[color="red"]تغمض عينيها, و هي مستلقية على تلك الملاءات البيضاء التي شهدت قصة حب عاهدت نفسها على أن تبقيها حيّة لا تموت.. و وعد الحر دين.. و لكن .. هل هي حرة حقاً ؟؟ لا تدري, فقد وقعت في أسر تلكم العينين منذ مدة, و سجنت في قفص تلك الروح, و أحكمت أغلالها بنفسها إليها.. تتوقف أفكارها.. تشعر بأنفاسها ثقيلة, بانقباض في قلبها و روحها.. همست و كأنها تعلن أنها متمسكة بعهدها رغم ما ألّم بها... أحبه ... و هل يكفي الحب؟؟ إنها حقاً لا تدري!! فقد اختلطت مفاهيمها و ما عادت تميّز شيئا.. منهم من نعتها بالجنون!! و منهم من رثى لحالها!! و لكن الأهم ماذا تشعر هي حيال نفسها؟؟ لا شئ!!
كانت تحبه بجنون, و هو يحبها بوله! و شاء القدر أ يجتمعا و تكتب لقصة حبهما أجمل بداية. بداية؟ ألا نطلق كلمة بداية على شئ له نهاية؟؟ و هل لحبهما نهاية؟؟ لا لا يستحيل ذلك, فلطالما همست له أنها تعشقه, و ستظل تنبض بحبه حتى تغادرها الروح.. لكنها الآن لا تدري ... أبقيت لها روح؟؟ لايهم ..!!
كانا كأجمل عصفورين يضمهما عش صغير.. تودعه عند الباب كل صباح, و يغادرها طابعاً قبلة شوق على جبينها ثم يعود محملا بأشواقه , فتستقبله بأجمل حلّة و ابتسامة... و يوماً بعد يوم... تزداد له حباً, و يزداد لها عشقاً ...
همس لها يوماً ... أنت ملاكي....
نسجا أحلامهما معاً .. و وضعا خططاً لطريقهما... سنة مرت , و سنتين... و السعادة و الحب جناحان يرفرفان عليهما... لا ينغص عليهما شئ سوى وجود طفل يؤنسهما, و يزيد الحب تأججا في قلبيهما...
همس لها ذات يوم و هو بين أحضانها...(أتمنى أن تكون لي منك صبية جميلة.. بنفس عينيك الواسعتين, و شفتيك المتوردتين
همست له... (أنا أريد صبياً حتى يكبر و يكون لي أنت)
رد.. (لا .. لا أريد صبياً ستحبينه أكثر مني)
ضحكت..(نعم سأحبه أكثر, لأنك حينها ستكون عجوزا!!!)
بعد تأمل قال(حسنا... إذا كانت فتاة نسميها زهراء... و إن كان صبياً أسميناه علياً)
همست...(لا يهم .. المهم أن يحمل حبنا للأبد)
مضت السنون.. لا علياً أقبل و لا زهراء, و ظل الحب حياً في قلبيهما, و السعادة قائمة, و الأمنية بالطفل المرتقب دائمة... كانت دائماً تشعر برغبته بضمّ ذلك الطفل, و يؤلمها أنها تعجز عن تحقيق تلك الرغبة...
تدمع عينيها و هي تتذكر ذلك اليوم الذي أقبلت فيه عليه, و هو جالس كعادته كل مساء يحتسي قهوته في الصالة ... جلست قبالته على الأرض, و قلبها يخفق بقوة حتى كاد يخرج من مكانه... بقيت ساكنة ساكتة ....
نظر إليها نظرة كلها حب... سألها(ما بك حبيبتي الغالية؟؟)
بعد تردد قالت بتلعثم: (اسمعني و لا تأخذك الظنون بجنوني!!!)
خاف... ما بها اليوم حبيبته على غير عادتها...(ماذا هناك؟؟ حدثيني؟؟)
قالت: (أريدك أن تتزوج.......)
(بحق الإله ماذا تقولين؟؟)
قاطعته... (أعلم إنك تظنني معتوهة لأطلب منك هذا الطلب, لكنني أعلم بتوق الأبوة لديك لطفل تحتضنه و تناغيه و تحاكيه... يحمل اسمك و يكون فخرك و شرفك... و ها قد مضت ست سنوات دون أن يكون لنا هذا الطفل, لكنها مشيئة الخالق.. أرجوك.. لا تحرمني من أن أرى السعادة في عينيك بعلي... أرجوك .. تزوج و أنجب لنا عليا... أرجوك...)
كم كانت تناضل حتى لا تجهش في البكاء لكنها لم تقدر أن تحبس تلك الدمعة الأليمة, فراحت تذرف الدموع بصمت بين قدميه..
جلس قبالتها على الأرض رافعا رأسها إليه و راح يمسح دموعها و يحدثها هامسا ناظراً إلى عينيها..
(اسمعيني أيتها المجنونة.... أنا أحبك أنتِ... و أريد علياً منكِ أنتِ, و حينها سيكون لي الشرف لأفخر به)
أجهشت بدموعها.. (و لكنني لا أستطيع أن أهبك ذلك الفخر...)
همس بحبه...(إذن... يكفيني فخرا بحبي لك....)
قامت من مكانها... لم تحدثه يوما.. يومين.. ثلاثة.. كلما اقترب منها ابتعدت... كلما جلس قربها قامت... كلما لمسها صدته... خرج ذات جمعة من البيت و لم يعد... اشتكته عند أمه.. حماتها.. و أخبرتها بالحال... تتذكر نبرة حماتها المتحمسة لاقتراحها... (نعم نعم ... عليه أن ينجب ذرية لنفسه تحمل اسم عائلتنا...)
كم كان قلبها يتقطع.....
عاد إليها بعد عدة ليال... منكسرا... في عينيه نظرة رجاء.. و ألم.. لكنها أغلقت دونه الأبواب, و صمت أذنها عن اعتراضاته الخرساء.... إلى أن أجبر ناطقا أمام أمه ان يقرّ بما تريد هي, و يتزوج... حينها ... أمسك بمعصميها بين ذراعيه القويتين بقوة.. و همس بكل اللوعة, و الحنق في قلبه... (عديني حبيبتي ان تنظري بعدها في عيني؟؟ عديني أن تحبينني؟؟)...كان هذا كل ما أراده منها... و هي .. ارتجف قلبها هلعا من نظرته, و ردت هامسة..(أعدك.... أن تكون سعيدا بوجود علي!!)
كم كانت مجنونة بهذه الفكرة!!!!
ذهبت بنفسها عصر ذات يوم بصحبة أمه لتخطب له... جلست بأبهى حللها.. كانت مبتسمة سعيدة... أو هكذا بدت لنفسها!! بعد أشهر حضرت عرسه الذي أصرت أن يتم في أفخم فندق... رقصت, و رقصت كثيرا... رقصت على أنغام قلبها الكسير تنعى نفسها....
في تلك الليلة... لم يغمض لها جفن.. تقلبت على فراشهما كثيرا, و ذرفت دمعها غزيرا.... كان يقطعها الإحساس أنه الآن مع(الأخرى)!!! .... نامت أخيرا و دمعة يتيمة على خدها.. و قميصه بين ذراعيها...
ها قد انتصف الليل وأوصدت الأبواب التي تخبؤ وراءها الأَسِرّة الدافئة إلا سريرها الذي سيذبل ويبرد هذه الليلة ما أن توصد الباب عليها،، تدخل غرفتها، وتتجبه إلى خزانة ملابسه،، تهرب من عطره الذي يفوح حضورا في أنفاسها ويغيب يقينا عن محاجرها، تبحث عنه، وعن روائحه بين الملابس، تأخذ قميصا أبيض لم يغسل بعد وترتديه كما لو أنها ترتدي زوجها، راودتها في تلك اللحظة خيالات كبيرة،،، وأسئلة أكبر؟؟ ماذا يقول؟ ماذا تقول؟ ماذا يقولان؟ بل ماذا يفعلان؟ ها قد مرت ربع ساعة منذ أن تواريا عن الأنظار، تنغرز الخيالات والصور في صدرها كالأشواك، تتقزز من تلك المناظر التي تتقاطر على عقلها الواحدة تلوى الأخرى،، تهرب من سريرها،، من غرفتها،، من خيالاتها، إلى الخارج، إلى باحة المنزل،، يصيبها الغثيان،، دوار شديد،، احشاؤها تنقبض بقوة،، تظلم الدنيا في عينيها،،تدوووووووخ،، وتسقط أرضا مغشيا عليها، تتداركها حماتها التي لم تنم بعد كعادة كل العجائز في ليلة زواج بناتهن وحتى أبنائهن، أرادت أن تتصل بابنها العريس لكنها تردت فلا شك أن هاتفه مغلق الآن، تذهب إلى أحد أبنائها وتخبره بحال زوجة شقيقه، وبعد دقائق ينتهي المطاف بثلاثتهم في المستشفى....
لم تمض على الزوج العريس أكثر من نصف ساعة حتى رن هاتفه النقال
بارتباك يضع الهاتف على أذنه اليمنى دونما كلام.. وينتظر...
: حبيبي،، أنا حامل!!
كانت تحبه بجنون, و هو يحبها بوله! و شاء القدر أ يجتمعا و تكتب لقصة حبهما أجمل بداية. بداية؟ ألا نطلق كلمة بداية على شئ له نهاية؟؟ و هل لحبهما نهاية؟؟ لا لا يستحيل ذلك, فلطالما همست له أنها تعشقه, و ستظل تنبض بحبه حتى تغادرها الروح.. لكنها الآن لا تدري ... أبقيت لها روح؟؟ لايهم ..!!
كانا كأجمل عصفورين يضمهما عش صغير.. تودعه عند الباب كل صباح, و يغادرها طابعاً قبلة شوق على جبينها ثم يعود محملا بأشواقه , فتستقبله بأجمل حلّة و ابتسامة... و يوماً بعد يوم... تزداد له حباً, و يزداد لها عشقاً ...
همس لها يوماً ... أنت ملاكي....
نسجا أحلامهما معاً .. و وضعا خططاً لطريقهما... سنة مرت , و سنتين... و السعادة و الحب جناحان يرفرفان عليهما... لا ينغص عليهما شئ سوى وجود طفل يؤنسهما, و يزيد الحب تأججا في قلبيهما...
همس لها ذات يوم و هو بين أحضانها...(أتمنى أن تكون لي منك صبية جميلة.. بنفس عينيك الواسعتين, و شفتيك المتوردتين
همست له... (أنا أريد صبياً حتى يكبر و يكون لي أنت)
رد.. (لا .. لا أريد صبياً ستحبينه أكثر مني)
ضحكت..(نعم سأحبه أكثر, لأنك حينها ستكون عجوزا!!!)
بعد تأمل قال(حسنا... إذا كانت فتاة نسميها زهراء... و إن كان صبياً أسميناه علياً)
همست...(لا يهم .. المهم أن يحمل حبنا للأبد)
مضت السنون.. لا علياً أقبل و لا زهراء, و ظل الحب حياً في قلبيهما, و السعادة قائمة, و الأمنية بالطفل المرتقب دائمة... كانت دائماً تشعر برغبته بضمّ ذلك الطفل, و يؤلمها أنها تعجز عن تحقيق تلك الرغبة...
تدمع عينيها و هي تتذكر ذلك اليوم الذي أقبلت فيه عليه, و هو جالس كعادته كل مساء يحتسي قهوته في الصالة ... جلست قبالته على الأرض, و قلبها يخفق بقوة حتى كاد يخرج من مكانه... بقيت ساكنة ساكتة ....
نظر إليها نظرة كلها حب... سألها(ما بك حبيبتي الغالية؟؟)
بعد تردد قالت بتلعثم: (اسمعني و لا تأخذك الظنون بجنوني!!!)
خاف... ما بها اليوم حبيبته على غير عادتها...(ماذا هناك؟؟ حدثيني؟؟)
قالت: (أريدك أن تتزوج.......)
(بحق الإله ماذا تقولين؟؟)
قاطعته... (أعلم إنك تظنني معتوهة لأطلب منك هذا الطلب, لكنني أعلم بتوق الأبوة لديك لطفل تحتضنه و تناغيه و تحاكيه... يحمل اسمك و يكون فخرك و شرفك... و ها قد مضت ست سنوات دون أن يكون لنا هذا الطفل, لكنها مشيئة الخالق.. أرجوك.. لا تحرمني من أن أرى السعادة في عينيك بعلي... أرجوك .. تزوج و أنجب لنا عليا... أرجوك...)
كم كانت تناضل حتى لا تجهش في البكاء لكنها لم تقدر أن تحبس تلك الدمعة الأليمة, فراحت تذرف الدموع بصمت بين قدميه..
جلس قبالتها على الأرض رافعا رأسها إليه و راح يمسح دموعها و يحدثها هامسا ناظراً إلى عينيها..
(اسمعيني أيتها المجنونة.... أنا أحبك أنتِ... و أريد علياً منكِ أنتِ, و حينها سيكون لي الشرف لأفخر به)
أجهشت بدموعها.. (و لكنني لا أستطيع أن أهبك ذلك الفخر...)
همس بحبه...(إذن... يكفيني فخرا بحبي لك....)
قامت من مكانها... لم تحدثه يوما.. يومين.. ثلاثة.. كلما اقترب منها ابتعدت... كلما جلس قربها قامت... كلما لمسها صدته... خرج ذات جمعة من البيت و لم يعد... اشتكته عند أمه.. حماتها.. و أخبرتها بالحال... تتذكر نبرة حماتها المتحمسة لاقتراحها... (نعم نعم ... عليه أن ينجب ذرية لنفسه تحمل اسم عائلتنا...)
كم كان قلبها يتقطع.....
عاد إليها بعد عدة ليال... منكسرا... في عينيه نظرة رجاء.. و ألم.. لكنها أغلقت دونه الأبواب, و صمت أذنها عن اعتراضاته الخرساء.... إلى أن أجبر ناطقا أمام أمه ان يقرّ بما تريد هي, و يتزوج... حينها ... أمسك بمعصميها بين ذراعيه القويتين بقوة.. و همس بكل اللوعة, و الحنق في قلبه... (عديني حبيبتي ان تنظري بعدها في عيني؟؟ عديني أن تحبينني؟؟)...كان هذا كل ما أراده منها... و هي .. ارتجف قلبها هلعا من نظرته, و ردت هامسة..(أعدك.... أن تكون سعيدا بوجود علي!!)
كم كانت مجنونة بهذه الفكرة!!!!
ذهبت بنفسها عصر ذات يوم بصحبة أمه لتخطب له... جلست بأبهى حللها.. كانت مبتسمة سعيدة... أو هكذا بدت لنفسها!! بعد أشهر حضرت عرسه الذي أصرت أن يتم في أفخم فندق... رقصت, و رقصت كثيرا... رقصت على أنغام قلبها الكسير تنعى نفسها....
في تلك الليلة... لم يغمض لها جفن.. تقلبت على فراشهما كثيرا, و ذرفت دمعها غزيرا.... كان يقطعها الإحساس أنه الآن مع(الأخرى)!!! .... نامت أخيرا و دمعة يتيمة على خدها.. و قميصه بين ذراعيها...
ها قد انتصف الليل وأوصدت الأبواب التي تخبؤ وراءها الأَسِرّة الدافئة إلا سريرها الذي سيذبل ويبرد هذه الليلة ما أن توصد الباب عليها،، تدخل غرفتها، وتتجبه إلى خزانة ملابسه،، تهرب من عطره الذي يفوح حضورا في أنفاسها ويغيب يقينا عن محاجرها، تبحث عنه، وعن روائحه بين الملابس، تأخذ قميصا أبيض لم يغسل بعد وترتديه كما لو أنها ترتدي زوجها، راودتها في تلك اللحظة خيالات كبيرة،،، وأسئلة أكبر؟؟ ماذا يقول؟ ماذا تقول؟ ماذا يقولان؟ بل ماذا يفعلان؟ ها قد مرت ربع ساعة منذ أن تواريا عن الأنظار، تنغرز الخيالات والصور في صدرها كالأشواك، تتقزز من تلك المناظر التي تتقاطر على عقلها الواحدة تلوى الأخرى،، تهرب من سريرها،، من غرفتها،، من خيالاتها، إلى الخارج، إلى باحة المنزل،، يصيبها الغثيان،، دوار شديد،، احشاؤها تنقبض بقوة،، تظلم الدنيا في عينيها،،تدوووووووخ،، وتسقط أرضا مغشيا عليها، تتداركها حماتها التي لم تنم بعد كعادة كل العجائز في ليلة زواج بناتهن وحتى أبنائهن، أرادت أن تتصل بابنها العريس لكنها تردت فلا شك أن هاتفه مغلق الآن، تذهب إلى أحد أبنائها وتخبره بحال زوجة شقيقه، وبعد دقائق ينتهي المطاف بثلاثتهم في المستشفى....
لم تمض على الزوج العريس أكثر من نصف ساعة حتى رن هاتفه النقال
بارتباك يضع الهاتف على أذنه اليمنى دونما كلام.. وينتظر...
: حبيبي،، أنا حامل!!
من كتابات / أمير الوراقين[/
color]
تعليق