لا يختلف اثنان على التكاتف والمؤازرة سواء كانت فردية أو جماعية ومؤسسية خاصة كانت أو حكومية التي تبعت الأنواء المناخية والتي أكدت بأن أهل عمان هم أهل الخير والعطاء وبأن الدنيا ما زالت بخير ما دام في كنفها هكذا أشخاص يتمتعون بروح الفريق الواحد ولديهم حب المساعدة ، وكانت التوجيهات بأن تحف هذه المساعدات الخصوصية ، حتى تثمر أعمال الخير هذه بالخير على عُمان، لأن عمل الخير ليس بحاجة إلى التشهير ،كما جاء في الحديث الشريف الذي ورد فيه ذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ".
وهذا ليس بغريب على شعب قائده محباً للخير والعطاء أعماله الخيرية توزعت هنا وهناك دخل السلطنة وخارجها لكن دون أن يعلم أحداً بأن تلك العطاءات هي من جلالته وأن كان لها مكاناً للنشر بالخارج فهي تعبيراً عن فرحة البلد الفلاني بتلك المساعدة ، لذلك يستغرب الكثير منا فرحاً عندما يسافر بلداً ما ويحدثه أهله بأن تلك القرية أو المنطقة الفلانية قد حظيت بمساعدة من جلالته ، وفي الداخل مساعدات جلالته وأعماله الخيرية طالت الجميع وأن كنا لا نعلم بأنها من جلالته ، وهذا إيماناً منه حفظه الله بأن عمل الخير يثاب به صاحبه من المولى عزوجل ونتيجته تحصد يوم الحساب . وأما غير ذلك فهو تشهير بالمحتاج وبطلاناً لنتيجة الخير ..
تلامذة القائد طبقوا تلك الدروس الحكيمة ، فيداً واحده لا تصفق أي لابد من تكاتف الجميع القطاع الحكومي والخاص والأفراد ، فخرجت مؤسسات خيرية غطت السلطنة بأكملها من بناء منازل وتبرعات لا محدودة ، لكن عملت هذه المؤسسات بكتمان وبعض منها لم تعرف أحداً اسماً تكفلت بعائلات على مدى الحياه.. (فالأعمال بالنيات)
والحديث عن هذا الموضوع في هذه الفترة سيقودني لإلقاء بصيص ضوء على المرحوم الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان الذي أنتقل في ذمة الله مؤخراً الذي عرف بأن رئيس مؤسسة زايد للأعمال الخيرية ، لكن لم يعرف بأنه محباً للخير وساعياً له ومهتماً به إلا بعد وفاته وذلك لرفضه للتصريح إعلامياً بذلك حتى في تأدية واجباته مع المحتاجين والأيتام ، فقد لاحظ الكثير بأن صورة واحدة فوتوغرافيه هي كانت تظهر عند الحديث عنه في هذا الجانب ، في المقابل وآسفاً لذلك وفي نفس هذه الفترة الزمنية ظهر أشخاص في الإعلام العماني محبين للخير داعين له لكن بصورة لم تظهر كما ينبغي فأشخاص محتاجين تقدم لهم المساعدة تم عرض صورهم على التلفاز وتم التشهير بحالاتهم وأوضاعهم المعيشية ، قد لا يلام من تم الحديث معهم ورغبتهم في إيصال ما يقومون به بكثر من يلام الإعلام لأنه خرج عن الطريق الذي عرف به المجتمع العماني وهو عمل الخير بهدوء وكتمان ، نعم نحن بحاجة للدعوة لجمع التبرعات وإشراك من يرغب في التبرع لكن من دون التشهير بالأشخاص المستفيدين منها ، فلكل إنسان عزة نفس مهما كان ،فهناك إجحاف لعمل الخير في الصورة التي عرض بها الموضوع ، وكأن إعطاء الشهره والأضواء لأصحاب تلك اللجنة هو الهدف وليس بيان أهمية العمل نفسه ،كمحب للخير وداعياً له يمكن أن أظهر لأبين المساعدات التي أقدمها لم أراد ذلك ولمن أراد أن يشارك في عمل الخير ، لكن ما شهدناه عكس ذلك فكانت الأنا ضمير المتكلم طغت على تلك المقابلات مع نشر غسيل من تم التبرع لهم ، فإعادة النظر في طرح هكذا مواضيع أمر ضروري .
وأن كان بالحديث عن عمل الخير نصل لقلوب الناس ورضاهم وتكسب محبتهم ،فقد كان بالأحرى بالشخصيات المهمة والقيادية أن تتبع هكذا طرق لكسب رضا الناس ومحبتهم .
تعليق