إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مساءلات عبدالله حبيب السينمائية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مساءلات عبدالله حبيب السينمائية

    تقديم كتاب (مساءلات سينمائية)

    مساءلات سينمائيّة: عنوان كتاب للأديب العماني المعاصر عبدالله حبيب، تولّت نشره في طبعته الأولى، دار الانتشار العربي بيروت لبنان.
    هذا الكتاب يقع في ثلاثمائةٍ وأربعٍ وخمسين (354) صفحةً من حجمٍ صغيرٍ أكبر من الحجم الجيبيّ بقليل، وهو ذو قياس 21.3 سم طولا 13.2 سم عرضاً، تشتمل دفّتاه: يمناها تتضمّن صورةً تحتوي على أشرطةٍ سينمائيّةٍ، يتجاور فيها الّلونان الأزرق والأسود في أعلاها بالّلونين البرتقالي والأخضر في أسفلها، وهي صورةٌ معبّرةٌ إلى درجةٍ مّا، عن فحوى مضمون الكتاب، ذلك أنَّ كاتبه يركّز حديثه على السّينماء والسّينمائيّين، أمّا دفّته اليسرى فتحمل نصّاً عربيّاً، هو عبارةٌ عن تعريفٍ موجزٍ للسّينماء ومفهومها حسب الشّاعر لوي آراغون وكذلك المنتج غودار الّذي يبيّن أبعاد الصّورة الفوتوغرافية في كشف الحقائق التّاريخية ومدى أخلاقيات الميدان السّينمائي، في تناول لقطات مستمدّة من التّاريخ، تبدو في صورٍ متعاكسةٍ أساسها التّضاد، ولتوضيح ذلك يستدلّ غودار بلقطتين مأخوذتين من أحد أفلام هوَردهوكس والّلقطتان متضاربتان، وهما صورة دخول اليهود إلى فلسطين بحراً سنة 1948م، وصورةٌ ثانية متزامنةٌ معها معاكسةٌ تماماً لها، تظهر خروج الفلسطينيّن من فلسطين: صورتان متنافرتان في ذات الّلحظة: أيُّ مدلولٍ لهما؟ هنا تكمن أخلاقيات السّينماء حسب النّاقد سالف الذّكر.
    هذا الكتاب هو آخر ما صدر للكاتب العمانيّ المعاصر عبدالله حبيب في طبعته الأولى 2009م، وقد صدر له بالتزامن مع أثره هذا، كتابٌ ثانٍ بعنوان (رحيل).
    إنّ هذه الازدواجيّة في صدور الكتابين معاً، إن دلّت على شيءٍ فإنّما تدلُّ على غزارة إنتاجه الفكريّ، وسعة آفاقه. أضف إلى هذين الأثرين كتباً أخرى صدرت للكاتب سالف الذّكر، منها على سبيل الذّكر:
    أفلام سينمائيّة قصيرة صدرت له سنة 1991م.
    صورةٌ معلّقةٌ على الّليل صدرت له سنة 1993م.
    (قشّة البحر في سرد بعض ما يتشبّث) صدرت له سنة 1994م.
    لملميّات صدرت له سنة 1994م.
    ملاحظات في السّينماتوغرافيا صدرت له سنة 1998م.
    إلى غيرها من العناوين... وهي في جميعها تدلّ على أنّ الأديب عبدالله حبيب متنوّع التّجارب والمواهب الّتي تتراوح بين النّثر والشّعر والتّرجمة...
    مساءلات سينمائية: بدايته
    يستهلُّ المفكّر العمانيّ عبدالله حبيب كتابه هذا بمقدّمةٍ أولى مهرها بعنوان (مسألة) وهي في جملتها لا تعدو أن تمثّل حكمةً للكاتب الرّوسي كافكا، هذه الحكمة الّتي تعبّر عن مشقّة الكتابة.
    يشفع مقدّمته الأولى بمقدّمةٍ ثانية، اختار لها عنوان (هذه المساءلات) الّتي تفرز أبعاد الصّداقة، وانعكاساتها على تأليفه، ومن أحد رموزها يذكر صديقه حاتم، ويستعرض ما يداعب خياله من ذكريات ثرّةٍ حلوةٍ جمعت الصّداقة بينهما: يذكر الأماكن الّتي اعتادوا ارتيادها في الماضي، والحوارات والأحاديث الّتي كانت تدور بينهما، وأجواء المقاهي وروائحها، وما كان بينهما من رسائل من شأنها أن تزيد في تمتين العلاقة الرّوحيّة بينهما.
    هاتان المقدّمتان أوردهما الكاتب بعد استعراض محتوى فهرس الكتاب بصورةٍ مفصّلة.
    أقسام الكتاب:

    جعل المؤلّف كتابه مقسّماً إلى أربعة أقسام مهرها بالعناوين التّالية:
    أوّلها عنوانه( قراءاتٌ وانطباعات).
    ثانيها عنوانه (عن فيلم لورنس العرب في الصّحراء).
    ثالثها عنوانه (حواران).
    رابعها عنوانه (وثيقةٌ سينمائيّة).
    القسم الأوّل: غودار في (موسيقانا).فلسطين والبوسنة وفلسفة السيّنماء وأشياء أخرى.
    يتناول الكاتب في هذا القسم تحليل شخصيّةٍ مهمّةٍ جدّاً في الميدان السّينمائيّ وهي شخصيّة غودار،الّناقد والمخرج السّينمائيّ السّويسريّ الّنشأة الفرنسيّ الجنسيّة والمسمّى الأيقونة الخالدة لسينما الموجة الجديدة الفرنسيّة شفاهةً أو كتابةً، يحدّثك عنها بكل تفاصيلها وجزئيّاتها، يحدّثك عن إنسانيّته وتأمّلاته ومزاجه الثّوري وتضامنه مع العالم الثّالث في نزعته إلى التّحرر والاستقلال، كما يحدّثك عن ثقافته السّينمائيّة المتميّزة الّتي تتجاوز بكثير ثقافة السيّنمائيّ المعهودة.
    لقد جمع غودار من كلِّ علمٍ بطرف، حتى إنَّ الأفلام التي كان ينتجها لا يفهمها مشاهدها بسهولةٍ، ذلك أنّ فيها رؤيةً عميقةً متفرّدةًخاصّةً بالمنتج، كما يصف لنا صاحب هذا الكتاب، هذا المبدع الغربيّ في عهدين متباعدين: كيف كان في عهد الشّباب، وكيف أصبح في عهد الكهولة، كما أنّه يلمّح إلى مبادىء غربية في الأصل كانت للعرب، وهي الصّراع بين الإنسان والزّمن، وكيف أنّ الانسان يجب أن لا يكترث بالزّمن، يجاهد أبداً، وكيف أنّ أعمال الإنسان تزداد قيمةً ونضجاً عندما يطول عمره ويتجاوز السّبعين أو الثّمانين، لكأنّه، وهو الغربي الغارق في أجوائه الغربيّة ،يشير في إيماءةٍ صريحةٍ إلى الحديث النّبوي الشّريف: (اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً).
    إنّك، وأنت تقرأ هذا القسم والأقسام التّي تليه، لا تشعر بالملل، ولا يأخذك شيءٌ من القلق، بل بالعكس تنشدُّ إلى قراءته انشداداً، وبصورةٍ متواصلة، وكأنّ الكاتب له أسلوب فيه شيءٌ من السحر، يذكر لك هذا الرّجل بشيءٍ من الاستفاضة، يحدّثك عن بداياته السّينمائيّة، كيف كانت نظرته إلى السّينما الأمريكيّة، وكيف أنّه، بما يتوفّر عليه من ثقافةٍ لا تخلو من شموليّةٍ، وسعةٍ لا يعيرها من الاهتمام ما يعيرها إيّاها الأمريكيّون والأدباء الّذين كانت تجمعه بهم، صلاتٌ روحيّةٌ وفكرّية، إنّه شخصيّةٌ مخضرمة فذّةٌ، ودور المؤلّف العمانيّ دورٌ فعّال في تقريب المفاهيم إلى ذهن قرّائه، وإقناعهم بقيمة هذه الشّخصيّة السيّنمائيّة العالميّة، يذكر لك أهمَّ مراحل شبابها، وكهولتها ويتدرّج بك بصورةٍ وئيدة إلى أعمالها وما أكثرها، وتضارب مواقفها، بين الإعجاب تارةً وبين الاتّفاق أو الاختلاف تارةً أخرى.
    إنّ ما يزيدك لهفةً على مواصلة قراءة هذا الكتاب بكلّ حبٍّ وبكلّ شغفٍ وبكلّ تشوّق إلى معرفة ما تقول السّطور الأخيرة منه، أنَّ الكاتب العمانيّ يرفع بعض همومنا إلى مستوىً عالميٍّ، فيجعل هذا العبقريّ غودار، المصنّف الأوّل من جملة ثلاثمائة مثقّفٍ ومفكّرٍ فرنسيٍّ، يوقّع ضمن جمعٍ من المفكّرين الفرنسيّين على نصٍّ احتجاجيٍّ يدين فيه قرار منع عرض فيلم الفلسطينيّ ميشيل خليفي، وزميله العِبري إيال سيفان: (الطريق 181) سنة 2004.
    إنّ كاتب هذا الأثر ليس كسائر الكتّاب العرب، ذلك أنَّ فيه خصلةً يتميّزُ بها، تتمثّل في معايشته الغرب والتّشبّع بثقافتهم وعلومهم ورؤاهم، إلى العالم من حولهم، فجاءنا عربيّاً غربيّاً بنفسٍ جديد، في سرد الأفكار، وحبكها، وتمكين قرّائه من نظرةٍ استشرافيّةٍ إلى مستقبل العرب، وينبّه بأسلوبٍ سلسٍ بعيدٍ كلَّ البعد عن التّلقين أنَّ من الغربِ مفكّرين وحكماء يرون رأينا في قضايانا، ويبادلوننا الشّعور بهمومنا وأحزاننا.
    إنّك، أيّها القارىء، أمام كاتبٍ له أسلوبه الآسر، في دعوتك إلى قراءة ما يكتبه، وسواءٌ تحدّث عن هذا العملاق السّينمائي غودار في القسم الأوّل من هذا الكتاب، أو عن إدوارد سعيد في القسم الثّاني، وما لهذا الأستاذ الجامعيّ والمفكّر العربيّ من باعٍ وذراعٍ على أعلى مستوى، وما كان لعائلته الثّريّة من فضلٍ على بعض البلدان العربيّة، وما كان له من ولعٍ بالسّينما وبكلّ ما يمتّ لها بصلةٍ من أنشطةٍ سينمائيّة ومنها مشاركته في (حنّة ك) سنة 1983م، الّذي يتناول مضمونه قصّة محاميةٍ أمريكيّةٍ شاءت الدّفاع عن معتقلٍ فلسطينيٍّ، وهو يستدعي في ثنايا كتاباته في هذا المضمار كبار السّينمائييّن من الغربيّين، سواءٌ من اليابان أو من إيطاليا، أو من أمريكا، أو غيرها من دول الغرب.
    إنّك لتحسّ به متعاطفاً مع الهموم العربيّة بصورةٍ عامّة، مريداً من خلال ما يطرحه من تعريفاتٍ أو مفاهيم أو إنتاجاتٍ أن يفرز قيمة العربيّ، وبالتّالي يمهّد لفتح متنفّسٍ يكشف عن همومه وقضاياه بشكلٍ فيه نضجٌ وذكاءٌ ومرونةٌ لا تتأتّى إلّا لمن توفّر على تجربةٍ في الفكرة والمعلومة والرّؤيا.
    بعد أن تحدّث عن فلسطين سينمائيّاً، ها هو يحدّثك عن نكسة 1967م، وما خلّفت في نفسه من صدمةٍ حادّةٍ، فيطرح أمام ناظريك ظروفها، والأسباب الدّاعية إليها، وينبّه في ذات الآونة إلى قيمةٍ من القيم، التي تزلزلت في العالم العربيّ، ألا إنّها قيمة الاتحاد، التي تصنع المعجزات، وتحقّق الأهداف والغايات.
    إنّك أيّها القارىء أمام أثرٍ فكريٍ سينمائيٍّ ثقافيٍّ يدعوك إلى التّسلّح بعديد الأفكار النيّرة، كلّ ذلك بأسلوبٍ مشوّقٍ سلسٍ عباراته خفيفةٌ جزلةٌ تصل إلى أعماق القلب والفكر معاً، يطيل الكاتب كلّما رأى داعياً إلى الإطالة، ويقصّر ما رأى في الإيجاز كفايةً، فبينما جعل المؤلف عبدالله حبيب القسم الأوّل من هذا الكتاب أكبر أقسامه، حيث إنّه وَسِعَ من صفحات الكتاب، مائتين وإحدى وأربعين صفحة، شاء أن تكون الأقسام التّالية تقلُّ صفحاتها، فالقسم الثّاني شمل أربعاً وخمسين صفحة، بينما القسم الثّالث اكتفى باحتواء ثمانٍ وثلاثين صفحة، أّما القسم الرّابع والأخير، فصفحاته عشرٌ ليس إلّا.
    إذا لاحظت أيّها القارىء الكريم، أنّ هذا الأثر، صفحات كل قسمٍ من أقسامه، وردت تنازليّةً، فإنّك ستفاجأ في الختام، بأنّ ثقافة هذا المؤلّف وأسلوبه المشحون بأدوات التّشويق والإقناع، والتّدليل بالحجّة، ستشدّك إلى متابعة هذا الأثر، بما يحتويه من الأفكار والمواقع والمواقف والرّؤى، من أوّل صفحةٍ من صفحاته إلى آخرها، ولا شكّ أنّك خالصٌ من قراءتك هذه إلى فوائد أهمّها: إحراز قناعاتٍ ثقافيّةٍ نابعةٍ من مفكّرٍ عربيٍّ، مطلٍّ على ثقافةٍ غربيّةٍ، مواكبٍ لها، متشبّعٍ بنظرة أهلها إلى العالم من حولهم.
    أدعوك بكلّ لطفٍ وحبٍّ أيّها القارىء النّبيه إلى قراءة هذا الأثر العربي النّيّر، عسى أن تستفيد وتُفيد؛ ألا إنّه أثرٌ قيّمٌ يدعوك من جانبٍ خفيٍّ غير صريح إلى التّحلّي بالتّفكير المنطقيّ، في معالجة القضايا، قضايانا ومصاعب حياتنا.
    عاش الجمالُ مشرداً في الأرض ينشدُ مسكنا.
    قال كاتب مغرور لبرناردشو الشهير أنا أفضل منك، لأنك تكتب بحثاً عن المال وأنا أكتب بحثاً عن الشرف.
    فرد برناردشو قائلا': صدقت!، فكلٌ منا يبحث عما ينقصه.
    سَأَلَ ثقيل بشار بن برد قائلا': ما أعمى الله رجلاً إلا عوضه، فماذا عوضك؟ رد عليه: بأن لا أرى أمثالك.
    قالت نجمة انجليزية للأديب الفرنسي هنري جانسون: أنه لأمرٌ مزعج فأنا لا أتمكن من إبقاء أظافري نظيفة في باريس.

    قال الأديب على الفور: لأنك تحكين نفسك كثيراً.
    تزوج أعمى أمرأة فقالت: لو رأيت بياضي وحسني لأعجبت بي.
    فقال: لو كنت كما تقولين لما تركك المبصرين لي.

  • #2
    عرض رائع أخي أحمد قدمتَ فيه رؤية انطباعية جميلة عن الكتاب وفكر كاتبه
    اللغة والعرض كانا متميزين جدا
    ولكني كقارئ وجدت بعض التشتت حين الانتقال من تقديم زوايا الكتاب إلى حديثك عن قدرة وبراعة الكاتب
    ومع ذلك فالعرض كان رائعا ومثريا

    لك التحية
    لكم اللحظة والدنيا لنا // ولنا الفردوس طابت سكنا
    ولنا في كل صبر نشوة // ولكم في كل بؤس حزنا
    تطلب الحب فلا تبصره // وطلبناه فجائتنا المنى
    إنما الإنسان شئ باهر // إن تحدى باليقين الوهنا
    ولنا كالطير في أسرابه// أغنيات تتمنى الوطنا
    يا رفيق الدرب لا يشغلني // غير أن تمتد فينا زمنا



    عمـــــــــان.............وأنا بعد

    تعليق

    يعمل...
    X