إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شخصيات ثقافية من ظفار ..كانت هنا.. ورحلت(2)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شخصيات ثقافية من ظفار ..كانت هنا.. ورحلت(2)

    نشرتُ هذه المادة في جريدة واحة المهرجان، وأضعها هنا.. لعلَّ أن تلقى شيئاً من الأنس بها.




    علي الصومالي، غنى له مطربون خليجيون وعرب
    وسيظل اسمه حياً في القلوب




    يوم الأحد الموافق 5 إبريل من العام المنصرم، تلقى الشارع الثقافي في السلطنة خبراً محزنا برحيل الشاعر الكبير علي بن عبدالله بن يوسف بن صواخرون الصومالي، الذي ودعه أحبته بعبونٍ دامعةٍ وقلوبٍ منفطرة وأفئدةٍ متحرقة، نعم رحل عن عالمنا، هذا القلب الدافىء وهذا الترجمان الدقيق عن مشاعر وأحاسيس متوهجة ملؤها الصدق، مات الشاعر، لكن كلماته ستبقى حيةٌ نابضةٌ تذكرنا به، وتجدد ذكراه في قلوبنا، كلما استمعنا لمطربٍ يشدو بكلماته، تمنينا لو أطال الله عمره ليتحفنا بالمزيد، لكنه قدر الله الذي لا يُرد.
    ولُد علي الصومالي في مدينة طاقة بمحافظة ظفار، ولم يكمل دراسته التعليمية، توقف عند المرحلة الإعدادية، لكنه من محبي القراءة والكتابة، حيث كانت بداياته الشعرية عام 1980 م أو قبلها بفترة قصيرة، لم تكن شعراً أو خواطر، إنّما مجرد مشاعرَ أحس بها وترجمها على الورق، مستنداً في ذلك حيناً إلى بعض الألحان الشعبية اليمنية، وإن كانت خاليةً من الوزن.
    كان معجباً أشد الإعجاب بالشاعر (حسين المحضار)، وكان مغرماً بالشعر الغنائي، ربما يعود ذلك لملازمته لوالدته كثيراً، وهي تستمع للإذاعة بصورةٍ مكثفة، لذا استمع للأغاني منذ نعومة أظافره، واستطاع أن يطور نفسه مع مرور الأيام، ابتدأ أول عملٍ فني له مع الفنان محمد الجيلاني، ومن بعده تعامل مع الفنان أحمد مبارك غدير، وهو من اعتبره القاعدة الأساسية في ظهوره وبروزه بشكلٍ لافت، وتوالى تعاونه مع كبار الفنانين في محافظة ظفار مثل الفنان سالم علي سعيد وسالم محاد، بعدها تعاون مع عدة أصوات غنائية.
    كان يكتبُ شعر المرادات، وتمت ردود كثيرة مع شعراء كبار، ولكن قبل سنوات طويلة توقف، واستمر في مجال الشعر الغنائي، ما عدا بعض الشعراء المقربين منه مثل الدكتور محمود، وكتب القصائد بكل أنواعها، ومع مرور الوقت شعر بضرورة الخروج من الاطار المحلي، ليبدأ الكتابة لفنانين خليجيين وعرب معروفين، حيث كانت البداية مع الفنان خالد الشيخ، والملحن عارف الزياني.
    تعامل، بعدها، مع أسماء كثيرة جدا، منها على سبيل المثال: الفنان عبدالله الرويشد وراشد الماجد وعلي عبدالستار وخالد الشيخ والفنانة رباب ورويده المحروقي وفطومه ونوال وأصيل وجواد العلي وفرقة الأخوة البحرينية وحمود ناصر وسعد الفهد وعادل الماس، وغيرهم الكثير والكثير.
    أما الجوائز التي حصل عليها، فقد تم تكريمه مرةً في مهرجان الأغنية العمانية بجائزتين كشاعر عماني وشاعر نشر الكلمة العمانية خارجا، ولم يتم استدعاؤه ولو كضيف في لجنه الشعر العماني، ولكن جائزته الكبرى هي استقبال الجمهور له بكلمات الشكر والإعجاب التي يسمعها منه).
    ربما جميعنا يتذكر الفنان الكبير أصيل أبو بكر سالم، وهو يغني أجمل أغانيه (نفس الخبر) وهي من كلمات الصومالي الراحل -رحمه الله- فمن لا يتلذذ بسماع هذه الكلمات الرائعة، التي تأسر اللب، وتستهوي القلب وتأسر النفس:
    الخبر نفس الخبر
    ما طرى علمٍ جديد
    نفس همي والسهر
    ومواجعٍ فين تزيد
    طفت المدائن كلها
    في شمسها في ظلها
    يا حبيبي مالك اثر
    والخبر نفس الخبر
    اشتكي لوسادتي
    ويشتكي لي موجعي
    على خدودي دمعتي
    حزين بعدك مسمعي
    طالت مشاوير الالم
    تعبت من جرح الندم
    مليت من ليل السهر
    والخبر نفس الخبر
    لا زمان ولا مكان
    لا مراسي لا وطن
    وين الدفا وين الأمان
    اشكي معاناتي لمن
    انا الوحيد بدنيتي
    انا الجريح بغربتي
    تعبت من طول السهر
    والخبر نفس الخبر

    اتصف الشاعر علي بصفاتٍ جميلة، نادراً ما تتجسد في غيره، كالطيبة العالية والبساطة والتلقائية، كما أنه يشعرك بالألفة والود، تحب إطالة فترة الجلوس معه لساعات، وهو إلى جانب ذلك صاحب خلقٍ رفيع، ولينٍ في الجانب، وسعة صدر، ولطفٍ كبيرٍ في التعامل، لا تجده متجهماً أبدا، فهو صاحب ابتسامةٍ رقيقة، يجمع بين حسن الأدب والحياء، وبين النكتة والظرافة والمرح، لذا يلتف حوله دائماً جمعٌ كبير من المعجبين والمحبين، وما يميزه أيضاً أنه لا يبخل بالنصيحة والتوجيه ومد يد العون والمساعدة لأي قاصدٍ يقصده، فهو كريم اليد وعفيف النفس، فلا عجب أن نجد جميع من غنّى كلماته يتباهى بهذا الشرف الكبير.

    رثاه الكثير من الشعراء بقصائد عديدة، فقد قال الشاعر كامل البطحري:
    مات الذي مـن موت شخصه بكينا
    من بعد ماقـــدّم دروساً كثيره
    من شعـر راقي من شفـاه ارتوينا
    علي ومثلــه ما نجبت اي ديـره
    وقد كتبت فيه الشاعرة والإعلامية الاماراتية المعروفة شيخة الجابري:
    ( إلى وقت قريب كنت أظنه من الصومال الشقيق، اسمه المقترن بالصومالي، سبب لي ارتباكا شديدا، كنت أستمع لنوال، لعبدالله رويشد،لأصيل ابوبكر، لراشد الماجد وأستغرب كيف لشاعر صومالي أن يكتب بهذه اللهجة الفارهة، اللهجة التي تبكيك من خلال مفردة خاصة به وحده استطاع أن ينطلق عبرها كالصاروخ إلى حناجر كبار المطربين في الخليج.
    البارحة رحل علي بن عبدالله الصومالي _ الشاعر العماني - أو كما يسميه العمانيون، سفير المفردة العمانية، إثر جلطة اطاحت بالقلب النقي، الذي صدح بقصائده كبار نجوم الطرب في الخليج ليس منذ اليوم، ولكن منذ سنين خلت، ومن المؤسف أن علي الصومالي شاعر لم ينتشر عبر مجلات أو منتديات، لذا، ربما يكون اسمه غريبا بعض الشئ على القارئ الكريم، لكن من ارتبط ذهنيا بذاكرة نص غنائي معين، فاره اللغة، عميق الحزن، قوي السبك، محلّق رغم كل ما فيه من وجع، سيعرف تماما من هو علي الصومالي/المولود في محافظة ظفار العمانية.
    رغم خصوصية اللهجة الظفارية تاريخا وموروثا، إلا أن هذا الشاعر غفر الله له وطيب ثراه استطاع أن يخرج بها من إطار الصعوبة والتعقيد والغموض إلى عالم أكثر رحابة فكان أن اشتهر الصومالي على أنه صومالي، وليس عمانيا أصيلا من بقعة تلعب الطبيعة فيها دورا كبيرا حين تمنحنا شاعرا كبيرا مثل علي الصومالي.
    من المفارقات الغريبة أنني طفت بهذا المسمى "جوجل "لأكثر من ساعتين بلاشك يستحقها شاعري الرائع لأبحث عن معلومة ترشدني إلى شئ عنه، خبر، تعاون جديد، فإذا بي أفاجأ بخبر رحيله المفجع،وإذا بي أجد رغم شح المعلومة لقاء معه أجري منذ أيام على شبكة تسمى المهره، وهي خاصة بمحافظة ظفار، لتقع عيناي على كنز ثمين، هو لقاء أخير للشاعر الراحل).

    ختم علي الصومالي حياته بقصيدة الحوت حيث قال فيها -رحمه الله-:
    إن حد فهم شيّ ..... يفهمنـــا بلغز الحـــوت
    وإن ما فهم شيّ .... كمـــانا ضيّـــع المفهوم
    والشيّ بالشيّ .... شفت الشيّ بالتابـوت
    ولكن يمشـــيّ ..... مفتّــــح لو بـدى بالنــوم
    ومـا يصبّر الضيّ .... إلا لمعــــــة الياقــــوت
    حــط المفارش .... موائـــــد زادهــا مسموم
    يا حــيّ يا حــيّ .... شرّف بو شفايف تـــوت
    يا زيــــن حظــك .... هـــذي ليــــلتك سلّــــوم
    ويا حــاتم الطــيّ .... أو غلطان أنا بالصـــوت
    في كل حـــاله ..... أقل لــــك هكـــذا ملزوم
    خــايف من الكيّ .... وخـايف لو زعل طـاغوت
    يا خــيّ ياخــيّ .... يرجعنــــي كمــا كليـــوم
    إن حـــد فـهم شـيّ .. نـــــذرآ باعمل هبــــوت
    والصــف بالصـــف .... والمحفل خلـيّ القــوم
    بـــو مازح شــويّ .... هــدرس يفتكــر جــالوت
    نبّـــــح ونبّــــــح .... آثـــــاري يمتـــدح مـــريوم
    يا فـــارس الغــيّ .... معـــك ما أكثر النبّــــوت
    في خزنـــــة العيــد ..... يومــك صايد الخرطوم
    إن قلت لك شـــيّ ..... تعلبّنـــــي كما المفروت
    أقطـــع لســـاني ..... مــــاني ياعـــرب مغروم
    ياريـــحة المـــيّ ..... ياللي مقدمــــك مبخــوت
    يا الحوت با الحوت .... ياللي بالبشـر معـــــدوم
    يا مبعــد الفـــيّ .... قـــرّب مســرح البـــــاروت
    طيـــر البشـاير ..... من صمــت الغضــب مدموم
    من ذا ومن ذيّ ..... سجــد صالـح مع سربــــوت
    ما عاد توضيــــح .... والســبه غـــراب الشـــوم
    ومــا ستاهل إلليّ ....حاصل من ركيــل الشـوت
    مـــدروم منــــك .... ومن ســـوطك أبــو مخــزوم
    لا زرع لا مــــيّ ...... يا كــــــــابت ويا مكبــــــوت
    لا لا و لا لا ..... رزح يا مصطفــــــى محــــــــروم
    إزيــــك إزيّ .... قالـــــو نمــــــــر بــــن عربـــــوت
    ولا شـــفت إلا ..... هيـــــكل ما وضـــــح مرسـوم
    بشـــويّ بشــويّ ..... ما فاهـــم زمـــان الفـــوت
    وإللــيّ فهمتــــه ..... يقيســـون العنــب بالثــــوم
    خـــلّوه يهـــذيّ ...... ما يعـــرف لبــــاس الكــــوت
    وإن مــــد كفــــه ..... وســـاير متقنيـــــن العـــوم
    يا طـــاوي الطـــيّ ..... قـــشٍ عــالقٍ ببشـــــوت
    والقـــــش هــذا ...... ما يرضـــي بمـــا مقســـوم
    ويــا وارث الشـــيّ .... ورثت الزيـف لي منحـــوت
    يا سخــف عقــلك ..... عمــرك مــا نويــت الصـوم
    والمشكلــه هــيّ .... قالــــو في قليــل القــــوت
    وكـــــأن رزقــــك ..... إذا صفقـــــت لأم كلثــــــوم
    عاش الجمالُ مشرداً في الأرض ينشدُ مسكنا.
    قال كاتب مغرور لبرناردشو الشهير أنا أفضل منك، لأنك تكتب بحثاً عن المال وأنا أكتب بحثاً عن الشرف.
    فرد برناردشو قائلا': صدقت!، فكلٌ منا يبحث عما ينقصه.
    سَأَلَ ثقيل بشار بن برد قائلا': ما أعمى الله رجلاً إلا عوضه، فماذا عوضك؟ رد عليه: بأن لا أرى أمثالك.
    قالت نجمة انجليزية للأديب الفرنسي هنري جانسون: أنه لأمرٌ مزعج فأنا لا أتمكن من إبقاء أظافري نظيفة في باريس.

    قال الأديب على الفور: لأنك تحكين نفسك كثيراً.
    تزوج أعمى أمرأة فقالت: لو رأيت بياضي وحسني لأعجبت بي.
    فقال: لو كنت كما تقولين لما تركك المبصرين لي.
يعمل...
X