس وبعمق 885 مترا من الشمال الى الجنوب. وقد تم تطوير وبناء مساحة إجمالية ( بما فيها الشوارع والتشجير) قدرها 000،416 مترا مربعا.
شيد مجمع الجامع على أرضية متسعة ومرتفعة عن سطح الموقع بمقدار 1,8 مترا. وفي هذا التخطيط إبقاء على المبدأ العماني السائد في رفع عمارة المساجد التقليدية القائمة في أحياء وقرى المدن القديمة عن مستوى العمارة السكنية او العامة ( وأيضا عن مستوى ارض الوديان والأموال).
مساحة أرضية المجمع تغطي ما يقرب من 40,000 مترا مربعا. ويقع المدخل الرئيسي للجامع عبر طريق الممر الجنوبي الخاص بالموقع. حيث تبرز الواجهة الجنوبية للمجمع بتجردها الحجري المعبر دون ان توحي او تلوح بفضاءات الداخل وتقاسيم الأمكنة. وتؤدي ثلاثة معابر من منطقة الوصول الى أرضية المجمع عبر ثلاثة مداخل يلي كل منها صحنه الخاص والمرتبط بدوره بسلسلة عقود الرواق الجنوبي.
يقع المدخل المركزي وصحنه على المحور الأفقي للمخطط منتهيا بالمأذنه التي تقف حرة وشامخة وسط الرواق الشمالي على ارتفاع 9103 مترا او 300 قدم. وتجتمع ثلاثة أقواس منفصلة في تشكيل إيقاع الوصول من خلال أفق هذا المشهد المعماري. والى الشرق والغرب من المدخل الرئيسي يقع المدخلان الثانويان وجميعها تؤدي الى الصحن الخارجي الرحب للمجمع والمحيط بمباني الصلاة. ويمتد الصحن على مساحة 24,400 متر مربع منحصرا بين الأروقة الشمالية والجنوبية ويبقى منفتحا غربا حول جدار القبلة وشرقا على مدى الحديقة.
ويشكل بلاط الصحن بداية أرضية حرم الجامع المفتوحة ويقع المصلى الرئيسي في شق الصحن الغربي. وهو مبنى أبعاده الخارجية (74,4 *74,4 متر) بقبته المركزية التي ترتفع عن سطح البلاط بخمسين مترا والتي تشكل مع المئذنة الرئيسية المنظور المميز للجامع على مرأى من المدى المدني المفتوح. ويقع الى الشرق من المصلى الرئيسي مصلى النساء ( أبعاده 18 * 3 مترا) مشكلا امتداد للمصلى الرئيسي عبر الصحن الداخلي ( أبعاد *50 مترا) والمرتبط بصحن مدخل المصلى. وتحيط بالصحن الداخلي ومصلى النساء مجموعة من الأروقة المعقودة وست قباب تبرز على مداخل الواجهات.
وقد صمم المصلى الرئيسي ليضم اكثر من 6,500 مصل بينما تبلغ سعة مصلى النساء750 مصلية. ومع إمكانية احتواء الصحن الخارجي لثمانية آلاف مصل, بالإضافة الى الصحن الداخلي والأروقة، فأن السعة الإجمالية للمجمع تصل الى إمكانية احتواء 20,000 مصل ومصلية.
وقد استخدم الحجر الرملي الأبيض القشدي ( او المائل الى الصفرة) ارابسكاتو لكساء مباني حرم الصلاة لتميزها عن الحجر الارجواني الفاتح ، تاج ليلك، الذي يلبس جدران الأروقة ومرافق المجمع الأخرى. والتمايز في لون الحجر يشكل بحد ذاته تحولا هادئا بين مناطق العبادة ( حرم الصلاة ) وخطوط الأروقة المحيطة بالحرم والحاوية للفعاليات العامة المرتبطة بالمجمع. ولقد تم استخراج الحجر من مقالعه الطبيعية في الهند ومن ثم قطعه وتشذيبه وصقله ونقشه في مسقط.
تشكل الأروقة الشمالية والجنوبية الفضاء الانتقالي الفاصل بين أماكن العبادة ومرافق المجمع الأخرى. ويمتد كل منها على مسافة داخلية طولها 221 مترا، بتواصل وافق الرواق ومنسق عبر تقاطعه مع عقود المداخل الثلاثة التي ترتفع بفضائها كفاصل عمودي بعد فسحة خمسة أقواس متتالية. تسقف فضاءات الأروقة سلسلة من القباب الهندسية القوام المستلهمة من قباب مسجد بلاد بني بو علي الفريدة معماريا، الواقع في المنطقة الشرقية من السلطنة. وشكلت قمة كل قبة بفتحة منور مسطحة ومربعة لإدخال ضوء الشمس.
تكون جدران الرواق الجنوبي ساترا مرئيا مزدوجا يضم مجموعة من أمكنة مرافق المجمع الوظيفية. ومنها المكتبة ( والتي تضم 20,000 مجلد مرجعي في شتى العلوم والثقافة الإسلامية والإنسانية ) التي تقع في الشق الشرقي من الرواق. وتقع قاعة الاجتماعات والندوات ( سعتها 300 شخص ) الى الغرب من الرواق بينما تم تصميم أماكن الوضوء في الوسط حول باحات وقاعات خاصة لها على طول خلفية الرواق المحاذية للصحن الخارجي.
وتبدو الأروقة بمثابة سور أمين حول عمارة الجامع. إلا إنها تختتم بالمآذن الأربع التي ترسم حدود الموقع بارتفاعها الى 45 مترا والمؤدية بدورها الى الحدائق والمدرجات من جهة الغرب والشرق. مما يضفي طابع الانفتاح المعماري لفضاء المجمع وارتباطه بالنسيج المديني المحيط به بصريا.
وتجتمع المآذن الخمس في الجامع لترمز الى أركان الإسلام الخمسة. تشرف المئذنة الرئيسية وقبة المصلى بارتفاع كل منهما كعنصرين أساسين ضمن بيئة الجامع. وتتخلل الجدران البيضاء المهيبة مجموعة من الأقواس والكوات المفتوحة والصماء مع دعامات تستهل واجهة المصلى الرئيسي. وهذه الدعامات لها وظيفة إنشائية فضلا عن إنها ملاقف للهواء على غرار عناصر الأبراج المناخيه التقليدية والسائدة في العمارة المحلية. وللقبة غشاء مخرم متشابك منمقة خطوطه بشعرية ذهبية. وتنجلي من خلال شفافية هيكل القبة الخارجية القبة الثانية المكسوة بقشرة من أحجار الفسيفساء الذهبية بأكملها.
وتتوج جدران المصلى الرئيسي شرافات يتأصل طرازها في عمارة القلاع العمانية خاصة ومسننات الشرفات في العمارة الإسلامية عموما.
جدار القبلة يتميز بكوة المحراب البارزة في نتؤها عند الواجهة كما هو التقليد في وضوح التعبير عن حائط القبلة في تصميم المساجد العمانية، مما يضفي البعد الثلاثي لفضاء المحراب على حركة الواجهة. ويعتلي المحراب من الخارج نصف قبة مماثلة في تكوينها لتشكيل القبة المركزية. كما يحتوي جدار القبلة على مدخل جلالة السلطان ( جنوب المحراب ) ومدخل الإمام المؤدي الى المنبر ( شمال المحراب).
وللمصلى الرئيسي مداخل مركزية ثلاثة يشكل كل منها بائكة في الواجهات الشرقية، والجنوبية والشمالية. كل مدخل يحتوي على ردهة معقودة وواجهتها مؤلفة من ثلاثة أقواس. كما هنالك أربعة أبواب منفصلة في كل ركن من المبنى.
وتتصل بائكة المدخل الشرقية بصحن المدخل ممثلة المدخل الرئيسي للمصلى. وتحتوي كل بائكة إيوانين وضع في كل منها كوة بزخارف هندسية ومورقة مطعمة بالفسيفساء. وقد استخدمت مجموعة غنية من الزخارف الإسلامية في تصميم النقوش المحفورة في أبواب المصلى الخشبية التي تعلو كل منها آيات قرآنية بخط الثلث.
أما الأبواب الخشبية المحفورة التي تربط الصحن الداخلي بمصلى النساء فأنها تحتوي على مشربيات، مبطنة بألواح الزجاج الملون، لتؤكد على تواصل ووحدة المكان المخصص للصلاة. وهنالك مدخل مخصص لمصلى النساء عبر بائكة على الجدار الشرقي مفتوحة بدورها على فسحة الحديقة الهندسية التصميم.
أركان الصحن الداخلي ومصلى النساء محددة بمداخل تعلوها 6 قباب تم تبطينها من الداخل، على غرار سقف العقود المتصلة بها بزخارف من الفسيفساء الحجرية بنمط هندسي زخرفي.
وتقتصر تفاصيل عناصر الجدران الخارجية على تقاسيم الزخارف المحفورة بأنماطها الهندسية والورقية (النباتية) والآيات القرآنية المخطوطة بالثلث. وتتخلل الجدران الفتحات التي تشغلها شمسيات حجرية (نافذة مؤلفة من لوح حجري مفرغ بزخارف هندسية ونباتية) بنقوش رفيعة تخترق صمت سطح الحجر.
وتزداد كثافة الزخارف ودقة إيقاعها تدريجيا مع الانتقال من فضاء عمارة الخارج الى داخل المجمع وحرمه. وفي جدران المصلى تعتلي شبابيك الزجاج اللون بتقاسيم هندسية ومورقة الشمسيات الحجرية متصدرة الواجهة الشمالية والجنوبية. بينما يقع تحتها وعلى ارتفاع خفيض من أرضية الصحن صف من الأقواس الصماء المحفورة بإطاراتها الناتئة والمرتدة عن سطح الجدار في عمق الحجر.
ويحزم قمة جدران المصلى والصحن الداخلي شريط غني بالآيات القرآنية الكريمة بخط الثلث الممشوق. وكان هذا الزخم اللطيف من انسياب الخط بحروفه المنسوجة في الحجر يجمع بين تلاقي الجدران بالسماء.
تملأ الزخارف الإسلامية الهندسية أطر أقواس الأروقة والمتوجة بطنف ( حزام او فرز) من السور القرآنية عند العقود.وطبيعة التشكيل الفني هذه تنتشر الى جميع أقواس المداخل الرئيسية حيث تتكاثف الآيات القرآنية، التي تم انتقاؤها نسبة لموقع المكان، والزخارف بحسب أهمية عناصر العمارة ومكانتها من حرم الجامع. أسماء الله الحسنى تحتل موقعها بين أقواس واجهات الأروقة (الشمالية والجنوبية وعلى جدران الصحن الداخلي ومدخل مصلى النساء الشرقي) وجميعها محفورة بالخط الديواني.
أما قاعدة المأذنة الرئيسية فتحتوي الواجهة الجنوبية منها على نص التكبير والدعوة الى الصلاة، فيما حفر اسم الجامع على واجهتها الشمالية عند المدخل بالإضافة الى الآيات القرآنية الكريمة التي تملأ الأقواس في كلا من الجهتين الشمالية والجنوبية. وكتبت على الأوجه الثمانية لجميع المآذن التسابيح مع أسماء الله الحسنى بخط الثلث.
ورصفت أرضية المجمع برمتها ببلاط الرخام بترتيب ونمط هندسي متناسق ابتداء من ممرات العبور الجنوبية والأروقة حتى مدرجات الحدائق. ولقد صمم قطع بلاط الصحن الخارجي والداخلي الرخامي بمقياس وحدة سجادة الصلاة.
وضعت هندسة الجنائن في خدمة حديقة صممت شرق المجمع مع امتداد التشجير الى جنوب الموقع، بما يقترن بمبدأ تصميم الحديقة الإسلامية. وفي نهاية الحديقة بنيت مقصورة بصحن وأروقة وإيوان في وسطها بركة (فسقية) رخامية بمجرى مياه (فلج) تربط المقصورة مع وسط الحديقة.
العمارة الداخلية
ان جدران قاعة المصلى الرئيسية مكسوة بكاملها من الداخل برخام " البيانكوبي " الأبيض و " البارديليو " الرمادي الغامق. وتتألف الجدران من خانات مؤطرة في أقواس صماء تشكل كل منها جداريه من خزف القيشاني (الكاشي الإيراني) مشغولة بزخارف مورقة (نباتية) بنمط هندسي. وتشكل الخانات مجموعة متكاملة من التصاميم التي يغلب عليها أسلوب الفن الصفوي.
القاعة مصممة بمخطط مفتوح ذو أربعة أعمدة رئيسية حاملة لهيكل القبة الداخلي. وتمتد بمحاذاة كل من الجدار الشمالي والجنوبي بائكة (رواق) تنفتح على قاعة المصلى بأقواس لها أزرار متعاقبة من الرخام الأبيض والرمادي، تشكل فقرات مزررة على غرار الزخرفة في العمارة المملوكية ويتصدر المحراب المعقود موقعه في جدار القبلة كعمل فني خالص. ولقد صمم بإطار مرتفع بضم كوتين بتقاسيم متراجعة في عمق الجدار بمقرنصات وعقود. ويترادف تكوين الكوة الداخلية مع نتوء هيكل المحراب خارج واجهة جدار القبلة. ولقد تم تطعيم رسوم المحراب وزخارفه الإسلامية بأعمال خزف القيشاني التي تغلف الجدران والمقرنصات وطاسات المحراب (أعلى تكوير الكوات). ويحيط بإطار المحراب حاشية خط من الآيات القرآنية الكريمة وثنية خزفية ناتئة على شكل حبل مفتول مصنوع من الخزف المطلي بالذهب.
وتعتلي فتحات الجدران الجانبية شبابيك الزجاج الملون بزخارف مكملة في تصميمها لطبيعة ونمط زخارف الجدران، إن منظومة كل عنصر معماري في الداخل تجمع أنماطا من الفنون والحرف الإسلامية الأصيلة ولكن في بنية حديثة ومعاصرة لسياق عمارة الجامع. وافضل دليل متكامل على هذا يكمن في تصميم وصناعة القبة الداخلية للمصلى والسجادة. حيث كان كل منها مشروع فني ضخم ومستقل بحد ذاته مشكلا تحديا على صعيد التصميم والابتكار والتنفيذ الإنشائي.
القبة مجمعة بقرنصات تشكل مثلثات كروية هندسية ضمن هيكل من الأضلاع والأعمدة الرخامية الخالصة المتقاطعة (بأقواس مدببة) مرصعة في جميع عناصرها بألواح من القيشاني. تأخذ الأضلاع الرخامية المقوسة والمعقودة هيكل القبة الكروي والمرفق بنظام إنشائي خفي من الحديد والحامل للقبة الداخلية عبر ربطها بالقبة الخارجية.
وقد تم تصميم الخزف وصناعته من قبل حرفيين تقليديين في أصفهان وطهران. ثم قام هؤلاء بجمع الألواح الجدارية والعناصر الهندسية المختلفة بأشكالها الغنية وقياساتها الفريدة أحيانا في ورش خاصة في مسقط وداخل الجامع. ويحيط بجدران المصلى فرز (حاشية) من الآيات القرآنية الكريمة على أرتفاع عند نقطة الأقواس وتحت ألواح السقف، ولقد كتبت الآيات بخط الثلث وصنع الشريط الزخرفي من قطع القيشاني بألوان الكحلي والذهبي الجذابة. أما المنبر فهو مبني في جدار القبلة من الرخام المنقوش وموقعه في مكان الخانة الجدارية المتاخمة للمحراب (على يمينه).
السجادة
إحدى مقومات التصميم الداخلي هي السجادة العجمية التي تفرش بلاط المصلى بقطعة واحدة. تبلغ أبعادها أكثر من 60 * 70 مترا وتغطي مساحة 4263 مترا مربعا. والسجادة مؤلفة من 1700 مليون عقدة ( 1,700,000,000) وتزن 21 طنا. إن رقة وتعقيد نسيجها الرفيع يعود الى جودة عقدتها التي تصل الى 40 عقدة في ككل 6,5 سنتيمتر. واستهلكت صناعة وإنتاج السجادة مدة أربعة سنوات استغرق منها 15 شهرا لإعداد التصاميم والخيوط والصباغة وإقامة ورش الحياكة الخاصة بها. أما عملية الحياكة فبلغت مدتها 27 شهرا متواصلا تبعها فترة 5 اشهر في الإنهاء والقطع والغسيل التقليدي.
عدد القطع المؤلفة للسجادة 57 زائد السجادة الخاصة بالمحراب والمتصلة بها. وتمت عملية تجميع وضبط التوصيل والحياكة لأطراف وحواشي السجادة داخل قاعة المصلى.
قامت حياكة السجادة في نيشابور من محافظة مشهد ( الواقعة شرق ولاية خراسان في إيران) على يد 600 امرأة محترفة تحت إشراف خبراء في تصميم ونسج السجاد.
ويتألف النسيج من الصوف الرفيع الجودة بينما مدت الخيوط الطولية (السداة) والعرضية (اللحمة) من غزل القطن. وقد غزلت خيوط السداة وهي مبلولة زيادة في متانة حبك النسيج وقوة تحمله. مركز السجادة دائرة تقسيمها الهندسي يعكس تصميم وزخرفة قبة مسجد الشيخ لطف الله في اصفهان. ولقد تم تنسيق وإعادة تصميم العناصر الهندسية بنسبة تتناسب وأبعاد قبة مصلى جامع السلطان قابوس الأكبر وابعاد القاعة. وتم تقسيم حواشي السجادة لترافق التقسيمات المعمارية للمخطط داخل الأروقة وحول الأعمدة المركزية والجانبية.
أما باقي حقل السجادة فقد رسمت بمجموعة غنية من الزخارف المورقة المتأثرة بأسلوب الفن الصفوي والمبنية على منظومة هندسية في الابتكار وتصرف التشكيل.
وتضم كل زهرة مرسومة في تركيبها ونسيجها العديد من الأزهار مضفية قيمة نادرة وفريدة على التصميم.
ولقد جمعت هذه السجادة في تأليفها ونوعية تصميمها سجادة تبريز وكاشان واصفهان الأصلية واستخدم في نسجها 28 لونا بدرجات متنوعة تم صناعة غالبيتها من الأصباغ النباتية والطبيعية. فالأحمر تم استئصاله نبتة الفوة والأزرق من النيلة ولون القشدة (البيج، الأبيض المصفر) من قشر ثمرة الرمان والجوز وأوراق العنب.
الإضاءة
صممت مجموعة من الثريات ( عددها 35 ثرية) خصيصا للمصلى الرئيسي مصنوعة من كريستال سواروفسكي ومعادن مطلية بالذهب. وتتدلى هذه حول قاعة المصلى من سقف الأروقة وعند جدار القبلة والمدخل الشرقي. وتتدلى الثريا المركزية من قمة طاسة القبة بقوام يبلغ طوله 14 مترا وقطر 8 أمتار. وهي تشمل 1122 مصباحا وتزن بهيكل فولاذها الصامد 8 أطنان.
تعليق