أحمد مطر (درس في اللغة)
درسٌ في اللغـــة
ما حَرثوا الأرضَ ، ولا زَرعوا
ما اختَرعوا شيئاً أو صَنعوا
ما اشتغلوا ، يوماً ، أو بَرَعوا
إلاّ بميادينِ الشَّهوَهْ
هُمْ حتّى الرّاحةُ تُتعبُهمْ
وَتُؤرِّقُهمْ حتّى الغَفوَهْ !
مِن أينَ ، إذَن ، جَلَبوا الثَّروَهْ ؟!
ما صاموا ، يوماً ، أو ركعوا
ما غَفَروا ذَنباً أو شَفَعوا
أكثَرُهُمْ تقوى قد نَزَعوا
نَزَعاتِ العِفَّةِ والنَّخْوَهْ .
أزهَدُهُمْ يَشرَبُ مِن دَمِنا
وَيُحَذِّرُ مِن ضَرَرِ القَهوَهْ !
كيفَ ، إذَنْ ، قد صاروا قِدوَهْ ؟!
هُمْ لو قامَتْ ريحٌ وَقَعوا
وإذا بالَ رضيعٌ فَزِعوا
في أسفَلِ أرضٍ قد قَبَعوا
لِيكونوا مِنّا في نَجْوَهْ .
أشجَعُهُمْ يَزهو مُفتخِراً
لو أدخَلَ زِرّاً في عُروَهْ !
كيفَ ، إذَنْ ، قد مَلَكوا السّطوَهْ ؟!
بِقوى أمْريكا قد صُنِعوا
وَبِها فَوقَ ثَرانا وُضِعوا
والحاصِلُ .. سَهْلٌ مُمتَنِعُ :
أحذِيةٌ قاسِيَةٌ رَخْوَهْ !
لا نتوقَّعُ أيَّ هُمومْ !
لا نتوقّعُ أيَّ غُمومْ !
لا نَجزعُ مِنْ أيِّ بلايا
لا نفزَعُ مِن أيِّ رُجومْ !
تِلكَ الأشياءُ غَدَتْ ذِكرى
مِن عُمْرِ الزَّمَنِ المَرحومْ .
فارتَحْ .. وأَرِحْنا مِن صَوتٍ
ما عادَ لَهُ أَيُّ لُزومْ .
كُنتَ، قديماً، تبعَثُ فينا
فَزَعاً يَزدَرِدُ البُلعومْ
ويُجَرجِرُ صَرْخَةَ رهبتِنا
بِحبالِ أنينٍ مكتومْ .
كُنّا في جَهْلٍ يا هذا ..
أمّا اليومَ، فَكُلُّ العالَمْ
قَدْ عَوْلَمَهُ عِلْمُ الرُّوُمْ .
فانعَبْ .. وانعَبْ
واقطَعْ أنفاسَكَ يا بُومْ
مَهْما تنعَبْ .. لن نتشاءَمْ .
يَتشاءَمُ مِمَّ بَنو آدمْ ..
وَجميعُ العالَمِ مَشؤومْ ؟!
* * * * *
درسٌ في اللغـــة
ما حَرثوا الأرضَ ، ولا زَرعوا
ما اختَرعوا شيئاً أو صَنعوا
ما اشتغلوا ، يوماً ، أو بَرَعوا
إلاّ بميادينِ الشَّهوَهْ
هُمْ حتّى الرّاحةُ تُتعبُهمْ
وَتُؤرِّقُهمْ حتّى الغَفوَهْ !
مِن أينَ ، إذَن ، جَلَبوا الثَّروَهْ ؟!
ما صاموا ، يوماً ، أو ركعوا
ما غَفَروا ذَنباً أو شَفَعوا
أكثَرُهُمْ تقوى قد نَزَعوا
نَزَعاتِ العِفَّةِ والنَّخْوَهْ .
أزهَدُهُمْ يَشرَبُ مِن دَمِنا
وَيُحَذِّرُ مِن ضَرَرِ القَهوَهْ !
كيفَ ، إذَنْ ، قد صاروا قِدوَهْ ؟!
هُمْ لو قامَتْ ريحٌ وَقَعوا
وإذا بالَ رضيعٌ فَزِعوا
في أسفَلِ أرضٍ قد قَبَعوا
لِيكونوا مِنّا في نَجْوَهْ .
أشجَعُهُمْ يَزهو مُفتخِراً
لو أدخَلَ زِرّاً في عُروَهْ !
كيفَ ، إذَنْ ، قد مَلَكوا السّطوَهْ ؟!
بِقوى أمْريكا قد صُنِعوا
وَبِها فَوقَ ثَرانا وُضِعوا
والحاصِلُ .. سَهْلٌ مُمتَنِعُ :
أحذِيةٌ قاسِيَةٌ رَخْوَهْ !
لا نتوقَّعُ أيَّ هُمومْ !
لا نتوقّعُ أيَّ غُمومْ !
لا نَجزعُ مِنْ أيِّ بلايا
لا نفزَعُ مِن أيِّ رُجومْ !
تِلكَ الأشياءُ غَدَتْ ذِكرى
مِن عُمْرِ الزَّمَنِ المَرحومْ .
فارتَحْ .. وأَرِحْنا مِن صَوتٍ
ما عادَ لَهُ أَيُّ لُزومْ .
كُنتَ، قديماً، تبعَثُ فينا
فَزَعاً يَزدَرِدُ البُلعومْ
ويُجَرجِرُ صَرْخَةَ رهبتِنا
بِحبالِ أنينٍ مكتومْ .
كُنّا في جَهْلٍ يا هذا ..
أمّا اليومَ، فَكُلُّ العالَمْ
قَدْ عَوْلَمَهُ عِلْمُ الرُّوُمْ .
فانعَبْ .. وانعَبْ
واقطَعْ أنفاسَكَ يا بُومْ
مَهْما تنعَبْ .. لن نتشاءَمْ .
يَتشاءَمُ مِمَّ بَنو آدمْ ..
وَجميعُ العالَمِ مَشؤومْ ؟!
* * * * *
تعليق