إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يــــــ وم ٌ من الـــــ ذاكــــرة !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يــــــ وم ٌ من الـــــ ذاكــــرة !



    شدها صوت ُ الفتاة ِ وهي ترتل الذكر َ الحكيم : {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }

    لبثت تتأمل منكسة ً الرأس ما سمعته مذ برهة .. ألا إن حـــــــزب الله هم الغالبون ؟!
    أترى هو امتحان ٌ من الله ما تراه ُ ؟!
    أم أنه ابتــــــــ لاء ٌ ليميز الخبيث من الطيب !

    رأت الطالبات ِ حولها ينصتن بينــــــ ما انشغل بعضهن بالثرثرة ليعلو صوت المعلمة في الجوار معيدة ًَ الصمت َ إلى محله ِ يشقه ُ صوت ُ الطالبة ِ على المايكروفون.

    مضت بضع دقائــــــق ٍ لتتوزع الأسطر ُ في انتظام ٍ متجهة ً إلى الغرف الدراسية

    //

    ودوى على سمع ِ الفتاة موسيقى العزف على لحن : ( دا حلمنا .. طــــــول عمرنا .. حلم يضمنا كلنا كلنا .. )

    ابتسمت وهي تتذكر ( الحلم العربي )

    )
    (
    )
    (


    ما أغباه ُ من حلم !
    وما أدناها من وسيلة !

    يجتمع ُ الأراذل لــــ هكذا اجتماع ..

    بينما يطبل ُ سادتنــــــا في القمة العربية التي كحلها القذافي ببعض البهارات المتبلة ناعقا ً ( تحــــــّرم إمامة المرأة .. شارون عميــــــل ٌ لإسرائيل وفلسطين معا ً ! )

    تذكرت وجه أميــــــر قطر وهو يكظم ضحكاته ِ المدوية على وقع ِ صــــــوت القذافي الذي انكفأ يصول ويجول في خطبتــــــه ِ ..

    استوت على كرسيها فأخرجــــــت كتابها المدرسي

    لتشــــــاء الأقدار ُ أن تقع على صفحــــــة ٍ عنونت بـ ( البنــــــط ِ العريــــــض )

    ( حـُكـْم الله في موالاة ِ الكفار )

    !!!!!!!

    غريبة ٌ هي * مناهجنا *

    غريب ُ ما نقرأه والأغرب أن نردد ما لا يمت ُ لواقعنا بصلة !

    أتعبتنا المثالية .. وأتعبتنا مناهجنا .

    لا غرو إن وجدت طريقها للإعدام في القريب

    فـ ( ديننا ديــــــن سلام )

    و

    ( رعاية ُ أهل ِ الذمــــــة )

    هي موضــــــة ( المناهج ) في هذه العصر !

    ولن تعجــــــب َ إطلاقا ً إن حلت الآيات التي بـــ ـاركها ( بوش بيده ِ المباركة ) وهو يرتل الفرقان الحق // (آمنا بالله وبما أوتي عيسى من ربه، ثم تلوتم منكــــــرين.. ومن يبتغ غير ملتنا دينا فلن يقبل منه.. وهذا قول المنافقيــــــن !! )

    ( والذين اشتروا الضلالة وأكرهوا عبادنا بالسيف ليكفروا بالحق ويؤمنوا بالباطل أولئك هم أعداء الدين القيم وأعداء عبادنا المؤمنين )

    شعرت بغصــــــة ٍ في حلقها عندما أصغت للمعلمة ِ وهي تسهــــــب في شرح ِ الأسلوب الحربــــــي للنبي في المعارك ..

    أدركت أن قومها هم الأغبى على وجه ِ

    ال
    خ
    ل
    ي
    ق
    ة !

    //

    أترى لو عــــــاش النبي على ظهر البسيطة حتـــى اليوم ، أكان على العرب أن ينضــــــووا تحت جلباب الأمم المتحدة ؟!

    أم كان على اسرائيــــــل أن ينادي ناعقها الرسمي بين الفينــــــة ِ والأخرى مهددا ً إيران بالويل ِ والثبور على ( ذهبها الأبيــــــض ) الذي تخصبه .

    .
    .
    .

    بضع ُ ساعات ٍ

    .
    .
    .


    رمت بحقيبتها على الأرض واستلقت بجسدها النحيف على السرير

    احتضنت مخدتــــــها وفجرت كل كينونتــــــها !

    شعرت بصدرها وهو يعلو ويهبــــــط على وقع ِ بكاءها الحــــــارق

    وشعرت بدموعــــــها الساخنة تفلــــــق خدها بسياط الألم الذي تكفنت به

    ما أمرهــــــا من حياة !
    وما آلمها من عيشة ٍ هي عيشــــــة ُ الـ غ ـرباء .

    أتراه ُ النبي يبصر اللحظة ما وعد به

    /
    \
    /
    \


    زمان ٌ يصبح ُ الحليــــــم ُ فيه حيرانا .

    أواه ٍ أيهــــــا النبي

    أمــتك شتات يا حبيب جوارحي !

    انتصبت على سريرها ولملمــــــت خصلاتها التي التصقت على خدها إثر الهطول .

    لبثـــت جامــــــدة ً تحدق في كتاب ٍ سرقت عيناها النظر َ إليه ِ

    ( و .. فتــــــح َ الستار )
    جـــاك تني
    .
    .
    .
    .
    ليت َ مثل جاك تني من العرب ِ ألف !

    يبعث ُ الله ُ من رحم ِ الأفاقين كلمة َ حق

    وها هو الله يبعث السيناتور جاك تني من قلب مجلس الشيوخ الأميركي ليقول بوضوح : ( إن بوش ما هو إلا ثور ٌ تحركه ُ الحلبة ُ الماسونية ! )

    حقيقة ٌ مرة ٌ لو أدركها المتأمل .

    بوش وغيره ليسوا سوى شياه في يد ِ الصهيونية ِ الكبرى التي بات َ العالم ُ مسرح دمى تحركه كيفما شاءت .

    تذكرت كيف منعتها المديرة ُ من تقديم ِ برنامج ٍ صباحي ٍ في الطابور المدرسي لتحيي الذكرى السنوية لرحيل شيخ الشهداء ياسين عن هذه الدنيا المقيتة ،

    تذكرت كيف َ ألقت عليها الأعذار والحجج وهي تنادي // ( حرية ُ الرأي هي ما نطمح ُ إليه ِ لكن هنالك أذيالا ً أكبر مني ومنك ِ قد تطيح بي إثر برامج ٍ كتلك ، نصيحتي لك ِ أيتها الصغيرة أن تدعي السياسة جانبا ً فليس وراءها سوى وجع الرأس ! )

    سحقــــــا ً

    //

    سحقـــــــا ً

    أصبح الولاء وجــــــع رأس !
    أصبحت النخوة ألما ً نتخلص ُ منه

    أصبح إحياء ذكرى سيــــــد أبطال الأمة * خزيا ً * نتوارى كي نلعق َ أقدام ذوي الطول والحول .
    بينــــــ ما نحتفل بأعياد ِ ميلاد أصنامنا فنقد(ذ)سها ونعظم ونطبــــــل ونزمر !

    ونرقص بـــــ ساق ٍ واحدة ٍ ضارعين لله أن يمد بعمرها ويهبها سلطانا ً لا يكون لبعدها !

    ظــ ـالمة ٌ هي الحياة ُ التي تحيلنا قطع َ خــــــزف ٍ تعجن فتشكل ثم تركن على الحافة ِ فإذا ما مــــــل ّ صاحبها منظرها أعدمها بأول إسقاطة ٍ من يده !

    .
    .
    .

    ليت َ الخلائق أدركت كنه ما قاله ُ الحــــــق : {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ }

    قطع حبــــــل أفكارها صوت طــــــرق الباب .

    تحدثت بنبرة ٍ جامدة : ادخل !

    كانت عاملة المنزل منبهة ً إياها لمائدة الغداء .

    أومأت لها بأنها قادمة .. ! ..

    حدقت طويلا ً في الباب وهو يغلق ,,

    ستنزل لـــــ تأكل .

    فهــــ ل هنالك َ ما ينتظرها

    ســــــ تأكل !

    لأنها بــــــ كل بساطة ٍ

    ع ـربية !


    .
    .
    .

    ح ــــــوراء الـ ح ــــرف


    و

    //

    يـــــ وم ٌ الــــــــ ذاكرة !

    [align=center]شَقِيٌ مَنْ يُعـَانِي الحُبّ مِنـَّا ..
    وَأكْثَـرُ شِقْوَة ٌ مَنْ لا يُعـَانِي ![/align]

  • #2
    لا أدري أيتها الحوراء ما أقول ...

    لكن حرفك يشرخ في الذاكرة ....


    أتمنى لك أطيب الأمنيات .
    لا هذا عصرُ الشِعْرِ ، ولا عصرُ الشُعَراءْ
    هل يَنْبُتُ قمحٌ من جَسَد الفقراءْ ؟
    هل يَنْبُتُ وردٌ من مِشْنَقَةٍ ؟
    أم هل تَطْلَعُ من أحداقِ الموتى أزهارٌ حمراءْ؟
    هل تَطْلَعُ من تاريخ القَتلِ قصيدةُ شعرٍ
    أم هل تخرُجُ من ذاكرةِ المَعْدنِ يوماً قطرةُ ماءْ
    تتشابهُ كالُرّزِ الصينيّ .. تقاطيعُ القَتَلَهْ
    مقتولٌ يبكي مقتولاً
    جُمجُمةٌ تَرْثي جُمْجُمةً
    وحذاءٌ يُدفَنُ قُرْبَ حذاءْ
    لا أحدٌ يعرِفُ شيئاً عن قبر الحلاّجِ
    فنِصْفُ القَتلى في تاريخِ الفِكْرِ
    بلا أسماءْ..


    سعاد الصباح

    تعليق

    يعمل...
    X