إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شخصيات ثقافية من ظفار ..كانت هنا.. ورحلت(1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شخصيات ثقافية من ظفار ..كانت هنا.. ورحلت(1)

    نشرتُ هذه المادة في جريدة واحة المهرجان، وأضعها هنا.. لعلَّ أن تلقى شيئاً من الأنس بها.

    جمعان ديوان ،،، حياة حافلة بالشعر والغناء


    الشعر يخلّدُ الأحاسيس، ويبعث فيها روحاً متجددةً في كل عصرٍ ومصر، لذا فإن روح الشاعر لا تموت، وتبقى ذكراه حيةً في القلوب، تترجمها المشاعر، إلى دفقات نبضٍ من خلال بيوتات شعر ترقصُ على أنغامها خفقات وخلجات المحبين، فكما أن سيرة امرؤ القيس لا تزال عطرة، كذلك سير الآخرين من زمن المنخّل اليشكري مروراً بابن ربيعة والمتنبي، وصولاً إلى شوقي ودرويش والبهلاني، فالشاعر يسجل همهماته في ذاكرة اليوم، وهذا ما فعله الشاعر المعروف الراحل جمعان بن رمضان بن ديوان النوبي، حيث أصبح الكثير من كلماته أغنياتٍ خليجية معروفة.
    الألسن تلهج بترديد كلمات ديوان في كثيرٍ من المحافل الغنائية، والفرق الشعبية التي تصدحُ بصوتٍ شجي، كتلك الكلمات السابحة في الآفاق:
    شجرة الهيل مغروسة على رأس وادي
    يوم ثمرت خربوها عيال الشياطين
    يا اله السما يارب اقبل دعانا
    نطلبك ياكريم خزائن الله ملانا
    عادها يوم باتمطر وتروي الظمانا
    قاسم الرزق ارحم العباد والمساكين

    ولد النوبي في مدينة صلالة، وعاش عمراً يناهز التسعين في إثراء الحركة الشعرية والفنية، فهو كاتب وملحن ومطرب، إلا أن ظروف العمل أجبرته على الابتعاد عن الغناء، ليقتصر على الكتابة والتلحين، كتب مجموعة من القصائد الرائعة، والتي أصبحت أغاني شهيرة يتناقلها العامة، ويغنيها المطربون، غنّى إحداها المطربان الإماراتيان حسين الجسمي وعبدالله بالخير، بالإضافة إلى المطربين العمانيين.
    وبالرغم من أن ديوان ليس متعلماً، إلا أنه برع في الكتابة، فهو يزجي الشعر على سليقته، يخرجُ موزونا معرباً متسقاً، يختار من المفردات ما يحلو له، فيجمعها في قصيدةٍ تخاطب القلوب، وتعبر كل الحدود، لتستقر في الأفئدة، فما يميزه هو سهولة اللفظ وسلاسة العبارة، ورقة المعنى، مع الافتخار باللهجة، والتمسك بالهوية، كما أن الحكمة لها حضورها القوي في قصائده، ويعتبر السرد ركناً أساسياً في كثير من قصائده، وتأخذ بعضها طابع الألغاز والمعاني المبطنة، التي يخفيها الشاعر عن العامة، ليفهمها الخاصة والمضطلعون بالشعر وأصحاب الحذاق والفهم، ويبدو أنه ورث الشعر عن أمه الشاعرة الشهيرة سلامة بنت نصيب، فهي تكتب الشعر لفن طبل النساء وتغنيه لساعات طويلة وتنفرد بالسهرة لوحدها دون أن يشاركها أحد من الشعراء، وربما أثرت رحلاته الكثيرة لبلدان عديدة في صقل موهبته الشعرية، فالسفر فوائده جمّه، أقلها اكتساب العلم والأدب.
    ولعلَّ أشهر الأغاني التي كتبها الشاعر جمعان -رحمه الله- والتي ذاع صيتها كثيراً، (ساحر عشق جنيه) ولاقت قبولاً كبيراً في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال برنامج نجوم الخليج، وأصبحت الكلمات تتداول كثيراً، وما أعذبها إذ يقول:
    كان في زمان الماضي
    ساحر عشق جنيه
    بين الوريد يتمخطر
    لابس ثوب الأحضر
    سراول زري يحمر
    ومقينعه بنيه
    كان في زمان الماضي
    ساحر عشق جنيه
    وتعارفوا بالصحراء
    وظلوا وفاتوا جبره
    وعلى الدخون والفخرة
    وتجنست بدوية
    كان في زمان الماضي
    ساحر عشق جنيه
    وتقابلوا في الوادي
    على أشجار الكاذي
    ومحبته في الفاضي
    يومش مراه زنجيه
    كان في زمان الماضي
    ساحر عشق جنيه
    قالت تعال يا روحي
    شوفك يداوي جروحي
    ملك محب ونصوحي
    ومحبتك مخفيه
    كان في زمان الماضي
    ساحر عشق جنيه
    عاشق ولا له فاقه
    جالس على الحراقه
    والناس شالوا الناقه
    ومروا بها فوقيه
    كان في زمان الماضي
    ساحر عشق جنيه



    والأغنية التي غنّاها الجسمي، ومن قبله غنّاها كثير من المطربيين العمانيين والفرق الشعبية (تباعدت يا صولي قرب حمران شويه) وأغنية (بو سلامه يتمشى والعماية صورية راس مالي عانه من ثلاثين ربية) والعديد العديد من الأغاني الشعبية، فالمرحوم كان مهتماً بجميع الفنون الشعبية، فبعض الشعراء يجده يهتم بنوعٍ واحدٍ من الفنون، خلاف ديوان الذي سبر أغوارها جميعاً، ومما يُذكر ويتناقله الناس أنه في إحدى المناسبات وجد أصحاب فن "المدار" قد توقفوا فترة عن الغناء، فسألهم عن السبب؛ فأجابوا أن لا أحد من الشعراء يريد أن يكتب لهم، فنظر ديوان إلى مجموعة من الشعراء الشباب الحاضرين إلى جانب المتفرجين، وفي حينه كان "بن رعيدان الشاعر الغنائي الكبير قد توفى، وهو من كان يقوم باستمرار بهذا الواجب كلما كان حاضراً، جمع ديوان أصحاب المدار وغنى:
    يا زوينة رجعي العادة
    يارحم الله "بالرعود"
    روح والبقية كلهم سادة
    يا زوينة رجعي العادة
    وصاح المدار وشلوا بهذا الشعر الغنائي البديع وماهي إلا لحظات ووصل الشاعر المرحوم "اسطنبولي" وعرف بالقصة. فقال الكلمات الأتية :
    "بوسلامة" لا تعاتبنى في زمانه ضبط وقيادة
    والذي هو ضيع العادة ما لقاله ناس رداده
    يازوينة رجعي العادة

    وحدثني مانع النوبي وهو أكبر أبناء المرحوم من الذكور: كان الوالد صافي النفس نقي السريرة، زرع فينا الأدب الرفيع، وحسن المعاملة وكريم الخلق، كان رجلاً يحمل جميع صفات الرجولة، من عاشره عرف كرمه وشهامته وغيرته على العادات والتقاليد، مخلص لأهله وبلده، صاحب همةٍ عالية، نظم الشعر وكتب أجمل الأغنيات، غنّى في كل الفنون الشعبية من الربوبة والهبوت والمدار والبرعة وطبل النساء والزوامل والرادود وغيرها من الفنون التي لا نعرفها، جمع زكي بن عامر بن أحمد الشنفري قصائده في ديوانٍ مطبوع، لديه الكثير من الأصدقاء منهم على سبيل المثال لا الحصر: عوض القعيطي ونور بن محمد البلوشي،، عرفة بن صبيح ونصيب بو سلاسل وسعد الراعي وعلي النهاري وعوض جبران اليافعي وأحمد بن فرج الغساني والسيد سالم العيدروس والسيد عبدالله باعبود وسالم بن صالح البريكي، توفي عام 1995م عن عمرٍ يناهز التسعين.

    عاش الجمالُ مشرداً في الأرض ينشدُ مسكنا.
    قال كاتب مغرور لبرناردشو الشهير أنا أفضل منك، لأنك تكتب بحثاً عن المال وأنا أكتب بحثاً عن الشرف.
    فرد برناردشو قائلا': صدقت!، فكلٌ منا يبحث عما ينقصه.
    سَأَلَ ثقيل بشار بن برد قائلا': ما أعمى الله رجلاً إلا عوضه، فماذا عوضك؟ رد عليه: بأن لا أرى أمثالك.
    قالت نجمة انجليزية للأديب الفرنسي هنري جانسون: أنه لأمرٌ مزعج فأنا لا أتمكن من إبقاء أظافري نظيفة في باريس.

    قال الأديب على الفور: لأنك تحكين نفسك كثيراً.
    تزوج أعمى أمرأة فقالت: لو رأيت بياضي وحسني لأعجبت بي.
    فقال: لو كنت كما تقولين لما تركك المبصرين لي.

  • #2
    جميل جدا طرحك والسيرة التي ذكرتها
    اتمنى المزيد

    راجع من الايام
    من الاحلام
    من ألف سناره
    مغروسة بقلبي
    اعتذر عن الغياااب .. وشكرا للي سأل عني

    تعليق

    يعمل...
    X