ربما جاء هذا النقل متأخرا ولكنه على أية حال جاء أتمنى إن تكون مشاركاتى المنقولة ذات فائدة وتحقق أهدافها المرجوة كما حققت عادة النقل هذه الاهداف بالنسبة لى وهى العمل فى صمت والمتعة الفكرية والخروج من دوائر الصداع
أنقل لكم ما كتب عن المقال بلا تدخل أو تحرّيف أو تصريف أو حدف أو قص أو إختزال أو تحوير بل من صاحب المقال (( أمواج )) إليكم مباشرة
أنقل لكم ما كتب عن المقال بلا تدخل أو تحرّيف أو تصريف أو حدف أو قص أو إختزال أو تحوير بل من صاحب المقال (( أمواج )) إليكم مباشرة
فن المقال للكاتبة امواج وهى كاتبة سعودية
المقالة : فكرة محددة تتناول موضوعا للبحث يجمع الكاتب عناصرها , ويرتبها , ويستدل عليها , ويعالجها معالجة سريعة دون تعمق , واستقصاء بحيث تؤدي إلى نتيجة معينة . وللمقالة جذورها في الأدب العربي القديم , ويقال أنها تمتد حتى القرن الثاني الهجري إذ كانت الرسائل التي تتناول موضوعا واحدا كرسالة الحسن البصري ( في الإمام العادل ) وارتبطت نشأتها بنشأة الصحف , والمجلات في الأدب العربي الحديث في كل أرجاء الوطن العربي كما هو الحال في المملكة العربية السعودية .
المراحل التي مرت بها المقالة :-
1- المقالة في الصحف العثمانية :
وهي المرحلة التي سبقت تأسيس المملكة العربية السعودية , وكانت المقالة فيها ككل أنواع الكتابات النثرية تنوء بالتكلف , والتصنع , وتحمل أثقالا من السجع , والمحسنات البديعية مع تفاهة الفكرة , وتهافت الأسلوب .
2- المقالة من تأسيس المملكة العربية السعودية إلى نهاية الحرب العالمية الثانية :
ظهرت قبل هذه المرحلة ( جريدة القبلة ) المتأثرة بأسلوب ( فؤاد الخطيب ) وكانت المدرسة الأولى التي علمت أبناء الحجاز خاصة , والسعوديين عامة الفن الصحيح لأدب المقالة شكلا , ومضمونا . ثم رافقتها صحيفة ( أم القرى ) التي ساهمت في إرساء قواعد هذا الفن النثري الأدبي . ولقد استطاع المقال بمختلف أنواعه أن يتحرر من الأسلوب القديم , وأن يختار الموضوعات ذات الأهمية بالنسبة للمجتمع العربي , والإسلامي , وأن يعرض الأفكار في وضوح وبساطة فجذب القراء بذلك إليه , وبسط للمتأدبين شكلا آخر من أشكال الكتابة النثرية حريا أن ينزلوا ميدانه .
3- المقالة بعد الحرب العالمية الثانية :
ظهرت في هذه الفترة مجموعة من الصحف السعودية كان أصحابها هم أدباء البلاد كتابها , وشعرائها . وكان لهذه الصحف الفضل الكبير على الأدب السعودي عامة , وعلى المقالة خاصة ففيها استمر الأدباء الكبار يكتبون مقالاتهم , وفيها تربى جيل من الكتاب الناشئين اللذين أخذوا يحتلون مكانتهم الأدبية تدريجيا بثقافتها الجديدة , والمتنوعة , وبخروجهم على كثير من مظاهر القيود الفنية التي كانت ما تزال تكبل بعض كبار الأدباء .
أنواع المقالة :-
تختلف المقالة تبعا لاختلاف الموضوع الذي تتناوله ولذا قسمت المقالة إلى نوعين رئيسيين .
** القسم الأول **
1- المقال الذاتي :
- تظهر شخصية الكاتب في هذا النوع من المقالات قوية آسرة تشد انتباه القارئ بما فيها من عاطفة مشبوبة , وانفعال قوي .
- يعتمد المقال الذاتي على أسلوب يتدفق بالموسيقى , والإيقاع الذي يترجم الفكرة .
- يعتمد على التصوير الخيالي الذي ينبع من وجدان الكاتب .
- يشبه الشعر الغنائي في كثير من خصائصه لأنه تعبير عن تجربة ينفعل بها صاحبها .
** أنواع المقال الذاتي **
1- مقال الصورة الشخصية :
- يعبر عن تجارب الكاتب الذاتية وانطباعاته , ومشاهداته الخاصة يبوح بها لقارئه وكأنه يسامر بها صديقا ( كمقال طه حسين عن العمى ) .
- يمتاز أسلوب هذا النوع بالوضوح , والتدفق , والانفعال العاطفي , وروح المرح , والفكاهة أو الحزن والمرارة تبعا لشخصية الكاتب , وتجاربه .
2- المقال الاجتماعي :
- يستهدف هذا النوع نقد العادات القديمة المرذولة التي يتمسك بها المجتمع .
- يمتاز بدقة الملاحظة , والقدرة على الوصف , والتحليل , والتأمل العميق , والبراعة في التهكم , والسخرية .
3- المقال الوصفي :
- يهدف إلى تصوير الطبيعة كما تنعكس في وجدان الكاتب .
- يمتاز بدقة الملاحظة , والامتزاج بالطبيعة , والانفعال الصادق بها .
4- المقال التأملي :
- موضوعه خطرات النفس الإنسانية , ومشكلات الحياة , والكون كما تتراءى في نفس الكاتب , وكما يفسرها له إحساسه .
5- مقال السيرة :
- يرسم فيه الكاتب صورة حية لأي شخصية إنسانية يحدد معالمها , وصفاتها , ويعبر عن تأثره بها , وانطباعاته الذاتية عنها .
** القسم الثاني **
2- المقال الموضوعي :
- يتميز بظهور الموضوع , ومحاولة الكاتب إخفاء شخصيته , وعواطفه , وأفكاره الذاتية.
- يتناول بحثا في أي فرع من فروع العلوم الطبيعية أو الإنسانية.
- يلتزم فيه الكاتب بما يفرضه عليه المنهج العلمي من جمع المادة , وترتيبها بصورة منطقية متسلسلة .
- الابتعاد قدر الإمكان عن الصور الخيالية , والإيقاع الموسيقي .
** أنواع المقال الموضوعي **
1- المقال العلمي :
- يتناول فيه الكاتب موضوعا علميا صرفا .
- يقدم له بتمهيد يعرض فكرته الرئيسية ثم يبسط كل ما يتعلق بها من حقائق علمية يدلل عليها إلى أن ينتهي بخلاصة تؤدي إلى نتائج محددة لمَ عرضه , وشرحه .
2- المقال التاريخي :
- يعتمد فيه الكاتب على جمع الأخبار , والروايات التاريخية في موضوع ما , ويمحصها , ويفسرها في أثناء عرضه لهـــــا .
- يحق للكاتب في هذا النوع من المقال أن يبدي انطباعاته , ويستخدم أسلوب القصة في عرضه ليقترب من حدود المقال الذاتي , وقد يقتصر على العرض الموضوعي فتتوارى شخصيته , ويصبح اتجاهه موضوعيا صرفا .
3- المقال النقدي :
- يتناول فيه الكاتب موضوعا أدبيا بالنقد , والتحليل .
- يبدي الكاتب في هذا النوع قدرته على تذوق النص الأدبي , وتقويمه مستعينا بالحقائق الأدبية , والإنسانية العامة , ومستدلا بالنصوص على إثبات وجهة نظره .
- تمتزج الذاتية , والموضوعية في هذا النوع من المقال .
** العناصر الفنية للمقالة **
1- المادة :
- هي مجموعة أفكار وآراء وحقائق ومعارف ونظريات وتأملات وتصورات ومشاهد وتجارب وأحاسيس ومشاعر وخبرات تنطوي عليها المقالة .
- يجب أن تكون المادة واضحة , لا لبس فيها ولا غموض وأن تكون صحيحة بعيدة عن التناقض , فيها من التركيز ما لا يجعل من قراءتها هدرا للوقت .
- مهمة الكاتب ليست إضعاف النفوس بل تحريك الرؤوس وكل كاتب لا يثير في الناس رأيا أو فكرة أو مغزى يدفعهم إلى التطور , والنهوض أو السمو بأنفسهم , ولا يوحي إليهم إلا بالإحساس المبتذل , ولا يمنحهم غير الراحة الفارغة لهو كاتب يقضي على نمو الشعب , وتطور المجتمع .
2- الأسلوب :
- هو الصياغة اللغوية , والأدبية لمادة المقالة أو هو القالب الأدبي الذي تصب فيه أفكارها.
- لا بد في أسلوب المقالة من الوضوح لقصد الإفهام , والقوة لقصد التأثير , والجمال لقصد الإمتاع , فالوضوح في التفكير يفضي إلى الوضوح في التعبير , ومعرفة الفروق الدقيقة بين المترادفات ومن ثم استعمال الكلمة ذات المعنى الدقيق في مكانها المناسب من أسباب وضوح التعبير ودقته .
- الإكثار من الطباق يزيد المعنى وضوحا واستخدام الصور عامة , والصور البيانية خاصة مهم في توضيح المعاني المجردة .
- القوة في الأسلوب سبب في قوة التأثير فقد يسهم الأسلوب في إحداث القناعة , ولكن قوة الأسلوب يحدث " موقفا " وتأتي قوة الأسلوب من حيوية الأفكار , ودقتها , ومتانة الجمل , وروعتها .
- كذلك تسهم في قوة الأسلوب الكلمات الموحية , والعبارات المضيئة , والصور الرائعة , والتقديم والتأخير , والإيجاز والإطناب , والخبر والإنشاء , والتأكيد والإسناد , والفصل والوصل .
- إذا كان الوضوح من أجل الإفهام , والقوة من أجل التأثير . فالجمال من أجل المتعة الأدبية الخالصة , وحينما يملك الكاتب الذوق الأدبي المرهف والأذن الموسيقية , والقدرات البيانية يستطيع أن يتحاشى الكلمات الخشنة , والجمل
المتناثرة , والجرس الرتيب , وحينما يوائم بين الألفاظ , والمعاني , ويستوحي من خياله الصورة المعبرة يكون أسلوبه جميلا .
3- الخطة :
- وهي المنهج العقلي الذي تسير عليه المقالة فإذا اجتمعت للكاتب أفكار وآراء يريد بسطها للقراء , وكان له من الأسلوب ما تستطيع أن تشرق فيه معانيه وجب ألا يهجم على الموضوع من غير أن يهيئ الخطة التي يدفع في سبيلها موضوعه .
** عناصر الخطة **
1- العنوان
2- المقدمة
3- العرض
4- الخاتمة
1- العنوان :
- هو معرف المقالة , والمشير الأول إلى مجمل فكرتها باستعمال مفردات قليلة , ومركزة فالمقالة تعرف بعنوانها .
** السمات الفنية للعنوان **
أ- الإيجاز :
- يمكن أن يكون من كلمتين أو ثلاث أو أربع كلمات , وكلما قلت كلماته كان أفضل .
- الإيجاز في العنوان ينبغي أن يحقق شروط التعبير , والدلالة على المقالة , وفكرتها .
ب - الفصاحة :
- تعني أن يتسم العنوان بالظهور , والبيان .
- أن تكون حروف كل مفردة متباعدة المخرج .
- أن يكون التركيب بين المفردات يحقق سمة الفصاحة .
ج - الأدب :
- ينظر إليه من ناحيتين :
1 – أحدهما أن يكون اختيار كلمات العنوان , وتركيبه نابع من مقدرة أدبية . 2 – والأخرى أن يتسم العنوان بالحسن والابتعاد عن القبح .
د - الجاذبية :
- لا يتحقق عنوان المقال إلا إذا كان فصيحا أدبيا مثيرا فنوع الحدث له دور في جذب القارئ إلى العنوان ومن ثم إلى المقال .
هـ - التعبير عن فكرة الموضوع لذلك لا بد أن يكون العنوان معبرا عن الموضوع دالا عليه .
و - الإيحاء ويعني أن يمنح العنوان بعدا آخر غير الصورة الظاهرة فيه .
2- المقدمة :
- هي المدخل , والتمهيد لعرض آراء الكاتب , ويجب أن تكون أفكار المقدمة بديهية مسلما بها , ولا تحتاج إلى برهان .
- أن تكون شديدة الاتصال بالعنوان وأن تكون موجزة , ومركزة , ومشرقة .
** السمات الفنية للمقدمة **
أ – الإيجاز :
- أن تكون قصيرة , وهناك من يرى أن تتكون من 30- 40 كلمة , وهذا ليس بقاعدة , وكلما كانت قصيرة , ومعبرة كلما كان أفضل .
- المقدمة هي الوسيلة للتمهيد للموضوع وليس كله فحسب لذا من عيوب المقدمة أن يضع الكاتب جملة أفكاره فيها وهذا خلاف التدرج .
ب- التركيز :
- ينبغي أن تكون مركزة كل كلمة فيها تسهم في التمهيد لفكرة المقال .
ج- الإثارة :
- الأفضل أن تكون المقدمة مثيرة لذهن القارئ , ووجدانه حتى ينشد إلى متابعتها فكرة إثر فكرة من أجل إفادة القارئ وتغذية عقله .
د- الجذب :
- إذا تحققت سمة الإثارة تحققت فيها صفة الجذب بشكل أوتوماتيكي . هـ الترابط بين الجمل :
- كل جملة تقود إلى التي ما بعدها بإحدى الروابط وإذا كانت المقدمة تتألف من أكثر من فقرة فيلزم أن يتحقق الربط بين الفقرات أيضا .
و- استعمال الجمل القصيرة :
- يساعد هذا الأمر على التركيز , والاختصار شريطة أن تكون معبرة موفية بالغرض .
3- العرض :
- هو صلب الموضوع وهو أصل المقالة وفيه تعرض أفكار الكاتب عرضا صحيحا , وافيا متوازنا مترابطا .
- يستحسن أن يمهد الكاتب لكل فكرة , ويربطها بسابقتها , ويذكر أهميتها , ويشرحها , ويعللها , ويوازنها مع غيرها وأن يدعمها بالشواهد .
- يفضل أن تعرض كل فكرة رئيسية في فقرة مستقلة .
4- الخاتمة :
- تلخص النتائج التي توصل إليها الكاتب في العرض , ويجب أن تكون واضحة صريحة حازمة .
- يجب أن يقدم عليها بالبراهين لإثبات صحتها , والوصول إليها كنتيجة في عرضها ويمكن تسميتها بالنهاية .
** أهم سمات المقال الناجح **
1- ظهور شخصية الكاتب مع الالتزام بالموضوع .
2- الأسلوب المقنع الجذاب المتسلسل .
3- الإيجاز وأن لا يحاول الكاتب أن يحشد كل الحقائق , والأفكار في الموضوع الذي يتناوله بل يقتصر على فكرة محددة .
4- الإقناع , والوصول للنتائج .
هنا إنتهى نقل المقالة
المتمنع
تعليق