الكرة
ويضعها ملايين الناس في قلوبهم صباح مساء..
وحين يمسكها الحارس يضمها إلى صدره وهو محل القلب..
ورغم كل ذلك فقد جزت محبيها جزاء سنمار..
فمات بسببها البعض بالسكتة القلبية، أو قل بصدمة الخسارة المؤلمة
وأفسدت قلوب أحباب الأمس..
وأشعلت نار العداوة بينهم..
وكادت تطير بهم من السلام والأمن إلى الحرب والقتال..
وشغلت شباب العروبة عن قلبها الجريح في القدس..
وعن الاشتغال بأسباب نهضتهم وقوتهم..
وعما تدبره وحوش الدول المتغطرسة ضد بلادهم..
فليت الحارس العربي حين حط الكرة من صدره على الأرض..
حط معها شغفه بها، وركلهما معا..
وليت كل المسلمين يركلونها بعيدا..
ثم لا يركضون خلفها أبدا..
يركلونها ركلة المبغض المنتقم، لا ركلة المحب..
إن من الحمق والبله أن نشتغل بما يفسد حالنا، ويؤخر نهضتنا وتقدمنا..
ومن الجنون أن ننفق عليه المبالغ الطائلة الباهظة..
دعوا الكرة للصبية الصغار فإن لنا دونها شغلا كبيرا..
لنكن جادين كالأكابر، ونعي قدر الأمانة على عاتقنا مثلهم..
لنكن جادين ونسعى بقوة إلى التقدم في العلم والاقتصاد والصناعة والسلاح..
لنكن جادين فإننا غدا مسؤولون ولم نخلق عبثا..
"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا..."
"أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خلقناكم عبثا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ"
"أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَن يترك سدى"