إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة : فيلم (التحدي)، إسقاط تاريخي يتسبب في الكثير من الجدل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة : فيلم (التحدي)، إسقاط تاريخي يتسبب في الكثير من الجدل

    The Defiance
    "التحدي" إسقاط تاريخي يتسبب في الكثير من الجدل .




    قضايا الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي تفرض نفسها بقوة أحيانا على الحراك السياسي والثقافي وحتى الفني في العالم . وما صاحب عرض فيلم التحدي أو(The Defiance) لهو أكبر دليل على ذلك. فقد تعرض هذا الفيلم ، الذي بدأ عرضه عالميا مع بداية سنة 2009 وعرض مؤخرا في دور العرض السينمائية في السلطنة ، للكثير من الجدل والانتقادات . هذا الجدل أتى بسبب قصة الفيلم التاريخية الذي تحكى عن الصراع اليهودي النازي خلال فترة الحرب العالمية الثانية. وأيضا بسبب توقيت عرض الفيلم الذي تزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة في نهاية عام 2008 .

    وبسبب قصة الفيلم، المأخوذة من قصة حقيقية، تباينت الآراء.. مما حدا بالنقاد والمحللين إلى معالجة الفيلم سياسيا أكثر من نقده فنيا . بالإضافة إلى الانتقادات الصحفية التي طالت المخرج واتهمته بمعاداة السامية. و يتمحور فيلم التحدي أو Defiance باختصار ، والذي كان ببصمة المخرج المبدع Edward Zwick (ادوارد زويك) ، حول دراما تستند إلى قصة حقيقية تتحدث عن الناجين من المحرقة اليهودية الذين عاشوا في غابات بيلا روسيا الباردة هرباً من النازيين خلال فترة الحرب العالمية الثانية .

    قصة الفيلم
    فيلم التحدي مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتبة المؤرخة Nechama Tec (نيتشاما تيك) التي استوحت كتابته من أحداث حقيقية وقعت بالفعل قبل ما يزيد على ٧٠ عاماً كما أشارت بعض الصحف الغربية . وتدور القصة حول أربعة أشقاء يهود بولنديين حاولوا التصدي للجيش النازي في ملحمة إنسانية استطاعوا من خلالها تهريب مجموعة من اليهود ومحاولة حمايتهم من الخطر النازي عن طريق اللجوء إلى الغابات. بينما ألتحق البعض منهم بالجيش الروسي. ورغم الهجمات والمطاردات التي تعرضوا لها فقد نجحوا في تهريب وإنقاذ حوالي 1200 يهودي.

    ويبدأ فيلم التحدي بمقطع وثائقي بالأبيض والأسود للهجمات النازية في أوربا، ثم ينتقل إلى الصورة الملونة حيث نتابع مشاهد قتل الجنود النازيين لأهالي أحدى القرى اليهودية. يظهر بعد ذلك في الفيلم الأخوة Bielski (بيلسكي)الذين نجوا من القتل والإبادة ويهربون إلى الغابات بعد ما فقدوا كافة أفراد أسرتهم في تلك المجزرة الوحشية. يتخلل تلك البداية الدراماتيكية للفيلم بعض المشاهد المأساوية للجثث المتكدسة وبشكل يجبرك على التعاطف مع تلك الأقليات العرقية .

    تتواصل بعد ذلك مشاهد الفيلم لتتضح من خلالها الفوارق بين شخصية ( توفيا) الذي يقدمها الممثل Daniel Craig (دانيال كريج ) وشخصية (زوس) التي جسدها الممثل Liev Schreiber (ليفي شريبر) . فتوفيا هو حكيم وغير متسرع في ردة أفعاله ، بينما نرى أن شخصية أخوه الأصغر زوس راديكالية تبحث عن الانتقام من قتله أسرته وأهل قريته بعبثية . ومع مرور الأيام يعثر الأخوان على مجموعة من الناجين اليهود من المجازر النازية فيرفض زوس مساعدتهم بدعوى أنهم عبء كبير وسيعيق مقاومتهم للنازية ، بينما يعارض توفيا تلك الأفكار ، وينشأ لهم مخيم في وسط الغابات وينذر نفسه لحمايتهم . يفترق زوس عن توفيا الذي يقرر بدوره الانضمام إلى الجيش الروسي والمشاركة في أعماله الحربية ضد الألمان .

    يصور لنا الفيلم تلك العلاقات الحميمة التي نشأت بين اليهود في المخيم رغم اختلاف الطبقات الاجتماعية التي ينتمون إليها . يقاتلون ويتقاتلون من أجل الحصول على الغذاء في مشاهد مؤثرة جدا. ومن خلال مواقف توفيا الشجاعة مع أفراد المخيم، تظهر لنا شخصيته القيادية ، وقدرته على إدارة المجموعة بحكمة . حيث نشاهد طريقة تعامله مع الجميع بالتساوي وخصوصا فيما يخص عملية تقسيم حصص الغذاء. كما نشاهد حجم المصاعب اليومية التي يتعامل معها بمبدأ أساسي هو أن البقاء على قيد الحياة أهم فعل لمقاومة العدو . أما زوس فيواصل انتقامه من خلال اشتراكه في الجيش الروسي . ومع تصاعد وتيرة أحداث الفيلم سيحسم السلاح الخيارات. فمخيم توفيا لن يكون بمنأى عن هجمات الجيش النازي. حيث يتعرض المخيم لقصف بالطائرات فيجبر المجموعة على الهروب وقطع عشرات الكيلومترات من الأحراش والأنهار ولكن بدون فائدة . مما يضطر توفيا إلى المقاومة والاستماتة في حماية المخيم. في المقابل سرعان ما يكتشف زوس خداع الروس وعنصريتهم تجاهه ، فيلتقي الأخوان من جديد عند خيار المقاومة، وينجحان في إنقاذ لاجئي المخيم ونقلهم إلى مكان آمن.

    السينما العالمية والعودة إلى التاريخ .
    تعود السينما العالمية بين الفترة والأخرى للقصص والروايات التاريخية والتي تحتوي على كنوز من الأحداث التي يمكن تجسيدها بصريا مع التقدم الهائل في صناعة السينما . إلا أن هذه القصص التاريخية غالبا ما تثير الجدل حولها بسبب اختلاف الروايات في المصادر التاريخية والتي غالبا ما تعكس وجهات نظر المؤرخين في تلك الأيام. وتمثل قضية المحرقة اليهودية إحدى المحاور التاريخية التي ارتكزت عليها العديد من الأفلام السينمائية. حيث تعود السينما بين الفترة والأخرى للحديث عن عمليات الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود وبعض العرقيات الأخرى في أوربا أبان الحرب العالمية الثانية . يحدث ذلك بالرغم مرور أكثر من ستين عاما على نهاية تلك الحرب . فمن فيلم "عازف البيانو" إلى "قائمة شندلر" .. يأتي فيلم "التحدي" الذي يقدم تلك القضية ربما بصورة مغايرة نوعا ما عما سبقه من أفلام على الرغم من تشابه المضمون هو التنديد بتلك المحرقة .

    الفيلم والقضية الفلسطينية
    لقد قدمت السينما العالمية قضية المحرقة اليهودية من عدة زوايا مستغلة النفوذ الذي يتمتع به اليهود على قنوات الثقافة والفن العالمية . إلا أنه ، وبالرغم من التعاطف العالمي مع اليهود بعد مشاهدة الفيلم ، فقد تعرض مخرج الفيلم "إدوارد زويك" إلى اتهامات واضحة بمعاداته للسامية خصوصا بعد محاولته لإثناء زملائه عن تقديم فيلم آخر يتحدث عن القضية الفلسطينية بدعوى أنه فيلم روائي طويل جدا حسب ما ذكرت جريدة "المصري اليوم" . و ربما تأتي تلك الاتهامات كمحاولة للوقوف أمام الانتقادات التي واجهة الفيلم وتوقيت عرضه في دور السينما العالمية و الذي تزامن مع الهجوم الإسرائيلي على عزة .
    ومن خلال قصة فيلم "التحدي" نشاهد ولأول مرة في أفلام هوليوود، تمرداً على دور الضحية الذي ألتصق باليهودي في أغلب الأفلام العالمية . حيث يقدم الفيلم صراعاً بين شقيقين يهوديين أفلتا من الإبادة النازية، يقرر الأول أن يكون مع السلام والرغبة في حماية اليهود من أجل البقاء ، فيما ينحاز الثاني تماماً إلى خيار المقاومة . ربما تكون تلك الصورة مشابهه لما يحدث الآن في الأراضي المحتلة وعملية الإبادة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي على سكان غزة وباقي الأراضي المحتلة بين الفترة والأخرى ... وحالة المقاومة التي يعشها الشعب الفلسطيني ضد القمع الإسرائيلي. كما يعرض الفيلم أيضا صورة ربما تكون شبه حقيقة للغة السلاح التي كان يستخدمها النازية في التعامل مع اليهود وغيرهم من العرقيات في تلك الفترة من التاريخ، وهي نفس اللغة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والجنوب اللبناني.

    إبداع فني
    بالرغم من الانتقادات التي تعرض لها الفيلم ، قدم المخرج Zwick وفريقه من خلال فيلم التحدي إبداعات فنية رائعة . وقد تجسد ذلك من خلال إبهار الصورة واختيار أماكن التصوير الرائعة في ليتوانيا بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية التي تناغمت مع المعارك الحربية والصور الإنسانية التي قدمها الفيلم. وهذا ليس بغريب على مخرج متميز مثله قدم سابقا (The Last Samurai) و (Blood Diamon) بصورة لا تقل إبداعا عن فيلم (The Defiance). كذلك فقد أبدع الممثل Daniel Craig بطل سلسلة أفلام "جيمس بوند" في هذا الفيلم من خلال تجسيده لرجل يهودي بولندي يقاوم النازية من أجل البقاء .



    الفيلم من بطولة Daniel Craig (دانيال كريج) ، Liev Schreiber (ليفي سخريبير) و Jamie Bell (جيمي بيل) ومن إخراج Zwick Edward (ادوارد زويك).

    خليفة الزيدي
    ملحق مرافئ
    العدد الخامس - 14 أكتوبر 2009 م
    أعطيتك الكثير .. لأنك تسكن روحي ، وتسافر معها .. فماذا أعطيتني !!؟
    فقط هو الشقـاء
    ..
    الــروح .. سفر آخر !!

  • #2
    ::
    ::
    في الحقيقة لم أشاهد الفيلم ولكني قمت بتحميله من الشبكة ، وشاهدته عصر اليوم
    طبعاً / لا ضير في أن اقول مقالك كان محرّضا ً جيدا على مشاهدته .
    .
    .
    على أي حـال / كحال معظم الأفلام التأريخية الهوليودية بشكل خاص ، نجد أن الجانب الفني مثير للددهشة بالفعل ، الاهتمام بأدق التفاصيل سمة مميزة جدا في صناعة الأفلام لديهم ، حتى لكأنّك تشعر بحقيقيةالمشهد وتنغمس كلياً في تفاصيل الحياة في تلك العصور .
    بالنسبة للمغالطات التأريخية فهي بالفعل موجودة بشكل كبير جدا ً ، إذ أن اصناعة الأفلام كغيرها من الأمور الأخرى تخضع لمعايير الاقتصاد والسياسة قبل أن تمر عليها المصداقية المطلوبة ، رغم أنني أرى أن المصداقية لدى الغرب في عرض الوقائع نسبها أكبر مما لدينا نحن على الأقل على الصعيد التأريخي .
    لكن يبقى أن المساس باليهود وفعائلهم من المكروهات لديهم على اعتبارات اقتصادية وسياسية كثيرة.
    المجزرة التي قام بها النازيون ضد اليهود ، تستحق التعرّض لها بشكل واضح ، وأظن أننا كعرب لو كنا في منطقة حيادية سنشعر بالألم والكثير من التعاطف مع اليهود آنذاك .
    عموما ً / الفيلم كما ذكرت أستاذ خليفة ، من النواحي الفنية الفيلم جميل جدا ً ويستحق المشاهدة
    لكنه كتأريخ لقصة تاريخية فلا أظن أنه يتوجب الاعتمـاد عليه كصدر حقيقي لتاريخ مضى !
    وتبقى اللعبة السياسية / هي اللعبة المسيطرة حتى في الانتاجات الفنية
    http://upload.omanlover.org/out.php/...ahi8-lamar.jpg
    .
    .
    ثـ ....ــكرا ً " لمــار " بلـــثغةِ الطفل ساعة مطر

    تعليق


    • #3
      نعم , هو من الناحية الفنية , فيلم على مستوى, ولاغبار عليه .... لكن من الناحية السياسية والتاريخية فهو فيلم غير صادق أو غير منصف ......
      " هذه قراءتي السريعة للفيلم , وطبعا ليست وجهة نظر ناقد او محترف في مجال الاعلام " , وانما شخص عادي ..... ::::هاو:::

      تعليق

      يعمل...
      X