المجازة والمـرافق العامة
استخدم العمانيين قبل عشرات السنيين ما عرف (بالمجازة) ، وهي عبارة عن غرفة تحيط بجزء بسيط من الفلج الموجود بالقرية أي يمر الفلج داخلها ، وكانت تستخدم المجازة للاستحمام والضوء وخاصة للنساء لذلك فقد صممت بحيث لا يمكن للمار مشاهدة الداخل ، وكانت تقوم مقام دورات المياه الحالية كون المنازل القديمة لا تتوفر بها دورات المياه ، وقد تميزت المجازة بنظافتها رغم أن جميع أهالي القرية يستخدموها إلا أن إيمان الناس بأن النظافة جزء مهم من الدين الإسلامي صار لديهم رادع لعدم تركها متسخة بعد الاستخدام ، ففي القرية عادة ما تتوفر مجازة واحده سواء في أطراف القرية أو وسطها وذلك حسب السكان الموجودين فكان الجميع يحرص على تركها نظيفة حتى لا يتعرض لانتقاد الشخص أو الأسرة التي ستأتي بعده ، وهناك مجازات في بعض القرى تخصص للوضوء قبل الصلاة حيث كانت ملازمة للمسجد كون المساجد في تلك الفترات يشترط أن تقام بجانب الفلج.
مازال هناك بعض الناس من الكبار في السن يستخدمونها حتى اليوم.. وبعض هذه المجازات ما زالت موجودة كنوع من التراث ومن يزورها سيلاحظ أنها تحتفظ ببساطة بنائها ونظافتها على الرغم من أن الجميع كان يعتمد عليها على عكس المرافق العامة اليوم التي تتميز بحداثتها ومواكبتها للبناء الحديث إلا أن سوء استخدامها وعدم المحافظ عليها من قِبل المستخدم وعمال النظافة أن وجدوا جعل الناس الذين عاصروا المجازات يتمنون وجودها اليوم ، وأعني بالمرافق هنا دورات مياه المساجد أو الموجودة على الطرقات ومحطات تعبئة الوقود ، حيث أن هذه المرافق تفتقد للنظافة من جميع النواحي وجميع ما بها من مرافق غير صالحة للاستخدام والتهوية سيئة ولا تنطبق عليها المواصفات الصحية فيكفيك بأن ترى الباب من الخارج لتقيس مدى النظافة من عدمها. أما في المساجد وللأسف فالأمر أسوء حالا فمن المفـترض أن المستخدم يتطهر ليقابل ربه ويجب أن يترك المكان نظيفاً لتكتمل طهارته، لكن غياب الرقابة الذاتية والاتكال على العمال الذي قد يكونوا غير متوفرين في ذلك المكان جعل من هذه الأماكن سكناً للشيطان بسبب القذارة والرجس اللذان يخلفهما المستخدم ،حتى أن البعض قد يستغني عن الصلاة في مسجد معين بسبب عدم قدرته على استخدام دورة المياه وهنا لا أقصد أن تكون من مستوى الخمس نجوم لكن أن تكون نظيفة مع المحافظة على المرافق . فإذا ترك كل واحد بعده المكان نظيفاً فيمكن أن نحافظ عليها نظيفة وسليمة لعدة أيام على الأقل ، وهذا لا يعني عدم الاستغناء عن عامل التنظيف لأن هذه الأماكن عامه ومستخدميها مختلفين قد يكون منهم المريض أو غير ذلك. فبهذه التصرفات ما الذي يميزنا كوننا بلد إسلامي والنظافة جزء مهم من ديننا.!!
ففي البلدان غير المسلمة وبالتحديد الدول الأوربية تجد دورات المياه نظيفة ومرافقها سليمة على الرغم من عدم توفر المياه إلا أن الاهتمام بها من قبِل الشركات المتخصصة وإلزام المستخدم في بعضاً منها لدفع مبالغ ماليه رمزية حتى يقدر مدى أهميتها وعدم العبث بها..
إذن أين شركات التنظيف من كل ما نراه ، وأن وجدت في بعضها إلا أنها لا تؤدي دورها وذلك لغياب المسئولية من الشركة نفسها ، وعدم متابعة العامل وتوفير أدوات التنظيف المناسبة له وعدم توفير ما يقي جسمه من أدوات وقاية من ناحية، ومن ناحية أخرى من التذمر الذي يصيب العامل بسبب سوء الاستخدام ، لذلك أرى ضرورة تدخل جهات حكومية للقضاء على هذه الظاهرة وذلك بنص قوانيين صارمة على الشركات التي تتبعها تلك المرافق ومعاقبة المخالفين وذلك بتشكيل لجان تتابع حالة هذه المرافق وعلى شركات النفط والتي عادة ما تتوفر بها هذه المرافق ضرورة المراقبة وفي حالة المخالفة من قبل المستثمر يتم إجراء ما يلزم أما فيما يخص المساجد فيجب أن يتم شرط وجود عمال نظافة مخصصين لكل مسجد يقومون بتنظيف الدوري خلال اليوم سواء كانت المساجد الحكومية أو الخاصة ، إلى جانب وضع التعليمات للمستخدم على كل دورات المياه والمرافق العامه .
خولة بنت سلطان الحوسني
تعليق