إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في يوم من الأيام قطع علي واد وبقيت محاصرا في وسطه.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في يوم من الأيام قطع علي واد وبقيت محاصرا في وسطه.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الموضوع: واستعصى الكلم.

    ها ذا انا أبا المثنى أنجو من انهيار سد مائي بأعجوبة، رحمة الله التي وسعت كل شي. سرد الحديث بدى صعبا حينما يستعصي الكلم. حدث رهيب أرعبني وهز كياني، كدت أن أفقد روحي مع أصحابي وابن عمتي ونسيبي وولداه المختار ومازن.

    مشهد كالذي حدث لا أعتقد اني سأرى له مثيلا، فالأمر بدا لي وكأنه غضب إلهي بكل ما تعني الكلمة، بلغت أرواحنا الحلقوم والكل مترقب لتلك اللحظة التي ستغطي المياه رؤوسنا، ويا ليتها بالمياه، ولكنها مزيج لافح لزج كان يحاصرنا في تلة مرتفعة عن مجرى الوادي التي كنا نحتمي بها من اندفاق مياه السد.

    بدأت القصة عندما توجهت انا وأخي إلى أحد السدود الضخمة، في وقت مطير وبشدة . وصلنا إلى الجهة المقابلة للسد، فبدا وكأن مياها جارفة وبقوة تصطدم بالسد محدثة أصواتا وهزات مرعبة جدا، فأخبرت أخي بالهروب للنجاة بأرواحنا.

    كان السد على وشك الانهيار التام، وعلى وشك حدوث كارثة لم نعهدها من قبل ( طوفان )، أرادت الدورية التي تعمل في السد على فتح الجزء العلوي من السد أوتوماتيكيا لفسح المجال أمام المياه المتدفقة للانسياب والتخفيف من قوة اندفاعها نحو السد، إلا ان الأمر لم يكن بتلك السهولة.

    هربنا انا وأخي ركضا نحو الجهة المقابلة حيث بيوتنا، ولسوء الحظ وكلي انكسار لما حدث، فُتح الجزء العلوي من السد متجاهلين بذلك فئة ليست بالقليلة كانت في الوادي. تدفقت المياه بسرعة حتى فقدت قدرتي على الهروب، فسحبتني المياه نحو مسيرها قليلا. حاولت وبذلت كل ما في وسعي حتى ارتفع منسوب المياه فحملتني وقمت بالسباحة بعدها. بدأ العد التنازلي وفقدت فرصة الوصول إلى الجهة المقابلة. سمعت أصواتا تأتي من مكان ما!، فرأيت ثمة أناس تشير إلي " من هنا من هنا..... " بقي الامل الوحيد أن أقاتل حتى الوصول إلى تلك التلة التي تنتصف مجرى الوادي، كافحت وكافحت اندفاع المياه حتى تشبثت بعود خشبي على جنب تلك التلة. فلفظت أنفاسي مجددا وصعدت التلة مسرعا خوفا مما لا أتوقع حدوثه.

    في أعلى التلة توجد غرفة لا أعرفها لمن ولماذا بنيت هناك، كان الوقت لا يسمح باستفسار كهذا، فهلعت إلى الداخل، وقبل وصولي سمعت صوت ابن عمتي يدفع شخصا ما نحو الجهة الخلفية للتلة حيث يوجد عدة أشخاص، لا أعلم سبب جلوسهم هناك!، ولم أعرف السبب الذي دعى ابن عمتي لدفع ذلك الولد للنزول عند تلك المجموعة, صرخت في وجه ابن عمتي ساخطا من فعلته السخيفة " ستودي بحياتهم جميعها بتصرفك هذا "، كنت على يقين من كارثة نحن على أبوابها خلال الدقائق القادمة، توجهت نحو الغرفة فتفاجأت بنسيبي وولديه المختار ومازن اللذان لم يتعدى عمرهما 5 سنوات، استنكرت خروجه في وقت حرج كهذا ليعلق في هذه التلة، كان الأجدر أن يبقى في منزله!، وهذا الاستنكار أوجهه لنفسي أولا ولا فائدة من الحسرة والندم.

    دقيقتان، وتندفق امواج من المياه المحجوزة خلف السد لتخطف كل ما يقف أمامها، بكيت دما من مشهد لم أتوقع حدوثه، كانت سرعة المياه مخيفة جدا جدا، حتى حدود الوادي بدأت بالانهيار والتصدع. المنطقة التي تحاصرنا فيها المياه؛ كانت محاطة بسلسة عوارض جبلية طبيعية، تحطمت نسبة كبيرة منها لأنها لم تتحمل تلك الكمية من المياه، والوقت كان حينها مصحوبا برياح قوية وأمطار متوسطة.

    لم تكن لدينا حيلة أخرى سوى التضرع إلى الله وطلب الرحمة، بكينا وبشدة وكلي خوف من ان يحصل مكروه لأبناء أختي. كنت انظر من نافذة مطلة على الضفة الأخرى من الوادي، حيث جموع من الناس أسرها ذلك المنظر. لحظة وأتذكر المجموعة التي كانت في خلف التلة، أخذت أتفحصهم من النافذة الأخرى؛ ولكن لم يبقى منهم احد، لقد سحقتهم المياه عن بكرة أبيهم.

    بيكينا حتى أعيانا البكاء وطلب الرحمة، وفجأة بدأ سرعة المياه تقل؛ إلا أن منسوبها ارتفع حتى شرف على الدخول إلى الغرفة التي يبلغ ارتفاعها 13 عشر مترا تقريبا!!، ومن ثم تغير لونها وأصبحت لزجة نوعا ما، يا للهول!!!!! ، لا أمل للنجاة طالما دخلت المياه إلى الغرفة، ارتفعت وارتفعت، فحملت في يدي ابن اختي حتى وصلت المياه إلى مستوى صدري، فقلت: " أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" فالأمر في أوج خطورته.

    خلال ثوان معدوة، مر شريط الحياة، فتذكرت طفولتي وحياتي التي قضيتها وأحلامي التي خططت لها، وتذكرت أبي وأمي، وما أعددته ليوم الحساب، فلا منجى ولا ملجأ من الله إلا إليه. أحسست بدوار وكأن شيئا لم يكن.

    سمعت صراخا من مكان بعيد، فنظرت من النافذة، لكأن المياه توقفت من الحركة تماما!! وتوقف ارتفاع المنسوب!! دقيقة ويعم صمت في الغرفة، ومن ثم بدأت المياه بالانحسار، انخفضت وانخفضت حتى تدفقت كل المياه إلى خارج الغرفة، ونظرت إلى النافذة لأرى المياه تناسب من الوادي بسلاسة آخذة معها الخوف والهلع. ابتسمت وأنا أنظر إلى مازن الصغير ( 3 سنوات )، كدنا ان نصبح في خبر كان!!. تنفسنا الصعداء وخرج كل من في الغرفة ليلقي نظرة على الوادي وقصة الرعب قبل دقائق معدودة.

    انتظرنا فترة حتى تفرغ المياه من الوادي فعبرنا الوادي عائدين من حيث لن ننوي الخروج منه في أوقات كهذه. درس لن أنساه أبدا ومشهد في مخيلتي فقدت بسببه 3 كيلوا من وزني. وحديث رعب انتشر في اصقاع القرية، من معجزة نجاتنا.

    فيا الله، لك الحمد والمنة، مهما تقطعت السبل فلا يأس من رحمتك الواسعة،
    وفي اليوم التالي تصفحت الصحيفة اليومية، فرأيت صورا جوية للتلة التي حاصرتنا فيها المياه، لكأن الأمر أشبه بالخيال من أن ينجو نفر من طوفان جارف في وسط وادي سحيق.




    ــ دقيقة ويرن منبه هاتفي، وأقوم مندفعا!! " ماذا حدث، الحمد لله، كان حلم!! "
    قمت وكلي خوف من حلم كهذا، توضأت وبعدها أذن المؤذن لصلاة الفجر.

    9/3/2010
    اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
    قال الشيخ كشك رحمه الله: " انتظرنا مجيء إمام عادل، فجائنا عادل إمام"
    ..................
    قال عمر ابن عبدالعزيز لهشام بن عبدالملك عندما سأله عن سبب قطعه العطية لبني أمية: أرأيت إذا أتيتك بسجلين (وثيقتين) أحدهما من معاوية والآخر من عبد الملك، فبأيهما تأخذ؟ فقال هشام: آخذ بالأقدم.؟ فقال عمر بن عبد العزيز: فإني وجدت كتاب الله هو الأقدم، فأنا حامل عليه من أتاني ممن تحت يدي وفيما سبقني.
    ..................
    ...................

  • #2
    ابدعت أخي المثنى فعلا قصه جميله ... سرد مشوق باسلوب رائع.. سلمت يداك ع هذا العمل الفني
    http://alwe7daclub.com/vb/uploaded/76hh.jpg

    تعليق


    • #3
      يسلمووووووووووووووووووو ع القصة خيو
      ننتظر جديدك



      روووووووح يامجرووووح مرباط ترد الروح

      تعليق

      يعمل...
      X