عزيزتي أينما كنت وحيثما كنتِ عمت ِ صباحا وأسعدت ِ مساءً كترقرق الأمواه ، وزقزقة الأفواه ، وجريان الالكترونات حول النواه ، وعدد عربدة العتاه ، وقول المنيبين سبحان الله.
لم يتغيرْ شئ ٌ عندي كما تكهنَت يا عزيزتي لي منذ سنوات ؛ فغرفتي لم تزلْ مبعثرة وكتبي لا تزالُ تعانق الغبارَ فوق منضدة ٍ مكسورة ساقها تشتهي مسمارا ً واحدا ليقوِّمَ اعوجاجها لئلا تسجد وكتبها على أرض ٍ يرفعُ الفأرُ رداءَه إذا ما مرَّ عليها خوفا من أنْ تتنجسَ قدماه الطاهرتان. نعم يا عزيزتي لم يتغير شئٌّ حتى انَّ وضعي وحالي كما ألفيتيه كئيبٌ سهيد ٌ حزينٌ قليل الرجاء لا حولَ لي ولا قوة ولا مكانة في أي مكان . أحاول أن اختصرَ الشمسَ في وعاء ، والبحرَ في غربال لعلّي بهذا أعالجُ فراغي القاتل بالرغم من كثرة الأشياء الواجب عليَّ فعلُها إنْ شئتُ فقط الاستمرار في التنفس وأمّا الحياة ُ فليس للأموات ِ منها نصيب . يا مَنْ عندما أحببتُها أشرقت ِ الشمسُ بعد غروبِها ولم تغربْ إلا صبيحة َ هذا اليوم عندما وبالصدفة ِ تصفحتُ الرسائلَ النصية َ القديمة فوجدتُ بنفس ِ تاريخ ِ اليوم وقبل عام ٍ من الآن رسالة ً منك ِ تقولُ : (( بِالأَمْس ِ كُنْتُ إِذَا أَتَيْتُكَ بَاكِيَا ً وَاسَيْتِنيْ والْيَوْمَ صِرْتَ إِذَا أَتَيْتُكَ ضَاحِكََا ً أَبْكَيْتَنِيْ )) التاريخ :23/6/2009 ، الوقت: 11:09 م النوع: رسالة نصية !!! يالله ُ لم أتوقعْ أبدا ً أنَّني سأفصحُ سرا ذابَ فِيَّ كتمانا ً إلا الآنَ عندما أيقنتُ أنَّ هناكَ شئٌّ واحدٌ فقط تغير ، شئ ٌّ لمْ تتنبئي به ِ أنت ِ الأديبة أبدا وهو فراقنا وانقطاع أخبارنا عن بعض ٍ .
هل تسمحينَ لي – يا عزيزتي - أنْ أهمس لكـِ كما كنتُ أفعل ؟ ولكن هذه المرةَ بالصورة لا بالصوت ، وبالصدى الذي لم يكن ليوجد لولا الفراغات التي أصبحت بين أصابعنا وهل هناك عاملٌ أحرى يا عزيزتي لحدوث الصدى من هذه الفراغات . لم تعد الخيارات والفرص متاحة لنا فنعبِّرَ عن ما يختلجُ بنفوسنا لبعض فالعصافيرُ أمست غيرَ منتظرة ٍ لأبويها ليأتوا لها بالطعام وإنما وجب عليها أن تتركَ أشجانها لتحيا على وجل ٍ من الجوارح والكواسر .
شعر
أما تنظر الطيرُ المقفص يا فتى = إذا ذكر الأوطان حنَّ إلى المغنى
يفرجُ بالتغريد ما بفؤاده = فتضطربُ الأعضاءُ بالحسِّ والمعنى
كذلك أرواح المحبين يا فتى = تهزهزها الأشواقُ إلى العالم الأسنى
شعر
فلو كان لي قلبان عشتُ بواحد ٍ = وأتركُ قلبا في هواك يعذبُ
ولكن لي قلب تملكه الهوى = فلا العيشُ يهنأ لي ولا الموتُ أقربُ
كعصفورة في كف طفل يضمها = تذوق سياق الموت والطفل يلعبُ
فلا الطفل ذو عقل يحن لما بها = ولا الطيرُ ذو ريش ٍ يطير فيذهب
. هل تسمحينَ لي أن أقولَ ما لا يرضيك ؟! نعم ، فكلٌّ أخلاق ٍ حميدة ٍ بثثتها إليَّ عبرَ أثيرِ ثقافتك لم أجني ثمن إعلاناتها بل نبحتني الكلابُ حتى طردتني إلى غرفتي إلى وحدتي إلى دموع عينيَّ التي سببت الأنواء المناخية إعصارَ جونو وإعصارَ فيت ٍ ليشاركني النكبات والحسرات الأراملُ والثكلى . ووجدتُ أنَّ مَنْ نهيتني عنهم أو التشبه بعوائهم ونبيحهم متعتهم الحياة ُ بأحضانِها الدافئة ِ ، ورسموا جهاتها وحدودها بفنون جميلة ِ أقيم لها المعارضَ والمحافل خمسة وعشرين ساعة في اليوم .
وأنت ِ أيضا ً أقفلت ِ أبوابا ً في غلقها الانتحارُ والانتحارُ حرام ، هل الحبُّ ينتهي قبل بدايته أم أنه يتغيرُ بتغير ِهذه الدنيا التي لا تعترف به ما لم يكنْ بهرجا ً وشكلا خلاَّبا ومذهبا ً لا يشترط فيه الصلاة المهم موافقة المذهب .
في غرفة علاج نزار قباني بلندن كتب ممنوعة أنت ِ يا حبيبتي ؛ فأينَ سأكتب مجاراة له ولمنْ ؟.
كلتا يديَّ الآنَ على زر ِ حذفِ الرِّسالة ِ ، سأحذفها ، لا لن أحذفها ، الآن سأحذفها ، كلا لن أحذفها بل سأحذفها ولكن إن حذفتُها فهل ستحذفُ حروفها من مخيلتي .......................
على كلِّ حال ٍ لم أقررْ بعد ما أفعلُ بالرسالة النصية ِ لأنَّ هاتفي كالعادة فرغت منه البطارية ..
.............................................. جاسمك في ذكرى رسالتك الأخيرة 23-6-2010.............................................. ..
لم يتغيرْ شئ ٌ عندي كما تكهنَت يا عزيزتي لي منذ سنوات ؛ فغرفتي لم تزلْ مبعثرة وكتبي لا تزالُ تعانق الغبارَ فوق منضدة ٍ مكسورة ساقها تشتهي مسمارا ً واحدا ليقوِّمَ اعوجاجها لئلا تسجد وكتبها على أرض ٍ يرفعُ الفأرُ رداءَه إذا ما مرَّ عليها خوفا من أنْ تتنجسَ قدماه الطاهرتان. نعم يا عزيزتي لم يتغير شئٌّ حتى انَّ وضعي وحالي كما ألفيتيه كئيبٌ سهيد ٌ حزينٌ قليل الرجاء لا حولَ لي ولا قوة ولا مكانة في أي مكان . أحاول أن اختصرَ الشمسَ في وعاء ، والبحرَ في غربال لعلّي بهذا أعالجُ فراغي القاتل بالرغم من كثرة الأشياء الواجب عليَّ فعلُها إنْ شئتُ فقط الاستمرار في التنفس وأمّا الحياة ُ فليس للأموات ِ منها نصيب . يا مَنْ عندما أحببتُها أشرقت ِ الشمسُ بعد غروبِها ولم تغربْ إلا صبيحة َ هذا اليوم عندما وبالصدفة ِ تصفحتُ الرسائلَ النصية َ القديمة فوجدتُ بنفس ِ تاريخ ِ اليوم وقبل عام ٍ من الآن رسالة ً منك ِ تقولُ : (( بِالأَمْس ِ كُنْتُ إِذَا أَتَيْتُكَ بَاكِيَا ً وَاسَيْتِنيْ والْيَوْمَ صِرْتَ إِذَا أَتَيْتُكَ ضَاحِكََا ً أَبْكَيْتَنِيْ )) التاريخ :23/6/2009 ، الوقت: 11:09 م النوع: رسالة نصية !!! يالله ُ لم أتوقعْ أبدا ً أنَّني سأفصحُ سرا ذابَ فِيَّ كتمانا ً إلا الآنَ عندما أيقنتُ أنَّ هناكَ شئٌّ واحدٌ فقط تغير ، شئ ٌّ لمْ تتنبئي به ِ أنت ِ الأديبة أبدا وهو فراقنا وانقطاع أخبارنا عن بعض ٍ .
هل تسمحينَ لي – يا عزيزتي - أنْ أهمس لكـِ كما كنتُ أفعل ؟ ولكن هذه المرةَ بالصورة لا بالصوت ، وبالصدى الذي لم يكن ليوجد لولا الفراغات التي أصبحت بين أصابعنا وهل هناك عاملٌ أحرى يا عزيزتي لحدوث الصدى من هذه الفراغات . لم تعد الخيارات والفرص متاحة لنا فنعبِّرَ عن ما يختلجُ بنفوسنا لبعض فالعصافيرُ أمست غيرَ منتظرة ٍ لأبويها ليأتوا لها بالطعام وإنما وجب عليها أن تتركَ أشجانها لتحيا على وجل ٍ من الجوارح والكواسر .
شعر
أما تنظر الطيرُ المقفص يا فتى = إذا ذكر الأوطان حنَّ إلى المغنى
يفرجُ بالتغريد ما بفؤاده = فتضطربُ الأعضاءُ بالحسِّ والمعنى
كذلك أرواح المحبين يا فتى = تهزهزها الأشواقُ إلى العالم الأسنى
شعر
فلو كان لي قلبان عشتُ بواحد ٍ = وأتركُ قلبا في هواك يعذبُ
ولكن لي قلب تملكه الهوى = فلا العيشُ يهنأ لي ولا الموتُ أقربُ
كعصفورة في كف طفل يضمها = تذوق سياق الموت والطفل يلعبُ
فلا الطفل ذو عقل يحن لما بها = ولا الطيرُ ذو ريش ٍ يطير فيذهب
. هل تسمحينَ لي أن أقولَ ما لا يرضيك ؟! نعم ، فكلٌّ أخلاق ٍ حميدة ٍ بثثتها إليَّ عبرَ أثيرِ ثقافتك لم أجني ثمن إعلاناتها بل نبحتني الكلابُ حتى طردتني إلى غرفتي إلى وحدتي إلى دموع عينيَّ التي سببت الأنواء المناخية إعصارَ جونو وإعصارَ فيت ٍ ليشاركني النكبات والحسرات الأراملُ والثكلى . ووجدتُ أنَّ مَنْ نهيتني عنهم أو التشبه بعوائهم ونبيحهم متعتهم الحياة ُ بأحضانِها الدافئة ِ ، ورسموا جهاتها وحدودها بفنون جميلة ِ أقيم لها المعارضَ والمحافل خمسة وعشرين ساعة في اليوم .
وأنت ِ أيضا ً أقفلت ِ أبوابا ً في غلقها الانتحارُ والانتحارُ حرام ، هل الحبُّ ينتهي قبل بدايته أم أنه يتغيرُ بتغير ِهذه الدنيا التي لا تعترف به ما لم يكنْ بهرجا ً وشكلا خلاَّبا ومذهبا ً لا يشترط فيه الصلاة المهم موافقة المذهب .
في غرفة علاج نزار قباني بلندن كتب ممنوعة أنت ِ يا حبيبتي ؛ فأينَ سأكتب مجاراة له ولمنْ ؟.
كلتا يديَّ الآنَ على زر ِ حذفِ الرِّسالة ِ ، سأحذفها ، لا لن أحذفها ، الآن سأحذفها ، كلا لن أحذفها بل سأحذفها ولكن إن حذفتُها فهل ستحذفُ حروفها من مخيلتي .......................
على كلِّ حال ٍ لم أقررْ بعد ما أفعلُ بالرسالة النصية ِ لأنَّ هاتفي كالعادة فرغت منه البطارية ..
.............................................. جاسمك في ذكرى رسالتك الأخيرة 23-6-2010.............................................. ..