نعم عرب ولكن
أقول ذلك بعد أن سمعت من أناس غير عرب وشاهدت ما شهادته في عدد من الدول التي كانت لي الفرصة لزيارتها ورجعت وأنا متأسفة ومتألمة على سفراء اللغة العربية وأبناء ارض أم الديانات .
في بلاد الأتراك واليونانيين (قبرص) عشت مشاهد وددت لو لم لم أعيشها ، فبينما كنت أستمتع بجمال البلاد الجزء اليوناني مع مجموعة من الزميلات ، لمسنا نظرات غريبة من البعض فسرعنا خطواتنا للهروب من ذلك الموقف وإلا بكلمات عربية تقذف هنا وهناك وتعبيرات وجوهنا تأسف لتلك الحروف الجميلة التي تخرج من أفواه لا تليق بمكانتها ، تكرر الموقف ، فكان لابد من أخذ الاحتياط عندما تكون ملامح الوجوه عربية.
هذا مقدور عليه فمن عرب لعرب يمكن أن نمتص الموقف ونقذفه في بحر لارنكا تلك المدينة الساحلية التي يمر عليها آلاف السياح يومياً ، لكن المحرج من هذا وذاك عند لقائي بأستاذه جامعية تدرس الشريعة في أكبر الجامعات القبرصية وهي قبرصية مسيحية ابنة قس ، لفت انتباهي بها الحشمة في ملابسها وجمال حديثها عن الإسلام التي تدرسه لطلابها لكن ليس المسلمين، وقامت بزيارة لعدد من الدول العربية والإسلامية وجميع الدول الخليجية ، كانت فطنة في حديثها وتبدأ أي موضوع باختبار بسيط ، فبينما كنا نتناول العشاء بصحبتها قالت أتودون أن أطلب مشروب روحي ، فصاح الجميع رافضين لا نحن مسلمين كيف لا تعرفين أنه حرام وأنت تدرسين الشريعة فردت قائلة : نعم أعلم ذلك لكن انتم المسلمون تفعلون في الظلام ما لا تفعلونه في النور ، فكان حديثها ذلك آثر لقاءها بمجموعة من العرب المسلمين الذين يرفضون تناول المسكرات في الحفلات والمناسبات لكن تجدهم بعد ذلك يقصدونها في منتصف الليل ، وألقت بسؤال آخر من لديها صديق؟ ، فكانت الردود متفاوته تتخللها النكته ، فردت الأستاذة القبرصية هو حرام في ديانتكم لكن من عرض عليّ بأن أكون عشيقه لهم هم من المسلمين ، نعم هي فئة وليست بقليلة لكن في النهاية هم مسلمين وعرب.
وفي وقت سابق من ذلك اللقاء كانت قد عرضت في أحدى جلسات المؤتمر الذي ذهبت من أجله لقبرص ، عرضت دراسه قامت بها عن التزاوج بين المسيحيين والمسلمين في قبرص فكانت النتيجة بأن النسبة ترتفع تدريجياً من سنه لأخرى لكن حالات التشتت واليتم ترتفع أيضاً بسبب قيام المسلمين بأخذ أولادهم والسفر إلى خارج قبرص وأحياناً كثيرة من دون رجعه ، فأين هي الأخلاق الإسلاميه..
كلامها جعلني استرجع حوار مع سائق التاكسي الدنماركي الذي كان يعمل في فرنسا ، وكان متعجباً من كوننا عرب لأنه يقول بأن العرب يأتون بسياراتهم من بلادهم ونادراً ما تجدهم يستقلون المواصلات العامة كما أنهم لا يخرجون باكراً فهم يعيشون في المساء ويقيمون الحفلات ليلاً ، وحسنتهم أنهم ينمون الاقتصاد في البلاد الأوربية ، فطلبنا منه التوقف أمام أحد المتاجر الكبرى فكان معظم الموجودين يمثلون البلاد العربية والخليجية بالتحديد ومجموعة كبيرة منهم أو بالتحديد منهن يتبعه الحارس الشخصي الذي يجمع البضاعة التي تشير إليها هي بيدها..!!
الوضع لم يختلف في بلجيكا عندما أخبرتني صديقه بأن موظف الاستقبال كان يشرح لها طريقة الوصول إلى سوق بروكسل وكان يحذرها من المرور بشارع يسكنة العرب ، فغضبت منه لتحذيرها له من العرب ، وذهبت مشوارها مروراً بشارع العرب كما يطلقون عليه وبالفعل خرجت من بروكسل وهي حزينة على ما شاهدته ليس بس ما تعرضت له من مضايقات بل آسفاً على أبناء أمتنا العربية الذي يأكدون بأنها أمة تستحق ما يقال عنها والنظرة المسيئه التي كونها الغرب عنا ما دام من يمثلون الأمه العربية في الخارج هذا حالهم ، نعم هناك فئة ترفع الرأس هناك فئة أخرى تقضي حياتها في الخارج ويتعايشون مع الغرب ويوصلون فكرة لا تليق بالعرب والمسلمين.
نعم ما زلت أدافع عن أبناء الأمة العربية لكن لمن يستحقون أن يدافع عنهم .
تعليق