( حبيبةُ عُـــدي على الورق .. )
حوارٌ تمردت فيه عشيقةُ عُــدي
شيءٌ من الخيال
ملاحظات لا تهتموا بها قبل القراءه :
باللون الاسود .. عُــدي
باللون الازرق .. عشيقةُ عُـــدي ..
........
.....
....
...
..
.
- الحرُّ وشاية تجيء بكِ .. كمدفئة ورق .. تبدو السماء مثخنة الليلة بالمطر يا حبيبتي ..!
- والحرُّ حجةٌ يجعلكَ تبحث عني .. صحيح ؟!
- ماذا لو كان كل ما نحتاجه لنهلو تحت المطر معطف ورقي أو مظلة كتابة .. تبللها السماء لتسيل الأحرف ويقطر الحبر .. لا شيء يشعلني بدفء نشوة كإيقاع قطرات حبر يا حبيبتي .
- إيقاع قطرات تدمي روحي صحيح ؟
- لا تكوني حمقاء .. أنتِ الحبر .. أنتِ الكتابة .
- ولكني سئمت ..!
- عُدنا لهذه الأسطوانة من جديد .
- سئمت .. سئمت .!!
- اسمعي , لستُ بشرًا جبارًا .. أُقدر تعكرك في بعض الليالي .. لذا سأعفيك من مهمامك ولاتنسي كنت كريمًا معكِ مؤخرًا فقد أعفيتك أكثر من مرة عن كتابتكـ لأنكِ لم تبخلي عليّ يومًا لوجودك .. اخلدي للراحة الليلة ..نلتقي في وقت لاحق .. إلى اللقاء .
- لا , اِنتظر .. لا أريد هذا الليلة فقط .. طالما أنت تعترف بأني لم أبخل عليك يومًا بي .. لم أبخل في صناعة نجاحاتك ولا في تضريج اسمك في الضوء ودفني في الظل .. أنا أطالب بإعفاء أطول .. براحة أبدية .. فقط حررني .. اطلقني !! ولا تكتبني يا عُــدي ..
- ماذا تقولين ..؟!
- أقول الصدق .. الصدق فقط وبلا كذب .. لا احتاج حين أرفع طلبًا للاستقالة منك إلى الكذب الذي أموج فيه معك لأوصلك إلى شطآن الوجود والشهرة .. وأبقى أنا وحدي أصارع موجًا لا ينتهي .. لا احتاج الآن إلى مفاهيمك عن الصدق .. حين تقول : " الكتابة هي أكاذيب جادة .. نحاول من عليها أن نتعلم كيف نقول شيئاً صادقاً في النهاية ..." ..
الكذبة الجادة أنا .. تصرخ الآن بصدق ..فقط حررني .. اكسر قيدي .. قبل أن انتحر ..!
- تنتحرين .. ؟!! شكرا لأنكِ تمنحيني سبباً للضحك يا حبيبتي ..!
- نعم ربما انتحر , ولن انتحر بمثل مفاهيمك حين تقصدني هارباً من حياتك " الكتابة محاولة فاشلة للانتحار " لن أفشل أنا كما تفشل أنت لتعود تحيا بعد أن تقيدني بأكثر من موت.. أنا جادة إن لم تحررني سانتحر بنجاح ..!
- ياعزيزتي أنتِ مجرد كائنٌ حبري .. شخصية ورقية أنقلكِ من ورقه إلى كتاب ومن منتدى الى مدونه .. أنتِ وهم إنسان أنا خالقه .. أبثُ فيكِ الروح وقت ما أشاء .. وامتصها منكِ وقت الانتهاء .. لأعود انفثها وقت ما احتاج .. هل تفهمين يا حمقائي .. أنتِ مجرد كائنُ حبري .. وحدي من يحد لكِ حقوقاً ضمن حدودي.
- أنتَ سجنٌ واسع .. عالمي الذي أطير فيه بلا إرادة .. تمنحني حياة وتسلبني الإرادة .. لتعود تمنّ عليّ بحياة مجمّدة .. ذوبانها رهن مزاجك أيها الأناني .. أتعتقد لا أعرف بأني " حنان " في " إنشودة الأمس " أني " ابتهال " في " آخر وخزة حب " .. أني " صفاء " في " مدينة بحجم الجرح " تلك وتلك وتلك .. أتعتقد أنك لا تؤلمني حين تجذبني من شق إلى شق .. تجذبني فقط لتعذبني وتهرب
اخبرني أيها الأناني لماذا اغتلت البطل في الكتابة الأخيرة .. لماذا كنت بشعاً بذلك القدر لتمزقه بخطيئة
ماكانت الاحداث تخطط لها .. لم انحرفت بخط سير الشخوص .. لتدمره .. لتفجعني فيه .. ككل مرة وككل ألم .. لماذا تلبسني أفكاراً وتصرفات وقناعات لا تأتي ومقاييسي حين خلقتني لأول مرة لأكون فقط حبيبتك لا غير .. لماذا تجردني مني لأبدو بشعة وقت ما تريد .. وتعيد تعمدني بماء الطهر لتغسل عذاب رحلة تأخذ عمر سنة من الورق .. أكثر من رحلة .. وأكثر من امرأة هي أنا .. احسب عمري الورقي .. معادل لعمرك الضوئي تحت مظلة الشهرة ..ثم اخرج بناتج العذاب والسعادة لكل منا ..!
- حبيبتي .. أنتِ بطلتي امرأتي المثال .. لاتظني سأسلمك لرجل عابر في أوراقي .. أنتِ المرأة النموذج تلك التي في ظل تواطؤ القدر مع حظي حكم عليها لتظل مجرد كائن حبري امتلكها على ورق .. الكتابة رحلة لا تنهيها نقطة .. بل أجد نفسي دومًا أنتهي منها بعلامة استفهام .. أسأل إن كنت سألتقيك مرة أخرى .. ويحدث .. ويحدث !
- أنا أكرهك .. أيها البشع الأناني .. ولست تحت إمرتك على الأقل بعد الآن ..
- وتضحكيني مرةً أخرى .. أنا خالقك ولا يمكن للعبد أن يتمرد على خالقه ..!
- أنتَ سجّاني .. ويحدث للسجين أن يهرب ..!
ألم تسمع ( عمرك سمعت بطير ويحب سجانه ) ..؟
- أنتِ لا تعنين شيئاً بعيدًا عني !
- بل أنت من لن تساوي شيئا بدوني .
اضطراب حالة الكهرباء في مملكتي .. تكررت في مملكه آسره في تلك الليلة لتنقطع الكهرباء لمدة خمس دقائق .. بقي خلالها " عُــــدي " يدور على نفسه لا يكف عن النداء :
حبيبتي ماذا تعنين بقولك الأخير " بدوني " لا أفهم ماذا يعني " بدونك " ..
حبيبتي ماذا يعني بدوني .. حبيبتي ؟ .. ماذا تعنين .. ..."
واستمر في الدوران والنداء حتى بعد عودة الإضاءة .
بعد ايام وشهور :
وقف عُــدي عابرٌ على رصيف السوق يشتري بعض المطبوعات المعروضة للبيع .. رفع كتاباً آخاذ الغلاف .. حرضهُ بائع المكتبه على الشراء قائلاً :
" هذا كتاب يلقى رواجاً كبيراً بين الناس للكاتب عُــــدي "
( عُـــدي ) :حقاً , هل عاد للكتابة مجدداً .. توقف عن النشر منذ فترة طويلة .. وما جنس الكتاب ؟
( البائع ) : لا أحد يعرف .. هو كتاب غريب وفريد من نوعه ؟
يتهجى عُـــدي عنوان الكتاب والذي بزغ من الغلاف بخط مجسم ليقرأ العنوان:
( وتمردت حبيبةُ عُـــدي )
يتجاوز العنوان إلى الصفحة الأولى من الكتاب ليجدها بيضاء صماء .. استمر في التقليب ليصل إلى الصفحة المئة ولازال الأبيض والصمم هو كل مايراه .. في الصفحة الأخيرة عثر على جملة يتيمة توسطت الصفحة وختمت الكتاب :
" ولم تعد إلى وقت إصدار هذا البياض " .
تقبلوا تحيتي
عُـــــدي
حوارٌ تمردت فيه عشيقةُ عُــدي
شيءٌ من الخيال
ملاحظات لا تهتموا بها قبل القراءه :
باللون الاسود .. عُــدي
باللون الازرق .. عشيقةُ عُـــدي ..
........
.....
....
...
..
.
- الحرُّ وشاية تجيء بكِ .. كمدفئة ورق .. تبدو السماء مثخنة الليلة بالمطر يا حبيبتي ..!
- والحرُّ حجةٌ يجعلكَ تبحث عني .. صحيح ؟!
- ماذا لو كان كل ما نحتاجه لنهلو تحت المطر معطف ورقي أو مظلة كتابة .. تبللها السماء لتسيل الأحرف ويقطر الحبر .. لا شيء يشعلني بدفء نشوة كإيقاع قطرات حبر يا حبيبتي .
- إيقاع قطرات تدمي روحي صحيح ؟
- لا تكوني حمقاء .. أنتِ الحبر .. أنتِ الكتابة .
- ولكني سئمت ..!
- عُدنا لهذه الأسطوانة من جديد .
- سئمت .. سئمت .!!
- اسمعي , لستُ بشرًا جبارًا .. أُقدر تعكرك في بعض الليالي .. لذا سأعفيك من مهمامك ولاتنسي كنت كريمًا معكِ مؤخرًا فقد أعفيتك أكثر من مرة عن كتابتكـ لأنكِ لم تبخلي عليّ يومًا لوجودك .. اخلدي للراحة الليلة ..نلتقي في وقت لاحق .. إلى اللقاء .
- لا , اِنتظر .. لا أريد هذا الليلة فقط .. طالما أنت تعترف بأني لم أبخل عليك يومًا بي .. لم أبخل في صناعة نجاحاتك ولا في تضريج اسمك في الضوء ودفني في الظل .. أنا أطالب بإعفاء أطول .. براحة أبدية .. فقط حررني .. اطلقني !! ولا تكتبني يا عُــدي ..
- ماذا تقولين ..؟!
- أقول الصدق .. الصدق فقط وبلا كذب .. لا احتاج حين أرفع طلبًا للاستقالة منك إلى الكذب الذي أموج فيه معك لأوصلك إلى شطآن الوجود والشهرة .. وأبقى أنا وحدي أصارع موجًا لا ينتهي .. لا احتاج الآن إلى مفاهيمك عن الصدق .. حين تقول : " الكتابة هي أكاذيب جادة .. نحاول من عليها أن نتعلم كيف نقول شيئاً صادقاً في النهاية ..." ..
الكذبة الجادة أنا .. تصرخ الآن بصدق ..فقط حررني .. اكسر قيدي .. قبل أن انتحر ..!
- تنتحرين .. ؟!! شكرا لأنكِ تمنحيني سبباً للضحك يا حبيبتي ..!
- نعم ربما انتحر , ولن انتحر بمثل مفاهيمك حين تقصدني هارباً من حياتك " الكتابة محاولة فاشلة للانتحار " لن أفشل أنا كما تفشل أنت لتعود تحيا بعد أن تقيدني بأكثر من موت.. أنا جادة إن لم تحررني سانتحر بنجاح ..!
- ياعزيزتي أنتِ مجرد كائنٌ حبري .. شخصية ورقية أنقلكِ من ورقه إلى كتاب ومن منتدى الى مدونه .. أنتِ وهم إنسان أنا خالقه .. أبثُ فيكِ الروح وقت ما أشاء .. وامتصها منكِ وقت الانتهاء .. لأعود انفثها وقت ما احتاج .. هل تفهمين يا حمقائي .. أنتِ مجرد كائنُ حبري .. وحدي من يحد لكِ حقوقاً ضمن حدودي.
- أنتَ سجنٌ واسع .. عالمي الذي أطير فيه بلا إرادة .. تمنحني حياة وتسلبني الإرادة .. لتعود تمنّ عليّ بحياة مجمّدة .. ذوبانها رهن مزاجك أيها الأناني .. أتعتقد لا أعرف بأني " حنان " في " إنشودة الأمس " أني " ابتهال " في " آخر وخزة حب " .. أني " صفاء " في " مدينة بحجم الجرح " تلك وتلك وتلك .. أتعتقد أنك لا تؤلمني حين تجذبني من شق إلى شق .. تجذبني فقط لتعذبني وتهرب
اخبرني أيها الأناني لماذا اغتلت البطل في الكتابة الأخيرة .. لماذا كنت بشعاً بذلك القدر لتمزقه بخطيئة
ماكانت الاحداث تخطط لها .. لم انحرفت بخط سير الشخوص .. لتدمره .. لتفجعني فيه .. ككل مرة وككل ألم .. لماذا تلبسني أفكاراً وتصرفات وقناعات لا تأتي ومقاييسي حين خلقتني لأول مرة لأكون فقط حبيبتك لا غير .. لماذا تجردني مني لأبدو بشعة وقت ما تريد .. وتعيد تعمدني بماء الطهر لتغسل عذاب رحلة تأخذ عمر سنة من الورق .. أكثر من رحلة .. وأكثر من امرأة هي أنا .. احسب عمري الورقي .. معادل لعمرك الضوئي تحت مظلة الشهرة ..ثم اخرج بناتج العذاب والسعادة لكل منا ..!
- حبيبتي .. أنتِ بطلتي امرأتي المثال .. لاتظني سأسلمك لرجل عابر في أوراقي .. أنتِ المرأة النموذج تلك التي في ظل تواطؤ القدر مع حظي حكم عليها لتظل مجرد كائن حبري امتلكها على ورق .. الكتابة رحلة لا تنهيها نقطة .. بل أجد نفسي دومًا أنتهي منها بعلامة استفهام .. أسأل إن كنت سألتقيك مرة أخرى .. ويحدث .. ويحدث !
- أنا أكرهك .. أيها البشع الأناني .. ولست تحت إمرتك على الأقل بعد الآن ..
- وتضحكيني مرةً أخرى .. أنا خالقك ولا يمكن للعبد أن يتمرد على خالقه ..!
- أنتَ سجّاني .. ويحدث للسجين أن يهرب ..!
ألم تسمع ( عمرك سمعت بطير ويحب سجانه ) ..؟
- أنتِ لا تعنين شيئاً بعيدًا عني !
- بل أنت من لن تساوي شيئا بدوني .
اضطراب حالة الكهرباء في مملكتي .. تكررت في مملكه آسره في تلك الليلة لتنقطع الكهرباء لمدة خمس دقائق .. بقي خلالها " عُــــدي " يدور على نفسه لا يكف عن النداء :
حبيبتي ماذا تعنين بقولك الأخير " بدوني " لا أفهم ماذا يعني " بدونك " ..
حبيبتي ماذا يعني بدوني .. حبيبتي ؟ .. ماذا تعنين .. ..."
واستمر في الدوران والنداء حتى بعد عودة الإضاءة .
بعد ايام وشهور :
وقف عُــدي عابرٌ على رصيف السوق يشتري بعض المطبوعات المعروضة للبيع .. رفع كتاباً آخاذ الغلاف .. حرضهُ بائع المكتبه على الشراء قائلاً :
" هذا كتاب يلقى رواجاً كبيراً بين الناس للكاتب عُــــدي "
( عُـــدي ) :حقاً , هل عاد للكتابة مجدداً .. توقف عن النشر منذ فترة طويلة .. وما جنس الكتاب ؟
( البائع ) : لا أحد يعرف .. هو كتاب غريب وفريد من نوعه ؟
يتهجى عُـــدي عنوان الكتاب والذي بزغ من الغلاف بخط مجسم ليقرأ العنوان:
( وتمردت حبيبةُ عُـــدي )
يتجاوز العنوان إلى الصفحة الأولى من الكتاب ليجدها بيضاء صماء .. استمر في التقليب ليصل إلى الصفحة المئة ولازال الأبيض والصمم هو كل مايراه .. في الصفحة الأخيرة عثر على جملة يتيمة توسطت الصفحة وختمت الكتاب :
" ولم تعد إلى وقت إصدار هذا البياض " .
تقبلوا تحيتي
عُـــــدي
تعليق