مزاد لبيع...
بقلم: أسيل قفاف
لمحتها تمشي بين البساتين فسحرت بهذا الجمال الرهيب
حلمت بأنها ملكي وأني سيد العصر
وبدأت أصفر خلفها حتى أدارت وجهها
فرأيت جمالها الخلاب وسحر عيونها الفتان
وما زاد جنوني أكثر، تلك الابتسامة مع ذلك الخد الأحمر
قلت لها وبكل جرأة أحببتك من أول نظرة
أجابتني وبكل فخر: لا تستطيع فأنا بنت سيد الأسياد
فأدارت نفسها وخرجت، ولكني لم أتعب
وظللت أراقبها حتى أصبحت حبي وصارت دائما قربي
وكنا نلتقي دوماً بذلك البستانِِ الأخضر
إلى أن حاء ذلك اليوم الأسود، حيث كانت أول مرةٍ تخالف فيها الوعد
انتظرتها كثيراً ولكنها لم تأتِ فذهبتُ مسرعاً إلى السيد
وقلتُ له بكلِِ وقار: أيسمحُ سيدي أن أسأل؟
فأجاب بكل احتقار: اسأل ولكن لا تطل فليس لدي وقت
فقلت له: أخبرني أبن حبيبتي الغالية؟
فأجاب وبكل فخر: عرضتها في المزاد، ذاك الذي يباعُ فيه الوطن
فصحتُ وبصوتٍ عالٍ:عرضتَ فلسطينَ للبيع؟
فضحكَ ضحكة سخريةٍِ واستهتار
فسألتهُ: وما هو المقابل؟
فأجاب بكل فخرٍِ واعتزاز: انه هذا، هذا الكرسيُ الفخم
نظرتُ إلى ذاك الكرسي الفخمِ الذي كان مصنوعا من الخشب
فأحضرت النجارَ، وسألتهَُ إن كان يستطيع صنع مثل هذا الكرسي الخشب
فأجابني بكل بساطةٍ: نعم
سألته: وما الثمن؟ فقال:
سيكلفك نصفَ دينارٍ على الأكثر
ولكن إذا أردت صنعتُ لك أفخمَ منه بدينارٍ لا أكثر
قلتُ له: اتفقنا إذن
غاب النجارُ ربعَ ساعةٍ ثمَ عاد ومعه كرسيُ الخشب
ففاوضتُ السيد وطلبت منه أن يعيدَ فلسطينَ مقابلَ هذا الكرسي الخشب
فصاح صيحة نصرٍ وقالَ: نعم، يا لجمالِ هذا الكرسي الفخم!
إلا أن الطرفَ الآخر في المزاد لم يعجب بهذا القول
فصنع كرسياً أكبرَ بدينارٍ ونصف
واشتدت حدة المنافسة والكل يصنع كراسي من خشب
والسيد محتار أي نوع يختار
تركتهم وذهبت أنقذ فلسطين من الخطر حتى وصلنا إلى ذلك البستان الأخضر
فسألتها: حبيبتي، ماذا حصل بابنة سيد الأسياد؟
أجابتني وعيناها ملأى بدموع الأمل: لا شيء،
لقد كان مهري منذ الأمد شهادةٌ في القبر
والآن، ومع الأسف، أصبح المهر كرسياً من الخشب.
منقول
بقلم: أسيل قفاف
لمحتها تمشي بين البساتين فسحرت بهذا الجمال الرهيب
حلمت بأنها ملكي وأني سيد العصر
وبدأت أصفر خلفها حتى أدارت وجهها
فرأيت جمالها الخلاب وسحر عيونها الفتان
وما زاد جنوني أكثر، تلك الابتسامة مع ذلك الخد الأحمر
قلت لها وبكل جرأة أحببتك من أول نظرة
أجابتني وبكل فخر: لا تستطيع فأنا بنت سيد الأسياد
فأدارت نفسها وخرجت، ولكني لم أتعب
وظللت أراقبها حتى أصبحت حبي وصارت دائما قربي
وكنا نلتقي دوماً بذلك البستانِِ الأخضر
إلى أن حاء ذلك اليوم الأسود، حيث كانت أول مرةٍ تخالف فيها الوعد
انتظرتها كثيراً ولكنها لم تأتِ فذهبتُ مسرعاً إلى السيد
وقلتُ له بكلِِ وقار: أيسمحُ سيدي أن أسأل؟
فأجاب بكل احتقار: اسأل ولكن لا تطل فليس لدي وقت
فقلت له: أخبرني أبن حبيبتي الغالية؟
فأجاب وبكل فخر: عرضتها في المزاد، ذاك الذي يباعُ فيه الوطن
فصحتُ وبصوتٍ عالٍ:عرضتَ فلسطينَ للبيع؟
فضحكَ ضحكة سخريةٍِ واستهتار
فسألتهُ: وما هو المقابل؟
فأجاب بكل فخرٍِ واعتزاز: انه هذا، هذا الكرسيُ الفخم
نظرتُ إلى ذاك الكرسي الفخمِ الذي كان مصنوعا من الخشب
فأحضرت النجارَ، وسألتهَُ إن كان يستطيع صنع مثل هذا الكرسي الخشب
فأجابني بكل بساطةٍ: نعم
سألته: وما الثمن؟ فقال:
سيكلفك نصفَ دينارٍ على الأكثر
ولكن إذا أردت صنعتُ لك أفخمَ منه بدينارٍ لا أكثر
قلتُ له: اتفقنا إذن
غاب النجارُ ربعَ ساعةٍ ثمَ عاد ومعه كرسيُ الخشب
ففاوضتُ السيد وطلبت منه أن يعيدَ فلسطينَ مقابلَ هذا الكرسي الخشب
فصاح صيحة نصرٍ وقالَ: نعم، يا لجمالِ هذا الكرسي الفخم!
إلا أن الطرفَ الآخر في المزاد لم يعجب بهذا القول
فصنع كرسياً أكبرَ بدينارٍ ونصف
واشتدت حدة المنافسة والكل يصنع كراسي من خشب
والسيد محتار أي نوع يختار
تركتهم وذهبت أنقذ فلسطين من الخطر حتى وصلنا إلى ذلك البستان الأخضر
فسألتها: حبيبتي، ماذا حصل بابنة سيد الأسياد؟
أجابتني وعيناها ملأى بدموع الأمل: لا شيء،
لقد كان مهري منذ الأمد شهادةٌ في القبر
والآن، ومع الأسف، أصبح المهر كرسياً من الخشب.
منقول
تعليق