إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تجليات جلّنار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تجليات جلّنار

    تحية مباركة طيبة لكم جميعكم

    لقد جئت لكم من ديوان ( أنفاسُ الخزامى ) للشاعر محمد حديفي بقصيدة ( تجليات جلّنار ) وما جئت بما جئت الا من فرط الانانية اولا ... لاننى لا أريد إن أتعب نفسى فى البحث عنها حيث نشرت .. أريد إن أراها هنا دائما .
    ثانيا . معرفة ذائقتى سليمة الاختيار أو معاقة فى وضعها الراهن .

    ثالثا ليس لدى ما أشارك به ألا التحول إلى النقل .

    أتمنى إن ترتقى إلى ذائقتكم كما دخلت ذائقتى أمنة مطمئنة .





    أقبلتْ جلّنار كحقل السنابلِ‏
    في مطلع الصيفْ‏
    تحملها نسمةٌ في الجبال‏
    وتزرعها فوق جنح السحابْ‏
    فتهمي على السفح جدول سحرٍ‏
    وتغسل كل طقوس الغيابْ‏
    * * *‏
    وجهها كان يرسم في لوحة الماء‏
    ذاكرةً للفرحْ‏
    فمها وردةٌ‏
    وقامتها نخلةٌ‏
    شالها حزمةٌ من لهاث الندى‏
    وكانت طيور المساءِ‏
    تحط على دوح أعطافها‏
    وتنامْ‏
    وحين تغني‏
    تسافر في صوتها زَفَراتُ الغيوم‏
    توقع في دفتر الموجِ‏
    وتقطف من بيدرِ الروح‏
    أشهى البراعم‏
    يفتح نافذةً للغمامْ‏
    * * *‏
    من حقول المحبة‏
    قد حوّشت نجمتين‏
    فرشتُ الدروب لتعبر بوابة القلبْ‏
    والقلب كان زجاجاً تشظى‏
    وأيقونةً من تعبْ‏
    بينما كان سرب النوارس‏
    يعبر روحي‏
    ويغرق في لجة الانتظارْ‏
    * * *‏
    حينما جلست جلّنار على شاطىء البحرِ‏
    مدّ لها الموجُ أشواقهُ‏
    والغيمُ صار مظلتها‏
    غير أن الشواطىء قفرٌ‏
    زفير المراكب يمضي بعيداً‏
    وأما عذارى الشجرْ‏
    فتهطل أسئلةً‏
    * * *‏
    ذلك الشبح اللغزُ يلبس ثوب الهمومِ‏
    غباراً يلوذ وراء غبارْ‏
    يمد أصابعه العابثةْ‏
    في حقولٍ من الرمل‏
    يبحث عن أي معنى‏
    ويرسم دائرةً ضيقةً‏
    تتالى إليها جيوشٌ من الموجِ‏
    تعلن أن الحياة داهمها السيلُ‏
    والأرض في غرقٍ‏
    فلماذا تسألون الشجرْ‏
    وكيف يعدّ لها كل تلك الموائد‏
    وهي التي نفذ الصبرُ منها‏
    وضاقت بها جمرة الانتظارْ؟؟‏
    * * *‏
    بأول يومٍ مضى‏
    مسحت جلّنارُ الدموعَ‏
    وراحت تعد الضمادَ‏
    لتستر بعض الخراب الذي‏
    يخلِّفه الدمع عند المسيرِ‏
    فهبت رياحٌ من البحرِ‏
    حطّتَ طيورٌ من الملح‏
    فوق الجفونِ‏
    عندها تأرجحت الأرض نحو الجهاتِ‏
    فتكوّر مثل محارٍ مريضٍ‏
    وأجهش مستغرقاً بالبكاءْ‏
    * * *‏
    وجاء نهارٌ جديدٌ‏
    به استيقظت جلّنارُ مع الفجر‏
    واستسلمت للنسيم ضفائرها‏
    فراح يسافر بين خيوط الحريرِ‏
    ليطرد ليل الصقيعِ‏
    * * *‏
    تساقط ضوءٌ كنافورةِ الدفء والخمرِ‏
    هبّتْ إلى حلمها جُلّنارُ‏
    وراحت تحاور نسغ الحياة الذي‏
    قارب الانطفاءْ‏
    أشعلتِ النارَ‏
    فزاغت عيون الزجاج لعين الشبحْ‏
    بكى شجرٌ ونوارسْ‏
    جداول دمعٍ جرتْ‏
    فوق نار اللهب‏
    فنامت من تعبٍ جلّنارْ‏
    * * *‏
    وثالث يوم‏
    خبت جمرةُ الريحِ‏
    لملم أقواسَه الموجُ‏
    جاءت عصافيرُ بحرٍ‏
    تقيم على هودج الماء‏
    أعراسَها السنويّةَ‏
    قبّرة من بعيدٍ أتتْ‏
    ثم حطت على كتفي جلّنار‏
    وراحت توشوشها‏
    أومأت للمتكور حزناً‏
    وطارت إليه محملةً بالرسائلْ‏
    * * *‏
    وفي شمس يومٍ جديدٍ‏
    تخضّب وجه الصباح بحنّائه اللؤلؤي‏
    وهاهي ذي جلّنار أتتْ‏
    تقرأ الآن في دفتر الذاكرةْ‏
    تغني قصائدَ كانت فراشاً‏
    تحط على ضوء شباكها آخر الليلِ‏
    والمرسلُ القمرُ‏
    * * *‏
    اشتعلتْ شمعتان بكهف الفؤادِ‏
    وضاءت عيون القصيدة‏
    فياللصباحات تمرحُ فيها الطيور‏
    ويفتتحُ النبض في أنهر الشمس أعراسه‏
    رقصت.. رقصت جلنار‏
    * * *‏
    وفي حفلة الصبح‏
    آخر يومٍ من العرسِ‏
    قبلها.. ثم خاصرها.. ثم عانقها..‏
    ثم.. طارْ.


    إنتهى النقل

    وبس (ن)


    طار اظنه اورثها الاحزان ومخلفات الانكسار .

    وأظنه سيقع فى فخ الحسرة وشباك الندم ويموت وحيدا .

    تخمينات من واقع التحليل

    ح.ع.ل.ى.ع.و


يعمل...
X