السلام عليكم ...أعتذر ع الاطالة والتأخير ...
لاحظت ردود غير مشجعــة في الجزء الاول ...عموما ...هذه أراءكم وأنا أعتز بها ...
وهذا هو الجزء الثاني ...
الجزء الثاني..
أمي ..أمي ياخالي...
<أحيانا لايمكننا سوى أن نرضا ونعيش رغم كل الظروف ونجد الامل طريقنا الوحيد>
وها هي مركبة الخال تمضي بهدى إلى حيثما تجد حياة جديدة بعيدا عن أمها ..بعيدا عن أخاها..بعيدا عن أصدقاءها وجيرانها الذين عرفتهم طوال 11 عاما التي عاشتها من عمرها..ماذا سيخبأ لها القدر ؟؟
مالذي تنتظره من الزمان..بعد ما رمى بها القدر وهي طفلة لا تبلغ من العمر سوى 11 تحت أعتاب خال لاتعرف عنه شيئا غير أنه ذاك الرجل الذي قدم إليهم بعدما توفي أباها ليحضر عزائه ولم تراه بعدها إلا في هذا اليوم لينقلهما هي وأمها وأخاها ولكن أين هم؟؟أين رحلوا ومضوا عنها..أفاقت هدى على أصوات غريبة كانت حولها سمعت أحدهم يناديها ..رأت أمها تناديها من بعيد(هدى حبيبتي أفيقي هيا سيفوتك الباص)ففتحت هدى عينيها علها تجد كان الذي مر بها حلما ..ولكنه القدر وما أقساه من قدر لم يكن هذا صوت أمها بل كان صوت خالها يقول(هيا يا هدى ..وصلنا إلى المنزل يا عزيزتي)..
قامت هدى وأمسكت بقبضة باب السيارة لتخرج إلى حيث منزل الخال..منزل صغير مقارنة بالمنزل الواسع الذي كانت تقطنه..كانت خائفة جدا..كانت ترجف من المصير الذي ينتظرها في هذا المنزل..
قبل أن تدخل هدى هي وخالها إلى داخل المنزل سمعت صراخ طفلا يقترب نحوهما كان طفلا وسيما يبلغ من العمر حوالي 4 أعوام ينادي(أبي..أبي لقد أتى أبي ..شوق لقد أتى أبي..)وكانت وراءه طفلة صغيرة هي بعمر هدى تقريبا يجريان بفرح نحو أبيهما الذي هو نفسه الخال فاستقبلها الأب الحنون في حظنه الدافىء..وقال لهما(ألن ترحبا بأبنة خالتكما هدى؟)فقالت شوق(ولكنك أخبرتنا أنك سوف تحظر خالتي وأبنها أيضا!)
أرخت هدى رأسها لتخبأ دمع عينها الذي بدأ ينهار بسرعة على خدها وكأنه سيل وادي من هول أمطار غزيرة ..أجاب الخال(شوق مابك ألن تكفي عن الأسئلة)والتفت إلى هدى ليقول مازحا(هدى حبيبتي هيا إلى الداخل..أو أنك قلت في بالك بيت خالي صغير..قديم ليس كمنزلنا الواسع الفاخر!)
أبتسمت هدى وقالت(هو كذلك ولكن ما المانع في أن أدخله وأراه!)
أبتسم الخال وأعجبته سرعة بديهة أبنة أخته..(أذن هيا)
دخلت هدى البيت قبل خالها وأبناه الأثنين ورأت كيف هو بيت خالها صحيح أنه صغير لكنه أنيق ومرتب ..سمعت صوت إمرأة عجوز آت من غرفة صغيرة وتنادي(هل قدمت يا محمد؟) أجابها الخال بعد أن تقدم ودخل هو وهدى والصغيران إلى أحد الغرف(نعم يا أمي أتيت أنا وهدى..هدى سلمي على جدتك..هيا)
ذهبت هدى إلى حيث المرأة التي أسماها الخال جدتها فقالت الجدة(تعالي ياهدى ..تعالي إلى حضن جدتك..)أقبلت هدى إلى الجدة فاستقبلتها تلك الأخرى بحفاوه وحب وحنان وضمتها إلى صدرها فبكت هدى وبكت الجدة وأبكتا الخال محمد معهما أيضا..وماهي إلا لحظات قليلة حتى تحدثت الجدة(أين أخاك وأمك؟لماذا لم تحضرهما يامحمد هما الأخران)أجاب الخال بعدما استصغر عينيه لوالدته(سأخبرك بكل شي يا أمي ولكن ليس الأن أمام الطفلة..شوق خذي هدى وأريها المنزل فهي لم تراه هيا)
ذهبت هدى مع شوق وتركت جدتها تواجه الحقيقة المرة التي حلت بأبنتها التي أنقطعت عنهم بعدما تزوجت من شاب خارج البلدة لتقطن بعيدا عن أهلها ودون رضاهم...
==========
ومرت الأيام..وأستطاعت شوق أن تجعل من هدى صديقتها المقربة ..وزاد تعلق هدى بشوق وأبن خالها الصغير عامر..وجدتها التي كانت لها بمثابة الأم الحنون..وخالها الذي كان بمثابة الأب المخلص ..ولكن رغم كل هذا كان ذاك الحلم المرعب الذي ترى فيه أمها وهي تصرعها النيران يراودها كل ليلة ووجه أمها المتفحم لم يزل يطاردها ليل نهار..وصورة أخاها الضايع في مخيلتها دوما لم تنسى تلك الليلة التي أذعرت فيها كل من في المنزل وهي تصرخ في نومها(أمي يا خالي..أمي ستموت)..فجأتها الجدة التي تنام بجوار غرفتها هي وشوق لتهدأتها..ونامت تلك الليلة في حضن جدتها ولكن هذا الشي تكرر معها في الليلة التالية وكل ليلة وأصبح أمرا عاديا قد تعود عليه أهل المنزل..!
============
بعد مرور 7 سنوات...
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
خرجت هدى هي وشوق من المدرسة بعد أن إستلمتا نتيجة الثانوية العامة وذهبتا إلى المنزل سيرا على الأقدام وبرغم من فرحهما بالنجاح أخذ الإعياء والتعب جزاء من وجه هدى المتوهج جمالا(أشعر بالحنين يا شوق أشعر بالحنين إلى أمي)وبعيين يملأهما الدمع(كانت تتمنى أن تراني وأنا أنهي دراستي وأتخرج من الثانوية بتقدير ممتاز)
شوق وهي تحاول الحاق بهدى المسرعة وتربت على كتفها(هوني عليك ياهدى ..لاتدعي الحزن يأخذ مكانا من هذا الوجه الجميل .. أنظري إلي أنا أنا لم أرى أمي منذ كنت في الرابعة لم تكن لي ذكريات معها لولا الصور التي أحتفظ بها لأمي لكنت نسيتها..ولكنني متيقنه أنها تراني وتفرح لفرحي أشعر بها في كل مكان حولي وأمك أيضا تراك ياهدى هي حولك)
أبتسمت هدى لأبنة خالها وقالت لتغيير محور الحديث(أتعلمين أتشوق فرحا لرؤية وجه جدتتي وخالي حينما نخبرهما بنتيجتنا ياه ياشوق أخيرا سأحقق حلمي وأدرس الطب الذي طالما حلمت به)
أجابت شوق(أنا سعيدة.. سعيدة ياهدى أكاد أطير فرحا أريد أن أصل المنزل بسرعة لأبشر أبي وجدتتي و أخي الصغير عامر)
قالت هدى(إذن هيا أسرعي يا أيتها السحلفاة)
شوق(أنا سحلفاة حسنا لنرى من هي السحلفاة الأن)
وأخذتا الفتاتان تتسابقان بفرح وأمل...
==============
<ربما يكون مقدار الامل الذي نحمله غير كاف لنواجه عثرات الحياة فنجد أنفسنا ننهار ونعلن الأستسلام>
حريق ودخان وصوت صياح
شوق(البيت يحترق.. بيتنا يحترق)
هدى والذكرى تتكرر ذاتها أمام منزل خالها الذي تأكله النيران(لا خالي جدتتي عامر أمي)ثم أظلمت الدنيا في عينيها ولم تعد ترى شيئا
ماذا سيحدث مع هدى؟
هل يعقل أن تفقد خالها وجدتها مثل مافقدت أمها وأخاها؟
ماذا سيحدث مع شوق؟
تابعوني في الجزء الثالث
معــذورة بطبعي
لاحظت ردود غير مشجعــة في الجزء الاول ...عموما ...هذه أراءكم وأنا أعتز بها ...
وهذا هو الجزء الثاني ...
الجزء الثاني..
أمي ..أمي ياخالي...
<أحيانا لايمكننا سوى أن نرضا ونعيش رغم كل الظروف ونجد الامل طريقنا الوحيد>
وها هي مركبة الخال تمضي بهدى إلى حيثما تجد حياة جديدة بعيدا عن أمها ..بعيدا عن أخاها..بعيدا عن أصدقاءها وجيرانها الذين عرفتهم طوال 11 عاما التي عاشتها من عمرها..ماذا سيخبأ لها القدر ؟؟
مالذي تنتظره من الزمان..بعد ما رمى بها القدر وهي طفلة لا تبلغ من العمر سوى 11 تحت أعتاب خال لاتعرف عنه شيئا غير أنه ذاك الرجل الذي قدم إليهم بعدما توفي أباها ليحضر عزائه ولم تراه بعدها إلا في هذا اليوم لينقلهما هي وأمها وأخاها ولكن أين هم؟؟أين رحلوا ومضوا عنها..أفاقت هدى على أصوات غريبة كانت حولها سمعت أحدهم يناديها ..رأت أمها تناديها من بعيد(هدى حبيبتي أفيقي هيا سيفوتك الباص)ففتحت هدى عينيها علها تجد كان الذي مر بها حلما ..ولكنه القدر وما أقساه من قدر لم يكن هذا صوت أمها بل كان صوت خالها يقول(هيا يا هدى ..وصلنا إلى المنزل يا عزيزتي)..
قامت هدى وأمسكت بقبضة باب السيارة لتخرج إلى حيث منزل الخال..منزل صغير مقارنة بالمنزل الواسع الذي كانت تقطنه..كانت خائفة جدا..كانت ترجف من المصير الذي ينتظرها في هذا المنزل..
قبل أن تدخل هدى هي وخالها إلى داخل المنزل سمعت صراخ طفلا يقترب نحوهما كان طفلا وسيما يبلغ من العمر حوالي 4 أعوام ينادي(أبي..أبي لقد أتى أبي ..شوق لقد أتى أبي..)وكانت وراءه طفلة صغيرة هي بعمر هدى تقريبا يجريان بفرح نحو أبيهما الذي هو نفسه الخال فاستقبلها الأب الحنون في حظنه الدافىء..وقال لهما(ألن ترحبا بأبنة خالتكما هدى؟)فقالت شوق(ولكنك أخبرتنا أنك سوف تحظر خالتي وأبنها أيضا!)
أرخت هدى رأسها لتخبأ دمع عينها الذي بدأ ينهار بسرعة على خدها وكأنه سيل وادي من هول أمطار غزيرة ..أجاب الخال(شوق مابك ألن تكفي عن الأسئلة)والتفت إلى هدى ليقول مازحا(هدى حبيبتي هيا إلى الداخل..أو أنك قلت في بالك بيت خالي صغير..قديم ليس كمنزلنا الواسع الفاخر!)
أبتسمت هدى وقالت(هو كذلك ولكن ما المانع في أن أدخله وأراه!)
أبتسم الخال وأعجبته سرعة بديهة أبنة أخته..(أذن هيا)
دخلت هدى البيت قبل خالها وأبناه الأثنين ورأت كيف هو بيت خالها صحيح أنه صغير لكنه أنيق ومرتب ..سمعت صوت إمرأة عجوز آت من غرفة صغيرة وتنادي(هل قدمت يا محمد؟) أجابها الخال بعد أن تقدم ودخل هو وهدى والصغيران إلى أحد الغرف(نعم يا أمي أتيت أنا وهدى..هدى سلمي على جدتك..هيا)
ذهبت هدى إلى حيث المرأة التي أسماها الخال جدتها فقالت الجدة(تعالي ياهدى ..تعالي إلى حضن جدتك..)أقبلت هدى إلى الجدة فاستقبلتها تلك الأخرى بحفاوه وحب وحنان وضمتها إلى صدرها فبكت هدى وبكت الجدة وأبكتا الخال محمد معهما أيضا..وماهي إلا لحظات قليلة حتى تحدثت الجدة(أين أخاك وأمك؟لماذا لم تحضرهما يامحمد هما الأخران)أجاب الخال بعدما استصغر عينيه لوالدته(سأخبرك بكل شي يا أمي ولكن ليس الأن أمام الطفلة..شوق خذي هدى وأريها المنزل فهي لم تراه هيا)
ذهبت هدى مع شوق وتركت جدتها تواجه الحقيقة المرة التي حلت بأبنتها التي أنقطعت عنهم بعدما تزوجت من شاب خارج البلدة لتقطن بعيدا عن أهلها ودون رضاهم...
==========
ومرت الأيام..وأستطاعت شوق أن تجعل من هدى صديقتها المقربة ..وزاد تعلق هدى بشوق وأبن خالها الصغير عامر..وجدتها التي كانت لها بمثابة الأم الحنون..وخالها الذي كان بمثابة الأب المخلص ..ولكن رغم كل هذا كان ذاك الحلم المرعب الذي ترى فيه أمها وهي تصرعها النيران يراودها كل ليلة ووجه أمها المتفحم لم يزل يطاردها ليل نهار..وصورة أخاها الضايع في مخيلتها دوما لم تنسى تلك الليلة التي أذعرت فيها كل من في المنزل وهي تصرخ في نومها(أمي يا خالي..أمي ستموت)..فجأتها الجدة التي تنام بجوار غرفتها هي وشوق لتهدأتها..ونامت تلك الليلة في حضن جدتها ولكن هذا الشي تكرر معها في الليلة التالية وكل ليلة وأصبح أمرا عاديا قد تعود عليه أهل المنزل..!
============
بعد مرور 7 سنوات...
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
خرجت هدى هي وشوق من المدرسة بعد أن إستلمتا نتيجة الثانوية العامة وذهبتا إلى المنزل سيرا على الأقدام وبرغم من فرحهما بالنجاح أخذ الإعياء والتعب جزاء من وجه هدى المتوهج جمالا(أشعر بالحنين يا شوق أشعر بالحنين إلى أمي)وبعيين يملأهما الدمع(كانت تتمنى أن تراني وأنا أنهي دراستي وأتخرج من الثانوية بتقدير ممتاز)
شوق وهي تحاول الحاق بهدى المسرعة وتربت على كتفها(هوني عليك ياهدى ..لاتدعي الحزن يأخذ مكانا من هذا الوجه الجميل .. أنظري إلي أنا أنا لم أرى أمي منذ كنت في الرابعة لم تكن لي ذكريات معها لولا الصور التي أحتفظ بها لأمي لكنت نسيتها..ولكنني متيقنه أنها تراني وتفرح لفرحي أشعر بها في كل مكان حولي وأمك أيضا تراك ياهدى هي حولك)
أبتسمت هدى لأبنة خالها وقالت لتغيير محور الحديث(أتعلمين أتشوق فرحا لرؤية وجه جدتتي وخالي حينما نخبرهما بنتيجتنا ياه ياشوق أخيرا سأحقق حلمي وأدرس الطب الذي طالما حلمت به)
أجابت شوق(أنا سعيدة.. سعيدة ياهدى أكاد أطير فرحا أريد أن أصل المنزل بسرعة لأبشر أبي وجدتتي و أخي الصغير عامر)
قالت هدى(إذن هيا أسرعي يا أيتها السحلفاة)
شوق(أنا سحلفاة حسنا لنرى من هي السحلفاة الأن)
وأخذتا الفتاتان تتسابقان بفرح وأمل...
==============
<ربما يكون مقدار الامل الذي نحمله غير كاف لنواجه عثرات الحياة فنجد أنفسنا ننهار ونعلن الأستسلام>
حريق ودخان وصوت صياح
شوق(البيت يحترق.. بيتنا يحترق)
هدى والذكرى تتكرر ذاتها أمام منزل خالها الذي تأكله النيران(لا خالي جدتتي عامر أمي)ثم أظلمت الدنيا في عينيها ولم تعد ترى شيئا
ماذا سيحدث مع هدى؟
هل يعقل أن تفقد خالها وجدتها مثل مافقدت أمها وأخاها؟
ماذا سيحدث مع شوق؟
تابعوني في الجزء الثالث
معــذورة بطبعي
تعليق