كم نحن أحوج إليها الآن
ما أن يقبل الصيف وتبدأ الإجازة المدرسية فهذا يعني أن مدرسة القرآن الملحقة بالمسجد ستبدأ نشاطها الصيفي والمخصص لتعليم القرآن الكريم والسنه النبوية الشريفة، كان الجميع يتلهف لبدئها فعلى الرغم من أن العصا هي الوسيلة الأساسية التي يستخدمها المعلم وهو إمام المسجد الذي يخصص لنا وقتاً بعد صلاة العصر يفتح فيه الغرفة التي نتجمع أمامها ،وبعد أن يتأكد أن كل الفتيات قد وضعن الحجاب أو أي قطعه تغطي الرأس فيسمح لهن بالدخول وهذه من الأشياء التي تجعلهن متحمسات للذهاب لأنهن يظهرن بمظهر غير الذي تعودنا عليه في رؤية بعضنا البعض ، فالصغار يلتقين للعب مكشوفات الشعر وفي مدرسة القرآن محجبات فيشعرن بأنهن أكبر سننا ، وهذا ما ينشدنه.
كان المعلم يبدأ الدرس بالتشهير بالأولاد الذين لم يأتوا لصلاة الفجر فكان ينادي كل واحد منهم ويطلب منه أن يمد رجله ليُضرب على قدميه فتكون تلك الضربة توبة له فينتظم على أداء الصلاة ، فينطلق الدرس باختيار عشوائي سواء من جهة البنات أو الأولاد ليجلس الذي وقع عليه الاختيار في منتصف الغرفة ويقوم بتلاوة السورة التي لُقن لها في اليوم السابق وإلا فإنه يلاقي ضربا بالعصا في يده وهكذا .. وأن غاب أحدنا في يوماً من الأيام فكان يتجه في صباح اليوم التالي إلى منزل الإمام ليُسمّع السورة التي يحفظها ، فالجميع كان حريص على حفظ القرآن والأحاديث.
كانت تلك المدرسة الصغيرة التي ما زال مكانها ملحقاً في مسجد القرية، هي بمثابة المصدر الرئيسي الذي نتلقى (كنت واحده منهم)من خلاله دروس القرآن والحديث ونتعلم الصلاة، وكنا نفتقدها بشدة عندما تنتهي ببدأ دراسة المدارس.
المدرسة ما زالت موجودة مكاناً إلا أنها اختفى نشاطها ولم يعد له وجود ، أطفال اليوم حرموا من متعة تلك الدراسة الدينية وتلقين المعلم للسور والأحاديث ، ومتابعة من أدى الصلاة ومن لم يؤديها ، كل ذلك أصبح ذكرى لمن كانوا هناك ..فهي ذهبت مع أهلها ومن كان يهتم لوجودها مع أنها مرتبطة بشيء لن ينتهي فهي ليست متعلقة بجيل أو عصر معين بل هي تعلم الأطفال أساسيات الدين ووجودها له طابع خاص ومهم..
هناك بعض مدارس القرآن الكريم الحديثة التي تغلق ببدء الصيف وقد يستمر بعضها لكنها لن تحل محل تلك المدارس الصيفية المخصصة لأبناء القرية الواحدة وطابعها المميز.
أن جيل اليوم أحوج لهذه المدارس فوسط المغريات الدنيوية فإن الاختبار صعباً وليس من السهل اجتيازه ، فأصبحت هناك أولويات كثيرة تُعدِم المهم من الحياة وهو الدين ، فعلى الرغم من رغبة الإنسان من التعلق بما يفيده في دنياه وآخرته من الدين إلا أن أدوات الحياة لا تساعد على البقاء والصمود طويلاً ، ففي أحد المواقف التي رواها لي قريب أنه عاد من العمره أكثر التزاما من ذي قبل لكن جميع من يتعامل معهم بشكل يومي يقولون له أن فترة وستمضي وجميعنا مررنا بهذه الحالة قاصدين بأن تآثير فريضة العمره لن يدوم طويلاً وسيمحى ما أن يعود لحياته السابقة وتمر فترة على ذلك ، قد يقول قائل بأنه ليس لديه ذلك الوازع الديني ليصمد قد يكون كذلك لكن حياة اليوم لم تعد كحياة الأمس وأصبح الاهتمام يبتعد عن الدين بداعي الانفتاح . فالملتزم دينيا هو مصدر شك واستغراب سواء مظهراً أم مضموناً ..
نعم أن النوادي الصيفية قامت بدورها لكن أيضاً مدارس القرآن والسنة النبوية بحاجة إلى من يعيدها أحيائها بطريقتها السابقة التي تبقى في الذاكرة فهي تجمع أبناء القرية الواحدة في مكان واحد وتعلمهم أسياسات الحياة وأهمها..
من الجميل أن تقوم الجهات المعنية عند بناء المساجد إلحاقها بغرفة أو قاعة لتدريس القرآن والسنبة النبوية في فصل الصيف كما في هو الحال في بعض المساجد. وأن لا يكتفي الإمام بالآذان وإقامة الصلاة بل يتعداه التطوع لتدريس أبناء القرية التي يخدمها المسجد.
ما أن يقبل الصيف وتبدأ الإجازة المدرسية فهذا يعني أن مدرسة القرآن الملحقة بالمسجد ستبدأ نشاطها الصيفي والمخصص لتعليم القرآن الكريم والسنه النبوية الشريفة، كان الجميع يتلهف لبدئها فعلى الرغم من أن العصا هي الوسيلة الأساسية التي يستخدمها المعلم وهو إمام المسجد الذي يخصص لنا وقتاً بعد صلاة العصر يفتح فيه الغرفة التي نتجمع أمامها ،وبعد أن يتأكد أن كل الفتيات قد وضعن الحجاب أو أي قطعه تغطي الرأس فيسمح لهن بالدخول وهذه من الأشياء التي تجعلهن متحمسات للذهاب لأنهن يظهرن بمظهر غير الذي تعودنا عليه في رؤية بعضنا البعض ، فالصغار يلتقين للعب مكشوفات الشعر وفي مدرسة القرآن محجبات فيشعرن بأنهن أكبر سننا ، وهذا ما ينشدنه.
كان المعلم يبدأ الدرس بالتشهير بالأولاد الذين لم يأتوا لصلاة الفجر فكان ينادي كل واحد منهم ويطلب منه أن يمد رجله ليُضرب على قدميه فتكون تلك الضربة توبة له فينتظم على أداء الصلاة ، فينطلق الدرس باختيار عشوائي سواء من جهة البنات أو الأولاد ليجلس الذي وقع عليه الاختيار في منتصف الغرفة ويقوم بتلاوة السورة التي لُقن لها في اليوم السابق وإلا فإنه يلاقي ضربا بالعصا في يده وهكذا .. وأن غاب أحدنا في يوماً من الأيام فكان يتجه في صباح اليوم التالي إلى منزل الإمام ليُسمّع السورة التي يحفظها ، فالجميع كان حريص على حفظ القرآن والأحاديث.
كانت تلك المدرسة الصغيرة التي ما زال مكانها ملحقاً في مسجد القرية، هي بمثابة المصدر الرئيسي الذي نتلقى (كنت واحده منهم)من خلاله دروس القرآن والحديث ونتعلم الصلاة، وكنا نفتقدها بشدة عندما تنتهي ببدأ دراسة المدارس.
المدرسة ما زالت موجودة مكاناً إلا أنها اختفى نشاطها ولم يعد له وجود ، أطفال اليوم حرموا من متعة تلك الدراسة الدينية وتلقين المعلم للسور والأحاديث ، ومتابعة من أدى الصلاة ومن لم يؤديها ، كل ذلك أصبح ذكرى لمن كانوا هناك ..فهي ذهبت مع أهلها ومن كان يهتم لوجودها مع أنها مرتبطة بشيء لن ينتهي فهي ليست متعلقة بجيل أو عصر معين بل هي تعلم الأطفال أساسيات الدين ووجودها له طابع خاص ومهم..
هناك بعض مدارس القرآن الكريم الحديثة التي تغلق ببدء الصيف وقد يستمر بعضها لكنها لن تحل محل تلك المدارس الصيفية المخصصة لأبناء القرية الواحدة وطابعها المميز.
أن جيل اليوم أحوج لهذه المدارس فوسط المغريات الدنيوية فإن الاختبار صعباً وليس من السهل اجتيازه ، فأصبحت هناك أولويات كثيرة تُعدِم المهم من الحياة وهو الدين ، فعلى الرغم من رغبة الإنسان من التعلق بما يفيده في دنياه وآخرته من الدين إلا أن أدوات الحياة لا تساعد على البقاء والصمود طويلاً ، ففي أحد المواقف التي رواها لي قريب أنه عاد من العمره أكثر التزاما من ذي قبل لكن جميع من يتعامل معهم بشكل يومي يقولون له أن فترة وستمضي وجميعنا مررنا بهذه الحالة قاصدين بأن تآثير فريضة العمره لن يدوم طويلاً وسيمحى ما أن يعود لحياته السابقة وتمر فترة على ذلك ، قد يقول قائل بأنه ليس لديه ذلك الوازع الديني ليصمد قد يكون كذلك لكن حياة اليوم لم تعد كحياة الأمس وأصبح الاهتمام يبتعد عن الدين بداعي الانفتاح . فالملتزم دينيا هو مصدر شك واستغراب سواء مظهراً أم مضموناً ..
نعم أن النوادي الصيفية قامت بدورها لكن أيضاً مدارس القرآن والسنة النبوية بحاجة إلى من يعيدها أحيائها بطريقتها السابقة التي تبقى في الذاكرة فهي تجمع أبناء القرية الواحدة في مكان واحد وتعلمهم أسياسات الحياة وأهمها..
من الجميل أن تقوم الجهات المعنية عند بناء المساجد إلحاقها بغرفة أو قاعة لتدريس القرآن والسنبة النبوية في فصل الصيف كما في هو الحال في بعض المساجد. وأن لا يكتفي الإمام بالآذان وإقامة الصلاة بل يتعداه التطوع لتدريس أبناء القرية التي يخدمها المسجد.
تعليق