في إحدى سنوات دراستي الثانوية قررت المديرية العامة للتربية بأنه ينبغي على أي مدرسة تنوي المشاركة بالمسابقة السنوية للتمثيل المسرحي أن تصمم أفيشات للعروض اللتي تنوي عرضها ،
ولهذا أردت الإستعانة بأحد المدرسين (من دولة عربية شقيقة ) واللذي كان يرأس أنذاك نادي الخط العربي بالمدرسة ،
فذهبنا إليه أنا والأستاذ رائد جماعة التمثيل المدرسي ( من نفس البلد ) بناءً على موعد كنا قد حددناه معه في اليوم السابق .
التقيت أنا وهذا المدرس بعد صلاة العشاء واتجهنا إلى منزل ذلك المدرس ومعي جميع الإعلانات اللتي كنت قد صممتها ولا ينقصها صوى العناوين والأسماء ،
وحين وصلنا إلى منزله وجدناه قد أطفئ أنوار المنزل وجلس أمام الباب واضعاص طاولة صغيرة عليها كومة دفاتر على ما يبدو أنه كان يصححها .
بعد أن رحب بنا بحرارة ذهب وأحضر لنا كرسيان ودعانا للجلوس ،
فما كان من المدرس اللذي بصحبتي إلا أن سئله : لماذا تطفئ أضاءة المنزل وتجلس هنا تحت هذا المصباح الضعيف ؟
فرد عليه الآخر : لا لشيء سوى أن أم العيال قد أخذ تهم وذهبت لزيارة احد الأقارب ،
فقررت المجيء إلى الخارج في الهواء الطلق ( مشهور عنه أنه أستاذ في البخل ) ،
فسئله الأول : ولكن هنا في الشارع ، أمام المارة ؟
فرد عليه : وماذا فيها ؟ ليس لأحدٍ الحق في منعي من التمتع بما خلق الله من هواء ،
المهم ، قدمنا له التصاميم وأطلعناه عما نوده أن يضيف إليها ،
فرحب بالموضوع وطلب مننا تركها له ولسوف ينجزها خلال يومان بالكثير .
وحين أردنا الإستئذان بالإنصراف أصر ألا نذهب دون أن يضايفنا ،
تركنا لمدة خمسة عشر دقيقة ودخل إلى منزله ،
كنت أنظر في الساعة وأسئل الأستاذ : ألم نتأخر ؟
فيرد علي : لا عليك لا بد أنه يعد لنا ما لذ وطاب ، فكما أخبرنا زوجته ليست هنا .
عاد إلينا ومعه طبق ( كتلك اللتي تستخدم في وضع الأجبان وما شابه ) به تفاحتان من النوع الأصفر( وهوا أرخص نوع تفاح لدينا ) وسكين صغيرة ،
نظر كلانا إلى الآخر في شئ من الإستغراب فإذ به يقول :
لا تستحو تفضلو ، بسم الله ،
وناول الأستاذ واحدة ، وأعطاني الأخرة ،
فأراد الأستاذ الأول أن يطفي شيءً من المرح على الجو فسئله : وأنت أيصح ذلك ؟
فرد عليه بشيءٍ من الراحة : لقد سبقتقم قبل قليل وأكلت واحدةً ،
أردت أن أضحك من شدة طرافة الموقف فإذ به يقول : ماذا بكم هل تستحون ؟
تفضلو هيا ، فلا يرد الكريم إلا .................. فقاطعه الآخر : اللئيم طبعاً .
انشالله تعجبكم هاي الطرفة .
تحياتي للجميع .
ن
د
ي
م
ا
ل
ع
م
ر
تعليق