.. صـــــــدى الـــذكريــــــات ..
لحظات تتوق على أصداء سمعي ..
تنهرني ..
تصرخ في بإسم الضمير ..
وتناديني ليلا ً ونهاراً ..
جاء الحق وزهق الباطل ..
يتكلم الصدى ويستمر بالكلام ..
تراني بعد لحظات أتفجر ..
بين أقطاب آلامي ..
أسكت لهذا الصدى ..
أقول له !: حيّاك ..
وما حيّاك الله ياصدى الذكريات ..
رمقني بنظرات عتاب ..
يسألني ما الخطب بهذا التجوال ..
قلت له أنت تفعل ..
كما يفعل غيرك من اللا إنسانيين ..
عندما أفرح ترجعني بالصدى للوراء ..
لأجد نفسي أذرف الدموع بدون عناء ..
ودموعي على وجنتي ..
أعود إلى الوراء بالفكر ..
أعود إلى ذروة أمل صغيرة ..
تفتح لي بابها لأطير سريعا ًوبدون أجنحة ..
ولكن أين المفر ..
من الصقر الذي يتربصني بكل واد ٍ..
قاطعني الصدى ..
قائلا ً: مدي لي يديك ِ..
أطلقي عنك ِ عنان الماضي ..
نعم أطلقي عنك ِ..
صرخات الآه ..
فلتمدي يديك ِ..
قلت له وأنا صامته ..
أنت كمثليك تأخذ بيدي لتتمكن مني ..
وتأخذ ما يعنيك على الدهر بعدي ..
وتتركني وحيدة بين أقطاب و أقطاب ..
وأترجل بعثرات خطواتي لأذهب سريعا ً..
قبل أن أقع فريسةٍ لهذا الصقر المذعور ..
جاء طيف الصدى على سمعي ..
ومعه جاءت نثرات الندى ..
وبضباب كثيف غطى على بصري ..
ولف جسدي ببرودته الخانقة ..
وعاود الصدى ..
ليذكرني ..
ليكلمني ..
ما عهدتك ِ هكذا يا إنسانة الضمير ..
يا إنسانة الحق ..
عارضته وقاطعته على كلامه بضحكة إستهزاء ..
أعذرني يا صديقي الصدى ..
أنت متأخر بينما العالم يتقدم من حولي ..
ومن بمجتمعي أنا من متحضرون ..
الضمير تارة ٍ يعيش ..
ويموت تارة ٍ آخرى ..
والحق ..
مسكين هذا الحق ..
كل يوم يسلب ويضطهد أكثر من ألف مرة ..
لم يعد بهذا الوادي المذعور ..
سمة بها ضمير أو حق ..
صديقي الصدى ..
لدي ما أبقيه لك بين شفتي من كلمات ..
وقطوف آلوان و آلوان ..
كانت ولا تزال تزدهر بين أعناق فؤادي ..
تتلمذت بين جذور نبتت منذ نعومة أظافري ..
ترعرعت وكبرت وأخذت مكانها بين الأزهار ..
بدأت تتجمل بنفسها على غصنها ألبان ..
وحافظت على شكلها وأريجها ..
كحفاظ الإنسان على نفسه بالوجدان ..
كنت أرى أن العالم كله ..
قلوبهم بيضاء ناصعة كلون الدرة ..
وبدأت أتمشى بخطواتي ..
تارة ٍ أتعثر وتارة ٍ آخرى أقف ..
أقف صلبة ٍ كالحجر الصوان ..
أقف وحيدة بغربتي ..
بهمي ..
وآلامي ضاقت بي الأنفاس ..
ومللت هذا العالم المكنون ..
وعشت وحيدة بين نفسي وذكرياتي ..
لأنفثها بين أدبار وأعماق البحار ..
ووقتها أعود كزهرة صغيرة ..
تتجمل على غصنها ألبان ..
ولكن لن أترك نفسي ..
تمشي على الأرض بهون ٍ..
سأظل على غصني أتمايل ..
حتى يأتي قدري ..
وأسلم أنفاسي عهدة ٍللخالق الباريء ..
والعالم بما فيه الإنسان ..
بقلم /همس الأنامل
تعليق