يمكن لعمان أن تفخر بسجل حافل من الديبلوماسية الخلاقة. اذ كانت البلد العربي الوحيد الذي لم يقاطع مصر في عام 1978 بعد إقدام أنور السادات على مفاوضة إسرائيل.
وحين كان اسحق رابين على وشك توقيع اتفاق مع الفلسطينيين، دعي إلى زيارة عمان وجرى فتح مكتب تجاري في مسقط. غير أنه ما أن جاء أرييل شارون إلى الحكم حتى تم إغلاق المكتب بعدما أدركت عمان أن التزام شارون هو للتوسع لا السلام.
وفي عام 1981 بذل السلطان قابوس قصارى الجهد من أجل إنشاء مجلس التعاون الذي يضم دول الخليج الستة.
وخلال الحرب العراقية - الإيرانية، 1980 - 1988، كانت عمان هي البلد العربي الوحيد الذي أبقى على سفارته في كل من بغداد وطهران.
وفي عام 1990 ناشد السلطان قابوس الكويت بأن تخفف عن العراق متاعبه المالية كي تتجنب تهديداته وعواقبها، لكن الكويت رفضت اقتراحه وتم الاحتلال بعد ذلك بقليل.
وحين هزم العراق واضطر إلى الانسحاب من الكويت كانت عمان البلد الوحيد الذي لم يطالب بغداد بتعويضات رغم ما لحق بالعمانيين المقيمين في الكويت من أذى.
وفي عام 1991، بعد حرب تحرير الكويت، اقترح السلطان تأليف جيش إقليمي تابع لمجلس التعاون مؤلف من مئة ألف جندي بحيث لا تحتاج دول المجلس إلى دول أجنبية، لكن بعض الدول الأعضاء رفض الاقتراح.
وتحافظ عمان على علاقات متوازنة مع إيران وتتابع معها حوارا دائما وسليما حول السيطرة على مضائق هرمز وأمنها، وهي ممر حيوي تمر عبره 90 في المئة من واردات اليابان النفطية و70 في المئة من نفط الاتحاد الأوروبي و50 في المئة من نفط أميركا.
هنالك إذن قطب عربي جديد يتمتع بالثروة والحداثة أخذ يظهر في الخليج. وإذا كانت دبي سوقاً تجارية براقة ورائدة، فإن عمان هي مرسى الرشاد والعقل السليم.
""كاتب بريطاني متخصص في شؤون الشرق الاوسط.""
تعليق