إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النقد النسائي بين فيرجينيا وولف وجوليا كريستيفا.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النقد النسائي بين فيرجينيا وولف وجوليا كريستيفا.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحية مباركة طيبة لكم جميعا

    لكم ما قرأت .. وليست بدعوة للتطبيق بل هى إنارة فكرية .

    النقد النسائي بين فيرجينيا وولف وجوليا كريستيفا.


    في أحد محاضراتها حول ” مهنة النساء” تطرقت فرجينيا وولف إلى الصعوبات التي تعترض المرأة عندما تريد أن تكون كاتبة، فعند كتابتها لهذه المقالة لاحظت أنه عند الشروع في النقد الأدبي كان عليها مواجهة المقدّس…مواجهة الأشباح…مواجهة الجنس الجميل، ولما تمكنت من معرفته جيّدا فقد حدّدت تسميته في ” ملاك البيت” تيمُّنا بأشهر الأشعار التي تقف حائلا بينها وبين الورقة، تقول” إنكم لا تعرفون “ملاك البيت” أنتم الذين تنتمون للأجيال الصغيرة والسعيدة ، لذلك سأصفه لكم”.مهنة النساء.
    فالمرأة عندها وبتلك التحديدات الربانية التي وُصفت بها جعلتها داخل المقدس كملاك وديع ـ جميلة إيجابيا ـ كاملة معطاءة ، تضحي وتتقدّم داخل الفن الصعب، فن الحياة، فن العيش داخل العائلة، ففوق المائدة إذا كانت الأكلة دجاجة فهي تكتفي بقطعتها المهمّشة، إذا كان هناك تيار هواء فهو مكانها الذي تجلس فيه ، وفي الأخير فهي تُحرم من التفكير ومن اللذة الخالصة فهي تفضل مشاركة الآخرين أفكارهم ومشاعرهم.
    فملاك البيت عند وولف هو الصفاء الخالص، فصفاء المرأة واحمرار وجهها يلخصان جمالها وكل جمالياتها.
    وتتابع الكاتبة وصفها لملاك البيت بأواخر العصر الفيكتوري لتقول بأن هذه الصورة هي التي كانت من وراء خوض غمار الكتابة تقول ” لقد رأيت ظل جناحيها يغطّي صفحاتي، وأستمع إلى حفيف ملابسها بغرفتي”.
    لقد قتلت فرجينيا وولف المرأة داخلها كي تتحرر كتابتها وتُناقض التصوُّرات الكتابية لعصرها والتي كانت تطبع عصرها والتي تجعل الكاتبة هي : المتفهمة، المرتخية، المستخدمة لأنوثتها، المستخدمة لخصائصها الجنسية في التعبير والمبتعدة عن رأيها الخاص.
    وقد اعتبر خروج فرجينيا وولف عن النسق الكتابي لعصرها دفاعا عن النفس قافزة على كل الخصائص الكتابية السابقة من حيث أنها اعتبرت تلك المميزات قد تُفرغ كتابتها من كل خاصية وخصوصية وتجدر، وقد تحدثت الناقدة Showalter Elaine عن خصائص الكتابة النقدية لفيرجينيا وولف تقول: “الكتابة عند وولف تهرب باستمرار من النقد الوصفي و دائما ترفض الخضوع له وتوحيد وجهات النظر حوله ” (1).
    فالكتابة لدى وولف حدث ثوري تقيم بها: علاقة مملوءة بالرعب مع الأشياء المحيطة بها والتي تحدد وجودها المادي وتضغط عليه عبرعلاقة تجاذب تحيل ها مِشيَّتَها إلى مركز داخل المركزي والفاعل وبذلك يصبح همّ المجتمع من خصوصيات همّها كامرأة.
    أمّا المحللة النفسانية والروائية جوليا كريستيفا(2)، فعند استقرارها بفرنسا سنة 1966 شاركت في تتشيط التنظير الأدبي واللساني مع مجموعة تيل كيل ومشاهير النقد الحديث كرولان بارت وزوجها فيليب سوليرس، من كتبها “أبحاث سيميولوجية ” 1969 ” النص الروائي”1970، ” ثورة اللغة الشعرية” 1974و “معبر العلامات” 1975.
    إن النص الأدبي عند كريستيفا يعتبر كنسيج لإنتاج مادة اللاشعور التي تعكس شبكة للدلالات المبنية على إرثها الأيديولوجي المشبع بالتقاليد والعادات ل “أنا” الكاتبة التي تعكسها الحقول الدلالية للنص، فهي كما قال عنها بارت ” تغير أماكن الأفكار” (3)
    إن فيلسوفة النساء الفرنسيات قد تعرضت بالنقد للشعرية الحديثة لملارميه ولوتريامون من تحقيقها للثورة على صعيد الكتابة وهي تعتبر أن قطيعة هذه الكتابة مع المنطق تحقق نوعية الكتابة المعتمدة على إيقاع الجسد.
    أمّا مناقشاتها ” الجندرية” فقد ناقشت فيها البديهيات التي لا تجعل أي أحد يملك جنسه البيولوجي، من ثم كانت وجهة نظرها حول الأدب النسائي ترتكز على.
    أولا : رفضها للتحديدات البيولوجية التي تعتبر أساسية في التمايز الجنسي، فالمرأة تطلب الانخراط المتساوي واقعيا ورمزيا للتعبير عن التحرر الحقيقي للنساء.
    ثانيا: النساء من وجهة نظرها يرفضن التراتب الرمزي الذكوري باسم التمايز.
    أما الوضعية الخاصة التي تحدد معالم النقد الأدبي النسائي لجوليا كريستيفا، فهو رفضها للتقسيم الحاصل بين الذكورة والأنوثة على المستوى البيولوجي.
    وقد أصبحت هذه الخاصية هي المسيطرة على كتابات كريستيفا وتحدد هويتها كناقدة وهي بذلك تفهم الثنائية رجل/ امرأة انطلاقا من رصدها للمنظار الميتافيزيقي عليها.


    نقل كما نشر

    علينا ان نتوخى الحذر من الخروج السافر على ما وجدنا عليه من دين وخلق واخلاق ونظم إنسانية حميدة .

    عبدالله عمر
    أطرد ليلك أحضن فجرك
    أزرع خيرك أجنى أجرك
يعمل...
X