الحنان المفقود
ذات مساء
وعندما كان الظلام حالكا وثمة غيمة سوداء تغطي المدينة
جلست البريئة في إحدى الأزقة الضيقة تلوي يداها على قدميها الباردتين والمياه تغطي جسمها الصغير...
هربت مرتعبة من قسوة أبيها .. وعندما فكرت بالعودة وجدت نفسها قد ظلت الطريق!!
لا ملجأ ولا مأوى تأوي إليه !
رغبت بالتخفيف عن نفسها !
أغمضت عينيها برفق وحاولت التفكير بأمر مريح وتخيل أحداث تسعدها وتخلصها من هذا الجو المخيف
ولكن لا جدوى!
فزخات المطر أقوى وتضرب على الأرض بكامل قوتها لتكسر مرآتها الحالمة..
يا للمسكينة حالها يرثى لها..منظرها البائس يثير الإحساس بالشفقة
بدأت ترتجف فلقد تبللت ملابسها بالكامل!!
أحست بالشوق لوالدتها فقد كانت دائما بجانبها .. تحبهـا!
وتذكرت أختها الرضيعة التي قد بدأت تبتسم مؤخرا ..
تمنت لو أنها لم تهرب فزعا وأقدمت على اغلاق باب غرفتها ووضع المخدة على اذنيها هربا من نوبة غضب أبيها...
!
وعاد المطر ثانية ليحطم السكون ويقطع حبل أفكارها البريء..
سمعت صوت شبيه بصوت قطتها "ميمو"يصل من مكان بعيد
ابتهجت
نادت
ميموووووووو
قطتي
ميييييمووو
أخذت تجري هنا وهناك وجدت قطة ضالة خاب أملها ...
"ميمو" من الماضي..
فلقد ماتت صدمتها سيارة العام الماضي
سقطت الصغيرة على الأرض وجثت على ركبتيها ..أخذت تبكي بحرقة على حالها التعيس
خالطت دموعها قطرات المطر الضاربة وانسدل شعرها الأسود المبلل على وجهها..
وبينما هي على تلك الحال..
اخذت تنصت لعربة قادمة من الطريق الذي بجانبها ..
شعرت بريبة واختلطت أحزانها مع ليلتها المرعبة..رهبة الحال اربكتها وتحجرت الدموع في مدمعها وتوقفت عن الإرتجاف للحظه فلقد اعترى المكان صمت رهيب
ألتفتت ناحية العربة لتجد والدها ينظر إليها نادماً و ملامح الأسى ظاهرة عليه
رغبت بالإقتراب منه ولكنها لم تطمئن بعد..
اسرع إليها وضمها لحظنه الدافئ...
اعتذر لها ...غضبه مشهد لن يتكرر...
قبّلها ومسح دموعها من على وجنتيها...
"لن تخرجي هكذا ثانية ياصغيرتي..أليس كذلك؟"
اومأت برأسها بأنها لن تعيد الكرهـ
واخيراً
رسمت الطفلة بسمة سعادة ..
5/5/2009
الملاك الغامض
ذات مساء
وعندما كان الظلام حالكا وثمة غيمة سوداء تغطي المدينة
جلست البريئة في إحدى الأزقة الضيقة تلوي يداها على قدميها الباردتين والمياه تغطي جسمها الصغير...
هربت مرتعبة من قسوة أبيها .. وعندما فكرت بالعودة وجدت نفسها قد ظلت الطريق!!
لا ملجأ ولا مأوى تأوي إليه !
رغبت بالتخفيف عن نفسها !
أغمضت عينيها برفق وحاولت التفكير بأمر مريح وتخيل أحداث تسعدها وتخلصها من هذا الجو المخيف
ولكن لا جدوى!
فزخات المطر أقوى وتضرب على الأرض بكامل قوتها لتكسر مرآتها الحالمة..
يا للمسكينة حالها يرثى لها..منظرها البائس يثير الإحساس بالشفقة
بدأت ترتجف فلقد تبللت ملابسها بالكامل!!
أحست بالشوق لوالدتها فقد كانت دائما بجانبها .. تحبهـا!
وتذكرت أختها الرضيعة التي قد بدأت تبتسم مؤخرا ..
تمنت لو أنها لم تهرب فزعا وأقدمت على اغلاق باب غرفتها ووضع المخدة على اذنيها هربا من نوبة غضب أبيها...
!
وعاد المطر ثانية ليحطم السكون ويقطع حبل أفكارها البريء..
سمعت صوت شبيه بصوت قطتها "ميمو"يصل من مكان بعيد
ابتهجت
نادت
ميموووووووو
قطتي
ميييييمووو
أخذت تجري هنا وهناك وجدت قطة ضالة خاب أملها ...
"ميمو" من الماضي..
فلقد ماتت صدمتها سيارة العام الماضي
سقطت الصغيرة على الأرض وجثت على ركبتيها ..أخذت تبكي بحرقة على حالها التعيس
خالطت دموعها قطرات المطر الضاربة وانسدل شعرها الأسود المبلل على وجهها..
وبينما هي على تلك الحال..
اخذت تنصت لعربة قادمة من الطريق الذي بجانبها ..
شعرت بريبة واختلطت أحزانها مع ليلتها المرعبة..رهبة الحال اربكتها وتحجرت الدموع في مدمعها وتوقفت عن الإرتجاف للحظه فلقد اعترى المكان صمت رهيب
ألتفتت ناحية العربة لتجد والدها ينظر إليها نادماً و ملامح الأسى ظاهرة عليه
رغبت بالإقتراب منه ولكنها لم تطمئن بعد..
اسرع إليها وضمها لحظنه الدافئ...
اعتذر لها ...غضبه مشهد لن يتكرر...
قبّلها ومسح دموعها من على وجنتيها...
"لن تخرجي هكذا ثانية ياصغيرتي..أليس كذلك؟"
اومأت برأسها بأنها لن تعيد الكرهـ
واخيراً
رسمت الطفلة بسمة سعادة ..
5/5/2009
الملاك الغامض
تعليق