ذكرى تحت وسادتي
لقد كانت ليلة ليلاء
مع أنها ذات نجوم قمراء
والوحشة تملأ المكان
كمستعمر لجت يده في ثنايا الأرض
فأحكم القبضة
وضعت رأسي على وسادتي العتيقة
والريح تهز أبواب القرية
كموسيقار تعلم لتوه سيمفونية الحب و العناق
وظلت تأز مصاريع النوافذ أزاً
كل شيء بدا شاحبا ...مخيفا
كنت أحاول أن أسرق الكرى من جيوب النائمين
أو أنهب الأحلام من بين أجفان العذارى النائمات
أكره أن أظل أعد النجوم
هكذا كعشاق طاردوا النعاس طويلا
فما ظفروا إلا بالسُهاد ... و قلة الرُقاد
تحت و سادتي كانت لي ذكرى
حكايات كثيرة ... عن أشباح الليل
ولصوص الأحلام .. و جبروت الظلمة
وسيدة عجوز تشد رباط ضفائري
وتتمتم بأغنيات حزينة
علها تقتنص حلما .. أو تصطاد نعاسا
فأظل أسمعها ... متناومة خداعا
كأهل الكهف ... لا جَلَبةً و لا ضوضاء
أنتظر من الشمس أن تفرج عن الليل
كم تمنيت أن تعلم أنه بريء
فوا أسفاه ...لو لبث سنينا
فوا أحلامي ...تلاشت في الانتظار
لا أريد أن أعيش في غَيابة جُب
ليلي كنهاري ... صبحي كمسائي
والأغنية ... نفس الأغنية
وذات اللحن ... يُعزف كل يوم
يهوذا ...لا تلقني بعيدا
لا تطرحني أرضا... لا تتركني وحيدا
ومن ثَم تعود للعجوز الحزينة
وتقول ... أكلها الذئب
هذه المرة .. أحكمت قبضتها على يدي
لا الليل ... لا الأحلام .. ولا حتى يهوذا
يستطيع أن يأسرني
هدأت الريح .. و أسكتت عزفها الموجع
هذه المرة .. الكرى يدق بابنا
يدق نوافذنا ... يصارع اليقظة
للأسف الأبواب موصدة
لا كرى بعد اليوم ... لا أحلام للنوام
غادري عجوزيَ الحزينة
أذناي شبعت تمتمات حزينة
وعيناي قَلَت أن تكون مغمضة
حتى لا تكون أسيرة الأحلام
تعليق