إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(يا دجلة الخير ) من روائع محمد مهدي الجواهري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (يا دجلة الخير ) من روائع محمد مهدي الجواهري



    (إحدى روائع المرحوم الشاعر محمد مهدي الجواهري )


    أحببت ان يشارك الجميع في الغوص في اعماق هذا الشاعر العملاق.





    حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني

    [align=center]يا دجلة الخير , يا أمَّ البساتين [/align]

    حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذ به
    [align=center]لوذ الحمائِم بين الماءِ والطين [/align]

    يا دجلة الخير ِيا نبعاً أفارقه
    [align=center]على الكراهةِ بين الحِينِ والحينِ [/align]

    إني وردتُ عُيون الماءِ صافية
    [align=center]نَبعاً فنبعاً فما كانت لترْويني [/align]

    وأنت ياقارباً تلوي الرياحُ بهِ
    [align=center]ليَّ النسائِم أطراف الأفانينِ [/align]

    ودِدتُ ذاك الشِراعَ الرخص لو كفني
    [align=center]يُحاكُ منه غداة البيَن يَطويني [/align]

    يا دجلة َ الخيرِ: قد هانت مطامحنا
    [align=center]حتى لأدنى طِماح ِ غيرُ مضمونِ[/align]

    أتضمنينَ مقيلاً لي سواسية
    [align=center]بين الحشائش أو بين الرياحين؟ [/align]

    خِلواً من الهمِّ إلا همَّ خافقةٍ
    [align=center]بينَ الجوانح ِ أعنيها وتعنيني [/align]

    تهزُّني فأجاريها فتدفعَني
    [align=center]كالريح تعجل في دفع الطواحينِ [/align]

    يا دجلة الخير:يا أطياف ساحرةٍ
    [align=center]ياخمرَ خابيةٍ في ظلَّ عُرجونِ [/align]

    يا سكتة َ الموت, يا إعصار زوبعةٍ
    [align=center]يا خنجرَ الغدر ِ, يا أغصان زيتونِ [/align]

    يا أم بغدادَ من ظرف ٍ ومن غنج
    [align=center]مشى التبغدُدُ حتى في الدهاقينِ [/align]

    يا أمَّ تلك التي من, ألفِ ليلتها
    [align=center]للانَ يعبق عِطرٌ في التلاحينِ [/align]

    يا مستجمٌ (النواسيَّ ) الذي لبستْ
    [align=center]به الحضارة ُ ثوباً وشيَ, هارونِ [/align]

    الغاسل ِ الهَّم في ثغرٍ وفي حَببُ
    ينجرح قلب ولا تنكسر هامة !!! والله أني أموت ولا ينحني راسي

  • #2
    محمد مهدي الجواهري (1899م _1997م)

    حياته:

    هو من أسرة نجفية محافظة تعرف بآل الجواهر، نسبة إلي كتاب في الفقه ألفه احد أجداد الأسرة واسمه الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، واسم الكتاب " جواهر الكلام في شرح شرايع الإسلام"
    ولد في النجف الاشرف عام 1900م وفيها نشأ وترعرع وتلقى انطباعه الأول لأنه نشأ نشأة دينية محافظة واشترك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية وهو لابس العمامة، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما توج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة، ثم ترك لبس العمامة وترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف ذات الصبغة اليسارية كجريدة الفرات وجريدة الانقلاب والرأي العام، وانتخب عدة مرات رئيسا لاتحاد الأدباء العراقيين.

    شعره:
    الجواهري في معظم آثاره شاعر مناسبات ولكنه صنو المتنبي يتخذ المناسبة وسيلة للتعبير عما يعرض له في الحالات في شتى الخواطر ومختلف الانفعالات، تأثر شعره بالقديم فبارى أقطابه حتى بذهم وطعمه بالجديد وأفكار العصر الثورية، وتغزل بالمرأة ووصف كثيرا من مجلات الحياة، لكن خير شعره ما اتصل بالحياة وعرض لمأساة المجمتع والبلاد.
    يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في نفس ثوري ملحمي مع موسيقى صاخبة قد تغفر له أحيانا بعض التعسف في الألفاظ أو التعقيد في التركيب ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائما حزينا من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم بالحزن، ولقد لقب الجواهري بشاعر العراق وشاعر العرب الأكبر.

    نماذج من شعره:

    من قوله في قصيدة له بعنوان " شكوى وآمال" يقول فيها:

    اُعاتب فيك الدهر لو كان يسمع
    [align=center]وأشكو الليالي لو لشكواي تسمع[/align]
    أكل زماني فيك هم ولوعة
    [align=center] وكل نصيبي منك قلب مروع[/align]
    ولي زمرة لا يوسع القلب ردها
    [align=center] وكيف وتيار الأسى يتدفع[/align]


    من قصيدة له بعنوان " النقمة "

    قد كنت اقرب للرجاء فصرت اقرب للقنوط
    [align=center]كل البلاد إلى صعود والعراق إلى هبوط[/align]
    في كل يوم مبدأ، آواه من هذا السقوط
    [align=center]وطن أقامت ركنه شبابنا بدم عبيط[/align]


    وقال في قصيدة له بعنوان " جربيني "

    جربيني من قبل أن تزدريني
    [align=center] وإذا متني فاهجرني[/align]
    ويقينا ستندمين على انك
    [align=center] من قبل كنت لم تعرفيني[/align]
    لا تقيسي على ملامح وجهي
    [align=center] تقاطعيه جميع شؤوني[/align]
    أنا لي في الحياة طبع رقيق
    [align=center]يتنافى ولون وجهي الحزين[/align]


    تعليق


    • #3
      جل شكري على المعلومات القيمة لعلم من اعلام الشعر
      وفي انتظار المزيد من المشاركات في هذا الموضوع
      من قبل الأخوان والاخوات
      (إبن الخابورة)
      ينجرح قلب ولا تنكسر هامة !!! والله أني أموت ولا ينحني راسي

      تعليق


      • #4
        (ومن قصائدة ايضا)

        (ناجيت قبرك)

        في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أَجِــدُ

        [align=center] أهذهِ صَخرةٌ أم هذهِ كَبِـــدُ [/align]
        قدْ يقتلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُـدوا

        [align=center] عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِــدوا [/align]
        تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُها

        [align=center] رأْيٌ بتعليـلِ مَجْراهـا ومُعْتَقَـدُ [/align]
        أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُ

        [align=center] ماذا يُخَبِّـي لهم في دَفَّتَيْـهِ غَـدُ[/align]
        طالَ التَّمَحُّلُ واعتاصتْ حُلولُهمُ

        [align=center] ولا تَزالُ على ما كانتِ العُقَـدُ[/align]
        ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَـة ٌ

        [align=center] فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ[/align]
        ولا الفتاةُ بريعانِ الصِّبا قُصِفَـتْ

        [align=center] ولا العجوزُ على الكَـفَّيْنِ تَعْتَمِـدُ [/align]
        وليتَ أنَّ النسورَ اسْتُنْزِفَتْ نَصَفَاً

        [align=center] أعمارُهُنَّ ولم يُخْصَصْ بها أحـدُ [/align]

        حُيِّيتِ (أمَّ فُـرَاتٍ) إنَّ والـدةًً

        [align=center] بمثلِ ما انجبتْ تُـكْنى بما تَـلِـدُ [/align]
        تحيَّةً لم أجِدْ من بـثِّ لاعِجِهَـا

        [align=center] بُدَّاً, وإنْ قامَ سَـدّاً بيننا اللَّحـدُ [/align]
        بالرُوحِ رُدَّي عليها إنّها صِلَـةٌ

        [align=center] بينَ المحِبينَ ماذا ينفعُ الجَـســدُ [/align]
        عَزَّتْ دموعيَ لو لمْ تبعثي شَجناً

        [align=center] رَجعتُ منهُ لحرَّ الدمعِ أَبْـتَــرِدُ [/align]
        خلعتُ ثوبَ اصطبارٍ كانَ يستُرُنـي

        [align=center] وبانَ كَذِبُ ادَّعائي أنني جَلِـدُ [/align]
        بَكَيْتُ حتى بكا مَنْ ليسَ يعرفُني

        [align=center] ونُحْتُ حتىَّ حكاني طائرٌ غَــرِدُ [/align]
        كما تَفجَّر عيناً ثـرةًً حَجَـــرُ

        [align=center] قاسٍ تفجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَّلِــدُ [/align]

        إنَّا إلى اللهِ! قولٌ يَستريحُ بــهِ

        [align=center] ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحَدُوا [/align]


        مُدي إليَّ يَداً تـُمْدَدْ إليكِ يَـدُ

        [align=center] لا بُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نَتَّحِـدُ [/align]
        كُنَّا كشِقَّيْنِ وافى واحِـدا ً قَـدَرٌ

        [align=center]وأمرُ ثانيهما مِن أمـرهِ صَـدَدُ [/align]

        ناجيتُ قَبْرَكِ أستوحـي غياهِبَـهُ

        [align=center]عنْ حالِ ضَيْفٍ عليه مُعْجَلاً يَفِـدُ [/align]

        وردَّدَتْ قَفْرَة ٌ في القلب ِ قاحِـلة ٌ

        [align=center] صَدى الذي يَبتغي وِرْدَاً فلا يَجِـدُ [/align]
        ولفَّني شَبَـحٌ ما كانَ أشبهَــهُ

        [align=center] بِجَعْدِ شَـعْرِكِ حولَ الوجهِ يَنْعَـقِدُ [/align]

        ألقيتُ رأسـيَ في طَّياتِـهِ فَزِعَـاً

        [align=center]نَظِير صُنْعيَ إذ آسى وأُفْتَــأدُ [/align]

        أيّامَ إنْ ضاقَ صدري أستريحُ إلـى

        [align=center] صَدْرٍ هو الدهـرُ ما وفّى وما يَعِدُ [/align]
        لا يُوحِشُ اللهُ رَبْعَاً تَـنْزِليـنَ بـهِ

        [align=center] أظُنُّ قبرَكِ رَوْضَاً نورُهُ يَقِــدُ [/align]

        وأنَّ رَوْحَـكِ رُوحٌ تأنَسِينَ بهـا

        [align=center] إذا تململَ مَيْتٌ رُوحُهُ نَـكَــدُ [/align]

        كُنَّا كنَبْتَـةِ رَيْحَـانٍ تَخَطَّمَهـا

        [align=center] صِرٌّ فأوراقُـها مَنْزُوعَة ٌ بَــدَدُ [/align]

        غَطَّى جناحاكِ أطفالي فكُنْتِ لَهُـمْ

        [align=center] ثَغْرَاً إذا استيقظوا , عَيْنَاً إذا رَقَدوا [/align]

        شَتَّى حقوقٍ لها ضاقَ الوفاءُ بها

        [align=center] فهل يكـونُ وفـاءً أنّـني كَمِـدُ [/align]
        لم يَلْقَ في قلبِها غِلٌّ ولا دَنَـسٌ

        [align=center] لهُ مَحلاً ، ولا خُبْـثٌ ولا حَسَـدُ[/align]
        ولم تَكُنْ ضرَّةً غَيْرَى لجارتِـها

        [align=center] تُلوى لخيـرٍ يُواتيها وتُضْطَهَـدُ[/align]

        ولا تَذِلُّ لِخَطْبٍ حُـمَّ نازِلُـهُ

        [align=center] ولا يُصَعِّـرُ منها المـالُ والوَلَـدُ[/align]


        قالوا أتى البرقُ عَجلاناً فقلتُ لهـمْ

        [align=center] واللهِ لو كانَ خيرٌ أبْطَـأَتْ بُـرُدُ [/align]

        ضاقتْ مرابِعُ لُبنان بما رَحُبَـتْ

        [align=center]عليَّ والتفَّتِ الآكامُ والنُجُــدُ [/align]

        تلكَ التي رَقَصَتْ للعينِ بَهْجَتُـها

        [align=center] أيامَ كُنّـا وكانتْ عِيشَةٌ رَغَـــدُ [/align]
        سوداءُ تَنْفُخُ عن ذكرى تُحَرِّقُـني

        [align=center]حتَّـى كأنّي على رَيْعَانِهَا حَــرِدُ [/align]

        واللهِ لم يَحْلُ لي مَغْـدَىً ومُنْتَقَلٌ

        [align=center] لما نُـعِيتِ ولا شخصٌ ولا بَلَـدُ [/align]

        أين المَفَـرُّ وما فيها يُطَارِدُنـي

        [align=center] والذكرياتُ ، طَرِيَّاً عُودُها، جُـدُدُ [/align]

        أألظـلالُ التي كانَـتْ تُفَيِّئُنَـا

        [align=center] أمِ الهِضَابُ أمِ الماءُ الذي نَــرِدُ[/align]

        أمْ أنتِ ماثِلَة ٌ؟ مِن ثَمَّ مُطَّـرَحٌ

        [align=center] لنا ومِنْ ثَـمَّ مُرْتَاحٌ ومُتَّـسَـدُ [/align]

        سُرْعَانَ ما حالَتِ الرؤيا وما اختلفتْ

        [align=center] رُؤَىً , ولا طالَ- إلا ساعة ً- أَمَـدُ [/align]

        مَرَرْتُ بالحَوْر ِ والأعراسُ تملأهُ

        [align=center]وعُدْتُ وهو كمَثْوَى الجانِّ ِ يَرْتَـعِدُ [/align]



        مُنَىً - وأتْعِسْ بها- أن لا يكونَ على

        [align=center]توديعِهَا وهي في تابوتِـها رَصَدُ [/align]
        لعلنِي قَـارِئٌ في حُـرِّ صَفْحَتِهَا

        [align=center]أيَّ العواطِفِ والأهـواءِ تَحْتَشِدُ [/align]

        وسَامِعٌ لَفْظَـةً منها تُقَرِّظُـني

        [align=center] أمْ أنَّهَا - ومعـاذَ اللهِ - تَنْتَقِـدُ[/align]

        ولاقِطٌ نَظْرَةً عَجْلَى يكـونُ بها

        [align=center] لي في الحَيَاةِ وما أَلْقَى بِهَا ، سَنَـدُ [/align]

        [align=center] * * * * *[/align]
        [align=center]-----------------[/align]
        ينجرح قلب ولا تنكسر هامة !!! والله أني أموت ولا ينحني راسي

        تعليق


        • #5
          (صورة الشاعر محمد مهدي الجواهري)


          ينجرح قلب ولا تنكسر هامة !!! والله أني أموت ولا ينحني راسي

          تعليق


          • #6
            [align=center][/align]


            الأخ الفاضل/ إبن الخابورة

            تحية لجهدك في نقل قصائد شاعر العرب الأكبر الجواهري..
            والقائل:
            حين تطغى على الحران جمرته
            [align=center]فالصمت أفضل ما يطبق عليه فم[/align]


            وهو قائل هذه الأبيات متغنياً بحب العـــــــراق..


            ساْلتني عن العراق وقالت:
            [align=center] قد سمعت ان العراق جميل[/align]
            فقلت يالندا لا تثيري شجوني
            [align=center] فحديثي عن العراق طويل[/align]
            تلك ارض سماؤها مثل عين
            [align=center] يك صفاءٌ وماؤها سلسبيل[/align]
            الجنان المعلقات وعدن في
            [align=center] رباها .. وفي رباها النخيل[/align]
            فاعذريني إن لم ترق لي أرض
            [align=center] بعد أرضي أو عز عندي البديل[/align]




            ومن أشهر قصائده:

            [align=center]( آمنت بالحســـــــين )[/align]


            [align=center]فِدَاءً لمثواكَ من مَضــجَعِ تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ

            بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ رُوحَاً ومن مِسكِها أَضـوَعِ

            وَرَعيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف" وسَقيَاً لأرضِكَ مِن مَصـرَعِ

            وحُزناً عليكَ بِحَبسِ النفوس على نَهجِكَ النَّيِّـرِ المَهيَـعِ

            وصَونَاً لمجدِكَ مِن أَن يُذَال بما أنتَ تأبـاهُ مِن مُبـدَعِ

            فيا أيُّها الوِترُ في الخالدِينَ فَـذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشفَـعِ

            ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ للاهينَ عن غَـدِهِم قُنَّـعِ

            تعاليتَ من مُفزِعٍ للحُتوفِ وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفـزَعِ

            تلوذُ الدُّهورُ فَمِن سُجَّدٍ على جانبيـه ومـن رُكَّـعِ

            شَمَمتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِن بَلقَـعِ

            وعَفَّرتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضـرَعِ

            وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ جالت عليـهِ ولم يَخشَـعِ

            وَخِلتُ وقد طارتِ الذكرياتُ بِروحي إلى عَالَـمٍ أرفَـعِ

            وطُفتُ بقبرِكَ طَوفَ الخَيَالِ بصومعـةِ المُلهَـمِ المُبـدِعِ

            كأنَّ يَدَاً مِن وَرَاءِ الضَّرِيحِ حمراءَ " مَبتُـورَةَ الإصبَـعِ"

            تَمُدُّ إلى عَالَـمٍ بالخُنُـوعِ وَالضَّيـمِ ذي شَرَقٍ مُتـرَعِ

            تَخَبَّطَ في غابـةٍ أطبَقَـت على مُذئِبٍ منـه أو مُسبِـعِ

            لِتُبدِلَ منهُ جَدِيـبَ الضَّمِيرِ بآخَـرَ مُعشَوشِـبٍ مُمـرِعِ

            وتدفعَ هذي النفوسَ الصغارَ خوفـاً إلى حَـرَمٍ أَمنَـعِ


            تعاليتَ من صاعِقٍ يلتظي فَإن تَـدجُ داجِيَـةٌ يَلمَـعِ

            تأرّمُ حِقداً على الصاعقاتِ لم تُنءِ ضَيـراً ولم تَنفَـعِ

            ولم تَبذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ وقـد حَرَّقَتـهُ ولم تَـزرَعِ

            ولم تُخلِ أبراجَها في السماء ولم تأتِ أرضـاً ولم تُدقِـعِ

            ولم تَقطَعِ الشَّرَّ من جِذمِـهِ وغِـلَّ الضمائـرِ لم تَنـزعِ

            ولم تَصدِمِ الناسَ فيما هُـمُ عليهِ مِنَ الخُلُـقِ الأوضَـعِ

            تعاليتَ من "فَلَـكٍ" قُطـرُهُ يَدُورُ على المِحـوَرِ الأوسَـعِ

            فيابنَ البتـولِ وحَسبِي بِهَا ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي

            ويابنَ التي لم يَضَع مِثالُها كمِثلِكِ حَمـلاً ولم تُرضِـعِ

            ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطنَـةٍ ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنـزَعِ

            ويا غُصنَ "هاشِـمَ" لم يَنفَتِح بأزهَـرَ منـكَ ولم يُفـرِعِ

            ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود خِتَـامَ القصيـدةِ بالمَطلَـعِ

            يَسِيرُ الوَرَى بركابِ الزمانِ مِن مُستَقِيـمٍ ومن أظلَـعِ

            وأنتَ تُسَيِّرُ رَكبَ الخلـودِ مـا تَستَجِـدُّ لـهُ يَتبَـعِ


            تَمَثَّلتُ يومَكَ في خاطـرِي ورَدَّدتُ صوتَكَ في مَسمَعِـي

            وَمَحَّصتُ أمرَكَ لم أرتَهِـب بِنَقلِ " الرُّوَاةِ " ولم أُُخـدَعِ

            وقُلتُ: لعـلَّ دَوِيَّ السنين بأصـداءِ حادثِـكَ المُفجِـعِ

            وَمَا رَتَّلَ المُخلِصُونَ الدُّعَاةُ من " مُرسِلِينَ " ومن "سُجَّـعِ"

            ومِن "ناثراتٍ" عليكَ المساءَ والصُّبحَ بالشَّعـرِ والأدمُـعِ

            لعلَّ السياسةَ فيما جَنَـت على لاصِـقٍ بِكَ أو مُدَّعِـي

            وتشريدَهَا كُلَّ مَن يَدَّلِي بِحَبلٍ لأهلِيـكَ أو مَقطَـعِ

            لعلَّ لِذاكَ و"كَونِ" الشَّجِيّ وَلُوعَاً بكُـلِّ شَـجٍ مُولـعِ

            يداً في اصطباغِ حديثِ الحُسَين بلونٍ أُُرِيـدَ لَـهُ مُمتِـعِ

            وكانت وَلَمّا تَزَل بَـــرزَةً يدُ الواثِـقِ المُلجَأ الألمعـي

            صَناعَاً متى ما تُرِد خُطَّةً وكيفَ ومهما تُـرِد تَصنَـعِ

            ولما أَزَحتُ طِلاءَ القُرُونِ وسِترَ الخِدَاعِ عَنِ المخـدَعِ

            أريدُ "الحقيقةَ" في ذاتِهَـا بغيرِ الطبيعـةِ لم تُطبَـعِ

            وجَدتُكَ في صورةٍ لـم أُرَع بِأَعظَـمَ منهـا ولا أروَعِ

            وماذا! أأروَعُ مِن أن يَكُون لَحمُكَ وَقفَاً على المِبضَـعِ

            وأن تَتَّقِي - دونَ ما تَرتَئـِي- ضميرَكَ بالأُسَّـلِ الشُّـرَّعِ

            وأن تُطعِمَ الموتَ خيرَ البنينَ مِنَ "الأَكهَلِيـنَ" إلى الرُّضَّـعِ

            وخيرَ بني "الأمِّ" مِن هاشِمٍ وخيرَ بني " الأب " مِن تُبَّـعِ

            وخيرَ الصِّحابِ بخيرِ الصُّدُورِ كَانُـوا وِقَـاءَكُ ، والأذرَعِ

            وقَدَّستُ ذِكراكَ لم انتحِـل ثِيَـابَ التُّقَـاةِ ولم أَدَّعِ

            تَقَحَّمتَ صَدرِي ورَيبُ الشُّكُوكِ يِضِـجُّ بِجُدرَانِـهِ الأَربَـعِ

            وَرَانَ سَحَابٌ صَفِيقُ الحِجَاب عَلَيَّ مِنَ القَلَـقِ المُفـزِعِ

            وَهَبَّت رِياحٌ من الطَّيِّبَـاتِ و" الطَّيِّبِيـنَ " ولم يُقشَـعِ

            إذا ما تَزَحزَحَ عَن مَوضِعٍ تَأَبَّى وعـادَ إلى مَوضِـعِ

            وجَازَ بِيَ الشَّـكُّ فيما مَعَ " الجدودِ " إلى الشَّكِّ فيما معي

            إلى أن أَقَمتُ عَلَيهِ الدَّلِيـلَ مِن " مبدأٍ " بِدَمٍ مُشبَـعِ

            فأسلَمَ طَوعَا ً إليكَ القِيَـادَ وَأَعطَاكَ إذعَانَـةَ المُهطِـعِ

            فَنَوَّرتَ ما اظلَمَّ مِن فِكرَتِي وقَوَّمتَ ما اعوَجَّ من أضلُعِـي

            وآمَنتُ إيمانَ مَن لا يَـرَى سِوَى العَقل في الشَّكِّ مِن مَرجَعِ

            بأنَّ (الإباءَ) ووحيَ السَّمَاءِ وفَيضَ النُّبُوَّةِ ، مِـن مَنبَـعِ

            تَجَمَّعُ في (جوهرٍ) خالِصٍ تَنَزَّهَ عن ( عَرَضِ ) المَطمَـعِ


            * * * * *
            [/align]


            -----------------

            * ألقاها الشاعر في الحفل الذي أقيم في كربلاء يوم 26 تشرين الثاني 1947، لذكرى استشهاد الحسين .

            * نُشرت في جريدة " الرأي العام " العدد 229 في 30 تشرين الثاني 1947 .

            * كُتب خمسة عشر بيتاً منها بالذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدي إلى الرواق لقبر الحسين بن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.

            http://www.omanlover.org/up/SUMER-MOAIAD.jpg
            أنا عراقي... إذن أنا أحلُم *
            العـــــراق بـــلاد الرافــــدين Mesopotamia
            جــــــــــــدول إحصــــــــــائي -1- وإشــــــــــــــارة
            (( فأما أن أكتب وأترك بصمة تذكر.. أو أن أقــرأ بصمتٍ وأرحل... ))

            نحن نسجل موقفاً في رفض وإدانة صمتكم أيها الإعلاميون الصحفيون والصحفيـات العرب
            على ما يجري في " غـزة فلسطين "
            لأنكم يجب أن تكونوا للحقيقة لسان وللنزاهة عنوان.
            وهذا ما أقسمتم عليه - بالله العظيم - بيوم تخرجكم من كلية الصحافة والإعلام...!

            _______________________

            تعليق


            • #7
              شكرا أخي العزيز (مؤيد البصري)

              وحظورك في الموضوع تشريــــــــــــــــــــف
              متواصلين على الخير بإذن المولى عزوجل
              ينجرح قلب ولا تنكسر هامة !!! والله أني أموت ولا ينحني راسي

              تعليق

              يعمل...
              X