مرحبا جميعا
هذي أولى مشاركاتي في القسم، وأتمنى أن تحوز على رضاكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الـهــاتف
هذي أولى مشاركاتي في القسم، وأتمنى أن تحوز على رضاكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الـهــاتف
كل الطلبة مشغولون بترجمة الورقة، وحتى هو كان مشغولا، والأستاذ مشغول كذلك. انتهيا وزميله من الترجمة. جلسا، وتذكر هاتفه فجأة. قال له الأستاذ أن يكتب ترجمته على اللوح. ثوبه أبيض ووجنتا وجهه حمراوان شيبتا بسمرة خفيفة كأن الشمس سفعتهما قليلا فقليلا. وهاتفي، أين هاتفي؟ بحث عنه في جيبيه، وحيث يجلس، ثم عاد وتحسس جيبيه مرة أخرى، ولم يجده. لعله الوهم وأن هاتفي مختبئ بين الأوراق، أو لعله بين السطور، أو قد يكون أحد الأشقياء قد انتشله ليثير أعصابي. ربما، من يدري؟ تحسست جيبي ثالثة، ولكن ما من أثر له. قام وكتب ثم عاد، ولأن قلبه معلق بهاتفه، ظل يفكر فيه، لا لم يكن مهووسا به، ولكن ظن أن عليه أن يفكر فيه. هل كان عليه أن يشغل ذهنه، وهل العلاقة بين الإنسان والجماد تصل لحد الهوس؟ سؤال إثر سؤال، ولكن عليه ألا ينشغل عن إيجاد هاتفه.
جلس يفكر، ويفكر، أين هاتفي؟
ماذا سيحدث لو أن أحدا ما سرقه؟ أو انتشله؟ أو لعلني نسيته في مكان ما، ثم التقطته يد غريبة ولم تعده؟ اسماء، صور، رسائل خاصة، سيطلع على كل هذا، لا ريب عندي. هل علي أن أشعر بالقلق؟ أو الخوف؟ أو ربما الجلد؟ وضع كفه على ذقنه، وفكر، وفكر. هل يخرج ليبحث عنه؟ وماذا سيقول للأستاذ؟ هل سيقول له أنه فقد هاتفه، وأن عليه أن يبحث عنه؟ هل الهاتف أكثر أهمية من درس الأستاذ؟ وماذا سيصنع لي الهاتف في جنب الدرس؟ وهل سينبهر الأستاذ من فقد الهاتف، أو أنه سيظهر الشفقة والحسرة؟
أسبل جفنه هنيهة، ثم قام، ثم قال: سأعود بعد قليل، ثم دلف، ونظراتهم تلاحقه.
أين هو؟ أين هو هاتفي؟ لا أراه.
هل كان يحس بفقد هاتفه؟ ما ذلك الشعور الذي انعدم فيه الإحساس بفقد هاتفه؟ هل فقد هاتفه ووجوده سيان لا يعنيان شيئا له؟ لا أنا محتاج إلى الهاتف غير أن الهاتف ليس محتاجا إلي؟ أحق هذا؟ لا ليس علي التفكير في أمور الحق والأحقية، علي إيجاد هاتفي، أو لعله ليس علي إيحاده!
رجع ودلف وقال له معلمه: إذا أخبرنا بسر خروجك؟
- ألا أقول لك سر رجوعي؟
جلس وأسبل جفنه يفكر مرة أخرى ويفكر، هاتفي فيه اسماء، وأرقام ، وصور، وتسجيلات، ماذا لو أن غبيا أخذه ولم يرجعه، ماذا لو أن عابثا آذى أحدا من ....؟ أقسم قسما على.... .
هل يستحق صون ..... التضحية بالهاتف؟ ولم لا؟ ولكن كيف؟ أقصد ماذا لو أن العابث الذي سطا على هاتفي أضحى لا ينتفع به؟ جيد، ولكن كيف؟ رسالة فيروس كفيلة بإخراس الهاتف إلى الأبد؟ وما يدريك بالفيروسات؟ وكيف تجدها؟ آها وجدتها. ليس سواه قد يعينني، فعنده الخبر اليقين. حسن إذا، توكلنا على الله، وحسبنا الله. ولكن حقا هل أريد ذلك؟ هل يتعين أن يؤول الأمر إلى هكذا قرار؟ نعم فإن أنجع الدواء الكي، ويتعين علي أن أتعلم أن أتخذ قرارات صعبة عند الضرورة، وهاتفي عارية ليس إلا ، وما يبقى أهم. جلس ونفض عنه غبار القلق على هاتفه، مادام وجد المخرج الذي سيحفظ ..... من المهانة. جلس ونظر إلى التراجم الأخرى.
تحاياي
تعليق