متناقضات اجتماعية
عادات وتقاليد وموروثات كلمات ارتبطت بحياتنا فتعلقت بالكثير من تصرفاتنا وسلوكنا التي باتت لا غنى عنها فاندرجت في قائمة الواجب واللازم والانحلال وعدم القيام بها أصبح عيباً يتهرب من المجتمع من لا يقم به وكأنه أقترف ذنباً ناهيك تأنيب الضمير الذي سيصاحب المتخلف وأن لم يرى عليه ذلك .
العزا واجب اجتماعي يحرص الجميع على تأديته وحتى أن لم تربطهم علاقة بالمتوفى فقد يكون على معرفه بأحد أقاربه أوقد سمع عنه يوماً أو التقى به في ظروف عمل أو علم أو ما شابه فيأتي لتأدية العزا بغض النظر عن بعد المسافه وأن كان في بلد آخر، وكما هو معروف أن الكرم هو من شيم العرب لذلك تجد موائد الطعام تسبق المعزيين إلا ذلك ما يثير حفيظة البعض ويجعل ذلك مصدر انتقاد من قِبل البعض الذين بدءوا بالمطالبة بتغير هذه العادات التي أنزرعت في المجتمع إلا أن هذه المطالبات لن تجد آذان صاغية من المجتمع لأن التخلي عنها أو تقنينها وحصرها على أهالي القرية أو المنطقة هو نوع من التخلي عن القيام بالواجب الذي لا يرضي شيمة العماني ، بل لم يكتفي البعض بذلك فبدأ الحديث عن التعزية بالمراسلة أو الاتصال أو التعزية في الصحف وقريباً سيكون العزاء بالشات والإيميل!! وأتت هذه الخطوة لتقليل مصاريف العزا ومن الحوادث حوادث الطرق التي قد تنتج نتيجة اتجاه آلالف الناس لأداء العزا في حين أن مصاريف التعزية في الجريدة تكلف الشخص الواحد المئات ناهيك عن أضرار استخدام الهاتف النقال فإذا كان صاحب العزا سيستقبل أكثر من عشرين اتصال في الساعة فكيف سيحافظ على صحته ، وإذا كان هذه المطالبات ستصبح قرارات فعلى التجمعات الاجتماعية السلام لأن هذه التجمعات أصبحت الملتقيات الوحيدة التي يتجمع فيها أفراد العائلة ويتواصل فيها صلة الأرحام .
حتى الأعراس بعد أن كان الناس يفرحون لسماع بزواج أحد من أقاربهم ويأتون من دون دعوى مشاركة للفرحة وتقديم المساعدة تم انتقاد العادات التي كانت تتبع و عدد الناس الذين يحتشدون مشاركة للفرحة والموائد التي كانت تقام والمهر الذي يقدم للعروس
فأتجه الكثير للبوفيه الذي لا يكاد أن يقاوم المعازيم حتى نهاية الحفلة التي يحجز لها قاعة تكلف أهل العرس الآلف إلى جانب بطاقات الدعوة المصاحبة ببطاقات الدخول لتحديد عدد المعازيم والتقليل منهم في حين أن هذه القاعات والبطاقات قد تكلف ضعف ما كان ينفق في الأعراس التقليدية الغير محبذة .. وهذا ليس تعارضاً على فكرة الأعراس الحديثة بل هو أن ما ينطبق على فلان لا ينطبق على علان وما ينطبق على طبقات اجتماعية لا ينطبق على أخرى .
بعيداً عن تفاصيل هذه المناسبات وما لها وما عليها مجتمعنا بحاجة إلى من يمكن أن يوطد العلاقات الاجتماعية ويقر على صلة الرحم التي باتت أشياء تأتي في نهاية المسئولية لدى فئة وألغيت مع فئة أخرى نتيجة العصر الالكتروني والتواصل مع الغريب من الخارج واجب يومي دون معرفة أصله وفصله أو حتى معرفة جنسه واسمه الحقيقي ، فغدى كل واحد يعيش جسداً في بلد وعقلاً وروحاً في بلد آخر دون أن يفكر بمن حوله وما العلاقة التي تربطهم به ،فنسى واجباته الاجتماعية أذن الحث على ضرورة هذه المناسبات وأهميتها كنوع من التواصل الاجتماعي وضرورة بقاءها يأتي لصالح المجتمع ويحافظ على العلاقات الاجتماعية لبناء مجتمع متماسك.
خولة الحوسني
تعليق