...وأنا بين همســـــات قلمـي...وبين خيوط أفكـــــاري...وبين تبعثر أوراقي.....جال في خاطــري أن ارجع بأفكاري للوراء قليلا لأخط بقـلمي عن رحلة قمت بها مع ذاتــي وأفكاري : كانت رحلة ذات غرابة غريـــبة !! كانت رحلتي هي زيارة محطــات الحياة... اكتشفت أن الحياة تضم محطات متعددة مختلفة وكل محطة تحتوي سكان يأخذ صفــــــــــاتها :::::
دخلت أول المحطات وكانت محطة مزدحمـــة السكان , كان عنوان مدخلهـا ( الظــــــلم ) وكل شخص يحتضن زاوية معينة في هذه المحطة يغشاهـا صوت الأنيـــن من كل جانب وكل فرد قد حكم القدر عليه بالظلم,, وكل فرد يبحث عن دلائل ليخرج ببراءة من هذا الحكم لكن...دون جدوى يعمل ويكـــد ليرى ثمرة مجهوده لكنه يرى اجتهاده يتطاير في الهـــواء فيستمر الظلم ويرتفع صوت الأنين إلى مالا نهــــــــــــــــاية !!
أما هذه المحطة فكانت جدرانها ذات اسوداد قــاتم وكان يبروز مدخلها
( النــــــــــــــفاق ) ساكني هذه المحطة تجدهم يضعونك على رؤوسهم..ويضيفون سكاكر الحروف إلى كلامهم لكن قلبك لا يتقبلهم بديهيا !! فمجرد انشغالك عنهم يظهرون نظرات الحقد ونكتشف نفاقهم بمجرد لمس يدك لأيديهم,, فعندما تضم يدك إلى يد أي فرد منهم تشعر بنعومة ودفء يده لكن فقط عندما تهم بالرحيل وتودعهم بأخر تحية تحس بخشونة أيديهم تشعر انك تريد أن تخرج بأي وسيلة من هذه المحطة لغرابة صفات ساكنيها !!
وزرت محطة أخرى تعجبت من ساكنيها ....كل شخص منفرد بنفسه في شبكة من التخطيط والتفكير وأحيانا تجدهم مندمجين في نقاشات وحوارات وقصص....اقتربت منهم لكن للأسف ....كل فرد يأتي بالكذبة الأقوى ليكسب المنافسة !...يتنافسون على الكذب والتلاعب بأحاسيس بعضهم بعض لذلك كانت جدران هذه المحطة تحتوي على حروف مبعثرة وكل حرف يخفي وراءه رواية كذبة مميـزة ! ... وقد نقش
( الكــــــــــذب ) على سقف هذه المحطة !!!
محطة تمتاز بقلة ساكنيها, حيطانها شفـافة صافية... الكل يستقبلك بابتسامة بريئـة ويعانقك بصدق ليحسسك بمعنى الأمان... ( الوفــــــــــاء ) شعار هذه المحطة والذي أحزنني أنها تتميـز بقلة قليلة من الناس ..الفرد هنا يودعك بعين متفائلة وابتسامة تجدد في دواخلك معنى الأمـــــــــــــــــــل !!
هذا جزء من زيارتي لمحطات الحيــاة وقد لاحظت أن هناك محطات قيد الإنشـــاء !!...ذات حقائق في نهاياتها لــغز ومحطات مهجورة تهدمت ملامحها ذات ألوان باهــتة....وهناك محطات مقفلة عــجز الزمن من تحليلها فبقت علامات التعجـب منحوتة على أبوابها....وهناك محطات تخفي حقيقتها تحت قــناع من إبداع ساكنيها !!
" والكثير الأكثر من غرابــة المحطات الحياتية ...التي لا زالت في تزايد من الغــموض القاتم من جهة ولا زالت في تزايد متزايد من الاندثار الخـــفي من جهة أخرى !!!
بقلمي(( بعض النســـا هيبـــه ))
تعليق