إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا لا يتعلم العرب من العمانين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا لا يتعلم العرب من العمانين

    سؤال طرحه احد اكتاب الاجانب في مقاله واحببت ان انقل لكم هذا المقال::: واتنمى قراءه الموضوع كاملا:::::


    """أحيانا يسرح بي خيالي بعيدا لدى متابعتي النهضة العُمانية، وأضع زمنا مكان زمن، وقراراً يتأخر وآخر يتقدم فيدهشني هذا التوافق العجيب بين القَدَر والإرادة وكأن للزمن خاصية المدّ والجزر.
    ماذا لو أن السلطان قابوس بن سعيد قرر الاستمرار في تحدي القوى المناوئة له حتى النصر النهائي أو يقضي الله أمرا كان مفعولا؟

    ماذا لو تأخر عامين أو ثلاثة، ثم طلب منهم بعد ذلك أن ينضموا إليه في النهضة العمانية؟
    أغلب الظن أن كلمة متمردين كانت ستسبق وصفهم بالثوار، ثم تتوسع الهوة، وتكبر الفجوة، ولا تكون المصالحة الوطنية إلا على صفيح ساخن.

    كان صغير السن ولكن هل تقاس الأحلام بعدد السنوات التي يحملها المرء على كاهله؟
    دولة كبيرة تتاخم خصوما في كل مكان، وعلى هذا الشاب الأسمر الحالم أن يمسك بندقيته ويرفع غصن الزيتون. أن يتفاوض ويدرس خرائط المنطقة، لكنه لا يُضَيّع وقتاً في الصراعات الاقليمية.
    تحالفات كثيرة تتغير وتتبدل، وقوات ايرانية مدعومة من شاه ايران تظن أن خليج هرمز مفتاح الأمن لها وحدها، وخلافات لم يتم حسمها مع إمارة رأس الخيمة، ودعم كامل من عدن للجبهة الشعبية لتحرير عُمان بعدما أعلنت الجبهة أن النصر قد حُسم لصالح السلطان قابوس.

    السوفييت يبحثون عن قاعدة كبيرة في اليمن الجنوبي تهدد أحلام السلطان الشاب في نهضة لبلد نحته الفقر والجهل والأمية، ويريدون بديلا لقاعدتهم في الصومال التي أغلقها محمد سياد بري.
    البريطانيون يملكون الخرائط والوثائق، والسلطان قابوس يشاهد، ويدرس، ويتأمل لعبة الكبار، لكنه كان يخطط لمدى أبعد، ويختار الصديق الذي لن يخذله ابدا.

    اختار السلطان قابوس مناوئيه وخصومه ليبنوا معه البلد من جديد، وأصدر عفوا شاملا، وأثبت أن النصر ليس نهاية لكنه بداية جني ثمراته.
    ماذا لو كانت سلطنة عُمان في عام سبعين دولة غنية وقوية ورث الحكمَ فيها السلطان قابوس بن سعيد عن والده؟
    لا ريب في أن التاريخ كانت ستتم كتابته من جديد، وربما تغيّر المشهد تماما.

    عبقرية السلطان قابوس بدأت من حيث ينتهي صبر الآخرين، فسهام الاتهامات كانت قادرة لو أن الرجل الشاب ضعيف، وآلة الاعلام الماركسية أقوى من كل حقائق المنطقة، فمفردات اللغة غريبة وكلها تتحدث عن الثورة والانتفاضة وجيش كوبي بسلاح سوفييتي يستطيع أن يحطم الامبريالية (!!).

    من فوق قمة جبل عُماني كان يمد البصر إلى كل الاتجاهات فلا يعثر على أصدقاء، والجيران يحترمون القوي والغني، وكل الدلائل تشير إلى أن جيران السلطنة النفطيين، السعودية والامارات وايران من الناحية الأخرى للماء، قادرون على كسب سباق النهضة والتسلح والثراء قبل أن يبدأ السلطان قابوس في بناء رابع مدرسة في هذا البلد المترامي الأطراف.

    لم يكن السلطان قابوس طامعاً في قطعة أرض هنا أو هناك، لكنه بذكائه المبكر وضع اصبعه على أول خيوط اللعبة التي يمارسها الكبار من جيرانه، فكان يطالب بمناطق صغيرة من جيران يعرف أنها عمانية، لكنه أراد ايصال رسالة إلى الجميع بأن سلطنة عمان يحكمها صاحب قرار مستقل.
    كان السلطان قابوس بن سعيد يعرف أن صراعا أمريكيا/بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية لن يكتفي بقناة السويس، لكنه سيمد أذرعه إلى الخليج، بل كان هذا الصراع أحيانا أشد من الصراع الأمريكي / السوفييتي على القواعد العسكرية في المنطقة، وخروج الامبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها.

    قدرة السلطان قابوس بن سعيد على دخول ساحة القتال ثم الخروج منها واضعا يده في يد خصومة هي بداية التعرف على فكر شاب ظن كل جيرانه عندما تولّىَ الحُكمَ أنه سيكون الحلقة الأضعف في الخليج. مقدمة لابد منها للتعرف على بداية النهضة العُمانية، لكنها ليست المقدمة الوحيدة فزاوية الرؤية للمشهد في ذلك الزمن تختلف من موقع ومكان وأيديولوجية وصديق وخصم وعدو ومحايد.سنوات طويلة مضت منذ بداية النهضة المباركة، لكن ما يميزها أن فكر السلطان قابوس متجدد، ومتحرر، وأكثر استقلالية مما يتصور الكثيرون.

    مصلحة السلطنة قبل كل شيء، والسلطان قابوس يشترك مع الأشقاء الآخرين في دول مجلس التعاون الخليجي في نفس الحلم، لكنه لم يفقد استقلالية القرار ولو مرة واحدة، فهناك حسابات داخلية ومعقدة وقد لا يستوعبها الآخرون، فسلطنة عمان تبحث عن الأمن والسلام على كل المستويات، الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية.

    عندما أجمع الأعضاء الآخرون في ( الخليجي ) على موعد للعملة الموحدة، كان للسلطان رأي آخر أعلنه تماما كما أعلنت بريطانيا أنها تؤجل فكرة العملة الموحدة ( اليورو)، لكن هذا لم يؤثر قيد شعرة في التزاماتها تجاه الاتحاد الأوروبي وكل الاتفاقيات الأخرى.
    لم يجد صانع القرار السياسي العُماني حرجا في أن يعلن عن رغبة السلطنة في الانسحاب من ( طيران الخليج )، لكن العلاقات مع مملكة البحرين تظل كما هي، بل تزداد رسوخا.
    سياسة السلطان قابوس ليست فيلما للعرض يصفق بعده الجمهور وينتشي الزعيم، إنما هي رؤية داخلية تقيس كل الأمور داخل السلطنة ثم تبني عليها ما يمكن أن تفهمه السياسة الخارجية ، أي الامتداد من الداخل وليس من الخارج.

    كثيرون من الزعماء يفشلون عندما ينظرون إلى أوطانهم من الخارج قبل التحقق من تفاصيل المشهد الداخلي، فصناعة النهضة عمل داخلي بحت حتى لو جاءت المساعدات من الخارج. والزعيم لا تصنعه قوى خارجية إنما هي تضع رجلا يرى بعينيها، أما السلطان قابوس فليس لأحد فضل عليه إلا الله، وليس لقوة حق تأكيد دعمها له إلا شعبه.
    من أهم اشراقات النهضة العمانية أن القطاع الخاص فيها حريص بنفس القدر مع القطاع العام على الالتزام بكافة القوانين واللوائح والأنظمة وحتى التوجيهات العامة.

    سبعة وثلاثون عاما من تأهيل الموارد البشرية والمهارات الانسانية انتجت انسانا عُمانيا متوازنا في مشاعره، مؤمنا بما سعى السلطان قابوس منذ أول يوم لاقناع كل فرد به، أي أن عُمان بلد يشترك في ملكيته كل عماني، وترتفع قيمة المعادلة ليصبح العكس أيضا صحيحا، أي تمتلك عُمان كل فرد فيها.

    عندما يتمكن الزعيم من اقناع شعبه بأن النهضةَ باقية والزعيمَ راحل ولو طال العمر فإنه يكون قد وضع أساس التطور والرقي.
    فهناك زعماء كثيرون دمروا بلادهم، وكلما خرجوا من حرب دخلوا حربا أخرى، لأنهم بكل بساطة أقنعوا شعوبهم أن الزعيم باقٍ، والشعب راحل ولو طال الزمن!

    هل حب الوطن فطرة أم شيء مكتسب؟
    كانت هناك قطعة أدبية للكاتب الفرنسي شاتوبريان عن مسقط الرأس يشرح فيها حب الوطن، ويؤكد بأنه يبدأ في الطفولة ويتجمع في ذكريات، ويلتصق بأهم مكان في الذاكرة، ويظل قادرا على إمداد المرء كلما بحث في ماضيه عن حدث أو فكرة أو رائحة أو صوت.
    الآن اختلطت شعوب وهجرات وأصبح الوطن أوطانا، وحلم الهجرة يسير جنبا إلى جنب مع كل خطط المستقبل التي يضعها المرء لمستقبله.

    في سلطنة عمان تمكن السلطان قابوس بن سعيد من توثيق عروة الوطن، وجعل حلم الهجرة داخليا، واقناع العمانيين بأن عمان بلدهم، وأن أي خطوة تمد النهضة بشيء مهما كان صغره هي تكملة للحلم العماني الداخلي.
    لذا لم يجد العمانيون غضاضة أو حرجا في أن يمارسوا أي عمل ويقودون سيارات الأجرة، ويعملون فيما يظنه الأثرياء الآخرون مهمات ملقاة على الوافدين والعاملين الأجانب والأيدي الرخيصة.
    الأيدي العاملة الرخيصة ترتفع قيمتها عندما تتسلم العمل منها يد وطنية لا تزدرية أقل الأعمال شأنا، ولا تحتقر عملا مهما كانت بساطته.

    تحصد سلطنة عمان جوائز في كل المجالات الابداعية والثقافية والفكرية، وفي معارض الكتب، وجوائز لشعرائها ومستشفياتها وروائييها ورواد البيئة والزراعة والبحث العلمي.
    الغريب أن العمانيين مولعون بالصمت، وقد يكون هذا ناتجا عن خجل طبيعي في
    الشخصية العمانية التي تبتعد قدر الامكان عن الضوضاء والجلبة والحديث الممل عن النفس والثورة والتطور والانجازات والمكتسبات.

    هل سمعتَ يوما عن نهضة صامتة وتطور يخجل أصحابه من تكرار الحديث عنه؟
    لو أنك أرهفتَ السمع قليلا لخطبة من زعماء العالم الثالث لظننت أنه سيعلن الحرب على العالم كله، وسيرسل أسطوله لكل موانيء الدنيا، وأن شعبه يشرب من ماء الجنة ، ويأكل من بركة الزعيم.
    في سلطنة عمان يخفت الصوت لدى الحديث عن ثورة لم يستخدم مفجّرُها هذا الاسم قط، بل في كل عام ومع تحقق انجازات ومكتسبات يقول بأن الطريق لا يزال طويلا!
    مسابقات الابداع الاعلامي التي تقيمها وزارة الاعلام نموذج فريد من نوعه، فهو جزء لا يتجزأ من النهضة نفسها، لذا فنظرة متأملة للموضوعات والتحقيقات التي حصلت على جوائز لا يخطيء العاقل فهم دوافعها.
    هناك جوائز لمقالات وتحقيقات عن الثروة المائية ، والاكتتاب وتوعية المواطنين، والقروض الشخصية، التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، والأخطاء الطبية في قفص الاتهام، ومسقط عاصمة العرب الثقافية، وبرامج إذاعية عن البيئة وعن التراث العماني وعن الطرق التنموية، وهذا يؤكد أن وزارة الاعلام تلعب دورا هاما في التعبير عن النهضة، ودفع الكفاءات لتقديم ما لديها.

    طرحت في أحد مقالاتي منذ فترة طويلة سؤالا قد لا يروق للكثيرين ممن يتصورون أن عطاءاتهم الابداعية أكبر من أن تتلقى في نفس الوقت من سلطنة عمان.
    كان السؤال المقال هو: لماذا لا يتعلم العرب من العمانيين؟ مفاجأة للكثيرين، بل ظن بعض الذين انتفحت عقولهم كبرياء أن السؤال مزحة.
    تثبت الأيام أنني لم أطرح من قبل عن مشاكل العرب وهمومهم اللانهائية سؤالا أكثر قيمة وجدية واخلاصا من هذا السؤال!
    لماذا لم يتعلم العرب قيمة التسامح الديني من سلطنة عمان؟
    كلنا ندفع ثمن الطائفية والمذهبية والخلافات الحمقاء التي تُعلي فكرا على آخر، وتمنح صك غفران لكل من يؤيدها أو يدعمها أو يؤمن بالفكرة.
    في أكثر بلداننا العربية يستخرجون من التاريخ مواد سامة أو سيوفا حادة تقطع دون أي تردد، وأحكاما تكفيرية تستدعي المقصلة قبل أن ينتهي المرء من قراءة الفتوى.
    ارهابيون وشباب مفخخ وجمعيات تنبت شيطانيا وكتب ومقالات وحوارات ممزوجة بالدماء كأننا أنهينا حل مشاكلنا مع الآخرين وبقيت معضلات مع أنفسنا وتاريخنا.
    لماذا لم تنتج التربة العمانية والمدرسة والبيت والجامعة والشارع والدولة والاعلام ورجال الدين شبابا يحلمون بالموت، وتسكرهم فكرة الانتحار، وتشغلهم الخلافات الصغيرة بين المذاهب؟
    لماذا كانت سلطنة عمان عصَيّة على الفكر الارهابي والتكفيري، ولم تستطع الفتاوى الفجة والساقطة والمتخلفة اختراق عقل العماني لتصنع منه قنبلة موقوتة كما فعلت في معظم دول عالمنا الاسلامي ؟
    لماذا لم ينصف العرب سلطنة عمان حتى هذه اللحظة، فنحن بعيدون عن آداب العمانيين وشعرائهم ومبدعيهم واعلامييهم وابتكاراتهم في مجالات شتى؟
    بل لماذا لم يكتشف العرب سلطنة عمان السياحية التي لا تقل بأي حال من الأحوال عن كل المناطق السياحية في الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط، ففيها ما يبحث عنه السائح من شواطيء وطعام جيد وشعب ودود ومناظر طبيعية خلابة وطقس معتدل في ثلاثة فصول؟ لماذا لم يحاول المسؤولون العرب اللجوء إلى سلطنة عمان لحل الخلافات الحدودية والطائفية وغيرها؟ وأخيرها أسأل بمرارة: ماذا يعرف العرب عن سلطنة عمان؟



    كثيره هي تساؤلات الكاتب...فهل احد يجيبه عليها؟؟؟؟ مارايكم؟؟؟؟؟؟
    الله
    الوطنالسلطان
    اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله

  • #2
    موضوع جميل اختي
    ولي عودة اخرى

    تعليق


    • #3
      مقال أكثر من رائع أتمنى أن ينشر في المنتديات العربية الأخرى
      كل الشكر ل قطورة الندى بس عاد لا تبخلي علينا وخبرينا من كاتب الموضوع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      تعليق


      • #4
        شكرا على المرور
        بس ليش محد جاوب على الاسئله المطروحه
        الله
        الوطنالسلطان
        اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
        سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله

        تعليق

        يعمل...
        X