إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صِرَاعٌ فِكْرِي !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صِرَاعٌ فِكْرِي !

    السَّلَامُ عَلَيْكُم وَ رَحْمَةُ الله تَعَالَى وَ بَرَكَاتُه


    فِي ظِلِ هَذِه الْأَيَام فَإِنَنَا نُعَايِِشُ صِرَاعَا فِكْرِياً فِي الْمَنْزِل فَلِذَلِكَ كَانَ لِزَامَاً عَلَيَّ أَنْ أَبْذُلَ جُهْدَاً مُضْنيَاً لِمُوَاجَهَة هَذِه الْأَزْمَة و التَّزَوُد بِالْعُدَةِ و السِّلَاح كُلُ هَذَا لِأُدْحِض حُجَجَهُم الْوَاهِيَة وَ لِأُقَابِلَهُم بِحُجَةٍ دَامِغَةٍ !



    فِي حَالِ عَوْدَتِنَا مِنْ مَعْرَضِ الْكِتَاب أَوْ إِحْدَى الْمَكْتَبَات فَإِنَّي أُسَابِقُ الرِّيح لِأَحْتَضِنَ الرِّوَاية وَ اقْرَأَهَا بِنَهَمٍ لَئِلَا تَقَع بِيَد أَحَد أَعْضَاء السُّلُطَات الْعُلْيَا فَ\أُمْنَع مِن قِراءَتِهَا وَ تَنْدَرِج الرِّوَايَة ضِمْنَ قَائِمَةِ الْمَحْظُُورَات وَ تُصْبِح قِرَاءتُهَا ضَرْبَاً مِنْ ضُرُوب الْمُسْتَحِيلَات !



    ثُمَ إِنِّي لَأَخْشَى عَلَى الرِّوَايَة فِي ذَلِكَ الدُّرْجِ الْمُوصَد الْقُضْبَان وَ حَتَى لَا يَتَخَلَلَهُ الْغُبَار ,,, كُلُّ ذَلِك وَ أَكُثَر حَتَى لَا يَصِل إِلَيْهِ مَعْشَرَ الْمُتَطَفِلِينَ أَمْثَالِي !



    بَعْض مِن هَذِه الرِّوَايَات سَأَحْصُل عَلَى تَرْخِيصِ قِرَاءَتِهَا "بَعْدَ الثَّانويَة " ..كَمَا وَرَدَ فِي خِطَابِهِم السَّامِي \لَكِنَّ الْأَدْهَى وَ الْأَمَر أَنَّ الْبَعْضَ الآخَر مِنَ الرِّوَايَات قَدْ أُبْعِدَت سَبْعِينَ خَرِيفَاً كَمَا هُوَ حَال "11 دَقِيقَة " !



    بِرَبِكُم \ أَلَيْسَ الْأَمْرُ فِي غَايَة السُّهُولَة \ مَا الضَّيْرُ فِي قِرَاءَةِ أَيُّ الرِّوَايَات وَ فِي أَيِّ سِنٍ كَان ؟!\ فَالْمَسْؤولِيَةُ تَقَع عَلَى عَاتِقِ الْقَارِئ بِأَن يَقْبَل بِمَا يَتَجَانَسُ مَع \الشَرِيعَة الْإسْلَامِية , الْعَقْل الْبَشَرِيَة , الْحَصِيلَة اللُّغَوِيَة \ وَ يُلْقِي بِمَا يِِتَنَافَى مَع ذَلِكَ فِي أَقْرَب مِكَبِة نِفَايَات !


    أَلَا تُشَارِكُونِي الرَّأْيَ يَا صِحَاب ؟!

  • #2
    عملة نادرة
    كأنك تقري أفكاري

    أولاً دعيني أبدي اندهاشي بـ عمرك
    فأنتِ حسبما قرأت لم تنهِ الثانوية العامة ..!!

    ما شاء الله
    فكرك ثقيل المحتوى يا عزيزتي
    أحييكِ عليه

    بالنسبة لـ موضوعك
    لاأخفيك أنني أغبط نفسي على عائلتي
    فلقد أولتني ثقة كبيرة حتى عندما كنت مازلت طالبة في الإعدادية
    فلم يشكك أبي أبداً في أي كتابٍ أختاره
    بل كنت أعجب لاقتنائه كل كتاب أشير عليه دون أن ينبس بـ كلمة واحدة
    ولكن مع ذلك فإنني حديثاً وبعدما دخلت الجامعة بدأت أواجه مشاكل كـ التي تعرضتِ لها
    فلقد صادف أن قرأ أبي رواية سمع عنها كثيراً
    وهي " باب الشمس " لـ إلياس خوري
    لا أعلم إن كنتِ قد سمعتِ عنها
    هي رواية تتحدث عن النكبة الفلسطينية بـ طريقةِ سردٍ مميزة
    حتى أنها حوّلت إلى فيلم
    عموماً
    المشكلة في الرواية أنها حوت مشاهد جنسية مغالية جداً
    وهو أمر تعودت عليه شخصياً ولا ألتفت إليه
    ولكن يبدو أن أبي لم يستطع تحمل ذلك
    مع أن الرواية أعجبته كثيراً
    فبدأ بعدها ينظر إلى بعض الروايات بـ ريبة ويسألني عنها وكأنه يتأكد من طهارتها هههه

    إن شئتِ رأيي
    على الرغم من تمردي لـ أي قيدٍ يفرض عليّ
    خاصة وأنني بلغت سناً أستطيع فيه أن أنقّي الكتاب وأصفّيه في دماغي وأختار ما ينفعني منه
    ولكن مع ذلك
    أرى أن للـ أهل حقٌ في مراقبة ما يقرأه أبنائهم
    وهنا تكمن براعة الأهل
    فالرقابة لا تعني القيود والاوامر
    خاصة إن كانوا يعلمون إلى أي درجةٍ يستطيع فيها ابنهم التمييز بين السليم والباطل

    عملة نادرة
    نصيحتي أن تفتحي باب للحوار
    فهذا تماماً ما أقوم به إن رأيت ما أود قوله
    أعقد مجلساً للعائلة لـ مناقشة ما يضايقني
    وبكل صراحة
    الطريقة مجدية جداً

    ... ولأطلقها صيحةً صريحةً قاسية ...

    أيتها الأمة العربية : احذري حتى رجال السياسة من أبنائك ،
    لا لأنهم قد يخونوكِ أو يخدعوكِ ،
    ولكن لأنّهم قد يُخانون ويُخدعون !!
    ولأن كراسي الحكم قد تكون في بعض الأحيان وثيرةً إلى حدٍ تستنيم له الأعصاب وتخدر فيه الدماء الثائرة !!

    شهيد الأمة
    سيد قُطب

    تعليق


    • #3
      مع بعض التحفظات

      توقفت كثيرا قبل أن أكتب ردا هنا
      هل أكتب أم لا أكتب
      فهذه مسألة عائلية في المقام الأول
      ولا حاجة لفتح جبهات أنت في غنى عنها
      عندما تكبرين أكثر ستفهمين دور الأسرة في هذا الأمر
      لا سيما الدور الذكوري في هذا التنظيم
      لأنك ستحتاجين إلى الكثير من الوقت للوثوق بأبنائك المراهقين
      أهلك لا يعادونك بقدر ما هم يخافون عليك
      فبعض الكتب تلوث الفكر والقلب
      لكن هذه المخاوف ينبغي أن تكون متزنة لا متزمتة
      ربما تحتاجين إلى مساحة أكبر من الحوار مع شخص قريب
      أنت بحاجة للثقة
      لثقة شخص واحد على الأقل
      ولكن عليك أن تتحملي هذه الثقة
      وأي خطأ سيفقدك الثقة طوال حياتك
      --------
      لنعد إلى هذه النوعية من الكتب
      هناك بعض الكلمات والعبارات أكثر عريا
      من بعض المشاهد الحميمية على الشاشة
      والانسان بطبيعته يحب الاكتشاف
      يحب الدخول إلى العوالم المجهولة
      -------
      طبعا العالم الذكوري لا يعاني مشكلة كهذه
      مهما كانت التصنيفات العمرية 18+
      ربما..,أقول ربما رواية "11 دقيقة" ومثيلاتها تحتاج إلى أن يوضع عليها
      تصنيف للمتزوجات فما فوق!
      مع بعض الاستثناءات
      ربما يعتقد الرجل بفكره أن روايات كهذه هي أكبر من سن الفتاة
      أكبر من أن يحتويها عقلها البريء
      لكنني شخصيا لا أعتقد أن عالم المرأة صغير إلى هذه الدرجة
      ولا أعتقد أن ما نعرفه نحن تجله الفتيات

      ---------
      السؤال هنا
      بأية مشاعر تخرج الفتاة من تجربة قرائية مثيرة للغرائز؟

      الكثير من الاجابات التخيلية المتضاربة تساقطت علي!

      ربما هو التفكير الذكوري مرة أخرى
      بداية
      /
      \

      كن خلوقا وأنت تسيح
      بقوطيك في شوارع الناس
      وبلاش قلة أدب

      ***

      تعليق


      • #4
        أنا أعتقد أن الحوار هو أجدى الحلول هنا ،، لكن بالمعقول !!

        يعني اذا أردت ان تطاع فاطلب ما يستطاع .....

        شخصياً قرأت رواية " 11 دقيقة " ولن أكرر التجربة مرة أخرى ،،
        هي ليست بذلك السوء الذي تحويه بعض رواياتنا العربية الماجنة ، لكن لا أريد أن افتح
        على نفسي باباً أنا في غنى عنه !!!

        من حق الإنسان أن يقرر ماذا سيقرأ وما الذي سيفيده وما الذي يضره ،، ولكن الاهل هم
        "الترمومتر " هنا !!

        ولكن بعد وصول الشخص لـ مرحلة معينة فـ " عقله في راسه ويعرف خلاصه "


        عموماً تحية لـ هذه الرغبة الجامحة للقراءة وحب الإطلاع



        مو حزن ... لكن حزين

        تعليق


        • #5
          أَهْلاً بِكِ يَا رَنِين !
          وَ أَنَا أَيْضاً أَغْبِطُكِ عَلَى ثِقَةِ أَهْلِكِ لَكِ \ أَمَا بِالنِّسْبَةِ لِلْرِوَائِي إِلْياس ..سَمِعْتُ عَنْهُ عَنْ طَرِيقِكِ أنْت حِين ذَكَرتِي رِوَايَاتِه مِن ضِمْن الرِّوَايات الَّتِي اشْتَرَيْتِهَا مِن الْمَعْرَض !
          عَلَى كُلِّ حَال فَقَد عَقِدْتُ مَع السُّلْطَات الْعُلْيَا الْعَدِيدَ مِنَ الجَّلْسَات وَ لَكِنَهم وَ رَمُوا بِمَطَالِبِي عَرْضَ الْحَائِط و لَم يُعِيروهَا أَي اهْتِمَام \ لِدَرَجَةِ أَنِّي قُمْتُ بِإِرْسَالِ رَابِطِ الْمَوضُوعِ لَهُم , وَ لَا نَتيجَةَ تُذكَر "طَفَحَ الْكَيْل "
          فَالْيَحْرس الرَّحْمَنُ خُطَاكِ

          تعليق


          • #6
            أَهْلاً بِكَ يَا " أَمِيرَ الْوَرَاقِين "
            لَا عَلَيْك أَخِي فَـ\بِمَا أَنِّي طَرَحْتُ الْقَضِيَةَ هُنَا فَأنَا بِحَاجَة لِآرَائِكُم !
            وَ لَا أَظُنْ أَنِّي سَـ\أَمْنَع أَي الرِّوَايَات عَنْ أَحَدِهِم يَوْمَاٌ مَا لِأَن الرِّوَايَة إِنْ كَانَت سَيِئَة فَـ\عَليْه يَجِب أَنْ تُمْنَع عَن جَمِيع الْفِئَات الْعُمْرِيَة لَا أَنْ تُتَدَاوَل مِنْ قِبَلِ فِئَة مُعَيَنَة دُونَ الْغَيْر \ أَمَا إِنْ كَانَ بِهَا مَايُلَوثُ الْفِكْر بِصُورَة لَا تَطْغَى عَلَى الْعَنَاصِرِ المُفِيدَة الْأُخْرَى فَهُنَا يَأْتِي دَوْرُ الْقَارِئ بِأَن يَتَقَبَل المُفِيد وَ يَرْفُض مَا عَدَاه !
            أَمَا بِالنِّسْبَةِ لِ "11دقيقة " فَأَنَا ذَكَرْتُهَا عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ لَا الْحَصْر فَالقَائِمَة تَطُول بِالنِسْبَة لِلْرِوَايَاتِ الْمَمْنُوعَة مِثِل " سقف الكفاية , طوق الطهارة , صوفيا " ..
            حَقِيقَة أَتَمَنَى أَن أَبْلُغ عَرْشَ تَفْكِيرِهِم لِأَفُّكَ شَفَرَاتَ التَّعْقِيدِ تِلك !
            نَوَّرَ الرَّحْمَنُ دِرْبَك

            تعليق


            • #7
              أَهْلاً بِكَ يَا "أَحْمَد الْبَدْوَاوِي "
              وَ الْعُقْدَة هُنَا تَكْمُن حَيْثَ الْأَهْلَ هُم التَّرْمُومِتِر \ أَنَا لَمْ اقْرَأ "11 دقيقة " وَ لَكِنِي قَرَأْت رِِوَايَات صَاخِبة لَمْ أَسْتَسِغْهَا فَ\لَمْ أُتْمِمْ قِرَاءَتَها مِثِل " شيكاجو , صمت الفراشات " فَكَمَا ذاكَر " أمير الروراقين " فَكُلُّ مَا أَحْتَاجُهُ هُو الْقَلِيلُ مِن الثِّقَة !
              تَحِيَةٌ لَك

              تعليق


              • #8
                أيتها النادرة
                لست وحدك من يعاني
                أتركك مع هذه المقاله
                (طبعا الملحق هذا الأسبوع يمتاز بموضوعه المميز)

                الشيطَان الجميل ينتصرُ مجدداً !
                عائشة السيفية

                قبلَ أيّام كنت أتحدّث لصديق في الماسنجر عن مشوَاري مع القراءة والكتَاب وقد ضحكنَا كثيراً على مواقف كثيرَة حدثت لي بمَا يخصّ علاقتيْ والكتاب .
                أوّل كتاب «أدبيّ» قرأته كان الوحيد المتوفّر لديّ ولذلكَ قرأتهُ مراراً لأني لم أملكُ خياراً غيرهُ .. وقد جلبهُ أحدُ أشقّائي من احد معارض الكتاب بالإمارات العربيّة المتّحدة ..
                المستطرف فيْ كلّ فنٍ مستظرف هوَ أوّل ما قرأتهُ .. وظللتُ لثلاثِ أعوامٍ أقرأهُ .. أعيدُ قراءتهُ حالمَا أنهيهُ
                كنتُ أعودُ من المدرسَة القريبَة من بيتنا ، فأشعُر بفراغٍ كبيرٍ في المنزل لأنّ أشقائي لا يكُونون قد عادُوا بعدُ من مدارسهِم
                أتوجّه فور وصوليْ إلى دكّان (عبدالسّتار) البائع الهنديّ الذي أحتفظُ بهِ صديقاً جميلاً في الذاكرة القرائيّة لأنني كنتُ أستمتعُ بأكل حلويّاته وأنا أقرأ المستطرف
                لم أقلع عن المستطرف إلا بعدَ أن بدأت علاقة جميلة مع روائيّ جديد تعرّفت إليه عن طريق أختي التي تدرُس بجامعة السلطان قابُوس
                والتي أشفقت على عدم امتلاكي كتباً أدبيّة لقراءتها بعد ملاحظتي إقبالي الشّديد على قراءة المستطرف
                أذكر أنها سألتني إن كنتُ أريد كتباً من مكتبَة الجامعة .. فقلت لها: لا أعرف كتباً أو مؤلفين ولكنْ أحضري ليْ قصصاً كتلك التي في المستطرف
                ومنْذ تلك اللحظة بدأت مرحلةٌ قرائيّة جديدة في حياتي فتحَ فصولها نجيب محفوظ
                الروائيّ الجديد الذي تعرّفت إليه حينها .. وأسبُوعاً بعد أسبُوع أصبحت أختي تجلبُ لي روايات محفُوظ
                الثلاثيّات ، أولاد حارتنا ، قصر الشّوق ، رادوبيس ، بين القصرين وأخريات
                والحقِيقة أنّي كنتُ كلّما أنهيتُ قراءة روايةٍ له أقسمُ ألا أعود لقراءَة أيّ رواية له لحنقي على النهاياتِ المأساويّة التيْ ينهي بها تعلقيْ بشخصيّات رواياتهِ
                إلا أنني أجدني أغرق لاحقاً في دوّامة جديدَة معه بعد أن أطلب روايَة جديدة له .. كان يجرّني معه إلى أسفل ، إلى عمقِ نسيج الحبكَة الروائيّة التي يمسكُ بها القارئ من رقبتهِ فلا يبرحهُ حتّى ينهيْ روايته ..
                ولأجلِ ذلكَ ، يكادُ يكُون نجيب محفُوظ الروائيّ الوحيد الذي أبكاني رحيلهُ ، لأنه جزءٌ من مساحات اكتشَاف المحرّم، اكتشَاف الطوطم المنزّه عن الاقتراب أو اللّمس ، اللذة الأولَى والوخزَة الأولى بالنسبة ليْ أحدثها نجيب .. كانَ فعلاً محترفاً جداً !
                أوّل كتابٍ سرقتهُ كانَ كتاب ألف ليلة وليلة الذي اشتراهُ شقيقي .. وكانَ مغرماً بالقراءة كذلكَ لكنّه كان يمنعني من قراءَة ما يقرؤهُ
                بحجّة أن الكتاب للكبَار فقط ، وأنّ هنالك خطوطا حمرَاء لا ينبغي لي قراءتها لصغر سنّي
                قراءتيْ لألف ليلة وليلة جاءتْ قريبةً زمنياً من قراءتي لنجيب .. وأذكرُ أن أخي كلما أنهى جزءاً من ألف ليلة وليلة يضعهُ في مكتبَة المنزل
                كنتُ أقرأ الجزءَ الذي ينهيهِ مباشرةً وكنتُ في كثيرٍ من الأحيان أسبقه .. فأنتظر إنهاءهُ للجزء اللاحق حتى أتمكّن من قراءتهِ ..
                كانتْ تلك أول تجربةٍ لي للقراءَة بعيداً عن عيُون الآخرين .. القراءَة ، اختلاساً !
                القرَاءة .. هرباً من تلصّص أحد ..
                الروايَة الأخرى التيْ أدخلتنيْ إلى قائمَة اللصُوص هي روايَة مائة عام من العزلَة التي منعتُ من قراءتها لنفسِ أسبابِ ألف ليلة وليلة
                والحقيقة أنني قرأتُ أول مائة ورقةٍ من الرواية لا استمتاعاً بقدر رغبتي في كسرِ التابُوت وبحثاً عن المحظُور الذي منعَ قراءتيْ العلنيّة للرواية التي لم أكملها لأني لم أستمتع بقراءتها
                وقد دهشتُ لمنعِ أخي من قراءتي للكتابينِ أعلاهُ لأنّ جرعات الإثارة والخطوط الحمرَاء كانتْ أقلّ بكثير من روايات نجيب محفُوظ .. و لو قدّر لي كنتُ لأنصحهُ بقراءة نجيب لأنهُ كانَ سيحبّ سردهُ الروائيّ ..
                تجربتيْ القرائيّة الحقيقية التي بدأت معي شوطاً جديداً .. لأنها منحتني مساحَة اختيار حقيقيّة وإنْ كانت ضيّقة لكنني كنتُ على الأقلّ أملك اختيار هذا الكتاب أو رفضهِ
                كانت حينَ بدأتُ أدرسُ في جمعيّة المرأة العمانية بنزوى كلّ صيف ، حيثُ أذهب مع أشقائي لدرَاسة اللغة الإنجليزية والرياضيات .. في الجمعيّة كانت هنالك مكتبَة جميلة ..
                مُهملة جداً ، غير مرتّبة ، لكنّها كانت تحتوي على كتبٍ رائعَة جداً كشفتْ أمامي أني لم أكن أعيش في العالم .. أنني كنتُ غارقةً في حياة عاديّة جداً بعيداً عن سحر تلك الكتب وعالمهَا المثير ..
                مرحلَة دراستيْ بالجمعيّة أدخلتني في عالم قراءَة السّير الذاتيّة وقد شغفتُ بقراءة مذكّرات السياسيين خاصّة الإسرائيليين منهُم فقرأت مذكرات أرئيل شارُون ، واسحاق شامير ، وديغول ..
                أحببتُ كثيراً سيرَة اسحاق شامير ، كاتباً ! ودخلتُ إلى دماغهِ ، أحببتُ زوجتهُ شولاميت وشقاوة أطفالهِ .. اكتشفتُ مع قراءتهم أنّ هؤلاء الدكتاتوريين سياسياً يعيشُون في الجانب الآخر حياةً هادئة جميلة يلتقون فيها كلّ يومٍ بأطفالهم ويتناولونَ برفقة زوجاتهم الإفطار ويخلدُون كأيّ أبٍ نهاية اليَوم إلى سريرٍ يجمعهُم بحضنِ زوجَة جميلة يمتصّ عنهم سوداويّة كلّ دقيقة يمارسُون ساديّتها تجاَه أيّ شعب ..
                وعرفتُ في تلك المرحلَة كاتباً سياسياً جميلاً اسمهُ محمّد حسنين هيكل الذي أدخلنيْ إلى عوالم عبدالنّاصر والسادات وحرب 1967 واغتيالات السبعينات .
                في تلكَ المكتبة الكئيبَة تعرّفتُ كذلكَ إلى أدب الآخر المترجَم ، وقرأتُ أوّل الروايات المترجمَة .
                أذكرُ أني قرأتُ لأوّل مرة أدبَ أوروبا وشرقَ آسيا وأدَب الأمريكتين
                تلك المكتبة فتحتْ أمامي كذلكَ آفاقاً جديدة أدركتُ خلالها أنّ القراءَة قد تعَامل أحياناً كعمَل فضائحيّ ، أذكرُ فيمَا يخصّ ذلكَ أنني كنتُ أقرأ مرةً مجمُوعة قصصيّة مترجَمة لمجمُوعة قاصين إيرانيين فيما كنتُ في البَاص عائدةً إلى المنزل .. أطلّت امرأة كانتْ تعمل في الجمعيّة وسألتنيْ ما الذي أقرؤهُ .. فقلتُ لها : مجموعة قصصية لقاصين إيرانيين استعرتها من مكتبَة الجمعيّة.. ثمّ أردفتُ: هل تودين قراءتها؟ بالإمكان أن أعيركَ إياها ثمّ أعيديها لي .. وهكذا أعطيتها المجموعة، التي عادتْ بها في اليوم التّالي وهي تنظرُ إليّ وكأنها اصطادتنيْ وأنا أرتكب جريمَة .. نظرت إليّ بشكّ وقالت: قرأت الكتاب ولم أحبّه، بهِ مشاهد (ماصخَة) وأمور قلّة أدب .. أنت صغيرة ، لا تقرئي هذه الكتُب ..
                والحقيقَة أني صعقتُ حينها وتعلّمت بأنّ هنالكَ تابوهاً محظوراً اسمهُ الجنس ، لا يلتفتُ كثيرونَ إليه حينَ قراءتهم لأيّ نصٍ أدبيّ ، منذ ذلكَ اليَوم تعلّمتُ ألا أثق بأحد وألا أشارك قراءاتي للآخرين إلا بحذَر خوفاً من أحكامٍ سطحيّة تعرضت لها بحسنِ نيّة ..
                في مرحَلة متقدّمة وجدتني أمارسُ نكوصاً جميلاً إلى مؤلفات جابرييل جارسيَا ماركيز وبالإمكانِ أن أقولَ أن السنوَات الأخيرة هيَ سنوَات ماركيز بامتياز ، فالروَاية التي لم أحبّها قبل سنوات عدتُ إليها وعشقتُها .. شعرتُ حينها أني كنتُ صغيرةً جداً وساذجة حينَ فوّت مئويّة ماركيز ومنْ ثمّ احترفتُ قراءَة باقي رواياتهِ كخريف البطريرك والحبّ في زمن الكوليرا ولا أحد يكاتب الكولونيل وَمذكّرات عاهراتي الجميلات .. لقد شعرتُ فعلاً أني كنتُ غافلة تماماً عن عالم شيطانيّ يشكّل ماركيز ملامحهُ باحترافٍ شديدة وتقانة لا يتقبّلها سوَى قارئ يعرفُ ماركيز جيداً ما الذي يبحثُ عنهُ .. بعدَ روايَة خريف البطريرك التي استنزفتنيْ قراءتها أكثر من أيّ رواية أخرى أدركتُ أنّ ماركيز لم يخلقْ سوَى للمحترفين الذين تمنيتُ أن أكونَ ضمنهُم.. ضمن مساحاتهم وعوالمهم البوهيميّة ..
                ينبغيْ أن أشيرَ هنا.. إلى أنّ كتباً لكتابٍ معينين أثّرت عليّ كثيراً على مسَار قراءاتي وانتقاءاتي .. بعد تلك الكتب شعرتُ أني مسؤولة تماماً الآن عن انتقاءٍ أكثر حرصاً لما أقرأه .. فمن يقرأ .. بيت الأرواح ، والعطر والمزحَة وكائن لا تحتمل خفّته يشعرُ أنهُ أصبحَ الآنَ انتقائياً أكثر فيما يودّ قراءتهُ

                هنالكَ أيضاً ساحرٌ جميلٌ اسمهُ عبدالعزيز نيسين الذي اكتشفتُ مع قراءَة كتبهِ كسرنَامة، صحوَة النّاس ، تري لي لم ، الحمَار الميّت.. صنَاعة جديدة اسمهَا الكوميديا السّوداء التي كانَ نيسين يمارسهَا بحرفنَة عجيبَة خاصّة بماركَة لا يمتلكها إلا نيسين ..
                الرّواية .. هيَ لبّ تاريخيَ القرائيّ .. الذي لمْ يخفتْ تأثير قراءاتي الشّعريّة لشعرَاء كدرويش وجوزِيف حرب وعدنان الصّائغ وبول شاوول ومريد البرغوثيّ وابراهيم نصر الله وآخرين على حضُوره كخَيار رئيسيّ لديّ للقراءَة ..
                اليومَ وبعد مرورِ ما يزيدُ على عشرِ أعوامٍ منذ اكتشافيْ كائناً اسمهُ الكتاب يمارسُ دكتاتوريّة جميلة عليّ أحبّها وأقبّل تفاصِيلها، أشعرُ أني مبَاركة .. مباركة بهذهِ الرغبة في القرَاءة .. كممارسَة فضائحيّة ممتعة لا يمارسُ فيها أحدٌ سلطويّة بغيضة عليّ .. هذَا الشيطَان الجميل ينتصِرُ .. ينتصرُ مجدداً !

                المصدر:
                ملحق شرفات
                الأربعاء غرة رجب 1430هـ/ 24 يونيو 2009م
                بداية
                /
                \

                كن خلوقا وأنت تسيح
                بقوطيك في شوارع الناس
                وبلاش قلة أدب

                ***

                تعليق


                • #9
                  أَمِيرُ الْوَرَّاقِين

                  إِذَن فَهِي مُعَانَاةٌ مُشْتَرَكَة تَتَرَأَسُهَا السُّلْطَاتَ الْعُلْيَا وَ السَّبَب يَكْمُن بِأَنَ تَفْكِيرَهُم "تَقْلِيدِي " بَحْت
                  الْمَقَالَة غَنِيَة \ وَهِيَ وَ بِلَا شَك سَتَدْعِمُ الْخِطَاب الذِي سَأَرْسِلُهُ لِمَعَالِيهِم !

                  تَحِيَة لَك أَخِي

                  تعليق


                  • #10
                    عملة نادرة
                    ربما هو التفكير الذكوري كما قلت سابقا
                    هل يعني هذا أن خوف أولياء الأمور (رجالا ونساء) على فتياتهم (تحديدا) من قراءة هذه الكتب المصنفة غير مبرر؟
                    هل يمكننا أن نقول (لهم) بأن أي شيء مما يفكرون به غير منقطي؟

                    هل من فتاة (تنفي) وتقول لنا بأن كتباً كهذه لم (تلوثت عقلها)؟
                    أو تعترف لنا أخرى بأنه هذه الكتب فعلا قد (لوثت عقلها)؟

                    إذا ما حصلنا على إجابات لهذه التساؤلات..
                    عندها فقط يمكننا أن نبرر التفكير الذكوري تحديدا.. أو تفكير أولياء الأمور عموما
                    بداية
                    /
                    \

                    كن خلوقا وأنت تسيح
                    بقوطيك في شوارع الناس
                    وبلاش قلة أدب

                    ***

                    تعليق


                    • #11
                      السلام عليكم
                      ربما هو ليس أنعدام ثقة ولكن هو الخوف النابع من الحرص على التنشئة الصالحة .

                      في الغرب لا يسمح للشباب أقل من 18 سنة بأقتناء بعض الكتب أو الروايات الأباحية ولا يسمح لهم أيضا بمشاعدة أو أرتياد بعض الأماكن التي تبتعد مكوناتها عن الذوق العام .
                      يحصل هذا في بلاد لديها جرعات كبيرة ... وكبيرة جدا من الحرية

                      جميل هو نقاشكم
                      أعطيتك الكثير .. لأنك تسكن روحي ، وتسافر معها .. فماذا أعطيتني !!؟
                      فقط هو الشقـاء
                      ..
                      الــروح .. سفر آخر !!

                      تعليق


                      • #12
                        مَرْحَبَاً بِكَ " أَمِيرُ الْوَرَّاقِين "
                        عَلَى كُلِّ حَال لَهُم قَنَاعَاتَهُم التي لَم وَ لَن أَتَقَبَلْهَا يَوْمَاً \ أَمَا بِالنِّسْبَة لِمَا تَعِجُ بِهَا الرِّوَايَات بِهَا الرِّوَايَات فَأَنَا أَسْعَى جَاهِدَة لِأَن لَا أَلْتَفِت إِلَيْهَا !
                        أَمَّا إِنْ حَلَّلْنَا الْأَمْرَ مِن جَانِبٍ آخَر \ فَمِن وَاقِعِ تَجْرُبَةٍ شَخْصِيَة فَمِثْلَمَا حَدَث لِ \ الْأُخْت عَائِشَة السَّيْفي فَهِي لَمْ تَتَأَثَر بِمَا قَرَأَت !
                        عِلْمَاً بِأَنَ الْعَنَاصِر الْأُنْثَوِيَة هِيَ مَن تُشَدِد الرِّقَابة أَكْثَر مِن الذُّكُورِيَةِ مِنْهَا
                        أَمير الوراقين \ بِقُرْبِكَ تَغْدُو النِّقَاشَاتُ أَثْمَر

                        تعليق


                        • #13
                          وَعَلَيْكُمُ السَّلَام وَ الرَّحْمَة
                          كِلَا السَّبَبَان قَد يسْلُكَان وَ يُؤَدِيَان لِمَنْحَى سَلْبِي وَاحِد !
                          الرِّوَايَات إِن كَانت تَحْوِي عَلى الْمَحْظُور فَمَنْعُهَا عَن الجَّمِيع هُو الْأفْضَل !
                          تَحِيَة لَك

                          تعليق


                          • #14

                            مَسَاْؤُكِ وَطَنٌ صَغيْرَتي

                            :

                            قَرَأتُكِ .. وَرفعْتُ حاْجِب اْلدَهْشَةِ
                            مِنْ تَمَرُدَكِ اْللَاْمَعْقولِ ...!
                            أتَدْرين يَاْ عُمْلةْ ..؟!
                            هُؤُلَاْءِ مَنْ تُسَميهُمْ اْلسُلُطاْتِ اْلعًلْيَّاْ
                            يَخْشونَ عَليْكِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ تيقَني
                            مِن ذَلِكَ ..!


                            أغْبَطُكِ وَجِداً
                            هُنَاْلِكَ مِنْ يُشَاْرِكَكِ هَذاْ اْلشَغفْ
                            أقَلهُ يُشَاْرِكُكِ هِوَاْيَتُكِ . يَنْتَقي لَكِ
                            يُناْقِشَكِ فِي مُيولِكِ .. تتَسَاْمرينَ
                            مَعَهُ فِي أمْرٍ مُحبَبٍ لَكِ ..
                            ألَّاْ تَجدينَهاْ نِعْمَةْ ..؟!
                            أُنْظُرني إلى اْلجاْنِبِ الإيْجاْبي فِي الأمْرِ
                            دعْكِ مِنْ اْلسَلْبياْتِ ..!
                            مَاْ اْلذي يُضرُّكِ إنْ شَرِبْتي مِن اْلكَأسِ
                            نِصْفُ مُمْتَليءٍ .. دَاْم أنَّهُ سَـ يُذْهِب عَنْكِ
                            اْلظمَأ ..؟!


                            /


                            صغيْرَتي .. أرَى أنَّ الأمْرَ لَاْ يَعْدو كَوْنَهُ رَقَاْبَةٌ
                            لِـ صَاْلِحكِ لَاْ أكْثَرْ ..
                            سَـ تكْبُرين لِـ تَفْهَمي ذَلِكَ




                            أصْدقُ الأُمْنياْتِ طِفْلَتي
                            مَعْطوبَةٌ قُلوبُنَاْ حيْنَمَا غُرِسَتْ بِـ بِذَاْرِ اْلحُبِّ !
                            :


                            لَاْ يَفضُّ بِكَاْرَةَ بَيَّاْضِ اْلوَرَقِ إلَّاْ اْلمَخْلوقَاْتُ اْلحِبْريةُ !




                            تعليق


                            • #15
                              مَسَاؤُكِ فَرَحُ نَدِيمَةُ الْقَمَرِ
                              وَ أَيُّمَا نِعْمَة هِيَ تِلْكَ يَا نَدِيمَة وَ لِكُل نِعْمَة مَا يُعَكِّرُ صَفْوَهَا
                              لَكِنِي سَئِمْتُ تِلْكَ الرِّوَايَاتَ التِي تَجْرِي عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَة \ أَحْتَاجُ لِلْتَغْيير \ وَ أَغْلَبُ الرِّوَايَاتِ التِي تَخْرُجُ عَنِ الْمَأْلُوف هِيَ فِي الْقَائِمَةِ السَّوْدَاء \مِثِل ~ سَقْف الْكِفَايَة ~ثُمَ إِنِّي لَأَسْتَشِيطُ غِيظَاً حِينَ أَجِدُهُم يَسْتَأْنِفُونَ الْحَدِيثَ عَنْ حَجْمِ رَوْعَةِ الرِّوَايَة وَ هِي قَدْ حُرِمَت مِنِّي !
                              وُفِقْكِ الْبَارِئ يَا نَدِيمَة .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X